Posted inعروض وصيحات الأزياء

إرث دولتشي آند غابانا المستقبلي: نظرة إلى عرض ألتا مودا الذي كان بمثابة الجسر بين الماضي والحاضر

قدمت مدينة البندقية خلفيةٍ مثالية للكشف عن مجموعة دولتشي آند غابانا من الأزياء والاكسسوارات التي تضم العديد من القطع المادية والرقمية بتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال NFT

شكّلت‭ ‬مدينة‭ ‬البندقية‭ ‬مكاناً‭ ‬مثالياً‭ ‬بالنسبة‭ ‬للثنائي‭ ‬دومينيكو‭ ‬دولتشي‭ ‬وستيفانو‭ ‬غابانا،‭ ‬لعرض‭ ‬أزياء‭ ‬ألتا‭ ‬مودا‭ ‬للأزياء‭ ‬الراقية،‭ ‬وبفضل‭ ‬اختيارهما‭ ‬لهذه‭ ‬الوجهة،‭ ‬تحولت‭ ‬تصاميم‭ ‬الثنائي‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأربعة‭ ‬بعد‭ ‬العرض‭ ‬إلى‭ ‬عنوان‭ ‬للتلاقي‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر،‭ ‬ومنحت‭ ‬دولتشي آند غابانا ‬الفرصة‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الصيحات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الحرف‭ ‬التقليدية‭ ‬وتقديم‭ ‬نجوم‭ ‬مميزين‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬عروض‭ ‬الأزياء

لعلّ‭ ‬التناغم‭ ‬الاستثنائي‭ ‬بين‭ ‬مشهد‭ ‬غروب‭ ‬الشمس‭ ‬فوق‭ ‬ميدان‭ ‬سان‭ ‬ماركو‭ ‬ومنصة‭ ‬العرض‭ ‬المبتكرة‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬منح‭ ‬ثنائي‭ ‬التصميم،‭ ‬دومينيكو‭ ‬دولتشي‭ ‬وستيفانو‭ ‬غابانا،‭ ‬الإلهام‭ ‬اللازم‭ ‬لاستعراض‭ ‬أحدث‭ ‬إبداعاتهما،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكدانه‭ ‬بالقول‭: ‬“تعكس‭ ‬البندقية‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬الانسجام‭ ‬بين‭ ‬العناصر‭ ‬المتباينة،‭ ‬فهذه‭ ‬المدينة‭ ‬العريقة‭ ‬تجمع‭ ‬الرومانسية‭ ‬والعاطفة،‭ ‬الحزن‭ ‬والفرح،‭ ‬الرؤية‭ ‬والحكمة،‭ ‬الصباح‭ ‬والمساء،‭ ‬الفضيلة‭ ‬والتمرد،‭ ‬الظلمة‭ ‬والنور‭. ‬وهي‭ ‬أيضاً‭ ‬مسقط‭ ‬رأس‭ ‬جاكومو‭ ‬كازانوفا‭ ‬وموطن‭ ‬الكرنفال‭ ‬الشهير،‭ ‬ولطالما‭ ‬احتضنت‭ ‬قناتها‭ ‬الكبرى‭ ‬سباق‭ ‬قوارب‭ ‬البندقية‭ ‬التاريخية،‭ ‬وشهدت‭ ‬إبحار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬اللامعين‭ ‬مثل‭ ‬ماركو‭ ‬بولو‭ ‬من‭ ‬شواطئها،‭ ‬والذين‭ ‬ساهمت‭ ‬رحلاتهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬حضارة‭ ‬المدينة‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع”‭.‬

سجّلت‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬أول‭ ‬حضور‭ ‬حي‭ ‬ومباشر‭ ‬لعروض‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬في‭ ‬البندقية‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬الإغلاق‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ ‬- 19،‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬العلامة‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬كما‭ ‬مهّدت‭ ‬الطريق‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لعودة‭ ‬دولتشي آند غابانا ‬إلى‭ ‬البندقية‭. ‬ورغم‭ ‬إدراك‭ ‬دومينكيو‭ ‬وستيفانو‭ ‬للقيمة‭ ‬الفنية‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬أضفتها‭ ‬مقطوعة‭ ‬الفصول‭ ‬الأربعة‭ ‬من‭ ‬إبداع‭ ‬المؤلف‭ ‬الموسيقي‭ ‬وابن‭ ‬البندقية‭ ‬أنطونيو‭ ‬فيفالدي‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬التا‭ ‬مودا،‭ ‬إلّا‭ ‬أنهما‭ ‬اكتشفا‭ ‬مؤخراً‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬المعزوفة‭ ‬الأسطورية‭ ‬تشكّل‭ ‬رمزاً‭ ‬قديماً‭ ‬يعيد‭ ‬للأذهان‭ ‬أياماً‭ ‬درامية‭.‬

