المبدعة سلامة الشامسي تشاركنا أهم الدروس التي تعلمتها من مرشديها في حياتها المهنية
لا يمكن للعديد من السيدات قيادة أقسام هامة في المتاحف والقطاع الحكومي، فكيف لو ترافقت هذه المهام الكبيرة مع إدارة مطعم ناجح! هذا ما تقوم به المبدعة سلامة الشامسي، ولذلك يبدو اختيارها كعضو في برنامج التوجيه من فاشيرون كونستانتين أمراً منطقياً للغاية.
برنامج التوجيه الذي أطلقته العلامة الفاخرة فاشيرون كونستانتين بعنوان واحدٌ من قلّة One of Not Many هو خير مثال على أهمية الحصول على الدعم والتوجيه، ليقدّم مثالاً بسيطاً عن النتائج التي يمكن تحقيقها عندما تقرر دار أزياء فاخرة ردّ الدين للمجتمع، وذلك من خلال التفكير بمنهجية تتخطى الحدود التقليدية للموضة والأزياء نحو آفاق هادفة أكثر شمولية واتساعاً.
أطلقت فاشيرون كونستانتين مشروعها هذا قبل ستة أشهر من الآن، جمعت من خلاله ست سيدات إماراتيات يتمتّعن بمواهب استثنائية ومهارات متعددة، ضمن خطة مدروسة تستهدف تقديم الرعاية والتوجيه لست طالبات من جامعة زايد، مع توفير تدريب لمدة ستة أشهر في دار فاشيرون كونستانتين أو أي علامة من مجموعة ريتشمونت. ولأن المجتمع الإماراتي يتمتع بحس عالٍ من ريادة الأعمال والموهبة والمثابرة، نحتفل اليوم بتوحيد كل هذه القيم لمستقبل جميل ومشرق.
سلامة الشامسي
لا يمكن للعديد من السيدات قيادة أقسام هامة في المتاحف والقطاع الحكومي، فكيف لو ترافقت هذه المهام الكبيرة مع إدارة مطعم ناجح! هذا ما تقوم به المبدعة سلامة الشامسي، ولذلك يبدو اختيارها كعضو في برنامج التوجيه أمراً منطقياً للغاية.
هل لديك ذكرى غالية مع دار فاشيرون كونستانتين بعيداً عن برنامج التوجيه “واحدٌ من قلّة”؟
يعيد لي اسم فاشيرون كونستانتين الكثير من ذكريات الحنين إلى الماضي، حيث يأخذني إلى أيام الطفولة، عندما كانت العائلة تقضي عطلة الصيف المفضّلة في العاصمة السويرية جنيف. أتذكّر التجوال في شارع رو دو رون ومشاهدة كل تلك الإبداعات الجميلة والتحف الفنية على أعمدة الإنارة، ثم التوجه إلى متجر العلامة وإلقاء نظرة خاطفة على مجموعاتها من وراء واجهة العرض. فلطالما جذبتني المهارة الحرفية والقيم الجمالية الراقية منذ أن كنت صغيرة.
ما أهمية انضمامك إلى فريق التوجيه في هذا البرنامج؟
أعتبر نفسي من أشد المناصرين للمشاريع المتعلقة بدعم الشباب والتعليم. لذلك وافقت على الفور عندما عُرض عليّ الانضمام إلى برنامج التوجيه. فدعم الأجيال الشابة وإرشادها في إيجاد طريقها ومنحها المشورة في حياتها المهنية يُعدّ من أهم أهدافي الشخصية. ولأن هذه التجربة تقوم على تبادل المعرفة بيني وبين المتدربة المسؤولة عنها، سيكون من الرائع أن أستحضر تجاربي الماضية لفترة من الوقت وأشارك ملامح النجاح والقرارات الصائبة والخاطئة التي اتخذتها في مسيرتي، باعتبار أن ارتكاب الأخطاء يمثّل أفضل وسيلة للتعلّم. وقد شعرت بالسعادة لإتاحة هذه الفرصة أمامي كي أشارك كل ما تعلّمته مع متدربتي ميثاء، وأن أقدم لها النصح والمشورة في أولى خطواتها نحو الحياة المهنية وريادة الأعمال.
