عبير الكعكي هاربرز بازار السعودية
عبير الكعكي هاربرز بازار السعودية
Posted inالأشخاص

بعد مسيرة مهنية ناجحة… عبير الكعكي ترسم الطريق للقيادات من النساء

تهوى عبير الكعكي؛ المديرة العامة لشركات استي لودر Estée Lauder في السعودية، خوض التحديات الجديدة، وترى أن السعي وراء المعرفة هو مفتاح النجاح وأنه لا يوجد ما يجعل التجربة أكثر ثراء من أن يكون لديك مرشد، أو أن تكون مرشداً لغيرك

بعد مسيرة السيدة عبير الكعكي المهنية واحدة من القصص الفريدة والمذهلة، فلقد تقلدت مناصب في مجالات متنوعة واسعة النطاق مثل الاستشارات الإدارية، والتطوير العقاري، والخدمات المصرفية، وتكنولوجيا المعلومات. كما شغلت منصب الرئيس التنفيذي للشركة السعودية الدولية للتجارة والتسويق، والأمين العام لمؤسسة الوليد للإنسانية. ففي عالم يقبل فيه الرجال للحصول على وظيفة عندما يستوفون 60 في المائة فقط من المؤهلات، فإن النساء لا يُقبلن إلا إذا استوفين 100 في المائة من المؤهلات المطلوبة، ما هي القوة في حياة عبير التي تمنحها الإصرار على اختبار قدراتها في أي مجال يثير اهتمامها؟

تنسب الابنة الكبرى بين خمسة أشقاء، وأم لأربعة أطفال تحت سن الثامنة، الفضل لوالدها لأنه أظهر لها بشكل مباشر آليات العمل الداخلية وما يتطلبه الأمر لإدارة الأعمال. والأهم من ذلك أنها أخذت الطريقة التي قاد بها شركته على محمل الجد. فلقد أدركت خلال تلك التي ساهمت في تشكيل شخصيتها أن المهارات التي تخولك لتكون قائدًا عظيمًا يمكن تنفيذها في أي مجال.

عبير الكعكي
عباية، من بوقصة. أحذية، من شانيل. الأقراط. بروش؛ ساعة؛ الخواتم كلها ملك عبير

اقرؤوا حوار هاربرز بازار العربية مع عبير الكعكي هنا:

إن اطلعنا على رحلتك المهنية، ذهلنا بمدى التنوع الذي شهدته حياتك المهنية حتى هذه اللحظة، فما الذي أكسبك تلك الثقة الراسخة في نفسك لدرجة أنك شعرتِ أنه يمكنك التنقل بين كل هذه المجالات المختلفة؟
إن التنقل بين المجالات في مسيرتي المهنية قصة شيقة حقاً، فلقد حظيت بأبٍ رائع قام بتربيتي على أساس مدرسة فكرية مفادها أنك تصنع حظك بنفسك. الحظ هو عندما تلتقي الفرصة بالاستعداد لها. لذلك، كنت حظيت بما يكفي من الفرص طوال مسيرتي المهنية. فأنا شخصية شغوفة ومتحمسة جدًا للتغيير وإضافة قيمة للمكان الذي أتواجد فيه، وأعمل وفق مبدأ أن التغيير أمر جيد. وأنحدر من خلفية شركة عائلية، لذا أتذكر الانضمام إلى الاجتماعات منذ سن مبكرة جدًا، مما أعطاني رؤى حول ريادة الأعمال ورؤية التحديات المختلفة لإدارة الأعمال وما يتطلبه الأمر لكي أكون قائدة. فالأمر كله يتعلق بالتعلم المستمر، عليك أن تواصل السعي وراء المعرفة كل يوم. وبصراحة، لقد حظيت بشرف الحصول على مرشدين رائعين في مسيرتي.

