ياسمين صبري نجمة غلاف هاربرز بازار العربية “بدأت أصدق ما يُشاع عني كمجرد فتاة جميلة ومحظوظة”
امرأة جميلة وجذابة وناجحة وتعمل على اكتشاف ذاتها قبل كتابة الفصل الجديد في حياتها. فما الذي توصّلت إليه ياسمين صبري في تجربة استكشاف الذات؟
تشعر ياسمين صبري كأنها في منزلها، أو تبدو كذلك على الأقل. تتألق الجميلة المصرية بمجوهرات كارتييه الفاخرة على مقدمة يخت Riva Aquarama الخشبية التي تتمايل فوق مياه بحيرة كومو وتستمتع بأشعة شمس الصيف الإيطالية، فيما تتزين التلال الخضراء المحيطة بالبحيرة بفلل حجرية فاخرة ويجسد هذه المشهد في طقس كهذا بالتحديد، إيطاليا بأفضل صورها. جميلة وأنيقة بشكلٍ لا يصدق…. وتناسب هذه الفاتنة بكل تأكيد. تذكرنا هذه الحسناء بأيقونة الجمال الإيطالية صوفيا لورين؛ إلا أنها عربية وبكل فخر. واليوم نتعرّف إلى جوانب خفية من هذا الجمال المتألق بفستان مع كشاكش بألوان جذابة وحالمة وإطلالة أكثر نعومة ورومانسية.
“بدأت أصدق ما يُشاع عني كمجرد فتاة جميلة ومحظوظة دون أي موهبة فنية تذكر“
ولا يمكننا أن نستغرب تغيير نظرة صبري للحياة، فقد أصبحت أكثر انعزالاً من قبل وتتمتع بنظر فلسفية. ويستطيع المتحدث إليها أن يكشف طبقات من الوعي الكامل لطبيعتها وطبيعة العالم حولها، وهو تشبيه يناسب الفستان الرائع متعدد الطبقات الذي ترتديه. وقد يكون حالها كحال الكثيرين منا، فقد دفعتنا الأزمة الصحية نحو البحث عن فهم أعمق لأنفسنا، فقد تأثرت أعمالها الفنية بإصابتها بكوفيد-19 في يناير الماضي وساهم ذلك بتغيير نظرتها ومنظورها للحياة.
وتوضح هذا الأمر بنبرة الواثقة من نفسها “لا يمكنني وصف تجربتي المهنية بأنها ناجحة جداً. فقد بدأت أصدق ما يُشاع عني كمجرد فتاة جميلة ومحظوظة دون أي موهبة فنية تذكر. واقتنعت بالأمر لا شعورياً. وهذا ما دفعني للمشاركة في أعمال تلفزيونية دون تركيز على التفاصيل، فقد اقنعت نفسي أن الجمهور سيتابعني بكل الأحوال. لم أبذل أي جهد يذكر”.
يتطلب الاعتراف بهذه الحقيقة الكثير من الوعي والشجاعة. وتمكنت صبري بكل جرأة من تحويل هذه الحقيقة إلى أمر إيجابي ونقطة انطلاق جديدة.
لكنني اكتسبت خبرة ومعرفة بضرورة العثور على نص جيد لأنني أمتلك موهبة لا يستهان بها. فأنا فنانة وأتمتع بموهبة التمثيل. إلا أنني لم أتمكن من إيجاد نص فني جيد. وهذا ما دفعني للامتناع عن التمثيل في العام الماضي”. كما كشفت صبري عن التزامها بقناعاتها خلال رحلة اكتشافها لنفسها وموهبتها، وهو تصريح جريء بالنسبة لممثلة معروفة في الوسط الفني.
ولحسن الحظ، يبدو أن رحلة اكتشافها لنفسها قد انتهت، وستشارك في أعمال فنية على الشاشة الصغيرة في العام المقبل. وتقول صبري ضاحكةً: “يجذب الموسم الرمضاني شريحة واسعة من الجمهور في الشرق الأوسط مثل دوري أبطال أوروبا”. وفي الحقيقة، يثير مسلسلها الرمضاني الجديد ضجةً كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها تتجاهل الحديث عن النص لتخبرنا بانشغالها في تأليفه أيضاً.
