الفنانة ابتهال الراجحي فلورنسا 14
Posted inالفن

دليل الفنون: أعمال الفنانة ابتهال الراجحي تقرأ أبعاد الهوية السعودية ضمن بينالي فلورنسا 14

تقدّم أبحاث الفنانة ابتهال الراجحي قراءات للافتراض القائل بأنّـ «أنا أنت» – عبر فنون بصرية تفسّر التصاميم المعمارية للأسواق – وصولًا إلى أبعاد تُرسَمُ بها خطوط «الهُوية»…

كجاراتها نالت فلورنسا نصيبها من تحديات الوجود على مدى قرون من الزمان؛ لدرجة يستشعر زائرها للوهلة الأولى بهول ثِقل لا منطق له – مقابل عراقة عمارتها الباقية. ويقام بينالي فلورنسا 14 بـ (فورتيزا دا باسو، فلورنسا، إيطاليا) خلال الـ 14 وحتى الـ 22 من أكتوبر 2023 – داخل قلعة عملاقة عمِّرت بين عامي 1534 – 1537 «لإثارة الإعجاب وترهيب سكان فلورنسا بحجمها».

يبحث بينالي فلورنسا 14 هذه المرة في مفاهيم الهويات الفردية والجماعية في الفنون والتصاميم المعاصرة عبر تحليل تعددية معانيها الفلسفية والنفسية والاجتماعية والثقافية، بأسلوب يربط مفهوم الهُوية بالخصائص التي تميزنا عن الآخرين كأفراد غير قابلين للتكرار؛ لنتفكر في «بياناتنا الشخصية وتراثنا الجيني» من جانب.. و من جانب آخر ترتبط الهُوية في منظور البينالي بالحاجة إلى الانتماء إلى مجموعة أو مجتمع أو أكثر «ما يساعد على تحديد الطريقة التي يرانا بها الآخر».

على الرغم من هذا البيان الفني لمعرض «أنا أنت» في بينالي فلورنسا 14؛ تطرح الأعمال المشاركة للفنانة ابتهال الراجحي حالة «الاغتراب المكاني»، عبر تأمل ما ينتج عن ذلك كضعف في النسيج المجتمعي؛ وبالتالي بحث الفرد عن هويته وثقافته في لاوعي أفراد المجتمعات الحضرية، ذلك باعتبار يرى «المجمّعات التجارية مرآة تعكس حال المجتمع». وباعتماد الوسائط الحديثة لتمكين أبحاث ودراسات فنية تتأمل في الأثر الفارق للعولمة على المجتمع السعودي.

دليل الفنون: أعمال الفنانة ابتهال الراجحي ترسم هوية سعودية ضمن بينالي فلورنسا 14
دليل الفنون: أعمال الفنانة ابتهال الراجحي ترسم هوية سعودية ضمن بينالي فلورنسا 14

أعمال الفنانة ابتهال الراجحي ضمن بينالي فلورنسا 14

من ذلك المنطلق شاركت الفنانة ابتهال الراجحي عبر عملين يتكوّن كل منهما على أربع لوحات كانفس بألوان زيتية (١٢٠X١٢٠ سم للعمل الواحد) بتقنية المونو كولورز. حيث تعتمد في جوهرها على مخططات التصاميم الداخلية والمعمارية للمراكز التجارية في المملكة العربية السعودية؛ وصولًا إلى تصوير حالة من البحث وعدم الوعي والانبهار «هي حالة تصيب الفرد عند الانبهار بالحضارات الأخرى؛ وشعوره برغبة في نقل هذه الثقافة لوطنه – متصورًا مستقبلًا بنفس حاضر تلك الحضارة».

ذلك ضمن أكثر من 600 فنانًا ومصممًا من 85 دولة، وأكثر من 1500 عمل فني في مساحة 11000 متر مربع، وبحضور أكثر من10000 زائر. إذ يعتبر بينالي فلورنسا 14 المشاركة الدولية الأولى للفنانة؛ بعد عدد من رحلات الفنون بين ألمانيا وإيطاليا ومؤخرًا الرحلة الثقافية من تنظيم وزارة الثقافة السعودية إلى النمسا. كما تجدر الإشارة إلى رعاية «استديو وسم» وكذلك «آرت تيك» لتلك المشاركة. ذلك بعد أن نال تأسيس بينالي فلورنسا مع لجنة من الفنانين والقيمين والنقاد الفنيين استجابة واسعة منذ العام 1997.

أعمال الفنانة ابتهال الراجحي بعيدًا عن بينالي فلورنسا 14

تشير رحلة بحث الفنانة ابتهال الراجحي في مجملها إلى أنه «قد أحاط الاغتراب الزماني والمكاني بالمجتمع العربي خلال العقود الأخيرة» باعتبار أن التصوير السلبي للحاضر «يجعل الفرد يحتذي حذو الغرب؛ آملاً أن يصبح مستقبل مجتمعه مثل حاضر هؤلاء – إن سار على خطاهم». إذ يقوم مشروع الفنانة ككل على الأسلوب التجريبي من داخل مدن المملكة العربية السعودية عبر تمكين تقنيات متقدمة كـ (العارض الضوئي).

أتمّت ابتهال درجتي البكالوريوس والماجستير في مجال الفنون من جامعة الملك عبدالعزيز بجدّة. وقدّمت ورش فنون بصرية لعدد من الفئات العمرية، إلى جانب العمل في مجال إدارة الفنون. حيث تستكشف خلاصة مساعيها «السلوك البشري» عبر التعمق في تساؤلات حول الهُوية والتاريخ الجمعي؛ بقراءات تحلّل مدى تأثير الاختلاط والاندماج الثقافي إلى جانب الاغتراب – على شأن هُوية الأفراد في المجتمعات.

اقرؤوا أيضاً:

No more pages to load