
روح ريادية: حوار هاربرز بازار السعودية مع سمو الأميرة لولوة بنت يزيد آل سعود
كل من يلتقي بسمو الأميرة لولوة بنت يزيد آل سعود يجد أن نجاحها يتخطى الألقاب والأسماء، ويرى امرأة عازمة على إثبات مكانتها بالمثابرة والعمل الجاد.
بدأت الأميرة لولوة بنت يزيد آل سعود مسيرتها المهنية عندما كانت تدرس الحقوق في الجامعة وتبلغ من العمر حينها 19 عاماً، وتقول: “كنت كثيرة المجادلة في صغري، وكان كل من حولي يخبرني أنني خلقت لهذا المجال، وعلى الرغم من أدائي الجيد في الجامعة إلا أنني لم أرَ نفسي في هذا المجال، وأدركت ذلك خلال السنة الثانية من دراستي في الجامعة”. وجدت سمو الأميرة لولوة بنت يزيد آل سعود نفسها في ريادة الأعمال وكانت أولى خطواتها في هذا المجال أن أنشأت موقع Gotrend.com للتسوق في مصر، وتروي لي تفاصيل تلك المرحلة بشغف: “كنت أزور مصر بكثرة في ذلك الوقت بحكم عمل والدي، وقد اعتدت على أتسوق عبر الإنترنت في السعودية ولكنني لم أجد ما يلبي طلبي في مصر فأنشأت هذا الموقع”.

بهذه الخطوة انطلقت مسيرة الأميرة لولوة في ريادة الأعمال حتى شاركت في قمة Riseup في مصر ونجحت بدعم من المؤسّس والرئيس التنفيذي عبد الحميد شرارة من إحضارها إلى السعودية “كان الأستاذ عبد الحميد ممن آمنوا بي كرائدة أعمال في حين أنني لم أكمل عامي العشرين”، ولكنه لم يكن الوحيد دون شك.
كان لأول خطوات سمو الأميرة لولوة في عالم الأعمال الفضل في لقاءها مع الشخص الذي تدين له بكل ما تعرفه اليوم، وهو السيد مروان مكرزل: “تعرفت على السيد مروان عندما كان رئيساً تنفيذياً لإحدى الشركات التي تدير بعض العلامات التجارية في المنطقة، أصبحت علاقتنا شخصية وندعم أحدنا الآخر على الصعيد الشخصي، إلى أن عرض علي العمل إلى جانبه كمستشارة. كانت تلك المرة الأولى التي أتلقى فيها عرضاً وظيفياً، استشرت والدي وكان داعماً لي، لم يتردد في ذلك إطلاقاً فقد كان والدي يشجعنا دائماً على العمل بجد واجتهاد، وعلى أن نسعى لإثبات مكانتنا بعيداً عن الأسماء والألقاب التي نحملها”.
خلال عامين من العمل كمستشارة، اكتسبت هذه الشابة خبرة واسعة في عالم الأعمال: “كان السيد مروان يدعوني إلى اجتماعات مع رؤساء شركات في مناصب كبرى ويعطيني المساحة لأتحدث بحرية حتى وإن لم يكن لدي ما أقوله. كان من أوائل الأشخاص الذين لهم الفضل في تمكيني في هذا المجال وقد تعلمت الكثير من الاستماع إليه مراقبة تحركاته في هذا المجال، وهو اليوم شريكي في أحدث مشاريعي وهو شركة استشارات +966Consultancy التي افتتحناها أخيراً.”
في كل مرة تروي لي سمو الأميرة لولوة قصة مشروع من مشاريعها تلمع عيناها بالشغف وألمح فيها شعلة الحماس. من دراسة الحقوق إلى العمل على موقع تسوق إلكتروني وحتى شركة الاستشارات الجديدة التي أنشأتها. ذلك دفعني للتساؤل، تُرى ما هو المشروع الأقرب إلى قلبها؟ كان هذا السؤال صعباً في البداية، ولكنها تعترف “الأحب إلى قلبي هو كل مشروع قبيل انطلاقته، أحب البحث والتحضير لانطلاقة جديدة، الحماس الذي يدفعك لاكتساب المعرفة في مجالات عديدة والقلق والترقب الذي يصاحب الانطلاق، ذلك الشعور بالخوف من المجهول، ودائماً ما يتبادر إلى ذهني سؤال ملح ‘ماذا لو لم ينجح؟’”. وجدت هذه الشابة المثابرة إجابة هذا السؤال في أولى تجاربها مع الفشل، وتقول “أصبحت أتقبل فكرة الفشل، فقد أنشأت شركة للخدمات اللوجستية تحت موقع Gotrend ولكنها لم تنجح لأنني لم أعطيها الاهتمام الكامل، تعلمت الكثير من هذه التجربة، وأهم الدرس هو أن الفشل أول خطوات النجاح”.
تعي سمو الأميرة لولوة أن اللقب الذي تحمله يرتبط تصوراً مسبقاً عن هويتها وما تمثله، إلا أنها عازمة على أن تظهر للناس حقيقتها كشخصية مثابرة عازمة على شق طريقها في هذه الحياة، وتؤكد “من المهم بالنسبة لي أن أثبت نفسي وقدرتي على الإنجاز. اللقب الذي أحمله هو أكبر فخر بالنسبة لي وأكبر عائق كذلك بسبب الانطباع المسبق الذي قد يتكون لدى البعض، فقد وصلتي رسائل من أشخاص يتهمونني بالعمل بالواسطة، وآخرين ينظرون إلى بشفقة لأنني قد أكون بحاجة للعمل، وقد حملت على عاتقي مهمة تغيير هذا التصور وأن أمثل بنات هذه العائلة بصورة مشرفة. لقد نشأت في أسرة مثابرة، كان والدي يعمل باستمرار، وجدي كذلك، كما أن جدتي سمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل تعمل في الأعمال الخيرية كرئيسة مجلس إدارة جمعية الفصام وهي مؤسِّسة جمعية أسر التوحد الخيرية، تعلمت منهم جميعاً أن أثق بنفسي وباختياراتي وأن أجتهد في عملي ولا ألقي بالاً للانتقادات الفارغة. ولهذا السبب تحديداً لم أفكر يوماً في إخفاء اسمي فوالدي كان ينصحني دائماً ألا أنسى من أين جئت ولا ما فعله أجدادي لبناء هذا الوطن”.
وإن طال الحديث عن الجهد والمثابرة، يمكن أن نستشف بوضوح ملامح المستقبل بالنسبة للأميرة لولوة، ولكن كيف يبدو المستقبل من منظورها الشخصي؟ ترددت قبل أن تجيب على هذا السؤال، فهي تخشى أن يأخذها الغرور إن بالغت في الطموح، ولكنها تعترف “قد يأتي اليوم الذي أقود فيه صناعة الأزياء السعودية إلى المشهد العالمي”.
مع الشكر لمنى قطان وذا لاكشري كلوزيت.
تصوير: إفرايم إيفيدور. التصميم: بوسي الشهاوي.
من عدد هاربرز بازار السعودية لصيف 2023.
اقرؤوا أيضاً: فساتين رامي العلي للعروس تعطيكِ إطلالة حالمة لليلة العمر في 2023