فيلم مصنوع للجمال
Posted inمسلسلات وأفلام

فيلم مصنوع للجمال.. يستخدم للقبح: هل حقًا ننجو من الحروب؟

فيلم قصير ومختلف من نوعه يحكي ويلات الحروب وما تخلفه من آثار بنفوس من يعيشها.

يتعمق المخرج البحريني محمد جعفر البقالي بـ فيلم مصنوع للجمال… يستخدم للقبح بالآثار النفسية الناجمة عن الحروب، وهو ما يعد أمر لا تتطرق الكثير من الأفلام العربية له والمنشغلة بتسجيل وتوثيق الانتصارات أكثر من النظر والالتفات إلى الضحايا الناجين من الحرب بأجسادهم في حين ظلت أنفسهم وأرواحهم تتعذب بساحة المعركة.

قصة فيلم مصنوع للجمال.. يستخدم للقبح

يبدأ الفيلم مع مقابلة الجندي السابق الأب بابنته للمرة الأولى بعد 28 عامًا، ويأخذنا البقالي برحلة قصيرة وموجزة داخل علاقة الأب سواء بنفسه أو علاقته بابنته بشكل متشابك تم تنفيذه بحكمة وعناية بالغة.

فنجد الفيلم يسير بالتوازي ما بين العلاقتين، كاشفًا التعقيدات المتواجدة على المستويين، حيث نرى بالمستوى الأول حالة الأب الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن خوضه حرب الكويت والعراق، فيحلم في كل يوم أنه قد أنهي حياته ليستيقظ فيما بعد فزعًا يلعن الحرب وأيامها، متذكرًا أنه ما زال حي يعاني ويلات العذاب، بينما على المستوى الثاني نجد علاقته المدمرة بابنته، فهو لم يبحث بعد رجوعه عنها واختار تناسيها هي وعلاقته الزوجية التي قد انتهت منذ أعوام طويلة.

وقد علق البقالي في ذلك الصدد قائلًا: “يمكن للسينما أن تحتضن الجنود وعائلاتهم بطريقة لا يستطيع أي شيء آخر القيام بها، ويمكنها أن تحررهم من الألم الناجم عن ويلات الحرب”.

جوانب من فيلم مصنوع للجمال.. يستخدم للقبح

يختار البقالي في فيلمه الوسيط السينمائي ليسرد قصة قد سمع عنها من صديق له، يشاركه بكتابتها حسين جعفر حبيب، ثم يخلق بدقة وإتقان المكان الذي قد تخيل أن تجري مقابلة كهذه به ويستخدم لغته السينمائية حتى يعزز منها، إذ يجلس الأب أمام ابنته على طاولة بمقصورته التي لا توحي للمشاهد بوجود أي أثر للحياة، تارة يتبادلان الحديث وتارة أخرى توجيه الاتهامات بشكل أقرب للشبه بلعبة البينج بونج فيبدو وكأن كليهما يقيم للآخر محاكمة، ويقوم البقالي بتقسيم الشاشة ببعض الأحيان لتأكيد وجود هذه المحاكمة بالفعل وليس بشكل مجازي فقط.

تلك الصورة السينمائية تمنح للمشاهد الفرصة ليتوحد مع هذه المحاكمة التي تتم أمامه، باحثًا ومتسائلًا عن المذنب الحقيقي وأيهما يستحق العقاب، كما لا يتوقف الفيلم عن إبراز مدى الاختلاف ما بين الشخصيتين، سواء الأبنة صاحبة الجرح الذي لا يندمل ولكن العمر لا يزال أمامها لتعيشه مع أحبائها وأصدقائها وربما تشفى منه، أو الأب الذي تملؤه كل من الجروح النفسية والجسدية ولم يعد يحتمل أن يعيش ليوم واحد، وكأنهما بالفعل غرباء لا يشبهان بأي شيء بعضهما البعض ولا يدركان مدى التعب والأسى الذي يعانيه الآخر مع غياب حقيقة عنهما وهي أن الجاني الحقيقي في هذا الأمر لا يشاركهما الطاولة.

من هو المخرج محمد جعفر البقالي؟

جعفر البقالي هو مخرج سينمائي وكاتب بحريني حاصل على جوائز سينمائية عدة بالبحرين والإمارات، والعراق، والهند، وهولندا، وتونس عن فيلم الحاكم الذي أُنتج عام 2020، كما شارك بالعديد من الأفلام الناجحة بأدوار مختلفة منذ بدأ بذلك المجال في عمر الـ16 سنة في عام 2013 ولكنه قد وجد شغفه بمهنة الكتابة والإخراج.

اقرؤوا أيضًا:

No more pages to load