Posted inهاربرز بازار أخبارالأخبار الملكية

الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي:”رؤيتنا المستقبلية تتعلق دائمًا بالأطفال والشباب”

من قلب عاصمة الثقافة، إمارة الشارقة، انطلقت فعاليات مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، الذي يستمر حتى 12 أكتوبر الجاري، تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة فن. يبرز المهرجان أكثر من 90 فيلمًا من أكثر من 70 دولة.

الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، المدير العام لمؤسسة “فن” ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، تحدثت بشغف عن مسيرة تنظيم المهرجان وتأثيره في تشكيل وعي الشباب.

كما سلطت الضوء على كيفية تطور المهرجان على مر السنين، بدءًا من مواجهة التحديات وصولًا إلى دمج التكنولوجيا الحديثة، بهدف احتضان جيل جديد من صناع السينما.

الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي في مقابلة حصرية مع بازار العربية بمناسبة إنطلاق النسخة الـ11 من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب

حوار خاص لـ الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مع بازار العربية
حوار خاص لـ الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مع بازار العربية – تصوير: مصطفى عذاب

بدأت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي حياتها المهنية كمعلمة لغة إنجليزية، ثم انتقلت للعمل كأمينة مكتبة، ومن بعدها كمتخصصة في العلاقات العامة. في عام 2013، تولت منصب مدير عام مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب. حول تحولها إلى مجال الإعلام والسينما، “أحب الأفلام والتصوير منذ صغري، وقد جذبني هذا المجال كثيرًا. بالإضافة إلى ذلك، لدي شغف بالعمل مع الأطفال، لذا كانت فرصة الجمع بين الأفلام والأطفال مثالية بالنسبة لي.”

عند سؤالها عن التحديات التي واجهتها في تنظيم هذه النسخة من المهرجان، “التحديات كثيرة في الواقع، وأهمها اختيار الأفلام، لأننا لا نستطيع إرضاء جميع الأذواق. قد يكون الفيلم رائعًا بالنسبة لي، لكنه قد يكون مملًا للآخرين، وهكذا. أيضًا، من أجل توسيع نطاق عمل المهرجان، نحتاج إلى زيادة عدد الداعمين من الداخل والخارج، بما في ذلك الشركاء من المهرجانات الأخرى والمخرجين والحضور والرعاة. فذلك سيساعدنا على تخطي التحديات بشكل أسهل.”

يسهم الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب في تعزيز وعي الأطفال والشباب حول السينما وأثرها في المجتمع، وفي هذا الصدد، الشيخة جواهر قائلة: “يعمل المهرجان دائمًا على تشجيع الأطفال والشباب في جميع مجالات صناعة السينما، سواء في الإخراج أو كتابة السيناريو أو التصوير وغيرها. كما أننا نقدم إسهامًا خاصًا يتمثل في تشكيل لجنة تحكيم للأفلام من الشباب الواعدين الذين تخصصوا في النقد الفني. وقد تم اختيار بعضهم لاحقًا للتحكيم في مهرجانات دولية.”

وعن مرور 11 نسخة ناجحة من المهرجان، استعرضت الشيخة جواهر رؤيتها المستقبلية لتعزيز دور المهرجان في المشهد الثقافي، “رؤيتنا المستقبلية تركز دائمًا على الأطفال والشباب، لأن هذا المهرجان هو في الأساس من أجلهم. نرغب في الحفاظ على وعي الأطفال والشباب وثقافتهم. ومن أجل تعزيز ذلك، أضفنا قسم دولة الشرف، سواء كانت عربية أو غير عربية، حيث تتضمن العروض خلال المهرجان أفلامًا من هذه الدولة، بالإضافة إلى استضافة ضيوف منها وتنظيم جلسات نقاشية حول أفلامها وتراثها وتقاليدها. وبالتالي، تعتبر هذه الإضافة بمثابة دورة دراسية تساهم في تحقيق هدفنا في نشر الوعي والتعلم.”