مضت‭ ‬ثمانية‭ ‬أعوام‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬قدّم‭ ‬الثنائي‭ ‬عرضهما‭ ‬الحصري‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬الخلابة‭ ‬خصيصاً‭ ‬لعشاق‭ ‬الفخامة‭. ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬إطلاق‭ ‬النسخة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العرض،‭ ‬حيث‭ ‬شكّل‭ ‬قصر‭ ‬باربارو‭ ‬على‭ ‬القناة‭ ‬الكبرى‭ ‬خلفيةً‭ ‬للعرض‭ ‬الذي‭ ‬حضره‭ ‬150‭ ‬ضيف‭. ‬أمّا‭ ‬في‭ ‬نسخة‭ ‬2021،‭ ‬وكدليل‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬التا‭ ‬مواد،‭ ‬استضافت‭ ‬الفعالية‭ ‬400‭ ‬ضيف‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬العملاء‭ ‬والشخصيات‭ ‬وأصدقاء‭ ‬العلامة‭.‬

ويؤكّد‭ ‬الثنائي‭ ‬أن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬البندقية‭ ‬تمنحهما‭ ‬شعوراً‭ ‬لا‭ ‬يوصف،‭ ‬وأنهما‭ ‬يرغبان‭ ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬لما‭ ‬تضمه‭ ‬المدينة‭ ‬من‭ ‬كنوز‭ ‬حضارية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬منها‭.‬

كما‭ ‬يرى‭ ‬المصممان‭ ‬أن‭ ‬إقامة‭ ‬العرض‭ ‬في‭ ‬البندقية‭ ‬يشكل‭ ‬لحظة‭ ‬مثالية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسكانها‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬فكرّنا‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬سان‭ ‬ماركو‭ ‬كمنصة‭ ‬للعرض،‭ ‬خشينا‭ ‬أن‭ ‬يلقى‭ ‬طلبنا‭ ‬الرفض‭. ‬ولكننا‭ ‬تفاجأنا‭ ‬بالترحيب‭ ‬الذي‭ ‬لقيناه،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬مبنى‭ ‬سان‭ ‬ماركو‭ ‬الحضاري‭ ‬ومسؤولي‭ ‬هيئة‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬وعمدة‭ ‬المدينة‭ ‬أبدوا‭ ‬اشتياقهم‭ ‬لعودتنا‮»‬‭.‬

ويقول‭ ‬دومينيكو‭: ‬‮«‬لطالما‭ ‬استمدت‭ ‬عروض‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬الإبداع‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬والموقع‭ ‬الذي‭ ‬يستضيفها،‭ ‬فنحن‭ ‬نستمد‭ ‬الإلهام‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬نزوره‭. ‬وقبل‭ ‬ثمان‭ ‬سنوات،‭ ‬وجدنا‭ ‬الإلهام‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬تينتوريتو‭ ‬ومغامرات‭ ‬كازانوفا‭ ‬وأجواء‭ ‬الكرنفال‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬حاولنا‭ ‬القيام‭ ‬بخطوة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الغوص‭ ‬في‭ ‬الحرف‭ ‬الخاصة‭ ‬بالبندقية‭ ‬مثل‭ ‬الثريات‭ ‬والنظارات‮»‬‭.‬

