
إليكم معلومات عن سور الصين العظيم قد تعرفونها لأول مرة.. وهذه هي حقيقة رؤيته من القمر
هو حصن تاريخ عريق، بني لمواجهة الأعداء والذي يمثل أكبر مشروعات البناء التي تم تنفيذها في القدم، وهو المزار السياحي الأول في الصين، فما هي قصته والسبب وراء أهميته؟!
هناك معلومات عن سور الصين العظيم كثيرة منها ما هو حقيقة وأخرى مجرد خرافات وأساطير، ولكن المؤكد والذي لا يدع مجالًا للشك أو الجدال أنه يمثل واحد من أهم الأبنية على مر التاريخ، والذي اتخذ من الجهد والوقت والتكلفة ما جعله يستحق أن يصنف واحد من بين عجائب الدنيا السبع، والذي يأتي السياح إليه من كل حدبٍ وصوب للتمتع بمشاهدة ذلك الحصن المنيع الذي لا يوجد له مثيل في العالم أجمع، والتقاط صور لا يمكن تكرارها.
سبب بناء سور الصين العظيم
نتيجة عيش المغول بالسهوب لم يتمكنوا من زراعة الكثير من أنواع المحاصيل، الأمر الذي اضطرهم للتجارة الزراعية بينهم وبين الصين، وكان الطلب كبير حينها بين القبائل الشمالية البدوية على القطن والحرير والمنسوجات الأخرى، فضلًا عن المعادن المستخدمة بصناعة الأسلحة، وبالمقابل كانت حاجة الصينيون شديدة إلى خيل البدو الصغيرة للحروب، ولكنهم كانوا قادرين على الاكتفاء بما لديهم، في حين كان المغول بحاجةٍ ملحة إلى الملابس والطعام، وهو ما نتج عنه خلق حالة من عدم التوازن بالعلاقات التجارية بين الصين ومن يجاورهم من مغول وبدو.
وكان الاتصال قائمًا بين الصينيين والبدو الشماليين على مبدأ يعرف بـ”التجارة كالحرب”، فكان البدو يمثلون تهديدًا قويًا عسكريًا على الرغم من قلة عددهم بشكلٍ كبير مقابل عدد الصينيين، كما كانت العلاقات الحربية التجارية متوترة بينهم، تقوم على مبدأ الغارات الفعالة والناجحة بواسطة قبائل بدو الشمال، والمغول لاحقًا من أجل الحصول على ما يحتاجون إليه، مما تسبب في إنهاك الصينيين.
وفي سبيل تحقيق حماية البلاد من الرحل الشماليين وغزوهم للأرض، قام القادة الصينيون بتأسيس مشروع بناء حصن على هيئة جدار لحماية الجنود والدفاع عنهم، وفي مقاطعة شاندونغ يوجد بعض الأجزاء المتبقية من ذلك الجدار القديم الذي تمت صناعته من تربة صلبة تعرف بـ”الأرض الصخرية”، والبالغ عمرها 2500 عام تقريبًا، وعلى مدار 2000 عام بنيت تلك الحراسة الحجرية المسماة اليوم بسور الصين العظيم والمكون من مجموعة هائلة من الجدران الضخمة والتي يرجع البعض منها للقرن الخامس ق.م، ولقرون عدة وأثناء فترة تواجد الممالك المتحاربة، وقبل أن تتوحد الصين بدولةٍ واحدة، دافعت تلك الجدران وحصنت الحدود.

اقرؤوا أيضًا: 5 أماكن تاريخية في مصر لن ترغب في مغادرتها عند زيارتك لها
كم يبلغ طول سور الصين العظيم
هو عبارة عن سلسلة من التحصينات والجدران تغطي أغلب حدود الصين الشمالية، وهو بناء قديم تم بنائه منذ 500 عام تقريبًا، وكان طوله يتراوح ما بين 2.778 حتى 9.260 كيلو متر، حتى تم عمل مسح ذري من قبل إدارة الدولة الصينية للتراث الثقافي في عام 2012 ميلادية والتي أقرت أن طول السور يبلغ 21000 كيلو متر تقريبًا، ويعود التفاوت في تقديرات طوله لأن جزء كبير منه يزيد عن 1000 كم بني بعهد سلالة مينغ، بينما إجمالي طوله وهو 24000 كم تقريبًا والذي يتمثل في أطوال جدران السور مجتمعة والتي لا تكون ببعض الأماكن بنفس المواصفات العظيمة المتوفرة بسلالة مينغ، ولكنها تتكون من أخشاب، وصخور، وتربة وغيرها من المواد.

