الأميرة غيداء طلال: “وجودي بجانب مرضى السرطان هو ما جعل لحياتي معنى”
غيداء طلال، ذات القلب الكبير، تسعى بلا كلل لدعمهم في كفاحهم، وفي عيونها يضيء الأمل بنورٍ مشرق.
من هي الأميرة غيداء التي أفنت حياتها بكل تفانٍ لمحاربة السرطان ودعم مرضاه؟ تُعد صاحبة السمو الأميرة غيداء طلال رمزًا للتفاني والعطاء، حيث جعلت من رسالتها في دعم المرضى نبلاً يعكس أسمى معاني الإنسانية. بعد أن مرت بتجربة شخصية غيّرت مسار حياتها، انطلقت بشجاعة لقيادة مؤسسة الحسين للسرطان، ونجحت في تحويل مركز الحسين بن طلال إلى أحد أبرز الصروح الطبية المتخصصة في علاج السرطان في العالم العربي.
في “أكتوبر الوردي”، نسلّط الضوء على أميرة كرّست حياتها لدعم مرضى السرطان، وغرست في أبنائها، الأمراء حسين ومحمد والأميرة رجاء، حب العطاء والعمل من أجل تحقيق نفس الهدف النبيل.
من هي الأميرة غيداء طلال؟ تعرفي على ملهمتكِ!

سليلة عائلة لبنانية بارزة
وُلدت سمو الأميرة غيداء في 11 يوليو 1963 في بيروت، لبنان، كبرى أشقائها الأربعة. تنتمي لعائلة “سلام” البارزة سياسياً في لبنان. جدها الأكبر، سليم علي سلام، شغل العديد من المناصب العامة في بيروت، من بينها نائب ممثل لبيروت في البرلمان العثماني.
لها مسيرة إعلامية مُشرفة
التحقت الأميرة غيداء بمدرسة “الكلية البروتستانتية الفرنسية” في بيروت، وتابعت تعليمها العالي في الولايات المتحدة، حيث درست السياسة الدولية والاقتصاد بجامعة جورج تاون. بعد تخرجها، عملت في الصحافة مع شبكة “ABC” في لندن، ثم كمراسلة لصحيفة “صنداي تايمز” في الأرجنتين. وعادت لاحقًا إلى بيروت للعمل مع “رويترز” لتغطية الحرب اللبنانية، قبل أن تنتقل إلى صحيفة “فاينانشال تايمز” في لندن، حيث اختتمت مسيرتها الصحفية. وعند زواجها من الأمير طلال بن محمد كلفها الملك الحسين بتأسيس مكتب الإعلام الدولي في الديوان الملكي.
تجربتها مع السرطان: كيف غيّرت مسار حياتها؟

في منشور مؤثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2020، قالت سمو الأميرة غيداء طلال: “تجربتي الشخصية التي بدأت قبل 28 عامًا مع زوجي الأمير طلال بن محمد خلال مواجهته وتغلّبه على مرض السرطان، والحمد لله، جعلتني أدرك قيمة الدعم النفسي، الذي يلعب دورًا أساسيًا في رفع معنويات المريض وتقوية عزيمته.”
لقد كانت لهذه التجربة أثر عميق في قلب الأميرة غيداء، حيث كانت في بداية حياتها الزوجية، وفي تلك الأوقات العاطفية، فوجئت بخبر تشخيص زوجها بمرض سرطان الغدد الليمفاوية وهو في عمر لا يتجاوز الستة والعشرين.
تلقى الأمير طلال العلاج في أحد مراكز العلاج في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هنا بدأ اهتمام سموّها الكبير بمرض السرطان. استمرت هذه الرحلة الصعبة لمدة عامين، حتى انتصر الأمير طلال في معركته ضد المرض.
تقول الأميرة غيداء، “كنا محظوظين بتلقي العلاج في أفضل مراكز علاج السرطان في العالم، وما أسعى إليه هو أن يتمكن كل مريض في العالم العربي من الحصول على العلاج بنفس الكفاءة، وأن يعرف الجميع أن أحبائهم في مركز الحسين للسرطان هم في أيدٍ أمينة.”
تعرفت على زوجها بالجامعة

تزوجت الأميرة غيداء من الأمير طلال بن محمد عام 1991 في الأردن، بعد قصة حب بدأت في أروقة جامعة جورجتاون الأمريكية، حيث درسا معًا هناك. واستمرت علاقتهما حين انتقلت الأميرة غيداء إلى بريطانيا بينما تخرج الأمير طلال من أكاديمية ساندهيرست العسكرية. رزقا بثلاثة أبناء: الأمير حسين، والتوأم الأمير محمد، والأميرة رجاء، الذين ساروا على خطى والديهم، وتخرجوا جميعًا من جامعة جورجتاون، ليصبح ذلك تقليدًا عائليًا مميزًا في أسرتهم الصغيرة.
مسيرة في دعم مرضى السرطان

في عام 2001، عيّن الملك عبد الله الأميرة غيداء طلال رئيسة مجلس أمناء مؤسسة الملك حسين للسرطان، التي تُعد واحدة من أبرز مراكز علاج السرطان في الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف سموّها عن العمل الإنساني، حيث شاركت في العديد من المبادرات المهمة، منها مشروع إنقاذ العلماء العراقيين عام 2007، والذي ساعد في تأمين أماكن لهم في جامعات أوروبية.
كما حصلت الأميرة غيداء في عام 2008 على جائزة التعاون الإنساني الدولي تقديرًا لجهودها، وفي سبتمبر 2011، مثلت الملك عبد الله كمبعوث خاص في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأمراض غير المعدية في نيويورك.
وإلى جانب نشاطها العام، حرصت الأميرة على غرس قيم العمل الخيري في أبنائها منذ الصغر، فكانوا يشاركون بانتظام في التطوع في مركز الحسين للسرطان. وقد برهن أبناؤها على التزامهم بهذه القيم عندما قاموا بتسلق أعلى قمة جبل في الوطن العربي لجمع التبرعات، مساهمين بذلك في دعم مرضى السرطان وعلاجهم، ليكملوا مسيرة والدتهم في نشر الأمل ومساعدة الآخرين.
اقرؤوا أيضًا:
