عارضة الأزياء الناجية كاتي بايبر تشاركنا رأيها في معايير الجمال
عارضة الأزياء الناجية كاتي بايبر تشاركنا رأيها في معايير الجمال
Posted inالأشخاص

عارضة الأزياء الناجية كاتي بايبر تشاركنا رأيها في معايير الجمال

هجوم وحشي أدى إلى تغيير مسار حياة كاتي بايبر بعد أن لفتت الأنظار في برامج تلفزيونية في المملكة المتحدة.. لكنها تعود من جديد عازمة على تصحيح مفاهيم الجمال.

عُرِفت كاتي بايبر في المملكة المتحدة كمؤلفة ومقدمة برامج تلفزيونية ومذيعة بودكاست. اليوم وبتيشرت أبيض من سان لوران  وبنطلون وحذاء من مانولو بلانيك، تقف كاتي في جلسة تصوير خاصة، وبصوت مليء بالحشرجة تعبر “لم أر نفسي هكذا من قبل”. ردة فعل طبيعية لكل شخص يرى نفسه في مجلة للموضة، لكن ربما تكون هذه التجربة مختلفة قليلًا مع كاتي.

نشأت كاتي بايبر في جنوب إنجلترا، يعمل والدها كحلاق وووالدتها معلمة، انتقلت للعيش في منزل مشترك في بداية عشريناتها مع ممثلات وراقصات ومغنيات وعارضات أزياء طموحات، بدأت في العمل على تحقيق طموحاتها بالتقدم لاختبارات تجارب الأداء، حتى حصلت على عرض لتقديم برنامج تلفزيوني. تذكر كاتي طفولتها وتقول: “عشت طفولتي في قرية صغيرة جدًا، لذلك من المثير أن أقول أنني أظهر على التلفاز! من لندن!” وتضيف قائلة: “أشعر أنني في الطريق الصحيح، وهذا ما أردته”

القميص من سان لوران، من تصميم أنتوني فاكاريلو

لكن، سرعان ماتحول الحلم إلي كابوس، حادث شنيع أدى إلى تحول حياتها، في مارس من عام 2008، تعرضت بايبر وهي بعمر الـ 24 عامًا، لاعتداء وحشي، حيث ألقى شخص بعمر الـ19 حامض الكبريتيك على وجهها في الشارع خارج شقتها في شمال لندن. وبعد التحقيقات، اتضح بأن الجاني كان مُرسَل من قبل صديق كان على علاقة معها لمدة أسبوعين انتهت به بالاعتداء الجنسي والجسدي عليها. نتج عن هذا الاعتداء حروق من الدرجة الثالثة في وجه ماتي ورقبتها وصدرها ويديها، وفقدان البصر في إحدى عينيها. حصل كلا الجانين على عقوبة السجن مدى الحياة، لكن في عام 2018 أُطلق سراح الشخص الذي هاجمها بالحمض بعد أن أمضى تسع سنوات فقط في السجن.

أمضت كاتي ثلاثة أشهر في المستشفى، و بعد ذلك دخلت 12 يومًا في غيبوبة طبية. قام الأطباء بإزالة الجلد الميت والمتضرر من وجهها واستبداله بجلد بديل. عندما حان الوقت لإعطائها مرآة لترى نفسها، أعادتها على الفور، قائلة إنه “يجب إتلافها”. حتى الآن، خضعت كاتي لأكثر من 300 عملية جراحية.

بعد أن بُث الفيلم الوثائقي “كاتي: وجهي الجميل” على قناة 4 البريطانية، حول تعافي كاتي في عام 2009، انشئت كاتي مؤسسة “كاتي بايبر” لمساعدة غيرها ممن يتعافون من إصابات الحروق. وفي عام 2019، افتتحت المؤسسة أول مركز مباشر لإعادة تأهيل المصابين من الحروق والندبات في المملكة المتحدة.

ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، ألفت كاتي كتبًا عديدة، بما في ذلك مجلدات التطوير الذاتي وزيادة الثقة في النفس: كتاب “السر” وكتاب “الأشياء ستتحسن”. كما أنها ظهرت كثيرًا على التلفزيون. وبالإضافة إلى بودكاست “أشخاص استثنائيون” Extraordinary People والذي يضم مقابلات مع نساء ملهمات لدى كاتي نفسها، مثل الفائزة من برنامج Great British Bake Off نادية حسين، والأولمبية، السيدة جيسيكا إنيس هيل. ومؤخرًا أصبحت وجهًا لحملة بانتين “قوة الشعر” في المملكة المتحدة.

