Posted inهاربرز بازار أخبار

هكذا تعود أفضل عطور ديور في مجموعة لاكوليكسيون بريفيه إلى الواجهة من جديد

المجموعة النادرة التي أُطلقت لأول مرة منذ 18 عاماً تعود بلمساتٍ عصرية مميزة على يد المدير الإبداعي لقسم العطور في علامة ديور، فرانسيس كوركدجيان

يحرص المدير الإبداعي للعطور في علامة ديور، فرانسيس كوركدجيان، على إعادة ابتكار الروائح الكلاسيكية الفريدة في أفضل عطور ديور بلمساتٍ عصرية مع الحفاظ على خصوصية العطر الأصلي وجوهره الأصيل. 

ويؤكد كوركدجيان أن “الأسلوب الكلاسيكي لا يعني بالضرورة العطور المملة والقديمة”. فمن الضروري أن يدرك كل خبير عطور ينضم إلى دار Dior دوره الهام في الحفاظ على إرثها إلى جانب سعيه لابتكار إبداعاتٍ مستقبلية جديدة. ويصف فرانسيس هذه المهمة المتميزة قائلاً: “يتحتم على صانع العطور الاهتمام بإرث الماضي العريق إضافة إلى تقديم إبداعاتٍ جديدة ومبتكرة”. ونجح فرانسيس – الذي انضم إلى ديور كمديرٍ إبداعي للعطور في نهاية العام الماضي – في إعادة ابتكار أول ثلاثة من عطور مجموعة لاكوليكسيون بريفيه La Collection Privée التي ابتكرها لصالح الدار في عام 2004، وهي: Eau Noire وBois D’Argent وCologne Blanche. ونجح من خلال هذه الخطوة إعادة تجديد الروائح الأساسية في المجموعة مع إضافة لمساتٍ من التغيير والحيوية لعناصرها الكلاسيكية بما فيها اللافندر والسوسن وزهر البرتقال. وعلّق فرانسيس حول ذلك: “قال السيد ديور ذات مرة: من الضروري احترام التقاليد، ولكن الأهم التحلي بالجرأة على التغيير. لأن لمسات الماضي تكمل لوحة المستقبل. وهذه هو نمط التوازن الذي أسعى إلى الوصول إليه”.

أفضل عطور ديور المدير الإبداعي للعطور في علامة ديور، فرانسيس كوركدجيان
المدير الإبداعي للعطور في علامة ديور، فرانسيس كوركدجيان

وجاء اختيار فرانسيس ليتولى هذا المنصب الجوهري، بعد تقاعد خبير العطور الرائع فرانسوا ديماشي، كخطوةٍ حكيمة ومدروسة بفضل شغفه الكبير في صناعة عطورٍ فريدة تتخطى حدود الإبداع. وبدأ فرانسيس رحلته في عالم العطور في عام 1995، مع عطر Le Male الذي ابتكره لصالح علامة Jean Paul Gaultier، والذي أصبح فيما بعد أحد أكثر العطور مبيعاً في العالم. كما اشتهر فرانسيس بإعادة ابتكار عطر Marie Antoinette في عام 2006، باستخدام تركيبات نادرة ومعقدة تعود إلى القرن الثامن عشر، بالتعاون مع دارChâteau de Versailles. واستطاع خبير العطور الأرمني تركيب العطور لأكثر من 40 علامة تجارية بما فيها Burberry وElie Saab وGiorgio Armani وVersaceوYves Saint Laurent، بالإضافة إلى المشاركة في تأسيس دار العطور الفاخرة الخاصة به Maison Francis Kurkdjian في عام 2009.

وعلى الرغم من إعادة ابتكار ثلاثة عطور موجودة سابقاً كأول إصدارٍ له كمدير إبداعي في ديور وما قد يحمله ذلك من بعض الرفض والاستغراب بين خبراء العطور، ولكن مشاعره العميقة وتفكيره العملي هما السبب وراء تلك الخطوة الجريئة. وتعليقاً على ذلك، يقول فرانسيس: “بالنسبة لي، تشكّل إعادة إطلاق عطور Eau Noire وBois D’Argent وCologne Blanche بوصلةً تحدد مساري وتشير إلى الخطط المستقبلية للدار، كما أنها تعكس المفهوم المعاصر لمجموعة Privée. ولذلك فإن الإصدارات الجديدة مخصصة للعشّاق المخلصين لهذه العطور”. ويدرك فرانسيس بفضل خبرته الطويلة جداً في عالم العطور أن إطلاق الإصدارات الجديدة هي حالة مستمرة من التطوير: ” يتطلب ابتكار روائح جديدة وقتاً طويلاً من التأمل والتفكير، وخصوصاً عند التعاون مع دار عطورٍ فاخرة مثل ديور”.

ما هو أفضل عطور ديور… إن كان علينا اختيار أحدها؟

من المدهش أن التركيبات الشهيرة في أفضل عطور ديور Eau Noire وBois D’Argent وCologne Blanche لم تتغير أبداً؛ بل تم تجديد المكونات وفقاً للمنظور الجديد والمختلف الذي يرى فيه فرانسيس هذه العطور بعد مرور 18 عاماً على إطلاقها لأول مرة. ويقارن فرانسيس ذلك التغيير بتجديد الموسيقى، حيث يتم الاحتفاظ بالنوتة الأصلية وتغيير الألحان باستخدام آلاتٍ معاصرة. “لطالما أحببتُ جودة تركيبة هذه العطور، لكني لمستُ إمكانية تطويرها في الوقت ذاته. ولم يكن الهدف من الإصدارات الجديدة تغيير جوهر هذه العطور بل تطوير ميزاتها لتشبه العصر الحالي”. 