ما أهمية وجود شخص يقدم التوجيه والإرشاد في حياتنا؟
يُعد وجود شخصية مرشدة أحد أهم الأدوات لتنمية التطوير الشخصي والمهني. لذلك أشعر بالامتنان لأني حظيت بثلاثة موجّهين رائعين يمتلك كل منهم خلفيةً ثقافيةً مختلفة. وقد ساعدوني جميعاً في مسيرتي المهنية وساهموا في تنمية جوانب عديدة من شخصيتي. ولكن من الضروري أيضاً الحصول على مجموعة دعم تقدم لنا التشجيع وترافقنا في مختلف تفاصيل الحياة.
ما هي أفضل نصيحة أو درس تلقيتيه من هؤلاء الموجهين؟
أحدهم قال لي: “سلامة، لا يوجد أهم منك، يمكنك أن تكوني حاضرة ولكن عليكِ أن تضعي نفسك بالمقام الأول، وتركّزي قبل كل شيء على صحّتك ورفاهيتك واحتياجاتك الشخصية وحياتك المهنية” كما أخبرني بأن ارتكاب الأخطاء لا يُعدّ جريمة، بل خطوة تساعد على التعلّم والنمو.
ما هي التأثيرات التي تأملين أن يتركها برنامج التوجيه؟
يُعدّ البرنامج من المبادرات الهامة التي لن تقتصر فائدتها على المجموعة الأولى من المتدربين فحسب، وإنما ستؤثّر إيجاباً على شريحة أكبر من الشباب الإماراتي ورواد الأعمال. كما سيكون له تأثيرات إيجابية على اقتصاد الدولة ومساهمة فعّالة في بناء القدرات وإعداد قادة المستقبل ليكونوا رواداً في مختلف المجالات والقطاعات.
ما هي أبرز النصائح التي تريدين تقديمها إلى المتدربة؟
عدم التردّد في طرح الأسئلة والاصغاء الجيد والثقة بالنفس والمثابرة. والأهم من ذلك كله التعامل بإنسانية ومرونة مع مختلف المواقف.
قلت بأن التعاون هو القاعدة الأساسية، فكيف ننجح بتحقيق ذلك؟
أعتقد بأن أي اتفاقية شراكة بين طرفين ستعود بالفائدة على كل منهما، أي أنها صفقة مربحة للجميع. لذلك سيكون من الرائع ابتكار شيء فريد يجسّد أفكار كلا العلامتين التجاريتين ويعبّر عن شخصية صاحبه.
تركّزت مسيرتك المهنية في قصر الحصن وقبله في متحف زايد الوطني حول الحفاظ على التراث وتأريخه. فماذا تعلّمتِ من حقائق حول التراث والتاريخ. على الصعيد الشخصي والبلد ككل؟
التاريخ أثمن ذاكرة وأرشيف يمكن لأي شخص أن يحظى به ويحافظ عليه. وشهد قصر الحصن على مراحل تطوّر أبوظبي من مجرد قرية صيد صغيرة إلى المدينة العالمية التي أصبحت عليها الآن، حيث يخفي هذا الصرح الحضاري البارز الكثير من القصص غير المكتشفة، فكلما دخلته من الجهة الخلفية من بوابة العائلة، أعود مباشرةً إلى أربعينيات القرن الماضي، تاريخ بناء القصر الخارجي، وتنتابني مع جميع أعضاء الفريق الكثير من المشاعر، فأشعر وكأنني عدت إلى تلك الفترة الزمنية، وأفكر بأسلوب حياة من عاشوا فيه، وعاداتهم في تناول الطعام، وبماذا لعب الأطفال في هذا الفناء، وكم عدد الضيوف الذين ساروا على طول هذه الأقواس الخلابة. إنه المكان الذي يحمل إرث المدينة وسكانها ويختصر حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. لذلك فإن الحفاظ على مواقع تاريخية بهذه القيمة يفتح نافذةً إلى الماضي ويبني في الوقت ننفسه بوابةً نحو المستقبل.
اقرؤوا أيضاً: هلا القرقاوي: “برنامج واحد من قلة هو تحية للمرأة الطموحة”
من عدد هاربرز بازار العربية لشهر مايو 2021
إطلالة سلامة الشامسي: ساعة فاشيرون كونستانتين من نموذج أوفرسيز ذاتية التعبئة بهيكل من الذهب الوردي، بسعر 148,000 درهم إماراتي. عباية من علامة Abaya بسعر 1,650 درهم إماراتي، شيلة من علامة YNM بقيمة 200 درهم إماراتي المجوهرات من مقتنيات سلامة.
تنسيق أزياء: آنا كاستان، تصوير الفوتوجرافي: افرايم افييدور