جاء‭ ‬قرار‭ ‬المصممين‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬قطاع‭ ‬المنتجات‭ ‬المنزلية‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد19‭-‬،‭ ‬ومع‭ ‬ازدياد‭ ‬الوعي‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والأهداف‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الأزياء‭. ‬وأكّد‭ ‬الثنائي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لصحيفة‭ ‬كورييري‭ ‬ديلا‭ ‬سيرا‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬توجهنا‭ ‬إلى‭ ‬البندقية،‭ ‬وجدنا‭ ‬مساحةً‭ ‬مليئة‭ ‬بالحرف‭ ‬الإبداعية،‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الزجاج‭ ‬إلى‭ ‬النسيج‭ ‬وصائغي‭ ‬المجوهرات‭. ‬وبفضل‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬علامات‭ ‬تجارية‭ ‬بارزة‭ ‬مثل‭ ‬Venini‭ ‬وToso‭ ‬وSeguso‭ ‬وSalviati‭ ‬نجحنا‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬اكتشاف‭ ‬تقاليد‭ ‬الصناعة‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬نفتقدها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬وفي‭ ‬اختبار‭ ‬إمكانات‭ ‬جديدة‭ ‬يمكن‭ ‬مزجها‭ ‬مع‭ ‬الأزياء‭ ‬بكل‭ ‬انسجام‭. ‬عندما‭ ‬توجّهنا‭ ‬إلى‭ ‬متجر‭ ‬Orsoni‭ ‬للفسيفساء،‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تزويد‭ ‬مبنى‭ ‬سان‭ ‬ماركو‭ ‬العريق‭ ‬بأجمل‭ ‬الإبداعات،‭ ‬تفاجأنا‭ ‬بكمية‭ ‬الألوان‭ ‬المذهلة‭ ‬داخل‭ ‬المكان‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وأمام‭ ‬حشد‭ ‬الصحافة‭ ‬العالمية‭ ‬الذي‭ ‬تجمّع‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬سانتا‭ ‬ماريا‭ ‬ديلا‭ ‬ميزريكورديا‭ ‬العريق،‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬دومينيكو‭ ‬حرجاً‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬إيطاليا‭ ‬كأفضل‭ ‬بلد‭ ‬للحرف‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لأن‭ ‬سكانها‭ ‬يعملون‭ ‬بشغف‭ ‬وإخلاص،‭ ‬وقال‭ ‬أيضاً‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬بدأنا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬عروض‭ ‬التا‭ ‬مودا،‭ ‬والتا‭ ‬سارتوريا‭ ‬والتا‭ ‬جيوليريا‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الحرفيين،‭ ‬لم‭ ‬نسأل‭ ‬أحد‭ ‬عن‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحتاجونه‭ ‬لإنهاء‭ ‬المشروع‭. ‬لأن‭ ‬مجرد‭ ‬التساؤل‭ ‬عن‭ ‬مدة‭ ‬إنجاز‭ ‬عمل‭ ‬إبداعي‭ ‬يشكّل‭ ‬إهانةً‭ ‬للفنان‭. ‬فالفن‭ ‬يعني‭ ‬المحبة،‭ ‬والمحبة‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بإطار‭ ‬زمني‭ ‬أو‭ ‬قيد‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يكشفه‭ ‬جمال‭ ‬إيطاليا‭ ‬من‭ ‬حولك،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬التي‭ ‬تعّبر‭ ‬عن‭ ‬ثقافة‭ ‬شعبها‭ ‬وروحهم‭ ‬المدفوعة‭ ‬بالشغف‭. ‬لذلك‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نفكر‭ ‬بصيحات‭ ‬الموضة‭ ‬أو‭ ‬مواعيد‭ ‬التنفيذ‭ ‬أو‭ ‬أسعار‭ ‬القطع‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬تمثّل‭ ‬العولمة‭ ‬العدو‭ ‬الأبرز‭ ‬للفن‭ ‬والإبداع‭. ‬واليوم،‭ ‬يتوجه‭ ‬عشاق‭ ‬السفر‭ ‬من‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬البندقية‭ ‬أو‭ ‬فلورنسا‭ ‬أو‭ ‬روما‭ ‬لمشاهدة‭ ‬أعمال‭ ‬فيليبو‭ ‬برونليسكي‭ ‬ومايكل‭ ‬أنجلو‭ ‬وليوناردو‭ ‬دافنشي،‭ ‬وزيارة‭ ‬معرض‭ ‬أوفيزي‭ ‬ومدرج‭ ‬الكولوسيوم،‭ ‬والتي‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬حاضرةً‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬لأن‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬أبدعوها‭ ‬عملوا‭ ‬بمحبة‭ ‬وإخلاص‮»‬‭.‬

