ما هو ذا فيك بيركين سلاير؟ الحساب مجهول الهوية الذي يكشف حقائب هيرميس المقلدة
كيف يقف حساب ذا فيك بيركين سلاير thefakebirkinslayer@ في وجه الحلقة الإجرامية التي تقف وراء المنتجات المقلّدة.
نجحَ الحساب الجديد (ذا فيك بيركين سلاير thefakebirkinslayer@) في حجز مكانة له في مجال الحدّ من تهريب الإكسسوارات، ويُصرح أحد الأشخاص المسؤولين عن إدارة الحساب المميز في حديث مع مجلة هاربرز بازار العربية: “يضع هذا الحساب حد للحلقة الإجرامية التي تقف وراء المنتجات المقلّدة وهذا دافع رئيسي لعملنا، حيث تلقينا الكثير من التهديدات لقيامنا بهذا العمل”.
يعتقد الجميع أنّه من الصعب الكشف عن حقيبة Birkin المزيفة عند التقاط صورة معها، ولكن هذا اعتقاد خاطئ. فالحساب مجهول الهوية يتعقّب المنتجات المقلّدة ويسعى إلى كسر الحلقة الإجرامية التي تصنّع هذه المنتجات، ويتوجه إلى إنستغرام ويلتقط صوراً لحقائب Hermès Birkin المقلّدة ويحاول تنبيه أصحابها لمحاولتهم إعادة بيعها. ويرفض مؤسسو الحساب الكشف عن هويتهم، ولاسيما مع الشهرة الكبيرة التي اكتسبها الحساب، من أجل حماية أنفسهم من الأشخاص الذين يدعمون هذه الأعمال السرية والمربحة.
يتابع المسؤول عن الحساب: “يجب تسليط الضوء على العمل الذي نقوم به ومناقشته كموضوع رئيسي، مع التركيز على عنصر الأمان لأننا نتلقى الكثير من التهديدات بسببه، نظراً إلى أنّ سوق المنتجات المقلّدة يصنف كمشروع إجرامي “.
ويعتقد البعض للوهلة الأولى أنّ الحساب يهدف إلى حماية مصلحة البضائع الفاخرة للشركات وحسب، لكنهم سرعان ما يغيرون نظرتهم عند التعمق قليلاً بالموضوع، حيثُ حصدَ الحساب على إنستاجرام ما يقارب 140 ألف متابع منذ انطلاقه لأول مرة بعد بداية العام الحالي، وقمنا في هاربرز بالتواصل مع الحساب المؤثر على أنستغرام والبريد الإلكتروني، حيث بدا استياء مدراء حساب ذا فيك بيركن سلاير واضحاً تجاه القوى الإجرامية والاتجار بالبشر وعمالة الأطفال التي تعدّ عوامل رئيسية في إنتاج وبيع حقائب هيرميس المهربة.

تصاعدت الأحداث في فبراير عندما قام ذا فيك بيركين سلاير بالكشف عن إحدى محاولات إعادة بيع العديد من حقائب Birkin المقلّدة، من قبل بيركين تراش BirkinTrash@، الشخصية الشهيرة على تيك توك والمعروف أيضاً باسم أليكس باردو والذي تمكّن من جمع حوالي 212 ألف متابع على تيك توك بسبب شغفه الهائل بحقائب Birkin. وحصل الحساب على إشادة من نجمة مسلسل تلفزيون الواقع The Real Housewives of Dallas الدكتورة تيفاني مون، والتي قالت بأن الحساب يقوم بعمل عظيم بعد أنّ اتهمتها زميلتها في المسلسل بنسخة ميامي، ماريسول باتون، بأنّها تدير الحساب لتنفي مون هذه الادعاءات.
ونشر الحساب لقطة شاشة كأول رد للمتابعين يقول فيها: “نأمل أن نرى الأشخاص الذين نشرنا صورهم مع حقائب مقلّدة ينشرون القصص والمنشورات التي تتعاطف مع ضحايا هذه السوق السوداء، وأن يقوموا بدعم الجمعيات الخيرية ودور الأيتام التي تمتلك تأثيراً إيجابياً بدلاً من التباهي بشراء منتجات مقلّدة”.
تشير المعلومات التي قدّمها الحساب إلى أنّه لا يوجد شخص واحد فقط يدير الحساب ويتابع العمليات، وإنما فريق كامل يضم أفراداً من أنحاء العالم يرسلون تلميحات ومعلومات سرية ودلائل على أن الشخص قام بالشراء من شخص ينتج بضائع مقلّدة. كما يمتلك الفريق عشرة أشخاص على الأقل يقومون بمراجعة المنشور بدقة قبل نشره، ويؤكد الحساب أن جميع أعضاء الفريق يمتلكون منتجات أصلية من Birkin وKelly قاموا بشرائها مباشرة من متجر هيرميس.
