
علامة رامزن… إبداع سعودي بصناعة إيطالية
أول علامة يديرها مصمم سعودي تشارك في الفعاليات الرسمية لأسبوع الموضة في ميلان
أطلق مصمم الأزياء ورائد الأعمال السعودي عبدالرحمن الرميزان دار الأزياء رامزن خلال الموسم الماضي، حيث قرر المصمم الذي ينحدر من عائلة سعودية شهيرة في عالم المجوهرات نقل حسه الإبداعي المتوارث إلى منصات الموضة. ولاقت مشاركة عبدالرحمن في أسبوع الموضة في ميلان الذي انطلق في سبتمبر أصداءً إيجابيةً على نطاق واسع بعد عرض تشكيلة أزياء جسدت مفهوم الأناقة الراقية والنابضة بالحياة بأسلوب يليق بدار الأزياء التي تتخذ من إيطاليا مقراً لها.
ويحرص عبدالرحمن من خلال علامة رامزن على تصميم أزياء راقية ومبتكرة بقصات جريئة. وتجسد كل تشكيلة نقطة انطلاق مستوحاة من تجارب عبدالرحمن الشخصية ليروي من خلالها رؤية الدار. وتحتفي تشكيلته الثانية بالأمل بعودة الحياة إلى سابق عهدها بعد انقضاء الأزمة الصحية، حيث بدأ العرض الذي استضافه قصر سيربيلوني بحركة الراقصين على وقع كلمات شعرية تغنت بالفرح، ثم تألقت المنصة بأكثر من 40 إطلالة راقية من تشكيلة السيدات والرجال. وطغى اللون الأرجواني الملكي على القطع إلى جانب الطبعات الوردية التي زيّنت الملابس الجاهزة والراقية.
لطالما كان عبدالرحمن الذي ولد في السعودية وترعرع في ميلان ودرس في الولايات المتحدة شغوفاً بالأساليب المتنوعة التي تعبّر فيها الإنسانية عن الجمال، بدءاً من الفن الحديث والمجوهرات ووصولاً إلى الموضة والكلمة المكتوبة. ويعكس عبدالرحمن حبه للتناغم بين الحرفية والإبداع والتعبير عن الذات معاً من خلال الموضة. أجرت مجلة هاربرز بازار السعودية مقابلةً حصريةً مع المصمم السعودي قبل يوم من إطلاق عرضه الأول للتعرف على الأحلام التي يأمل بتحقيقها لقاعدة عملائه المتزايدة.
تعتبر علامة الأزياء رامزن من أهدافك الجديدة التي نجحت بتحقيقها. ويتزامن عرضك في ميلان مع ثاني مواسم الدار. ما الذي دفعك إلى إطلاق هذه العلامة ولماذا أطلقت اسم بهجة الحياة على أولى تشكيلاتك؟
استغرق تأسيس العلامة نحو ثلاث سنوات وكان الإطلاق في شهر يوليو الماضي من خلال إطلاق أولى تشكيلات الدار التي لاقت إعجاباً لافتاً وأصداءً إيجابية واسعة. أردنا إطلاق العلامة رسمياً قبل قدومنا إلى ميلان لتقديم عرضنا الأول بالتزامن مع افتتاح أولى صالاتنا في المدينة الإيطالية. ويناسب اسم التشكيلة الوضع الراهن بعد التحديات التي واجهتنا عند تأسيس العلامة والظروف الاستثنائية التي فرضها كوفيد19-. بشكل عام، شعرتُ أن فكرة التعبير عن مشاعر الفرح بالحياة تبدو مناسبةً للوضع الراهن، إذ يبدي الناس اليوم تقديراً للحياة من منظور مختلف بعد إدراكهم قيمة ملذاتها البسيطة. كما أردنا أن نوثق لحظة من السعادة على منصة العرض في ميلانو. حيث تأتي القطع مفعمةً بالكثير من الألوان الجميلة والطبعات النابضة بالحياة كما لو أنها ألعاب نارية تنشر الفرح في كل مكان.