عندما تتحدثين عن الاستعداد والفرص في الوقت نفسه، كيف تجلى ذلك عندما ظهر المنصب في استي لودر Estée Lauder؟ ما الذي شعرت أنكِ يمكن أن تقدميه للشركة لترتقي بها في السوق السعودي؟
أرى أن المملكة العربية السعودية تحظى بثقافة غنية بها الكثير من العادات والتقاليد، فهي سوق متميز وواعد، وأعتقد أن استثمار استي لودر Estée Lauder في السعودية يظهر أنها تدرك إمكانات سوق مستحضرات التجميل في المملكة. وبصفتي امرأة سعودية، كان لدي دائمًا شغف شخصي بمجال التجميل. كما شعرت أن قصة السيدة إستي لودر كانت مصدر إلهام غني للغاية، فلقد كانت امرأة وأمًا، وتحدت الوضع الراهن في المجال قبل 75 عامًا وانتهى بها الأمر إلى إنشاء علامة تجميل عالمية لا تزال تزدهر. لذا، فإن أحد الأشياء التي جذبتني حقًا إلى هذا المنصب هي القيم العائلية للشركة، والتي تعد جزءًا لا يتجزأ من ثقافتها. ومع كل التغييرات التي تحدث في السعودية، اعتقدت أن هذا الدور هو المكان المثالي بالنسبة لي لإضافة قيمة إيجابية، ولمساعدة الشركة في خدمة المستهلك السعودي بشكل أكثر فعالية.

عباية، من تشي كا. حذاء، 4200 ريال سعودي، من ديور. الأقراط. الساعة؛ الخواتم كلها ملك عبير الكعكي

ذكرتِ سابقًا أنك حظيت بمرشدين مميزين في الماضي، فهل يمكنك أن تخبرينا كيف ساعدوا في تشكيل رؤيتك للعالم. والآن، بصفتك قائدة بنفسك، كيف ستردين الجميل وتنقلين ذلك للجيل القادم من السعوديين؟
إن الإرشاد والتوجيه من أحب الأمور إلى قلبي، فلم أكن لأصل لما أنا عليه اليوم لولا وجود مرشدين مميزين في حياتي. إن وجود مرشد يمنحك رؤية فريدة من نوعها، فهو يرشدك بطريقة عملية وسليمة، ويمكن للمرشدين مساعدتنا في تحديد ما يعنيه النجاح لكل واحد منا كأفراد، فهو يختلف من شخص لآخر. ومن ثم يصبح بمثابة خارطة طريق ترشدنا إلى المكانة التي نصبوا إليها. أرى أنه من المهم جدًا أن نحدد هذا الهدف، وأن نملك تلك الرؤية ونركز عليها. لقد علمني المرشدون الذين تعاملت معهم أنني بحاجة إلى المثابرة، وسرعة البديهة، وأن أتبنى مبدأ السعي المتواصل وراء المعرفة.
في واقع الأمر، لدينا داخل استي لودر Estée Lauder منصة رائعة تسمى شبكة القيادة النسائية؛ والتي تضم قيادات نسائية تتشارك النجاحات والقصص مع الجيل القادم من القائدات. لأننا بصراحة، بغض النظر عن الأجيال، فإن مشاكلنا تتشابه. أنا أم عاملة وسأكون صادقة، لقد كان ذلك يمثّل تحديًا بالنسبة لي. لذلك من الجيد أن تشاركي معرفتك، وأن يكون لهذه المعرفة تأثير إيجابي، آملاً في أن تسهّل حياة شخص ما.

صحيح أن رد الجميل بتلك الطريقة أصبح أساس في حياتك المهنية. فأنت أيضًا عضوة في الفرع السعودي لمنظمة الرؤساء الشباب؟
نعم، إنها منصة رائعة للقادة الشباب لتبادل الأفكار ومناقشة التحديات عبر مختلف القطاعات والدول. وبصراحة، لقد كانت القدرة على تبادل الأفكار ومشاركة الدروس المستفادة مع الآخرين بمثابة قيمة مضافة كبيرة. وهناك برنامج آخر أحبه حقًا في استي لودر Estée Lauder، وهو برنامج الإرشاد العكسي، الذي أنشأه مديرنا التنفيذي. حيث تتواصل مع شخص ما من جيل الشباب في الشركة. ولقد حظيت بمرشد رائع تحدث معي عن مدى أهمية الاستيقاظ بحلول الساعة 6 صباحًا وممارسة التمارين الرياضية لأن العقل السليم في الجسم السليم، كما أن ذلك يساعد في السيطرة على التوتر ويعزز التوازن الجيد بين العمل والحياة.

