أجيال تمهد الطريق لمن بعدها في صناعة الأزياء السعودية
مستشارة التحرير مريم مصلي تسلط الضوء على أبرز المصممات اللواتي يعملن على تمهيد الطريق أمام مثيلاتهم في مشهد الأزياء السعودي
قبل 12 عاماً، شهد معهد المهارات والفنون في الرياض تخريج الدفعة الأولى من المواهب النسائية المذهلة، ليصبح اليوم كونه أحد الأماكن المثالية لتدريب وصقل مهارات سيدات المملكة اللواتي يتمتّعن برؤية إبداعية جريئة. ونجح المعهد منذ تأسيسه في الحفاظ على بصمته المحلية، وهو إنجاز استثنائي يصعب على كبرى الأكاديميات العالمية تحقيقه.
وتقول هند باهمام، المدربة السابقة لدى معهد المهارات والفنون: «شكّل المعهد أول أكاديمية متخصصة في تعليم أساليب القصّ والخياطة كجزء من منهاج درجة البكالوريوس في تصميم الأزياء. وساهم التركيز على هذه الجوانب الفنية إلى تمكين المصممات من تقديم بصمات إبداعية تعبّر بصدق عن رؤيتهنّ الخاصة».
من علامة MA من ملاك أحمد. مجموعة صيف 2021
وبعد مرور عامين من تخريج الدفعة الأولى، قدّم المعهد في دورته لعام 2009 أسماء رائعة ساهمت في إثراء مشهد الموضة العالمية، برز منها المصممة ريم الكنهل التي نالت إبداعاتها إعجاب المؤسِّسة الأمريكية لمدونة Man Repeller ليندرا ميدين وأيقونة الموضة المحلية الأميرة دينا الجهني، اللتان تألقتا بإطلالات رائعة من تصميم الكنهل خلال أسبوع الموضة في نيويورك. ومنذ ذلك الحين، حافظت المصممة السعودية على حضورها المميز، حتى أنني ارتديت أحد تصاميمها في حفل خطوبتي بعد ذلك بما يقارب عقداً من الزمان. تسعى الكنهل في الوقت الراهن إلى تقديم نسخ جديدة من تصاميمها الكلاسيكية للارتقاء بإطلالات السيدات المؤثرات والشابات الباحثات عن أزياء تعبّر عن إبداع المصممة.
واصل المعهد تقديم مواهب رائعة إلى عالم الموضة أمثال هيفاء ابراهيم وهيفاء فهد، العلامة التجارية الخاصة بالأميرة هيفاء بنت فهد آل سعود. هذا الجيل من المصممات النجديات أو من أحب أن أطلق عليهن اسم “النجديات الست” – تيمناً بمجموعة Antwerp Six – ساهمن في تمهيد الطريق أمام من أتين بعدهن.
“ما يميز هؤلاء المصممات هو المفهوم الريادي الذي يهدف إلى صنع تأثير إبداعي مستقل يصور الرؤية المتفرّدة لكلّ منهن”
وتضمّ المجموعة مشاعل الراجحي التي تُعدّ من أوائل العلامات التجارية السعودية في تعاونها مع أبرز علامات الموضة الرياضية مثل Nike، إضافة إلى نورة آل الشيخ التي حققت مكانتها الرائدة في مجال الموضة، وعلامة MOUSHI للمصممة مشاعل الفارس، إحدى الوجهات الرائدة في تقديم فساتين فائقة الأنوثة، حيث تُعدّ إبداعاتها مثاليةً لسيدات المملكة خاصةً في هذا الوقت الذي يشهد دعماً لافتاً لتمكين دور المرأة في المجتمع السعودي.
من تصاميم علامة DAZLUQ من سلمى زهران 2021
وبعد مرور عشر سنوات من تخريج الدفعة الأولى، أصبح مشهد الأزياء المحلي زاخراً بالمواهب الشابة، بعضها تلقى تعليماً ذاتياً والآخر تعلّم في الخارج أو ضمن الأكاديميات المحلية المنتشرة داخل المملكة. وهذا ما نجده في علامة DAZLUQ للمصممة سلمى زهران، خريجة جامعة ميامي العالمية للفنون والتصميم، والتي تهدف إلى رسم معايير الأزياء في المنطقة.
بينما تقدم علامة Laith لمؤسستها جليلة نايل التي تخرجت من جامعة دار الحكمة أزياءً فاخرةً ضمن إصدارات حصرية مدروسة، إذ شاركت المصممة في أسبوع الموضة في نيويورك وافتتحت أول متجر مستقل لها بعنوان Laith.
من تصاميم علامة DAZLUQ من سلمى زهران 2021
ومن جهتها تقدّم ملاك أحمد، خريجة معهد المستقبل الذي يضاهي معهد الفنون والمهارات في جدة من حيث استقطابه للمواهب الراقية والأفكار الجريئة لعاشقات الموضة، إبداعات مبتكرة، تعزّز الشعور بالحماس والحنين إلى الأصالة.
بينما تعكس علامة KAF BY KAF للمصممة كوثر الحبابي أحدث التوجهات العصرية، حيث تصوّر لقطات جمالية تعبّر عن الموهبة المحلية والتراث السعودي الأصيل. وتقدّم العلامة أزياء مزينة بنماذج فريدة تستوحي عناصرها من المملكة.
ما يميز هؤلاء المصممات هو المفهوم الريادي الذي يهدف إلى صنع تأثير إبداعي مستقل يصور الرؤية المتفرّدة لكل مصممة، وهو ما اتسمت به “النجديات الست” في السابق.
اقرؤوا أيضاً: كيف يساهم جامعو الفنون في تشكيل المشهد الفني في السعودية؟
