هذا ما لا تعرفونه عن أسبوع نيويورك للموضة..تاريخ حافل بالكوارث
Posted inالموضة

هذا ما لا تعرفونه عن أسبوع نيويورك للموضة..تاريخ حافل بالكوارث

هو واحد من “الأبطال الأربعة” لعالم الموضة، ونعرف جيدًا أن عارضات الأزياء من حول العالم يفضلونه قليلًا عن باقي الأسابيع. كانت نشأته ضربة حظ، لكن تاريخه لاحقًا مقتظ باللحظات المشؤومة لا محالة…

إذا كنت من محبين عالم الأزياء؛ بالتأكيد تعرف أن البداية دائمًا في فبراير وسبتمبر تكون مع أسبوع نيويورك للموضة يليها أسبوع لندن، ثم تأتي باريس، ويكون الختام مع ميلانو. ففي فبراير تعرض تشكيلات الخريف والشتاء، وسبتمبر لتشكيلات الربيع والصيف.

ودائمًا ما يدخل أسبوع الموضة في نيويورك الفن مع الأزياء، والدراما في التصاميم، ويجعلنا نندهش من الجرأة في الأفكار، وطغيان الإبداع نظرًا لما يتحلى به المصممون من شجاعة. والتي ولدت من تاريخ حافل بالأحداث المفجعة التي صاحبة أسبوع الموضة في نيويورك وجعلته مختلف بشكل كبير عن باقي الأسابيع الأخرى.

اقرؤوا أيضًا: الفضيحة الجنسية هي السبب وراء إلغاء Marchesa مشاركتها في أسبوع الموضة في نيويورك

لذلك إليكم تاريخ أسبوع نيويورك للموضة في 5 محطات جوهرية أعادة رسم عالم الأزياء

مصائب قوم عند قومًا فوائد

كانت باريس ولا زالت عاصمة الموضة الأشهر على مر التاريخ، فهي مدينة النور التي يستلهم منها المصممين والمبدعين أخر الصيحات وخطوط الموضة. ولعل ذلك هو السبب الذي جعلها متميزة بأسبوع الخياطة الراقية الذي لا يقام ألا بها. لكن في عام 1939 عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية؛ لم يكن لشخص القدرة على التركيز في أي عمل إبداعي وتوقف أسبوع الموضة في باريس لسنواتن وهو ما كان له أثر كبير على الملابس النسائية التي تخلت عن الفساتتين والقبعات، وبدأت أن ترتدي الملابس العملية الأكثر كالبنطلون والقميص.

أسبوع نيويورك للموضة لم يكن الاسم الأول

خُطت أقلام الصحافة، وسٌنت مقصات المصممين عام 1943 لحضور الحدث الأول من نوعه داخل مدينة نيويورك وهو “أسبوع الصحافة”. الذي أقامته المديرة الصحفية لأول منظمة ترويجية في صناعة الأزياء الأمريكية معهد نيويورك للأزياء – اليانور لامبرت، التي بفضلها تعرفنا على رالف لورين وأوسكار دو لارنتا. وفي السنوات التالية تعرفنا على ألكسندر وانج، ومايكل كورس أي رائدي الأزياء في العالم.

ومع حاجة النفس البشرية لتننفس الصعداء، والاشتياق الذي اجتاح الصحافة ومحبين الأزياء من حول العالم وجعلهم يطالبون بعودة الحدث الأشهر، كان من الصعب أن يسافر المصممين الأمريكان إلى فرنسا، وحتى الصحفيين لم يكن بمقدورهم الخروج عن البلاد. وهو ما فتح الباب للمواهب الأمريكية في الطفو على الوجهة والظهور بقوة.

ومثلما نشطت حركة تصميم الأزياء بأمريكا، بدأت أيضًا الصحافة الأمريكية للنساء أن تنافس الصحافة الفرنسية الرائدة. ومن هنا بزغ سيطنا نحن -هاربرز بازار- التي كانت أولى ناقلين فعليات أسبوع الصحافة – أسبوع نيويورك للموضة حاليًا- على صفحاتها، ورسمت على خطاه الكثير من الإبداعات التي امتعت القراء.