أقيم‭ ‬معرض‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬انطلاق‭ ‬بينالي‭ ‬البندقية‭ ‬للعمارة‭ ‬2021‭ ‬وبداية‭ ‬الدورة‭ ‬78‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬البندقية‭ ‬السينمائية،‭ ‬حيث‭ ‬ساد‭ ‬الأمل‭ ‬بعودة‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬أجوائها‭ ‬السعيدة‭ ‬بعد‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكّده‭ ‬أحد‭ ‬الضيوف‭ ‬المتأنقين‭ ‬خلال‭ ‬عشاء‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق‭ ‬قبل‭ ‬بداية‭ ‬الاحتفالات‭: ‬‮«‬شهدت‭ ‬فترة‭ ‬العشرينيات‭ ‬انتعاشاً‭ ‬ملفتاً‭ ‬بعد‭ ‬أزمة‭ ‬الكساد‭ ‬الكبير‭. ‬ونحن‭ ‬نتطلع‭ ‬لأن‭ ‬نعيش‭ ‬التجربة‭ ‬نفسها‭ ‬ونستمتع‭ ‬بالحياة‭ ‬بعد‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ – ‬19‮»‬‭. ‬وكما‭ ‬أثبت‭ ‬التاريخ‭ ‬أهمية‭ ‬مهرجان‭ ‬ريت‭ ‬غاتسبي‭ ‬لأبناء‭ ‬جيلنا،‭ ‬ننتظر‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬مدينة‭ ‬البندقية‭ ‬مسرحاً‭ ‬لعرض‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬سيشكّل‭ ‬حدثاً‭ ‬استثنائياً‭ ‬بالنسبة‭ ‬دولتشي آند غابانا. ‬وتبشر‭ ‬الأجواء‭ ‬التي‭ ‬سادت‭ ‬عشية‭ ‬الفعاليات‭ ‬بتجربة‭ ‬مميزة‭ ‬للغاية‭.‬

واعترف‭ ‬دومينيكو‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬العرض‭ ‬بأن‭ ‬عودة‭ ‬عروض‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬والتا‭ ‬سارتوريا‭ ‬تشكل‭ ‬ولادةً‭ ‬جديدةً‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعلامة‭: ‬‮«‬كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬الإغلاق‭ ‬أن‭ ‬تساورنا‭ ‬الشكوك‭ ‬في‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬فعرض‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الأزياء‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬يشكّل‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬متكاملة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬وأفراد‭ ‬مجتمع‭. ‬لذلك‭ ‬كنا‭ ‬خائفين‭ ‬أن‭ ‬تؤثّر‭ ‬الأزمة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭. ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬شاهدنا‭ ‬الناس‭ ‬بالأمس‭ ‬وهم‭ ‬يستمتعون‭ ‬بأوقاتهم،‭ ‬غمرتنا‭ ‬بالسعادة‭ ‬وأدركنا‭ ‬بأن‭ ‬عروض‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حاضراً‭ ‬في‭ ‬الوجدان‮»‬‭.‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬الأحاديث‭ ‬الصاخبة‭ ‬والإطلالات‭ ‬المتأنقة‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬البندقية‭ ‬المرصوفة‭ ‬بالحجر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تشتت‭ ‬الانتباه‭ ‬عن‭ ‬جوهر‭ ‬الفعالية‭. ‬فعودة‭ ‬اجتماع‭ ‬أصدقاء‭ ‬العلامة‭ ‬من‭ ‬المشاهير‭ ‬وعشاق‭ ‬الأزياء‭ ‬الراقية‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬نتيجة‭ ‬استراتيجية‭ ‬مدروسة‭ ‬تضمن‭ ‬استمرار‭ ‬عروض‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬ويستعيد‭ ‬دومينيكو‭ ‬تفاصيل‭ ‬العرض‭ ‬الأول‭ ‬عام‭ ‬2012‭: ‬‮«‬أتذكر‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬بدأنا‭ ‬فيها‭ ‬رحلة‭ ‬التا‭ ‬مودا،‭ ‬حين‭ ‬أعتقد‭ ‬الجميع‭ ‬أنه‭ ‬عرض‭ ‬مخصص‭ ‬للسيدات‭ ‬المتقدمات‭ ‬في‭ ‬السن‭. ‬واليوم،‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬عرضاً‭ ‬يخاطب‭ ‬جيل‭ ‬الشباب،‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الفخامة‭ ‬والتكلف،‭ ‬بل‭ ‬يقدم‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬حصري‭ ‬يتميز‭ ‬بالأناقة‭ ‬والجمال‭. ‬وأنا‭ ‬أؤمن‭ ‬بأهمية‭ ‬منح‭ ‬الأشياء‭ ‬حصريتها‭ ‬ولمستها‭ ‬الخاصة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬السطحية‭ ‬التي‭ ‬أتاحتها‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يختار‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬ما‭ ‬يناسب‭ ‬شخصيته‭ ‬المستقلة‭ ‬لأننا‭ ‬مختلفون‭ ‬بطبعنا‭. ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬أزياء‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬بدأت‭ ‬تتحول‭ ‬أكثر‭ ‬إلى‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬وأخذت‭ ‬تلامس‭ ‬ذائقة‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬بين‭ ‬14‭ ‬و16‭ ‬عاماً‭. ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬عادت‭ ‬بطاقة‭ ‬متجددة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعدّ‭ ‬أمراً‭ ‬جوهرياً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى ،‭ ‬لطالما‭ ‬شكّلت‭ ‬العائلة‭ ‬عنصراً‭ ‬محورياً‭ ‬لدى‭ ‬دولتشي آند غابانا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تكشفه‭ ‬إبداعات‭ ‬المصممين‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬عروض‭ ‬الأزياء،‭ ‬والتي‭ ‬تستعيد‭ ‬ذكريات‭ ‬الطفولة‭ ‬وتقدم‭ ‬تشكيلات‭ ‬مميزة‭ ‬خاصة‭ ‬بتنسيقات‭ ‬الأم‭ ‬وابنتها‭. ‬وركز‭ ‬عرض‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬بحضور‭ ‬نماذج‭ ‬عائلية‭ ‬أثبتت‭ ‬تواجدها‭ ‬على‭ ‬ساحة‭ ‬الموضة،‭ ‬مثل‭ ‬باف‭ ‬ديدي‭ ‬وابنته‭ ‬تشانس‭ ‬مع‭ ‬أختيها‭ ‬التوأمين‭ ‬دليلا‭ ‬ستار‭ ‬وجيسي‭ ‬جيمس؛‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مونيكا‭ ‬بيلوتشي‭ ‬وابنتها‭ ‬ديفا؛‭ ‬وهايدي‭ ‬كلوم‭ ‬وابنتها‭ ‬ليني؛‭ ‬وإيميلين‭ ‬ابنة‭ ‬كريستيان‭ ‬بيل‭. ‬ونجحت‭ ‬العلامة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬خصوصية‭ ‬القطع‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعملاء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منع‭ ‬نشر‭ ‬الصور‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬ويقول‭ ‬دومينيكو‭ ‬في‭ ‬تعليقه‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬المشاهير‭: ‬‮«‬قررنا‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬ست‭ ‬فتيات‭ ‬جدد‭ ‬يجسّدن‭ ‬نوعاً‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬الحياة‭ ‬وتوجهاتها،‭ ‬ويمثّلن‭ ‬جيل‭ ‬المستقبل‮»‬‭.‬

ويرى‭ ‬ستيفانو‭ ‬بأن‭ ‬الفعالية‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬باجتماع‭ ‬المشاهير‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬البندقية،‭ ‬حيث‭ ‬تواجدت‭ ‬شارون‭ ‬ستون‭ ‬ضمن‭ ‬ساحة‭ ‬سان‭ ‬مارك‭ ‬وهي‭ ‬ترتدي‭ ‬أزياء‭ ‬دولتشي آند غابانا ،‭ ‬بينما‭ ‬لفت‭ ‬ديدي‭ ‬الأنظار‭ ‬داخل‭ ‬فندق‭ ‬سيبرياني‭ ‬يوم‭ ‬العرض،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انشغلت‭ ‬جينيفر‭ ‬لوبيز‭ ‬بنشر‭ ‬صورها‭ ‬على‭ ‬إنستاجرام‭ ‬في‭ ‬إطلالة‭ ‬متألقة‭ ‬مع‭ ‬فستان‭ ‬وتاج‭.‬

يقول‭ ‬دومينيكو‭: ‬‮«‬نأتي‭ ‬إلى‭ ‬البندقية‭ ‬كثيراً‭ ‬للعمل،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬عند‭ ‬حوالي‭ ‬السادسة‭ ‬أو‭ ‬السابعة‭ ‬مساءً‭ ‬تتحول‭ ‬السماء‭ ‬إلى‭ ‬اللون‭ ‬الوردي‭ ‬وأحياناً‭ ‬الأحمر،‭ ‬وهي‭ ‬تدرجات‭ ‬طبيعية‭ ‬خاصة‭ ‬للغاية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تلخيصها‭ ‬ضمن‭ ‬التصاميم،‭ ‬ولكننا‭ ‬حاولنا‮»‬‭.‬

ولعلّ‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬المذهل‭ ‬يمثّل‭ ‬أفضل‭ ‬بداية‭ ‬لمغامرة‭ ‬التا‭ ‬مودا،‭ ‬حيث‭ ‬شكّل‭ ‬غروب‭ ‬الشمس،‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القديمة،‭ ‬الموعد‭ ‬المثالي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لقصر‭ ‬دوج‭ ‬في‭ ‬البندقية‭ ‬لدعوة‭ ‬زواره‭ ‬من‭ ‬السفراء‭ ‬والحكام‭ ‬للتوجه‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬سان‭ ‬ماركو‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بمنظر‭ ‬المدينة‭ ‬الخلاب‭. ‬كما‭ ‬ارتبط‭ ‬المكان‭ ‬تاريخياً‭ ‬بالحفلات‭ ‬والاستقبالات‭ ‬الفخمة‭ ‬والمواكب‭ ‬والفعاليات‭ ‬العلنية،‭ ‬ولكنه،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الليلة‭ ‬بالذات،‭ ‬يحمل‭ ‬خصوصيةً‭ ‬حصريةً‭ ‬تتعلّق‭ ‬باسم‭ ‬ دولتشي آند غابانا.‬

أمّا‭ ‬القوارب‭ ‬التي‭ ‬أقلّت‭ ‬الضيوف‭ ‬عبر‭ ‬ضفاف‭ ‬سان‭ ‬ماركو،‭ ‬فترافقت‭ ‬مع‭ ‬حضور‭ ‬150‭ ‬فنان‭ ‬متألق‭ ‬بإطلالات‭ ‬فريدة‭ ‬تزيّنها‭ ‬الباروكات‭ ‬والأقنعة‭ ‬التنكرية‭ ‬وأزياء‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬كلّل‭ ‬كرنفال‭ ‬البندقية‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬عرض‭ ‬تمتدّ‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬مبنى‭ ‬سان‭ ‬ماركو‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬برج‭ ‬الساعة‭ ‬الشهير‭. ‬واستمتع‭ ‬حوالي‭ ‬400‭ ‬عميل‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬الدار‭ ‬وهم‭ ‬جالسون‭ ‬على‭ ‬طاولات‭ ‬المقهى‭ ‬بعرض‭ ‬بصري‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نسيانه‭. ‬وقال‭ ‬المصممان‭: ‬‮«‬يمكن‭ ‬للزوار‭ ‬أن‭ ‬يطلبوا‭ ‬ما‭ ‬يشاؤون‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الساعات‭ ‬لأنهم‭ ‬في‭ ‬ضيافتنا‮»‬‭.‬

وخلال‭ ‬العرض،‭ ‬أخذ‭ ‬أصدقاء‭ ‬العلامة‭ ‬من‭ ‬المشاهير‭ ‬أماكنهم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هيلين‭ ‬ميرين‭ ‬وجينيفر‭ ‬لوبيز‭ ‬وباف‭ ‬ديدي‭ ‬ومونيكا‭ ‬بيلوتشي‭ ‬وهايدي‭ ‬كلوم‭ ‬وكيتي‭ ‬سبينسر‭ ‬وكايت‭ ‬بوسورث،‭ ‬بينما‭ ‬اعتلت‭ ‬جينيفر‭ ‬هدسون‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬وهي‭ ‬ترتدي‭ ‬فستاناً‭ ‬ذهبياً‭ ‬فضفاضاً‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تلهب‭ ‬الأجواء‭ ‬بأداء‭ ‬رائع‭ ‬لأغنية‭ ‬نيسون‭ ‬دورما‭ ‬من‭ ‬أوبرا‭ ‬توراندوت‭ ‬بمرافقة‭ ‬بيانو‭ ‬جاز‭. ‬وعندما‭ ‬بلغت‭ ‬الأغنية‭ ‬ذروتها،‭ ‬تحوّلت‭ ‬الموسيقى‭ ‬إلى‭ ‬مقطوعة‭ ‬الفصول‭ ‬الأربعة‭ ‬لتظهر‭ ‬العارضة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬القوارب‭ ‬المتجمّعة‭ ‬على‭ ‬الضفاف،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬خيالي‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬لوحة‭ ‬ولادة‭ ‬فينوس‭ ‬للرسام‭ ‬ساندرو‭ ‬بوتشيلي‭. ‬وظهرت‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬مهارة‭ ‬العلامة‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬الحرير‭ ‬المطبوع‭ ‬والخرز‭ ‬اللامع‭ ‬لتصوير‭ ‬المشهد‭ ‬الأسطوري‭ ‬الذي‭ ‬يميز‭ ‬ساحة‭ ‬سان‭ ‬ماركو‭ ‬وبرج‭ ‬ريالتو،‭ ‬لتبدو‭ ‬كبطاقات‭ ‬بريدية‭ ‬من‭ ‬البندقية‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬تفاصيلها‭ ‬رسائل‭ ‬محبة‭ ‬بين‭ ‬الدار‭ ‬وعرض‭ ‬التا‭ ‬مودا‭. ‬وأكد‭ ‬ستيفانو‭ ‬أن‭: ‬‮«‬هذه‭ ‬التشكيلة‭ ‬تجسّد‭ ‬تكريماً‭ ‬واضحاً‭ ‬للمهارة‭ ‬الحرفية‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬البندقية‭. ‬وتم‭ ‬تصميمها‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة‭ ‬ومواد‭ ‬مبتكرة‭ ‬مثل‭ ‬البلاستيك‭ ‬والزجاج‭ ‬مع‭ ‬مواد‭ ‬تزيين‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭ ‬مثل‭ ‬الأقمشة‭ ‬المرقعة‭ ‬والحياكات‭ ‬الكبيرة‭. ‬واستمدت‭ ‬القطع‭ ‬إلهامها‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬الثريات‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر،‭ ‬حيث‭ ‬قمنا‭ ‬بابتكار‭ ‬أربع‭ ‬أو‭ ‬خمس‭ ‬فساتين‭ ‬تشبه‭ ‬شكل‭ ‬الثريات‭ ‬تماماً،‭ ‬بينما‭ ‬ظهرت‭ ‬أربعة‭ ‬فساتين‭ ‬أخرى‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬قطعاً‭ ‬من‭ ‬زجاج‭ ‬مورانو‭. ‬واستوحينا‭ ‬قطعاً‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬الكؤوس،‭ ‬حيث‭ ‬تأخذ‭ ‬الفساتين‭ ‬هيئة‭ ‬كأس‭ ‬مقلوب‭ ‬يتناسق‭ ‬مع‭ ‬الجسم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إيجاده‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬تصاميم‭ ‬كعوب‭ ‬الأحذية‭ ‬وأقراط‭ ‬الأذن‮»‬‭.‬

وجاءت‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬المبهرة‭ ‬لتكلّل‭ ‬جهداً‭ ‬مضنياً‭ ‬في‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬بالبندقية‭. ‬ويقول‭ ‬دومينيكو‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬صممنا‭ ‬القطع‭ ‬باستعمال‭ ‬مواد‭ ‬غريبة‭ ‬مثل‭ ‬الكريستال،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدينا‭ ‬تصوّر‭ ‬مسبق‭ ‬حول‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬سنحصل‭ ‬عليها،‭ ‬ولم‭ ‬نفكر‭ ‬بها‭ ‬حتى‭. ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬أردناه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نفسح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬الإبداع‭ ‬العفوي،‭ ‬بمنتهى‭ ‬البساطة‭. ‬خاصةً‭ ‬مع‭ ‬اختبار‭ ‬تقنيات‭ ‬وتجارب‭ ‬جديدة،‭ ‬حيث‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬ما‮»‬‭. ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬ابتكار‭ ‬قطع‭ ‬حصرية‭ ‬من‭ ‬أزياء‭ ‬التا‭ ‬مودا‭. ‬وكشف‭ ‬حرفيو‭ ‬مورانو‭ ‬مازحين‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬الجزيرة‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬لإنجاز‭ ‬مشروع‭ ‬دولتشي آند غابانا ‬لشهور‭ ‬عديدة‭.‬

لم‭ ‬تقتصر‭ ‬ثورة‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬عارضات‭ ‬شابات‭ ‬مثل‭ ‬تشانس‭ ‬والتوأم‭ ‬كومبس‭ ‬وديفا‭ ‬كاسلوليني‭ ‬كلوم‭ ‬وإيميلين‭ ‬بيل،‭ ‬بل‭ ‬تضمّنت‭ ‬إبداع‭ ‬تصاميم‭ ‬كورسيه‭ ‬مبتكرة‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬التول‭ ‬والدانتيل‭ ‬والمخمل‭ ‬وطبقات‭ ‬تفتا‭ ‬الشيفون،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفساتين‭ ‬المنفوخة‭ ‬المتكلفة،‭ ‬بينما‭ ‬تألقت‭ ‬قطع‭ ‬أخرى‭ ‬بقماش‭ ‬الساتان‭ ‬اللامع‭ ‬مثل‭ ‬مياه‭ ‬القناة‭ ‬الكبرى‭. ‬وظهرت‭ ‬أيضاً‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬السترات‭ ‬المصممة‭ ‬بأحجام‭ ‬كبيرة‭ ‬مع‭ ‬أكتاف‭ ‬بارزة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬إطلالة‭ ‬هايلي‭ ‬بيبر‭ ‬مع‭ ‬تنانير‭ ‬صغيرة‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬جمال‭ ‬استثنائي،‭ ‬بينما‭ ‬تألقت‭ ‬بيلي‭ ‬إيليش‭ ‬بشعر‭ ‬ملوّن‭ ‬أبدع‭ ‬في‭ ‬تسريحه‭ ‬جيدو‭ ‬بالاو،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬إلى‭ ‬جيل‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الألفية‭.‬

وبينما‭ ‬انشغل‭ ‬الضيوف‭ ‬بجاذبية‭ ‬المشهد‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬العرض،‭ ‬كانت‭ ‬الغيوم‭ ‬فوق‭ ‬ساحة‭ ‬سان‭ ‬ماركو‭ ‬تتجمع‭ ‬بهدوء‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬لون‭ ‬رمادي‭ ‬قاتم‭. ‬وفجأةً،‭ ‬ومع‭ ‬الإيقاعات‭ ‬الشتوية‭ ‬لكونشيرتو‭ ‬فيفالدي،‭ ‬سقطت‭ ‬أولى‭ ‬قطرات‭ ‬المطر‭ ‬في‭ ‬مصادفة‭ ‬مذهلة‭ ‬لترسم‭ ‬قوس‭ ‬قزح‭ ‬فوق‭ ‬قصر‭ ‬دوجي‭. ‬وتلاعبت‭ ‬الرياح‭ ‬بحركة‭ ‬الفساتين‭ ‬لتمنح‭ ‬المشهد‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬الدراما‭ ‬والحيوية‭. ‬ومع‭ ‬ظهور‭ ‬المصممين‭ ‬لإلقاء‭ ‬التحية‭ ‬على‭ ‬المنصة‭ ‬بعد‭ ‬الإطلالة‭ ‬رقم‭ ‬100‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬التا‭ ‬مودا،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هنالك‭ ‬أدنى‭ ‬شكّ‭ ‬أن‭ ‬العلامة‭ ‬قد‭ ‬نجحت‭ ‬بتقديم‭ ‬أربعة‭ ‬مواسم‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نسيانه‭. ‬

يؤكّد‭ ‬دومينيكو‭ ‬وستيفانو‭ ‬أن‭ ‬التا‭ ‬مودا‭ ‬يتجاوز‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬البعد‭ ‬التقليدي‭ ‬لعروض‭ ‬الأزياء‭ ‬الفاخرة‭ ‬والموضة‭ ‬المتقنة،‭ ‬ليوفّر‭ ‬منصةً‭ ‬تعبّر‭ ‬بصدق‭ ‬عن‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬متكاملة،‭ ‬خاصةً‭ ‬مع‭ ‬أجواء‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬العرض،‭ ‬فالقوارب‭ ‬التي‭ ‬أقلّت‭ ‬العارضات‭ ‬إلى‭ ‬المنصة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬الضيوف‭ ‬لتعبر‭ ‬بهم‭ ‬بعيداً‭ ‬إلى‭ ‬جسر‭ ‬ريالتو‭. ‬وهناك،‭ ‬تحوّل‭ ‬سوق‭ ‬ريالتو‭ ‬للأسماك‭ ‬بكل‭ ‬أجوائه‭ ‬المضيئة‭ ‬إلى‭ ‬مشهد‭ ‬صاخب‭ ‬مثل‭ ‬أيام‭ ‬المغامر‭ ‬ماركو‭ ‬بولو‭ ‬وتجاربه‭ ‬مع‭ ‬التجار،‭ ‬حيث‭ ‬ازدحم‭ ‬المكان‭ ‬باللحوم‭ ‬المقددة‭ ‬والجبن‭ ‬والخبز‭ ‬الطازج‭ ‬وأصناف‭ ‬البروفيترول‭. ‬مما‭ ‬أتاح‭ ‬للضيوف‭ ‬فرصةً‭ ‬رائعةً‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بالنكهات‭ ‬تحت‭ ‬قطرات‭ ‬المطر،‭ ‬برفقة‭ ‬هيلين‭ ‬ميرين‭ ‬وجينيفر‭ ‬لوبيز‭ ‬وريتا‭ ‬أورا‭ ‬وكرورتني‭ ‬كارداشيان‭ ‬وترافيس‭ ‬باركر‭ ‬وباف‭ ‬ديدي‭ ‬وجينيفر‭ ‬هدسن،‭ ‬الذين‭ ‬أمضوا‭ ‬السهرة‭ ‬طوال‭ ‬الليل‭ ‬وهم‭ ‬يردّدون‭ ‬في‭ ‬داخلهم‭ ‬أغنية‭ ‬نيسون‭ ‬دورما،‭ ‬والتي‭ ‬تنادي‭ ‬بعدم‭ ‬النوم‭. ‬

اقرئي أيضاً: 6 تجارب من العلا لمحبي المغامرات

No more pages to load