“هناك مشكلة حقيقة في إيجاد نصوص فنية جيدة. وهذا ما دفعني لاستخدام مخيلتي في كتابة قصة من حياتنا الواقعية غنية بالأحداث الحقيقة التي يمكن أن نتعرض لها جميعنا. فالنص من العوامل الأساسية لنجاح أي فيلم أو مسلسل، لذلك اتخذت قراري بعدم المشاركة في أي عمل فني لا يعتمد على قصة مميزة. أعمل على تأليف وكتابة النص مع مجموعة من الكتّاب منذ مايو، ويمكنني القول أنني مؤلفة القصة”. وتواصل حديثها بثقةٍ ودون تكبّر عن الرحلة التي خاضتها واحترامها لفن تأليف النصوص.
“أنها تجربتي الأولي في الكتابة، وقد اكتشفت موهبةً فنية كنت أجهل وجودها. قد تمتلك مواهباً تجهل وجودها كلياً حتى لحظة اكتشافها”.
يدور معظم حديثنا حول الاكتشاف، وتعود ياسمين للتركيز عليه بقصدٍ أو غير قصد، وهو أمر طبيعي نظراً لشهرتها وطبيعة حياتها تحت الأضواء مما يجعلها محط أنظار الرأي العام. نجحت ياسمين في استثمار تجاربها السلبية لتحقيق النجاح، ولكن ما هي العوامل التي ساهمت بتشكيل مسيرتها خلال السنوات السابقة؟!
“أحب القراءة، واتبعت دورة في الذكاء الاجتماعي وعلم النفس الاجتماعي من جامعة هارفارد. من الطبيعي أن نتأثر بالأشخاص المحيطين بنا، والبيئة التي نعيش فيها. ومن الطبيعي أيضاً أن نحاول الانسجام في هذه البيئة والانضمام لمجموعة محددة للشعور بالانتماء. وفي بعض الحالات، يتعرض الأفراد، كالمشاهير مثلاً، للانتقاد الفارغ والتنمّر أكثر من غيرهم. خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي”. يتتبّع أخبار ياسمين صبري 16.8 مليون متابع على إنستاجرام فقط، ويمكننا تخيّل ما تتعرض له من تعليقات جيدة وسيئة. “نتقدم في السن وندرك أن ما يحاول المتنمرون إقناعنا به غير صحيح كلياً. تنبع تعليقاتهم المؤذية من شعورهم بالإحباط من عدم قدرتهم على تحقيق ما يريدونه. وينظرون إلى ما تحصده الآن من نجاح وشهرة دون أي اعتبار لرحلتك الطويلة في سبيل تحقيق هدفك. ينظرون إلى وضعك الحالي ويسارعون لانتقادك”.
ولدى سؤالنا عما إذ كانت تعتبر ذلك قضية نسوية، وما إذا كانت المرأة تعاني من صعوبات أكبر في هذا المجال مقارنةً بالرجال، قالت باندفاع: “بالتأكيد. ألفت شيريل ساندبرغ، المديرة التنفيذية لشؤون العمليات لدى فيسبوك، كتاباً بعنوان Leann In تتحدث فيه عن التنمّر الذي تعرضت له، والأقاويل حول نجاحها واتهامها بأن هذا النجاح ضربة حظ بفضل لقاء الأشخاص المناسبين فقط. لو كانت رجلاً لتحدّث الناس عن ذكائها وتفانيها بالعمل واستحقاقها النجاح الذي حصدته. يتحدث علم النفس عن تصنيفنا المغلوط والمحدود للأشخاص. فعند الحديث عن المرأة، نجزم أن نجاحها يعود إلى الحظ أو الجمال متجاهلين عملها الدؤوب ومهارتها الكبيرة. وهذا هو واقع الحال في الشرق الأوسط والعالم ككل”.