يضيف أحد المسؤولين عن الحساب أثناء حديثه مع هابرز بازار العربية: “تمكنّا من التعرف على الحقائب المقلّدة التي نشرناها على صفحة thefakebirkinslayer@ من خلال التدقيق على تفاصيل محددة”. إلّا أنّه رفض الكشف عن هذه التفاصيل المحددة.
ويؤدي الرابط في البايو الخاص بصفحة thefakebirkinslayer@ إلى جلسة مع TED talk للمحقق المتخصص بالكشف عن البضائع المقلّدة أليستر جراي بعنوان “كيف تسهم الحقائب المقلّدة في تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة”.
يوضح جراي خلال خطابه الذي ألقاه في 2020: “لا ينتبه السياح خلال إجازتهم إلى وجود مشكلة ما بالحقائب المقلّدة التي من المحتمل أن يشتروها دون تفكير، والتي تكمن بحياكتها من قبل طفلة تمّ إبعادها عن عائلتها والإتجار بها، بالإضافة إلى أنّ هذه المنتجات وشبيهتها تموّل الإرهاب الذي من المرجّح أنه أدّى إلى حادثة شارلي إبدو في 2015، عندما قام الأخوين سعيد وشريف كواشي بالدخول إلى مكاتب الصحيفة الفرنسية الساخرة في باريس”.
كما أوضح جراي أن الاقتصاد السري للتزوير والمنتجات المقلّدة من المتوقع أن يصل إلى 2.3 تريليون دولار. كما أشارَ ذا فيك بيركين سلاير في المقابلة إلى هذا الموضوع، وقال: “تصل قيمة سوق المنتجات المقلّدة إلى مليارات الدولارات التي تديرها عصابات تبيع منتجات لا قيمة لها”.
وأشار التقرير الأخير الذي نشرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حول البضائع المقلّدة والمقرصنة عام 2019، إلى أنّ هذا السوق يشكّل 3.3% من التجارة العالمية. ولا تتضمن هذه النسبة المنتجات المقلّدة والمقرصنة التي يتمّ إنتاجها واستهلاكها محلياً أو المنتجات الرقمية المقرصنة التي يتم توزيعها على الإنترنت. واعتمدت الدراسة المشتركة بين منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومكتب الاتحاد الأوروبي للملكية الفكرية على المنهجية نفسها، وأشارت التقديرات إلى أنّ أكثر من 2.5 %، أي ما يعادل 461 مليار دولار أمريكي، من التجارة العالمية في 2013 جرت من خلال البضائع المقلّدة والمقرصنة.
ورفعت الشركات أسعارها بشكل مضاعف مقارنةً بأسعار تكلفة الإنتاج الحقيقية وذلك منذ بداية أزمة الطاقة، الأمر الذي جعل المنتجات الفاخرة مثل حقائب Birkin صعبة الشراء حتى بالنسبة لمستهلكي المنتجات الفاخرة. كما يساهم ارتفاع الطلب وانخفاض العرض المتعمّد في صعوبة الحصول على حقائب Birkin، حيث يتمّ توظيف وكلاء خاصين في بعض الحالات لشراء هذه الحقائب بأسعار تتراوح بين 15 ألف و110 آلاف درهم إماراتي.
وصرحّت هيرميس، العلامة الفرنسية المتخصصة بتصنيع المنتجات الفاخرة، العام الماضي أن أسعار حقائبها وإكسسواراتها في أنحاء العالم سترتفع بنسبة تتراوح بين 5% و10% في يناير العام الحالي. ويأتي هذا القرار بالمقارنة مع متوسط زيادة بلغَ 4% خلال 2022، وأخبر إيريك دو هالجويت، المدير المالي لعلامة هيرميس، الصحفيين خلال مكالمة هاتفية أنّ الزيادة كانت تتراوح عادةً حول 2% في السنوات السابقة.
وتتقاطع فكرة ذا فيك بيركين سلاير مع أنونيموس بدرجة كبيرة، وهي مجموعة قراصنة دولية وغير مركزية تأسست في عام 2003، في وقتٍ يحاول قطاع المنتجات الفاخرة إلى معرفة هوية صاحب الحساب. ويتميز الملف الشخصي لحساب ذا فيك بيركين سلاير بصورة على شكل وجه متخفي وراء قناع مشابه لقناع القائد جاي فوكس ولكن بدون شارب. هذا وحظيت هذه الصورة تاريخياً بشعبية كبيرة خلال مؤامرة البارود في 1605، واشتهرت أيضاً في الروايات المصوّرة وفيلم V for Vendetta في وقتنا الحالي.
ويطلق أعضاء فريق ذا فيك بيركين سلاير اسم أنون على أنفسهم، ويظهر هذا الاسم على البريد الإلكتروني الخاص بهم في خطوة مشابهة لمجموعة أنونيموس الذين يسمون أنفسهم أنونز. وأجابت الصفحة بكلمة لا تعليق على أي سؤال وجهته المجلة لها للكشف عن هويتهم.
ويمكن متابعة ذا فيك بيركين سلاير thefakebirkinslayer@ على إنستغرام.
الصور مأخوذة من جيتي إميجز (كريستيان فيريج)
