
سبب اعتزال دانا مارديني: قرار فني أم خطوة شخصية؟
في لحظة هادئة لكنها حاسمة، اختارت دانا مارديني أن تبتعد عن الشاشة وتقترب من ذاتها الفنية.. قرار لم يكن رد فعل، بل محطة تأمل طويلة انتهت بخطوة غير تقليدية.
سبب اعتزال دانا مارديني تصدّر عناوين الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، مثيرًا موجة واسعة من التساؤلات وردود الفعل المتباينة بين جمهورها ومتابعي الفن العربي. فاجأت دانا الجميع بخطوة غير متوقعة قلبت الموازين وفتحت الباب أمام تكهنات لا تنتهي، خاصة وأنها كانت من أبرز الوجوه التي تركت بصمتها في أعمال أثرت في المشاهد العربي ولامست وجدانه
ما بين الدهشة والاحترام، لم يكن خبر الاعتزال مجرد قرار عابر، بل لحظة مفصلية أعادت تسليط الضوء على مسيرتها المليئة بالعمق والإحساس. جمهورها، الذي تعلّق بكل دور جسّدته، وجد نفسه أمام خبر غيّر شكل علاقتها بالشاشة، وأثار فضولًا كبيرًا حول كواليس ما جرى.
سبب اعتزال دانا مارديني
السبب الحقيقي وراء اعتزال دانا مارديني هو شعورها العميق بعدم الانتماء لعالم التلفزيون في صيغته الحالية حيث أوضحت أنها لم تعد تجد ذاتها فيه وأن القرار لم يكن وليد لحظة غضب أو انفعال بل فكرة كانت تراودها منذ سنوات وأنها رغم نجاحها الكبير إلا أنها لم تكن تشعر بالراحة الكاملة داخل هذا الإطار وأنها ترغب في متابعة شغفها الفني من خلال المسرح والسينما فقط بعيدًا عن العمل التلفزيوني بكل ما يحمله من ضغوط ومتغيرات لا تشبهها ولا تليق بما تؤمن به فنيًا، وقد نشرت دانا في الـ21 من يوليو 2025، عبر حسابها على إنستغرام قائلة “أعلن اعتزالي كممثلة، لن أعمل بعد الآن في مجال التلفزيون، أياً كانت الشركة أو المحطة… هذا القرار ليس ردّ فعل، بل فكرة تراودني منذ سنوات”.
بين الخصوصية والاختيار الفني: كواليس قرار دانا
أتى إعلان دانا مارديني اعتزالها للتلفزيون محاطًا بهدوء تام واحترام كبير، ليس فقط من قبل الجمهور، بل حتى من محيطها الشخصي، حيث طلبت بوضوح في منشورها عدم التواصل مع أهلها وأكدت أنها تنتمي لعائلة تحترم قرارات أفرادها ولا تتدخل في شؤونهم، في لفتة تعكس عمق تمسكها بخصوصيتها ورفضها لأي محاولة للضغط أو الاستفسار خارج إطارها الشخصي.
ورغم أنها لم تُفصح عن الأسباب المباشرة لقرارها، إلا أن ظهورها المتقطع في الأعمال من بعد عام 2018م أثار علامات استفهام كثيرة، واعتبره البعض مؤشرًا مبكرًا على تراجع حماستها تجاه ما يُعرض على الشاشة الصغيرة، خاصة مع تزايد الانتقادات التي طالت الوسط الدرامي من حيث تراجع التنافسية واحتكار الجمال للمساحات على حساب الموهبة، ما قد يكون ساهم في تعميق شعورها بعدم الانتماء الفني.
وفي المقابل، ألمحت دانا إلى أن المسرح والسينما يقدّمان لها فضاء أوسع للتجريب والتعبير الحر، بعيدًا عن الضغوط التجارية التي أصبحت تطغى على الإنتاجات التلفزيونية، مؤكدة أنها ستكمل طريقها الفني من خلال هذه المسارات فقط، حيث يعد الجمهور بمزيد من التجارب المختلفة والاختيارات التي تليق بموهبتها ووعيها الفني.

لمحة عن مشوارها الفني في عالم الدراما
منذ تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق خطّت دانا مارديني طريقها بثبات في عالم الدراما وقدّمت أدوارًا لافتة رسّخت اسمها بسرعة بين نجمات الصف الأول حيث تألقت في مسلسلات مثل الولادة من الخاصرة والندم وتانغو وللموت وتميّزت بقدرتها على تجسيد الشخصيات المركبة بحساسية عالية وأداء صادق جعل الجمهور يترقب ظهورها في كل موسم ويعتبرها من أكثر الممثلات موهبة في جيلها.
من هي دانا مارديني؟
ولدت دانا مارديني في الـ26 من يونيو عام 1988م بدمشق، ودرست التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت منه عام 2010م، حيث بدأت مسيرتها الفنية بالمشاركة في عروض مسرحية خلال الدراسة مثل “لحظة” و”سيليكون”.
بدأت انطلاقها التلفزيونية في عام 2011م من خلال دور “حنين” ابنة المقدم رؤوف بمسلسل “الولادة من الخاصرة” وأجزائه المتعاقبة، وهي المشاركة التي لفتت الأنظار إليها وفتحت أبواب الشهرة أمامها.
على مدار نحو عقد، قدّمت مارديني أكثر من 20 عملاً بين السينما والمسرح والتلفزيون، من أبرزها “أرواح عارية”، “سنعود بعد قليل”، “قلم حمرة”، “حلاوة الروح”، سلسلة “العراب”، ومسلسل “الندم” حيث جسدت ثنائيًا مع محمود نصر، وأخيرًا “تانغو”، الذي منحها جائزة الموريكس دور عام 2019 عن أفضل ممثلة عربية لدورها المعقد والمؤثر في هذا العمل المشترك.
في السينما كانت مشاركتها محدودة، لكنها مؤثرة، عبر فيلمين: “دمشق مع حبي” عام 2010م حيث ظهرت في أول ظهور سينمائي عام، و”رسائل الكرز” عام 2015م، حيث أدّت دور “سيماز” بتجربة غنائية تنبض بالعاطفة.
عُرفت دانا طوال مسيرتها بأسلوبها الهادئ وحرصها الدائم على خصوصيتها، فابتعدت عن الأضواء وقلت لقاءاتها الإعلامية، معتبرة أن أعمالها هي من يتحدث عنها، وهي من أسرة تفضل أن تعيش خارج دائرة الإثارة الإعلامية، وتفضل التعامل الفني الجاد بعيدًا عن الزخم والإشاعات.
اقرؤوا أيضًا: