السيدات أولاً: هيلين بوليت دوكين تتحدث عن إلهامها المستمد من السعودية

لا تشبه هيلين بوليت دوكين، الرئيسة التنفيذية لدار بوشرون للمجوهرات الراقية، كبار المسؤولين التنفيذيين التقليديين، لأنها لا تلجأ إلى الأجوبة السهلة ولا تسعى إلى تحسين صورتها. فهي شخص مباشر وعفوي وتقول ما يخطر لها مباشرة، وتعتمد على حدسها وقلبها إلى جانب عقلها في اتخاذ القرارات.

في مقابلة لها في الرياض قالت: “اتخذت قراراً حاسماً منذ وقتٍ طويل بأن أكون دائماً على سجيتي. وهذا يعني أنني أتصرف بالطريقة ذاتها سواء مع أصدقائي وأولادي في المنزل أو في العمل”.

و قد دفعتها طبيعتها المستقلة والمعتزة بنفسها إلى زيارة المملكة العربية السعودية في آخر السنة الماضية، حيث أرادت التعرف على هذه البلد سريع التغير. وبعد أن وطدت بوشرون حضورها في السوق السعودية عام 2021 من خلال أول فعالية هامة للعلامة، قررت هيلين حضور حفلات إطلاق تشكيلة Ailleurs التي تستمر لمدةٍ تتجاوز الأسبوع.

تدرك هيلين جيداً الشوط الكبير الذي قطعته السعودية في مجال تمكين المرأة، بالجهود الجبارة التي بذلت في سبيل إعطاء المرأة دوراً هاماً في الاقتصاد كجزء من رؤية المملكة 2030، فصرحت بأنها كانت رحلةً ملهمةً على العديد من الأصعدة، وقالت: «لقد ذهلت حقاً بسرعة تطور هذه البلد وقد أثار إعجابي، وأعتقد أن التاريخ لم يشهد تغيراً كبيراً وسريعاً كهذا من قبل. غمرتني الطاقة منذ لحظة وصولي إلى الرياض، وخضت نقاشات ممتعة ومؤثرة وصادقة مع السيدات السعوديات. من النادر أن يوجد بلدٍ يمكن فيه مناقشة أمورٍ عميقةٍ وحقيقيةٍ مثل المواضيع التي تباحثنا بها هنا».

أعلنت الدار عن اختيار الممثلة السعودية ونجمة غلاف مجلة هاربرز بازار السعودية السابقة، ميلا الزهراني سفيرةً لها لتكون الوجه الإعلامي للعلامة في المنطقة، مما يعكس شيئاً من هوية العلامة العريقة في سعيها لتمكين المرأة. فيما يتعزز حضور ميلا كشخصيةٍ رائدةٍ للجيل الجديد من الممثلات في سينما الشرق الأوسط.

برز اسم الممثلة الشابة من خلال انتقائها للأدوار التي تمكّن السيدات العربيات وتتحدى الوضع الراهن في السعودية. وتركز فلسفة العلامة على السعي الدائم للوصول إلى مستويات عالية من الابتكار والإبداع. وقالت هيلين: «يبلغ عمر علامتنا 165 عاماً وما زلنا وسنبقى في طور التطوير، حيث نحافظ على العقلية ذاتها منذ بداية العلامة، فنعمل بسرعة ونتفاعل مع بعضنا لأننا فريق صغير نسبياً».

لطالما أثبتت العلامة مكانتها كأحد أفخم دور المجوهرات الراقية وأكثرها شهرة. وتشكل العلامة الدار الوحيدة التي تقع مقراتها الرئيسية في ساحة فاندوم، مما مكّن العديد من السيدات من تقلّد مناصب الرئاسة التنفيذية والإدارة الإبداعية وساهم في تطور العلامة ونجاحها. كما سلطت مناصب النساء القيادية في العلامة الضوء على أهمية دور الشمولية في القيادة والتمثيل الصحيح في تعزيز الرؤية العالمية للعلامة. وساهم ذلك أيضاً في تعزيز مكانة العلامة لدى العملاء من السيدات اللواتي عثرن على دار المجوهرات التي تستحق ثقتهنّ.

وتضيف هيلين: “يسعدني تقلد منصبي الحالي وأعتقد أن كلير، مديرة الدار الإبداعية، في مكانها الصحيح، حيث تشاركني الشغف في التطور والرغبة في تجاوز حدود التصاميم التقليدية في قطاع المجوهرات، لا من أجل دعم الابتكار، بل لمساعدتنا على استكمال الحلم”.
وتشكل تشكيلة Ailleurs من بوشرون، التي تم إحضارها إلى المملكة العربية السعودية مع مجموعة من القطع القديمة التي لم يسبق لها مثيل في المملكة مثل قلادة علامة الاستفهام الشهيرة للعلامة، مثالاً واضحاً على كيفية تحدي كلير وهيلين للوضع الراهن للمجوهرات الراقية. وتتميز التشكيلة بمزيجٍ مذهلٍ من المواد التي لم يتم تصوّر أن دمجها كان ممكناً من قبل.

تخرج التشكيلة عن المألوف لتضم العديد من قطع المجوهرات الراقية المصنوعة من القش المنسوج، وعقداً مرصعاً بالألماس ومصنوعاً من أحجار البحر البيضاء المنقوشة يدوياً والمستوردة من اليونان، إلى جانب دبوسٍ مبتكرٍ من أجنحة الفراشة الطبيعية وإطار من التيتانيوم ومرصعٍ بالألماس البني والأصفر، لتكون تشكيلة جريئة تعكس بصمة الدار العريقة.

دائماً ما تبحث هيلين عن التحدي، الذي تَجسَّد في تصميم قطعة المجوهرات المصنوعة من أجنحة الفراشة، والتي استغرق تقديمها بالشكل الأمثل ستة أعوام، إلى جانب معارضة فريقها لها أحياناً. وتؤكد أنها تطلب آراء فريقها وتشجعهم على مخالفتها الرأي، مما يمكنها من الاستفادة من وجهات النظر المختلفة. وتؤمن بأنها ستكون عاجزة عن التفكير النقدي لو لم تواجه أفكارها بعض التحديات.
يتمثل التحدي الجديد بعد زيارة السعودية بكيفية الاستفادة من معلوماتها المكتسبة في ابتكار مستقبلٍ لامعٍ للعلامة في المنطقة.