إنه لمن اللطيف والمشجع أن حماس كاتي للجمال لم يتغير. تقول: “لطالما أحببت المكياج” وأضافت “لقد درست في دورة تجميل بعد تركي المدرسة، وما زلت أستمتع بأقنعة الوجه، والتقشير، والترطيب. كان علي أن أتعلم استخدام البرايمر بشكل أفضل بسبب الندوب، ومن الصعب وضع المكياج على عين واحدة بسبب العمى في الأخرى”

بالنسبة لظهورها أمام الكاميرا، تعمل كاتي مع فريق رائع، لكن شعرها الذي كان ذهبيًا أصبح الآن أغمق من قبل.  تقول كاتي “بعد الهجوم، كانت الطريقة الوحيدة التي يمكنني بها التعبير عن نفسي هي تغيير شعري باستمرار، لأنني لم أستطع تحريك وجهي. كانت طريقة لإعادة تشكيل نفسي وترك الماضي ورائي، لأمنع الناس من التركيز على ما مضى، لأن تلك الفتاة قد رحلّت”.

ربما أنه من المفهوم بأن كاتي لا تزال تمر بلحظات صعبة، وتحاول وصفها بقولها: “هل تعلم لماذا الآن أكره إطلالة الشقراء اللامعة؟ لأنها تجذب الكثير من الاهتمام. في الشارع يراني الرجال من الخلف بجسم جيد وشعر أشقر، ويصفرون ويتصلون، ويهينونني عندما أستدير”. ومع ذلك ، تقول بايبر إن تعافيها أجبرها على إعادة ترتيب أولوياتها. في السنوات التي  تلت الهجوم، كما تقول “كنت أظهر على القنوات التلفزيونية في الساعة الثالثة صباحًا وأفكر: رائع، أنا أقوم بجمع 500 جنيه إسترليني (2350 درهمًا إماراتيًا) شهريًا لدفع الإيجار، تحولت إلى امرأة تحسب كل خطوة وعمل تفعله لتجعله مهمة”

تنسب كاتي الفضل إلى زوجها ريتشارد ساتون، وهو نجار التقت به في عام 2012 وتزوجته في عام 2015، وأنجبت منه ابنتان، بيل البالغة من العمر ست سنوات وبينيلوب البالغة من العمر عامين، لمساعدتها على تعلم الثقة بالآخرين مره أخرى. “لقد دعيت إلى حفلة كولدبلاي من قبل كريس مارتن، الذي عرفته عبر صديق مشترك، وهو الصديق سايمون كاول. أخذت ريتشي (قبل أن يصبح زوجي) معي دون أن أذكر من الذي دعاني. بعد العرض، دعاني كريس للتحدث معه في غرفة تبديل الملابس. لذلك كنا نتحادث هناك وكانت جوينيث بالترو موجودة، وسألني كريس عما إذا كان ريتشارد هو صديقي. أجبنا معاً، “ممم لا أعلم، ربما …” في وقت لاحق من تلك الليلة، قال ريتشي “أعتقد أننا شريكين!”، تتذكر بايبر. “بعد ذلك بوقت قصير كنت بحاجة إلى إجراء عمليات أكثر تعقيدًا، واقترحت أن ننتظر بضعة أشهر حتى نلتقي مرة أخرى، رفض ذلك وبقي بجانبي طوال الوقت. لقد رآى حقيقتي وأحبني”.

على الرغم من أن رحلة كاتي للتعافي لم تكن سهلة، إلا أن التزامها باستخدام تجربتها لإفادة الآخرين ومساعدتهم أقوى مما قبل.

تقول “في الأيام الأولى، كان الناس يسألونني دائمًا “ماذا الآن؟ ماذا بعد؟، لم أشعر أنني مناسبة، أتذكر أنني كنت أفكر، حسنًا، إذا كان لزامًا علي قبول أنني قد تغيرت بشكل نهائي، فهذه هي الصناعة التي لابد من أن أغير مفاهيمها.” في بعض الأحيان أجد صعوبة في التواصل مع النساء في مثل سني، حيث عانيت من الكثير من الألم والفرح طيلة سنواتي الـ 36 القصيرة. لكنها أعطتني ثقة لا تتزعزع، ومعرفة أنه مهما حدث في الحياة ، لدي القدرة على التعافي منها “.

اقرأي أيضًا: ما هو مصير المتاجر التقليديّة بعد ازدهار التجارة الإلكترونية خلال أزمة فيروس كورونا؟


ترجمة: روان البشري

تصوير: جايسون بيل

تسريح الشعر: كريستوفر لونغ من بانتين

المكياج: توبي سالفيتو من آيبرو كوين

الإنتاج: لوسي واتسون للإنتاج

كما نشر في عدد هاربرز بازار العربية لشهر أكتوبر 2020 هنا

No more pages to load