
بيتر فيليبس يكشف عن مصدر إلهامه وراء أحدث مجموعات مكياج ديور
مدير الصورة والإبداع لدى Dior يتحدّث عن توظيف أحد الرموز الأيقونية للدار في مجموعته الجديدة
في حديثه مع هاربرز بازار العربية خلال لقاء ودّي في فندق ماندارين أورينتال الدوحة، أكّد بيتر فيليبس، المدير الإبداعي في قسم الماكياج لعلامة ديور بأنه ”لا يوجد ما يضاهي جمال امرأة وهي تضع أحمر شفاه، فهذه الحركة الرشيقة تلعب دوراً كبيراً في رسم الشفاه المثالية“. وتعدّ هذه العملية أمراً حاسماً بالنسبة إلى بيتر، الذي ساهمت رؤيته الاستثنائية للجمال منذ استلامه إدارة قسم الماكياج عام 2014 في إبداع مجموعة من أبرز مساحيق التجميل المفضّلة، مدفوعاً بتقديره الكبير للأنوثة وشغفه بالألوان. ويبرز فيليبس كأحد الرواد الذين يرسمون مستقبل قطاع الجمال انطلاقاً من رؤيته كفنان مبدع يعتمد الابتكار والشغف طريقاً له. ”أسعى دائماً إلى تقديم إبداعات مبتكرة تتجاوز المألوف وتتفوق على ما قبلها“.
يكشف معرض الدوحة عن لمسة فيليبس المتألقة من خلال مجموعته التي طرحها هذا الشهر بعنوان نيو لوك، حيث تبرز نقشة هاوندستوث التي تشتهر بها الدار في مجموعة منتجات الماكياج الحصرية للمصمم فيليبس، وصولاً إلى مجموعة العطور الخاصة لا كوليكشين بريفي، في خطوة تجمع مفردات الأزياء الراقية وعطور فرانسوا ديماشي المميزة. ويظهر هذا النقش كعنصر جوهري في تصميم عطور جريس ديور وعود أصفهان وأمبر نوي حصرياً، من العلبة الخارجية إلى الزجاجات المزخرفة. كما يسجّل هذا الإصدار المرة الأولى التي تشترك فيها مجموعة لا كوليكشين بريفي ومنتجات ديور ميك اب بذات النقشة، ما يرسم مشهداً جرافيكياً يجسّد إرث العلامة.
ويستحضر اسم المجموعة عرض أزياء كريستيان ديور المتميز لموسم ربيع 1947، والذي طرح تصاميم مبتكرة من القطع المزمومة عند الخصر والتنانير الطويلة، ليقدّم إبداعات مذهلة دفعت كارمل سنو، رئيسة تحرير هاربر بازار في ذلك الوقت، للتعبير عن إعجابها الشديد بالتشكيلة، بالقول: “عزيزي كريستيان، لقد أحدثت نقلةً نوعيةً في عالم الأزياء وقدّمت إطلالات غير مسبوقة”. لتشتهر إبداعات المصمم من ذلك الحين باسم الإطلالة الجديدة أو نيو لوك.
تأثّر ديور بالفن الإنجليزي، ويُعدّ من أوائل المصممين الذين وظّفوا نقشة الألوان المتقاطعة في تصاميمه، ليقدّم رمزاً كلاسيكياً رافق العلامة منذ بداياتها. وهكذا تحوّل النقش، الذي اقتبسه ديور من الأزياء الرجالية واستعمله في تصاميمه الأنثوية الجريئة باللونين الأبيض والأسود، إلى رمز أيقوني أعادت العلامة صياغته بأسلوب جديد في أحدث إصداراتها من منتجات التجميل. لذلك يجد فيليبس بأن المجموعة تشكّل “تكريماً لاسم كريستيان ديور وتمثّل الجمال الحقيقي لجوهر العلامة، خاصةً مع هذا التفصيل المذهل”.