“أنا ممتنة جداً للجمال الذي وهبني إياه الله، إلا أنني أمتلك العديد من الصفات الأخرى”
تتحدث ياسمين بتأثّر بالغ بحيث لا يمكننا إلا الافتراض بأنها واجهت هذه الاتهامات المزعجة طوال حياتها المهنية، ففي نهاية المطاف لا يمكن تجاهل جمالها الفاتن. ومن غير المنطقي، في الحقيقة، التظاهر بعدم تأثير هذا الأمر على حياتها في حديث شفاف حول مزايا الجمال والتأقلم والقيم وغيرها من جوانب الحياة. وعلى الرغم من هوس العالم بالجمال، إلا أنه من المهين إغفال جميع صفات المرأة الأخرى. ويتحدث منتقدو صبري عن تأثير جمالها الكبير على مسيرتها المهنية، وتعلّق على ذلك بالقول: “أنا ممتنة جداً للجمال الذي وهبني إياه الله، إلا أنني أمتلك العديد من الصفات الأخرى. إنه جزء من شخصيتي، وهو الجزء الذي يلاحظه الأشخاص أولاً. إلا أن الجمال الداخلي لا يقل أهميةً عن الجمال الخارجي. إنها طاقة وحيوية. وبما أننا نتحدث بشفافية وصراحة، فقد جعلتني الشهرة أدرك المكانة التي يوليها الأشخاص لك بناءً على مظهرك الخارجي. وهذا ما دفعني للعمل على تطوير شخصيتي وبناء توازن حقيقي.
تحقيق التوازن هو إنجاز حقيقي بالفعل. كيف توصلتِ إلى ذلك؟ تبتسم صبري وتقول: “من خلال التخلص من المفاهيم التي رسمها التلفزيون أو البيئة المحيطة أو التعليقات التي تعرضت لها طيلة حياتك. ويمكنك تحقيق ذلك بممارسة اليوغا والتأمل، أو ما يسمى الوصول إلى الوعي. أحب تطوير نفسي واكتشاف أشياء جديدة تتجاوز ما تراه عيني. وهذا ما دفعني لإعادة الانطلاق من جديد في حياتي”.
بعد هذه الرحلة في استكشاف الذات، هل نجحتِ في معرفة حقيقة الحياة؟ وما هي نصائح ياسمين صبري لحياة سعيدة؟ “آمل أن أتمكّن يوماً ما من افتتاح مركز لإعادة التأهيل أو للعافية الشاملة يقدم جلسات يوغا ويستضيف خبراء من جميع أنحاء العالم. أجرى باحثون دراسة من أكثر من 75 سنة تمحورت حول سؤال الأشخاص عن مصدر السعادة برأيهم. وأجمع معظمهم أن المال هو مصدر السعادة. فيما اختار بعضهم الشهرة وآخرون اختاروا الحب. إلا أنهم اكتشفوا أن مصدر السعادة الحقيقي هو العطاء، ورؤية تأثيرك الإيجابي على حياة الآخرين. ستشعر بأهميتك في الحياة عند المشاركة فيها وإحداث فرق إيجابي في حياة أحدهم. وهذا ما توصلت إليه الدراسة، إنه تقديم الحب وتقديم المساعدة وتقديم النصيحة”. وفي الحقيقة، فإن الرغبة بمساعدة الآخرين على تطوير حياتهم هو أجمل ما تملكه ياسمين صبري.
فريق العمل:
رئيسة التحرير: أوليفيا فيليبس. إخراج فني: أوسكار يانيز. محررة التسويق: نور بو عز. تصفيف شعر: كيليان مارين من جرين آبل إيطاليا. مكياج: جيوفاني أيوفين من جرين آبل إيطاليا. إنتاج: جيسي فورا. إدارة استوديو: جوانا دانا. مساعد الأزياء: إيما إيانوتا وفانشيكا باترا وجاسمين روسي وشهيرة حسام الدين. مساعد إنتاج: سيلفيا سيم. مساعد تصوير: ماثيو ميزيوليك ونيكولا ريتشي وستيفانو موراجي. خياطة: ماريا بريجيدا كياريلي وأندريا ريزو.
الصورة الرئيسية: عقد Meride، السعر عند الطلب، مجوهرات Cartier الفاخرة. الفستان، Peter Langner السعر عند الطلب.