
هند صبري تتحدث عن رحلة “البحث عن علا”… وهذا هو موعد عرض المسلسل على نتفليكس
تعود هند صبري من جديد في شخصية علا عبد الصبور في مسلسل نتفلكيس الجديد (البحث عن علا) لتروي تطورات هذه الشخصية بعد أكثر سنوات من ظهورها على الشاشة للمرة الأولى.
قد يكون الوقت قد حان للعودة لمتابعة حلقات مسلسل “عايزة أتجوز” من بطولة النجمة هند صبري بعد طرحه على منصة نتفليكس، بعد مرور أكثر من عقد على عرض هذا المسلسل للمرة الأولى، فهو لا يزال من أكثر المسلسلات التي تعبّر عن قصص اجتماعية حقيقية في إطار كوميدي وخفيف. وكسيدة تخطت الثلاثين بدون زواج، أجد نفسي أفكر في شخصية علا عبد الصبور، وأعود بالذاكرة إلى حكاياتها، “لهذا السبب تحديداً قررنا إعادة شخصية عُلا عبد الصبور من جديد في مسلسل “البحث عن علا” تقول الممثلة هند صبري في حوار جمعني معها بعد الإعلان عن مسلسلها الجديد كأحد إنتاجات نتفليكس الأصلية وأول تجاربها كمنتج منفذ.
تستكمل هند حديثها وتقول “عُلا هي أكثر شخصية قدمتها خلال مشواري ووصلت للناس، من الخليج لتونس وحتى المغرب والأردن، هذه الشخصية ناقشت حالة مهمة جداً وهي تأخر سن الزواج وضغوطات الأهل، وفكرة أنك لست كاملة إن لم تتزوجي. وأسهل طريقة لأن نناقش هذا الموضوع الحساس هو بالضحكة والابتسامة، ذلك ما شدني إلى كتاب الكاتبة غادة عبد العال، وقررنا تحويله إلى مسلسل آنذاك”.
ليس هذا المزيج بالسهولة التي قد يتصورها المشاهد، فعلى الرغم من الصورة الحقيقية التي عكستها قصة عُلا للمجتمعات العربية تحديداً، إلا أن المسلسل قوبل باستنكار وانتقاد عند طرحه في 2010، ففي البداية شكّل المسلسل صدمة للجمهور، إذ لم يعتد المشاهد العربي على تعرية القضايا الاجتماعية ومناقشتها بانفتاح، كان ذلك جديداً على الشاشات العربية وهذا ما جعله من المسلسلات الرائجة في العالم العربي حتى بعد مرور أكثر من عشر سنوات على عرضه للمرة الأولى. وتقول هند “ردود الفعل الإيجابية على هذا العمل لم تأتِ فور عرضة، خاصة عندما أزلت الجدار الرابع وحدثت الجمهور مباشرة، كل ما في هذا المسلسل كان جديداً على الأعمال العربية، حتى الحوار كان لاذعاً ويتطرق بجرأة للمواضيع الاجتماعية”.
وبعد مسيرة طويلة في عالم التمثيل، تخوض هند، مع عُلا عبد الصبور تجربتها الأولى كمنتج منفذ من خلال شركتها “سلام برودكشن” وبذلك تحصل على تحكم بكل تفاصيل هذا العمل القريب إلى قلبها “أنا صاحبة فكرة مسلسل (البحث عن عُلا)، وقد طلبت من نتفليكس أن يكون لي سيطرة على الإنتاج في هذا العمل. أعد مسؤولة عن هذا العمل في الجانب الإبداعي، من الكتابة للتصوير وما بعد الإنتاج وغيرة، وللمخرج كلمة كذلك، فبيني وبين هادي الباجوري تعاون مستمر”.
خلال العقد الماضي، عاصرت هند صبري تطور صناعة الدراما المحلية من منظور صناعها الإناث، وكانت شاهدة عليها، وتقول “حظيت مسيرة السيدات في هذه الصناعة بفترات ازدهار وفترات انتكاس. فسيدات الجيل السابق أمثال نادية الجندي ونبيلة عبيد وفاتن حمامة وسعاد حسني من قبلهما -مع حفظ الألقاب- كل هؤلاء السيدات كنّ قادرات على حمل مشاريع كاملة، وبعد ذلك انقطع هذا الوهج وأصبحت السينما ذكورية جداً جداً جداً، باستثناء بعض التجارب الفردية تواجد بعضها في جيلي، وعلى الرغم من ذلك فتحت الصناعة أبوابها لنا حتى نصنع. أعطتنا الدراما مجالاً أوسع للإبداع مما فعلت السينما. قدمنا مسلسلات كنساء وفعلن ذلك من سبقونا كذلك. في الدراما نجد مجالاً أكبر للثقة من السينما، وذلك لأن مغامرة الإنتاج أكبر في السينما، لذلك تكتب الأدوار للرجال لأن النجوم الرجال هم نجوم الشباك”. مع كل ذلك تمكنت هند من تقديم أفلام سينمائية نسائية مثل فيلم (أحلى الأوقات) إلى جانب حنان ترك ومنة شلبي، وفيلم (بنات وسط البلد) مع منة شلبي وتقول “كنت محظوظة في العمل مع الأستاذ محمد خان والأستاذة هالة خليل، ومع المخرج عمر سلامة في فيلم (أسماء) ذلك ما أعطاني فرصة تقديم أعمال عميقة، وغير نمطية”.
ترى هند أن الخمس سنوات السابقة من عمر صناعة السينما العربية قد شهدت طفرة إيجابية لدعم المرأة، إذ زادت أعداد صانعات الأفلام من الإناث، مع توفر الدعم الكبير للكاتبات تحديداً حتى يقدمن قصص نسائية من المجتمعات العربية، ولكنها تؤكد “مع ذلك لا تزال السينما متأخرة في هذا المجال، الدراما هي السباقة حيث تمكنا من مناقشة العديد من القضايا الاجتماعية في الدراما أكثر ممّا نفعل في السينما. بسبب كثرة الطلب، الذي دفع المنصات لأن تعطينا مساحة أكبر للتعبير”.
وتبعاً لتطور صناعة السينما والداما النسائية، والدعم الذي تقدمه هند وزملائها لتمكين المواهب الجديدة ودعم الشباب في هذا المجال، كان سؤالنا الأخير لهند هو: هل أصبح الطريق ممهد للمواهب النسائية الشابة الآن أكثر مما كان عليه في بداية مسيرتكِ المهنية؟ فأجابت: “نعم ولا في الوقت نفسه، بمعنى أن الطريق لا يزال صعباً حتى الآن وقد ظهر في الوقت الحالي جيل جديد من الممثلات اللواتي بدأن التمثيل في سن مبكر، أجد أنهن أكثر وعياً مما كنّا عليه في السابق. هن محظوظات لأن يعاصرن زمن تمكين المرأة على الصعيد العالمي وذلك ما لم يتوفر لنا في السابق. على الرغم من ذلك لا يزال الطريق صعب وغير ممهد”.
يصدر مسلسل البحث عن علا في 3 فبراير على منصة نتفليكس، شاهدوا الإعلان الرسمي للمسلسل هنا