صورة من أرشيف هاربرز بازار الأمريكية
تجدون في بازار العربية: الكشاكش والزخارف الهندسية الصيحات الأبرز لتصاميم أسبوع الموضة في نيويورك 2023

كوارث أسبوع نيويورك للموضة

نجاح ساحق، واكتساح غير مسبق، وانتظار لكل ما هو قادم جعل أسبوع الصحافة ينافس أسابيع كانت رائدة بالفعل أمثال أسبوع باريس، ولندن. ومع التطور والنجاح الغير متوقع تغير اسمه من أسبوع الصحافة إلى أسبوع الصحافة في نيويورك، وكان ذلك عام 1951 ميلاديًا، لما كان الهدف من هذا الأسبوع هو نفسه ولم يتغير بعد. حيث ساد فكر الربح من الأزياء، وصنع حدث تجاري اقتصادي مربح هو المحفز الأساسي للاستمرار.

لكن لم تستمر الأمور على نفس المنوال؛ بدأ المصممون في جموح الإبداع، وبدلًا من استأجار الوحدات السكنية والمساحات الواسعة لعرض مجموعتهم، شعروا بالممل من الربح، وأرادوا صنع أزياء لها علاقة بالفن، تجعل الصحافة مبهورة بما يقدموه، والجمهور يتهافت لشراء القطع ذات العرض الجذاب لذلك تحولت أماكن العروض خلال أسبوع نيويورك للموضة إلى الملاهي الليلية، والمعارض الفنية، والمتاحف، وسطح الطوابق الشاهقة. لكن تسير الرياح بما لا تشته السفن، لأن تلك الأماكن لم تكن مجهزة لاستقبال هذا الكم من الناس.

الصورة من موقع تيمبلير

والكارثة الحقيقية كانت عام 1991 عندما وقع السقف على العارضات والمتفرجين بعرض مجموعة مايكل كورس. وهنا طفح الكيل للصحفين والعارضات لما يتعرضوا له من حوادث بسبب طموح المصممين، فتدخلت رئيسة القنصلية الأمريكية للأزياء – ستان هيرمان عام 1993 حيث أمرت بأن تنحرص العروض على خيم منصوبة باللون الأبيض في أماكن مفتوحة بمنطقة مانهاتن بنيويورك، واستطاعت أن تغير اسمه إلى أسبوع الموضة في نيويورك ليظهر في حلة جديدة بعيدًا عن الحوادث والكوارث.

علاقة وطيدة بين أسبوع نيويورك للموضة ومرسيدس-بنز

وفي الوقت الذي بدأ فيه أسبوع الموضة بالانهيار، لم تتوقف محاولات إنقاذه، حيث بدأ دعوة أشهر نجوم السينما إلى الصفوف الأولى حتى تنجذب الصحافة مرة أخرى، فرأينا جوليا روبرتس وبجوارها ليناردو ديكابريو وكل النجوم التي اشتهرت في التسعينات كانوا أول المشاهير الذين يحضرون عروض الأزياء في التاريخ.

جذب هذا الأمر شركة مرسيدي-بنز والتي أرادت أن تستثمر أيضًا في الأزياء، لذلك باتت الراعي الرسمي للأسبوع وحاولت تغيير اسمه إلى أسبوع مرسيدس-بنز للأزياء لكن الأمر لم يستمر طويلًا على هذا المنوال.

الصاعقة الكبرى في تاريخ أسبوع نيويورك للموضة

لما بدأ التشاؤوم يتسلل إلى قلوب العاملين بمجال الأزياء حول أسبوع الأزياء الذي نشأ في الأساس على أنقاض الحرب العالمية الثانية واستفاد من الخراب الذي سببته بالعاصمية الفرنسية. ومع المحاولات المستميتة للقائمين عليه بتغير حلته لجذب الانتباه له مرة أخرى. جاءت حادثة 11 سبتمبر لتضرب بكل الجهود عرض الحائط.

كان 11 سبتمبر عام 2001 خامس أسبوع من عروض الربيع والصيف لعام 2022، وللحظ كان الصحفيين ينتظرون عرض مايكل كورس مرة أخرى الذي صرح وقتها أنه كان متأخرًا ولم يخرج من منزله بعد في حين عرضه كان على وشك الانطلاق، حتى وقع حادث الأبراج الشهير الذي غير تاريخ البشرية.

وقتها تم إلغاء عروض اليوم مع الحرص على سلامة جميع المتواجدين حتى عادوا لمنازلهم، وهو الأمر الذي أولد طاقة تشجع على الاستمرار في الأيام المقبلة حتى لا يتأثر الفاعلية التي كادت أن تلغى إلى الأبد.

اقرؤوا أيضًا: كيف أصبحت إيران خانم شخصية مؤثرة في عالم الأزياء في العقد التاسع من عمرها

No more pages to load