ما هو دورك في استي لودر Estée Lauder؟ وما هي الجوانب الرئيسية التي تصبين تركيزك عليها في الوقت الحالي؟
مهمتي هي تسليط الضوء على ثراء ثقافة وتقاليد المملكة وإبرازها حتى تتمكن استي لودر Estée Lauder من التعامل مع المستهلك السعودي بشكل أكثر فعالية وكفاءة. عندما انضممت إلى الشركة لأول مرة، لم تكن لدي خبرة في مجال التجميل، لذلك كنت أزور المتاجر مرة واحدة في الأسبوع وأتحدث إلى مستشاري التجميل حتى أكون أقرب إلى المستهلك وأفهم احتياجاته بشكل أفضل، فمديري يطلب منا أن نتولى القيادة ونتعامل مع كل التوجهات، وأن نقدم نموذجًا يُحتذى به وأن نتحلى بالإيجابية وأن تسعى للمعرفة باستمرار. بذلك، يمكننا التواصل بشكل أفضل مع جميع أصحاب المصلحة لدينا؛ سواء كانوا زملائنا أو شركائنا أو موزعينا أو عملائنا. فعندما التقت السُبُل بين مساري المهني وEstée Lauder، مثّل الأمر توافقًا مثاليًا. فذلك مجال جديد بالنسبة لي، في شركة تشجع على التغيير وتشجع النساء على المشاركة في تشكيل مصيرهن. وهنا بجانب مكتبي يوجد على الحائط تلك المقولة التي أحبها من السيدة إستي. والتي تقول “لم أصل إلى هناك بالتمني أو الأمل فيه، ولكن بالعمل”، فكيف يمكن ألا أقبل هذه الوظيفة.

عباية، من حصة بن سويدان. فستان؛ الأقراط, كلاهما ملك عبير الكعكي

3 ‬طرق‭ ‬لفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬القيادات‭ ‬من‭ ‬النساء بإلهام من عبير كعكي

ارتقِ بالمرأة في مؤسستك

  • من المهم تقدير خبرة المرأة. ذلك يتضمن الإنصات باهتمام إلى أفكارها، وتقييم مساهمتها، وتقدير خبرتها مع المؤسسة على صعيد علني.
  • تسليط الضوء على تعليقاتها في أي اجتماع. لتمكين المرأة، قم بتأكيد تعليقاتها بشكل فعال من خلال تكرار أفكارها وتعزيزها. فهذا يساعد على تعزيز مركزها وتوفير بيئة شاملة.
  • منحها دور أو مهمة مستدامة. إن تقديم مثل هذه الفرص يُظهر الثقة في قدراتها، مما يسمح لها بتوسيع مجموعة مهاراتها وتقديم إسهامات أكبر

القيادة بالاعتماد على مكامن القوة

  • الاعتراف بمكامن القوة الفردية، من خلال تحديدها والاستفادة منها، فإنك لهذه القوة القدرة على تهيئ بيئة يتم فيها تقييم إسهامات الجميع وفقًا لسماتهم الفريدة.
  • تخصيص المهام وفق جوانب القوة، يتيح للقيادات النسائية إبراز مهاراتهن والتفوق في مجالات خبرتهن، مما يسهم في نهاية المطاف في نجاح الفريق والمؤسسة.
  • لا تهدر الوقت على جوانب خارجة عن إمكاناتك بل قدّر ما لديك من إمكانات. قم يتحفيز القائدات على تقدير سماتهن الحقيقية والاحتفاء بالتنوع والتفرد.

ترسيخ ثقافة قائمة على تلقي وتقديم التعقيبات

  • استخدام نموذج الإعجاب/التجربة للجميع في اجتماع الفريق. هذا يضمن موازنة التعقيبات البناءة مع التعزيز الإيجابي، مما يسهل على نمو القيادات النسائية.
  • الاحتفاء بالنجاح. يمثل الاعتراف بالنجاحات والاحتفاء بها، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، المحرك الرئيسي للتحفيز والأخلاقيات. فهو لا يعزز الثقة فحسب، بل يقدم أيضًا نموذجًا للآخرين ليطمحوا إليه كذلك.
  • تقديم تفاصيل محددة للتحسين. يهيء هذا النهج بيئة داعمة يمثل فيها النمو هدفًا مشتركًا ويُنظر إلى تحديد مجالات التحسين على أنه طريق للتنمية.

تصوير إفرام إيفدور، تنسيق إيموجين ليجراند.

اقرؤوا أيضاً:

No more pages to load