يقدّم فيليبس صياغةً جديدةً من نقش الألوان المتقاطعة على مستحضر روج ديور، أحمر الشفاه الأكثر مبيعاً والمتوفر بلمسات نهائية من الساتان أو المات أو المعدني أو المخملي. وتمتاز تركيبته المعزّزة بمكوّنات الأزهار الفعّالة للعناية بالشفاه بقوام مريح ومظهر يدوم طويلاً، كما تشكّل جزءاً من استراتيجية الدار لتقديم تصاميم صديقة للبيئة من خلال العبوة القابلة لإعادة التعبئة. ولدى سؤالنا حول أهمية الاستدامة بالنسبة إلى العلامة، يؤكد فيليبس أنها عنصر أساسي. ”تُعدّ ديور من العلامات التجارية الفاخرة الأكثر تقدماً في هذا المجال من حيث التركيبات وأساليب التعبئة، كوننا بدأنا مسار الاستدامة في وقت مبكر جداً، وأصبحنا على دراية بآليات الاستفادة من المواد المعاد تدويرها، وغيرها من المفاهيم مثل إعادة التعبئة. وتجري اليوم أبحاث كثيرة تتناول الاستدامة والقدرة على استخدام المعلومات المتاحة لابتكار منتجات تحافظ على إرث العلامة الفاخرة وتحمل في الوقت ذاته عناصر الابتكار والتطور. وهذا ما يمكن إيجاده في أحمر شفاه روج ديور مثلاً، والذي اتسعت عناصر جاذبيته من اللون لتشمل شكل العبوة أيضاً، ولكن مسؤولية الحفاظ على البيئة لا تقتصر على الجهة المنتجة، بل ينبغي أن يدركها العملاء بدورهم. ونأمل أن تساهم الجهود التي نبذلها في مجال الاستدامة في تشجيع العملاء على اتخاذ خطوات إيجابية في هذا الاتجاه. ولا يتعلّق مفهوم الرفاهية بالنسبة إليّ بالمنتجات وحدها، بل بكل التفاصيل التي تحيط بنا، لذلك نتحمّل جميعاً مسؤولية التصدّي لتلوّث البيئة والمساهمة في تطوير المنهجيات التي تعتمد الاستدامة، وهذا ما يمكن أن نسميه بالرفاهية الحقيقية“.
ينظر فيليبس إلى مستقبل قطاع الجمال بعين التفاؤل، موضحاً: ”نجحنا بالخروج من الأزمة الصحية العالمية بكامل طاقتنا، ولدينا نظرة جديدة للجمال، حيث اختبرنا إطلالتنا في فترة الإغلاق بدون مساحيق تجميل أو مع مقدار قليل منها. وأنا أعتبر الماكياج أداةً لتعزيز الجمال أو إخفاء العيوب وليست قناعاً يخفي الملامح، وقد أطلقنا أحمر الشفاه روج ديور ديب بالم خلال الأزمة كي نمكّن السيدات من استعادة الشعور بالتألق والاستمتاع بأحمر شفاه مريح تحت الكمامة، فهو يتميّز بلمسة طبيعية وجاذبية مرهفة. كما أعتقد بأننا توصّلنا إلى نوع من التوازن، حين نخرج يوماً بإطلالة جذابة ونحظى بالكثير من المرح ونمضي في اليوم التالي بمظهر طبيعي، في مقاربة مرنة تتكيّف مع جميع الظروف“.
يجيب فيليبس عن رأيه بعادات الجمال في منطقة الشرق الأوسط، فيقول مازحاً: “تشعرني خبرة سيدات المنطقة بمستحضرات التجميل بالرهبة”. ويؤكّد بأن “السيدات العربيات خبيرات حقاً، ولديهنّ الشغف والمعرفة بفنون الماكياج والقدرة على تطبيق مساحيق التجميل التي تمنح العمق للعينين، مع التظليل والإضاءة ورسم الشفاه باستعمال أكثر من درجة لونية. وأنا كفنان ماكياج يسرني مشاهدة هذه الخبرة التي تتمتع بها سيدات المنطقة”.

وفي الحديث عن مصدر إلهامه المستمر طوال مسيرته الطويلة، يقول: “بدأ شغفي بعالم التجميل خلال عملي في كواليس عروض الأزياء، حيث اختبرتها أول الأمر من وجهة نظر منصات العرض، لكن بدايتي الحقيقية الأولى كانت عندما أجريت لقطات تحريرية لمجلة نسائية تركز على تجميل إطلالات القرّاء. وقد مثّلت تلك التجربة لحظةً جوهرية فتحت عيناي على آفاق جديدة، حيث أبدت السيدات امتناناً ملفتاً لما كنت أعتبره في السابق أمراً بديهياً، وكان من المذهل رؤية تأثير الماكياج على هؤلاء النساء. كما ساهمت تلك التجربة في صقل مهاراتي في وضع الماكياج الطبيعي. أمّا اليوم، فأشعر بسعادة غامرة لتمكّني من ابتكار مساحيق تجميل مفضّلة تضمن لعشاقات الجمال الشعور بالرضا والجاذبية”.
من عدد هاربرز بازار العربية لشهر يناير 2022.
تسوّقوا المجموعة الجديدة على الرابط التالي: https://shop-beauty.dior.sa