من قام ببناء سور الصين العظيم
أثناء فترة حكم “شي هوانغدي” تم إنشاء 12 محافظة أو ولاية على امتداد السور، وخلال فترة حكم سلالة مينغ تم تقسيم الحصن بالكامل لتسعة مناطق دفاعية، مع تعيين رئيس مركز على كل منطقة، وقد أطلق على هذه المناطق التسع حاميات على الحدود، وكان يرتبط كل معقل أساسي على السور بشكلٍ هرمي بشبكة أوامر إدارية وعسكرية، وهناك دول تاريخية عدة تولت بناء جدار على امتداد حدودها من أجل الدفاع عن سكانها وأراضيها، ومن بينهم “الدنمارك، أثينا، الإمبراطورية الرومانية، وكوريا”.
حقائق هامة عن سورة الصين العظيم
هناك بعض الحقائق التي لا يعرفها البعض عن ذلك السور العظيم، وأخرى تعد بمثابة شائعات يجب نفيها والتثبت من صحتها، لذا أتينا لكم فيما يلي مجموعة معلومات عن سور الصين العظيم:
لا يطلق عليه الصينيون سور الصين العظيم
يطلق الصينيون عليه “تشانج تشينج”، والتي تعني حسب ما هو وارد بالقاموس المختصر القياسي الخاص بمطبعة اتحاد اكسفورد “سور المدينة الطويل”.
لم يكن الهدف من بنائه صد المغول
صدر الأمر ببناء السور من قبل الإمبراطور الأول الذي توفي في عام 210 ق.م، وكان ذلك قبل أعوام كثيرة من ظهور المغزل اللذين ظهروا تقريبًا عام 800 ق.م، وكان التهديد فيما بعد من “شيونغنو” ووقعت المواجهات فقط مع المغول بنهاية القرن الرابع عشر، وتم طرد المغول بواسطة أسرة مينغ الصينية.
لا يمكن رؤيته من القمر
كان هناك اعتقاد سائد منذ القدم على أن سور الصين العظيم يمكن رؤيته من القمر، وهو ما نُشر بكتاب يحمل عنوان “الكتاب الثاني من الأعجوبة” عام 1938م، ولكن وبالواقع تعتبر رؤيته من القمر أقرب إلى المستحيلات، لأن عرضه لا يتخطى البضعة مترات، وكأنه لا يتعدى مدرج الطائرات التي يمكن تمييزها بصعوبة من المدار الأقرب إلى الأرض.
السياحة إلى سور الصين العظيم
إن أكثر مقصد شعبية بالسور هو منطقة “بادالينغزن” فكافة القطارات والباصات والحافلات التي تقدم من بكين تتجه للشمال الغربي سالكة الطريق الخاص بالوديان المكسوة بالأوراق والزهور في فصل الصيف، وهذه المنطقة كانت تعتبر من أكثر المناطق جمالًا بالقرن الثالث عشر، والتي أدرجت بقائمة تتضمن “ثمانية مشاهد عظيمة من يانجينج”.
وباتجاه غرب جويونج نجد هيكل رخامي أبيض يعرف بسحابة يونتاي، وهذه المنصة تم بنائها عام 1345م لتمثل أساس حجارة باغوداس الثلاثة، والتي تم بنائها بأمر أصدره الحاكم الأخير لأسرة يان الإمبراطور هويزونغ، وكان يعرف الهيكل حينها بجسر معبد غوجيتا، ولكنه تدمر عقب سقوط أسرة يان، بُني مكانه معبد السلام العظيم، والذي أحرق عام 1702م بزمن الإمبراطور كانغكسي.
ومن أهم الوجهات السياحية بالسور المنصات التي يفصل بين كل واحدةٍ وأخرى مسافةٍ تتراوح بين 300 إلى 500 متر، والتي أنشأت لأغراض الحرس والدوريات، لتصبح منصات هجوم على الأعداء، ومركز مراقبة، ووحدات تخزين الأسلحة، كذلك هناك أبراج المنارة الخاصة بنقل المعلومات العسكرية.
لا يفوتكم: الصور الأولى لتصميم فندق شيدي تروجينا في نيوم تأخذكم إلى عالم خيالي