أفضل عطور ديور
عطور Eau Noire بإصداره الجديد الذي قدمه مبتكره الأصلي

وفي الواقع، صرّح فرانسيس أنه قام خلال السنوات السابقة بتعديل عطر Eau Noire بشكلٍ غير رسمي وتقديم زجاجات من تركيباته الجديدة لأصدقائه المقربين. ويتحدّث فرانسيس عن عشقه لهذه العطور الثلاثة التي تعد من أفضل عطور ديور وكأنهم أولاده المدللون “لم تكون جودة المكونات بالمستوى المطلوب، لكنني نجحت في الحفاظ على جوهر الرائحة عند إعادة ابتكار هذه العطور. فمن الرائع إعادة ابتكار العطور وتطوير الإبداعات الشخصية، لكن الأهم من ذلك هو الحفاظ على اللمسات التي أحبها العملاء”. فعلى سبيل المثال، يبرز اللافندر كمكونٍ أساسي للعطر بلمسات من Christian Dior، الذي زرع حقولاً مليئة بهذه النباتات العطرية في La Colle Noire، منزل العائلة في في مدينة جراس. واستطاع فرانسيس تطوير هذه الرائحة باستخدام مواد فوّاحة أكثر قوةً. كما عمل فرانسيس على تخفيف عبق التوابل في الرائحة الأصلية لنفحات الجورماند القاعدية: “أردتُ إضافة رائحةً لاسعة على اللافندر تشابه رائحة عرق السوس”.

ويتألق الإصدار الجديد من عطر Cologne Blanche بنفحاتٍ من الحمضيات أكثر من الإصدار السابق، حيث تتكشف نفحاته عن رائحةٍ تشبه رائحة الكولونيا. “اعتمدنا على زهر البرتقال المرّ وأوراق شجر البرتقال والبرجموت للحصول على رائحة منعشة ودافئة بإلهامٍ من أشعة الشمس. مع إضافة لمساتٍ ناعمة ورقيقة تتناغم مع البشرة”. أما بالنسبة لعطر Bois D’Argent فيعزز التباين بين المكونات الخفيفة والفوّاحة مع مزيجٍ مذهل من السوس والبخوّر. فمن الرائع إعادة ابتكار العطور والقدرة على تطوير الابتكارات الشخصية، لكن الأهم من ذلك هو الحفاظ على اللمسات التي أحبها العملاء”.

على الرغم من الرائحة الأنيقة والمدروسة للإصدارات الجديدة، إلا أنها ليست نتيجةً لعملية إبداعية متقنة وطويلة الأمد. فقد انضم فرانسيس إلى ديور  في 28 أكتوبر 2021 وأنهى التعديلات على التركيبات العطرية في نهاية شهر ديسمبر. ويقول فرانسيس “لم تكن عمليةً صعبة لأنني امتلكت التركيبات المطلوبة، ولكني أردتُ العودة إلى الأساس الذي بنيت عليه قبل 18 عاماً والاستفادة من نقاء تلك العطور. فمن المهم عند وضع عطرٍ ما أن تشعر بجميع طبقاته كمزيجٍ واحدٍ ومتناغم، وكأنه لوحة ألوانٍ مائية متناسقة”.

وأثرى فرانسيس مقابلته مع هاربرز بالكثير من الصور البيانية الجميلة التي تصف عمله متأثراً بحبه الكبير للعمارة وشغفه برقص الباليه. وصرّح فرانسيس أن عقله الإبداعي يعمل بطريقةٍ ثلاثية الأبعاد “أنظر إلى الروائح كما يرى السيد ديور الفساتين؛ كتحفٍ معمارية. فالنفحات القاعدية هي الأرضية، بينما تقابل النفحات الوسطى الجدران وتحاكي التفاصيل الديكور الداخلي للعطر”.

ويؤكد حديثنا مع المدير الإبداعي لعلامة ديور شخصيته المثالية، وحرصه على تقدير إرث العلامة “عندما تنظر إلى تاريخ ديور الغني من العطور، يمكنك رؤية العظمة التي تطغى على جميع ابتكاراتها. فقد كان عطر Miss Dior الذي تم إطلاقه في عام 1947 إبداعاً عظيماً من عائلة الشيبر. جاء بعد عطر Diorissimo الغني برائحة الأزهار في عام 1956 وعطرEau Sauvage في عام 1966 ومن ثمّ DiorellaوPoison”. ويسعى فرانسيس لترك بصمته الخاصة والمميزة من خلال صنع روائح جديدة تحسّن المزاج وتعزز النفسية بلمساتٍ من التجديد والحيوية. “يتطلب دوري كمديرٍ إبداعي تحديد الخطة الاستراتيجية المستقبلية للعلامة، وهو عملٌ قيد التطوير وأحاول تقديم أفضل ما لديّ من خلاله”. 

ما هو أفضل عطور ديور بالنسبة لكم؟

من عدد هاربرز بازار العربية لشهري يوليو وأغسطس 2022. 

No more pages to load