عند سؤال الشيخة جواهر عبدالله القاسمي عن كيفية تعامل المهرجان مع التغيرات التكنولوجية المتسارعة في مجال صناعة السينما، قائلة : “نظرًا لأننا متخصصون في أفلام الشباب والأطفال، يجب علينا أن نكون مواكبين لكل ما هو جديد في مجال السينما والتكنولوجيا، سواء كان ذلك يتعلق بالكاميرات أو أساليب التصوير الحديثة. نسعى لعرض أفلام تستخدم هذه التكنولوجيا الجديدة، ونحاول أيضًا دمجها في الورش وفعاليات المهرجان. على سبيل المثال، يُعد الذكاء الاصطناعي أحد الاتجاهات الحديثة في الساحة، لذا يجب أن نعرض أفلامًا تم استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاجها، أو نقدم ورش عمل تركز على كيفية استخدام هذه التقنية.”

عند سؤالها عن أكثر جانب من المهرجان يلهمها ويحفزها عامًا بعد عام، “إن رؤية الأطفال والشباب وهم يحضرون المهرجان ومشاركتهم في عرض الأفلام أو في لجان التحكيم هي أكثر ما يلهمني

عندما سُئلت الشيخة جواهر عن كيفية تمكنها من الموازنة بين مسؤولياتها المهنية وحياتها الشخصية، “في البداية كان ذلك صعبًا جدًا، وكنت أخصص وقتًا أكبر للعمل على حساب المنزل. لكن مع مرور الوقت، تعلمت كيفية إشراك عائلتي في عملي. أستشير أبنائي وأتعرف على آرائهم في الأفلام، ما الذي يحبونه وما الذي يرغبون في مشاهدته، ومن هم الممثلون الذين يتطلعون لمقابلتهم. حتى في شكل المهرجان، أستفيد من وجهات نظرهم، لأنهم يمثلون الفئة العمرية المستهدفة من الجمهور.”

حوار خاص لـ الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مع بازار العربية
حوار خاص لـ الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مع بازار العربية- تصوير: مصطفى عذاب

تستمد الشيخة جواهر شغفها في دعم السينما والفن من قناعة راسخة، “إن المهرجان يدعم الأطفال والشباب، ونحن دائمًا، ومنذ البداية، نعمل من أجلهم. السينما والأفلام أدوات قوية، ويجب استخدامها بشكل صحيح، حيث يمكن أن تسفر عن قصص وأفكار وأفلام رائعة ومبهرة. إذا زرعنا هذا الشغف فيهم منذ البداية بطريقة صحيحة من خلال التشجيع والاهتمام، فإننا نكون قد وضعنا الأسس لصناعة سينما مستقبلية متميزة.”

تحدثت الشيخة جواهر عن تجربتها السابقة في إنتاج فيلم ضمن مسلسل الخيال العلمي “أجوان”، حيث وصفتها قائلة: “كانت هذه أول تجربة لي في الإنتاج، وكانت متعبة جدًا. أعتقد أن دور المنتج أصعب بكثير من دور المخرج، لأن المنتج يتدخل في تفاصيل عديدة، مثل اختيار الممثلين والتعليق الصوتي والأنيميشن وأي عنصر آخر في الفيلم. شعرت أن المسؤولية أكبر، واستغرقنا وقتًا طويلًا في صناعة هذا الفيلم، حوالي 10 سنوات. في البداية تعاوننا مع شركة أنيميشن لم تعجبنا نتائجها، لذا قررنا الانتقال إلى شركة أفضل، لأننا نريد تقديم أفضل عمل ممكن، وليس مجرد عمل جيد، وهذا يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين.”

وعن الأعمال القادمة، أضافت الشيخة جواهر: “نحن نعمل على عدة مشاريع جديدة، ونتطلع إلى تقديم تجارب فنية مميزة في المستقبل.”

عن المهرجان

يعد “الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب” المهرجان الأول للأطفال والشباب في الإمارات والمنطقة، وأحد مشاريع مؤسسة “فن”. ويهدف إلى تعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة من الشارقة، والإمارات، وكذلك إلى نشر التعليم والإبداع عن طريق فن صناعة الأفلام، وتعريف الأطفال والشباب بمختلف الثقافات والخبرات، وتشجيع صناعة المحتوى.

اقرؤوا أيضًا:

No more pages to load