معتقداتنا الصحية الشائعة.. ما مدى صحتها؟
نستعرض في ما يلي أبرز العلاجات التقليدية وأكثرها شيوعاً بين الناس، وندقق في مدى صحتها طبياً وعلمياً ..
كثيرة هي المعتقدات والمعلومات الصحية الشائعة التي يُجمع معظم الناس على تبنيها وتطبيقها في حياتهم اليوم، حتى من دون وجود أي دليل طبي أو إثبات علمي أو حسي يؤكّد مدى صحتها.
دهن الحروق بمعجون الأسنان..
تلجأ العديد من الأمهات إلى تغطية الحروق التي قد تصيب أطفالهنّ، مهما بلغت درجة خطورتها، بمعجون الأسنان ظناً منهنّ أنّه يبرّد الجلد ويخفف من الشعور بالألم ويحافظ على تماسك الجلد، فما صحة هذا العلاج التقليدي الشائع؟
من وجهة نظر طبية: هذه الطريقة غير صحية على الإطلاق للتعامل مع حروق الجلد على كافة أنواعها، إذ قد تزيد من تفاقم حدة الحرق وربما تؤدي في كثير من الأحيان إلى التهاب الجلد. إن اللجوء إلى دهن الحروق الجلدية بمعجون الأسنان أو الزبدة أو العسل أو حتى استخدام الثلج، يعد في الواقع أمراً خطيراً يزيد الحالة سوءاً. فالأكياس الثلجية وما سواها قد تعمل فعلاً ولو للحظات قليلة على التخفيف من حدة الألم، إلا أنها في الواقع تزيد من عمق الحرق. لذا، ينصح بوضع المنطقة المتضررة من الجسم تحت الماء العادي مباشرة لفترة قصيرة بغية تخفيض درجة حرارة الحرق، على أن يتمّ لف الحرق في ما بعد بقطعة نظيفة من الملابس القطنية، قبل التوجه إلى عيادة الطبيب على الفور.
إرجاع الرأس إلى الخلف عند الرعاف..
عندما يُصاب شخص ما بنزيف في الأنف أو ما يُعرف طبياً بالرعاف، يصاب من حوله بالهلع ويسارعون إلى إرجاع رأسه إلى الخلف في محاولة منهم لقطع النزيف على الفور.
من وجهة نظر طبية: إن هذه الطريقة غير سليمة على الإطلاق للتعامل مع حالات مماثلة. إذ إن إرجاع رأس الشخص المصاب إلى الخلف، أو إجباره على الاستلقاء على ظهره، يتسبب بزيادة حدة النزيف، ويسهّل سيلان الدم من الأنف إلى الحلق مباشرة، ما قد يسبب الغثيان. لذا، يُفضّل أن يجلس الشخص المصاب في وضعية مستقيمة، على أن ينحني قليلاً إلى الأمام ويضغط برفق بإصبعيهعلى جانبي أنفه فإنّ ذلك كفيل بإيقاف نزيف الأنف. كما يمكن وضع أي شيء بارد على رقبة الشخص المصاب بالنزيف، لأنّ ذلك سيؤدي على الفور إلى انكماش الأوعية الدموية وبالتالي إلى توقف النزيف.
استخدام كمادات الخل لتخفيض الحرارة..
من منا لم يرّ والدته أو جدته تقوم بوضع كمادات مبللة بالخل على رأسه أو بطنه لتخفيض دراجة حرارته عند الإصابة بالحمى؟
من وجهة نظر طبية: إن هذا العلاج الشائع وبالرغم من فعاليته في بعض الأحيان، لا يبدو خياراً صحياً لأن الخل والكحول الطبية ومن خلال امتصاص حرارة الجسم الخارجية تقوم بخداع الجهاز العصبي في الجسم الذي يقوم بناءً على برودة الجلد الخارجية بإنتاج المزيد من الطاقة ما يؤدي إلى ارتفاع الحرارة من جديد.
الأعشاب المغلية للتخلص من الاضطرابات المعوية..
من منا لم يركن إلى كوب من الأعشاب الساخنة كاليانسون والنعناع وغيرها عند الشعور بمغص معوي مؤلم. لكن ما رأي الطب في هذه الأعشاب المغلية؟
من وجهة نظر طبية: لا أحد ينكر أهمية هذه الأعشاب في معالجة الاضطرابات المعوية، فهي تدخل في تركيبة العديد من الأدوية الفعالة التي توصف اليوم لمعالجة حالات التنفخ والمغص والإسهال. لذا ، لا ضرر من شرب كوب إلى كوبين من اليانسون أو الميرمية أو حتى البابونج في اليوم أو عند اللزوم للتخلص من بعض الاضطرابات المعوية وطرد الغازات. غير أن الضرر قد يقع حين يفرط بعض الأشخاص في شرب الأعشاب المغلية، أو حين يقومون باستخدام أي نوع من الأعشاب من دون التأكد من فوائدها الطبية.
السعال أثناء الحقن بالإبر يقلل من الإحساس بالألم..
وهي في الواقع حيلة قديمة، كان أباؤنا ينصحوننا بالقيام بها عند الخضوع لأي حقنة كي لا نشعر بالألم.
من وجهة نظر طبية: قد يكون هذا المعتقد صحيح إلى حد ما، إذ أنّ السعال يتسبب علمياً وطبياً برفع ضغط الدم ما قد يساعد على الحد من الشعور بالألم. لكن الخطورة تكمن في التحرك أثناء الحقن. لذا، ولتطبيق هذه الخطوة بنجاح، قومي بالسعال قبل أن يتم حقنك بالإبرة مباشرة. أما بالنسبة إلى الأطفال، فيحبذ عدم اللجوء إلى هذه الطريقة واستبدالها بوسائل الإلهاء وتشتيت الانتباه الأخرى.
	