ما أهمية تأسيس الشركة في إيطاليا بالنسبة لك؟
يشكل حضورنا في ميلان خطوةً مهمةً بالنسبة لنا نظراً لشهرة هذه المدينة على مستوى الحرفية والجودة والموثوقية العالية. وتتمحور فكرة تصنيع القطع في إيطاليا حول إطلاق التشكيلة هنا بالاعتماد على الموارد الإيطالية الفاخرة، حيث تحتضن المنطقة أفضل مصانع دباغة الجلود وأفضل ورش العمل المختصة بالتطريز إلى جانب أجود المواد والأقمشة. اخترت التوجه إلى إيطاليا لأنها تحتضن نخبة الرواد في عالم الموضة.
هلّا تحدثنا عن العملية الإبداعية مع فريقك، وكيف تتبلور أفكار التشكيلات؟
تبدأ رحلة الإبداع بتذكر أجمل اللحظات في حياتي ومحاولة تحويلها إلى سرد قصصي على شكل رسومات أولية بسيطة بالرغم من أنني لست بارعاً بالرسم الاحترافي. أعمل في بعض الأحيان على تشكيل لوحة إلهام ومناقشة الأفكار مع فريق التصميم وبدء العمل على تصميم قطعٍ جديدة.
هل ترغب برؤية شخصية معينة تتألق بتشكيلة الدار الجديدة أو من هي الشخصية التي تعبّر عن رؤية وهوية رامزن؟
أود أن أرى سيلين ديون تتألق بتصاميم رامزن لأنها امرأة قوية تعشق الموضة، وأنا أحترمها جداً كأيقونة موسيقية لامعة. كما يعجبني جمال وجرأة الممثلة إيفا مانديز التي أعتقد بأنها تستطيع تمثيل العلامة بطريقة حقيقية، لذلك أرغب برؤيتها ترتدي تصاميمي.
هل بإمكانك أن تتذكر كيف كانت علاقتك الأولى بالموضة؟
اعتدتُ رؤية المصممين وأصحاب العلامات التجارية يأتون من جميع أنحاء العالم لتنسيق إطلالات نساء العائلة في حفلات الزفاف والمناسبات المهمة عندما كنت صغيراً في المملكة العربية السعودية. وأتذكر أن هذه الأجواء ترافقت مع الكثير من مشاعر الفرح والسعادة وخاصةً عند استكمال التصاميم النهائية. لقد تركت تلك الذكريات تأثيراً قوياً على طفولتي ولا تزال حاضرةً حتى يومنا هذا.
استلهمت تشكيلتك الأولى من حبك لفترة الثمانينيات. هل تعكس هذه التشكيلة الطابع الجمالي لتلك الفترة؟
لطالما رأيتُ في هذه العلامة انعكاساً لشخصيتي والمحطات التي قطعتها في حياتي. عشتُ في ميلان عندما كنت صغيراً مع والدي، لذلك أتيحت لي فرصة التعرف عن قرب على فترة الموضة الجميلة خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي في إيطاليا. أعتدتُ الذهاب إلى المتجر وشراء جميع مجلات كوليزيوني. وعندما تخرجت من الجامعة، بدأت بحضور عروض الأزياء والتعرف على المصممين. كنت في البداية من بين عملائهم، ثم نشأت بيننا علاقة صداقة، وتولى بعضهم إرشادي وتوجيهي أثناء إطلاق مشروعي الخاص. أحب دائماً التعلم من خبرات المصممين وسماع قصصهم ومعرفة الأشياء التي يحبونها والتجارب التي مرّوا بها.
أخيراً، ما هو شعورك وأنت أول مصمم أزياء سعودي يشارك في الفعاليات الرسمية لمؤسسة Camera Nazionale della Moda Italiana؟
أشعر بالفخر الشديد لكوني تمكنت من تحقيق حلمٍ رافقني منذ طفولتي. أتعاون مع فريق عمل مذهل، ويشعرني ذلك بسعادة عارمة.
اقرؤوا أيضاً: حفل زفاف ولي عهد سلطنة عمان ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد
نشر في عدد هاربرز بازار العربية لخريف 2021