Posted inهاربرز بازار أخبار

مشاركة سعودية لافتة في معرض فريز للفنون هذا الأسبوع

معرض أثر السعودي يسجل حضوره في النسخة القادمة من معرض فريز للفنون مؤكداً على مكانة المملكة في ساحة الفنون العالمية

تساعد مراحل التطور الثقافي الذي تشهده المملكة العربية السعودية عن ظهور بعض الفنانين الثوريين على الساحة العالمية – إذ خرجوا من الظلال ونجحوا في اجتذاب قاعدة جماهيرية عالمية. ولا شك أن معرض أثر الإبداعي في جدة هو أحد الأركان والقوى الدافعة وراء هذا الحراك الفني، إذ يسلط الضوء دومًا على مشهد الفنون داخل المملكة وما يأويه من طاقات دائمة التطور والازدهار. ويستعد المعرض للمشاركة في النسخة القادمة من معرض فريز للفنون في لندن، بمشاركة اسمين معروفين في المشهد الفني في المنطقة، وهما: سارة أبو عبدالله وسلطان بن فهد.

مشاركة سعودية لافتة في معرض فريز للفنون هذا الأسبوع

تشارك سارة بسلسلة بطانيات منسوج عليها صور تتناول الحياة اليومية في المنزل السعودي والتغيرات التي طرأت عليه. وقد نُصِب جناح سارة بشكل تجريبي ليحاكي متجر سجاد تقليدي. تستكشف الفنانة من خلاله شؤون المنزل السعودي التقليدي والمساحات والمكونات المألوفة فيه والظروف الاجتماعية والثقافية التي يمر بها المجتمع السعودي.

يُعرض بالجناح أيضًا فيلم الفنان سلطان بعنوان “عشاء في القصر” من معرضه الشهير القصر الأحمر. يتناول الفنان -المعروف بتعبيره عن الإسلام والهوية والتاريخ والثقافة السعودية- موضوع غياب الأيادي العاملة عن الموائد في الثقافة المادية المعاصرة. يصور الفيلم عشاءً ملكيًا -يشابه الولائم التي كانت شائعة أثناء حكم الملك سعود- مُركِّزًا على العملية المعقدة لتجهيز الوليمة والتي يقوم بها العاملين في القصر. ثم على غير المتوقع، يجلس النُدُل والطهاة وعمال النظافة ويستمتعون بالعشاء والأواني الفضية الفاخرة تقديرًا لهم على عملهم الشاق. وفي هذا الصدد، علق سلطان بأن الفيلم “يسلط الضوء على الأشخاص الذين يعملون خلف الكواليس ليجعلوا كل شئ يبدو مثاليًا.” ويضيف: “إننا غالبًا ما نتجاهل تقدير الأشخاص الذين يعملون على راحتنا، لذا وجب التذكير بأهميتهم وبأنهم سبب ما نراه ونلمسه من جمال وونشعر بس راحة. أعتقد أن يتم توثيق هذا الجانب من الثقافة السعودية مهم للغاية؛ وأردت -بهذا العمل اليدوي وفي هذه القطعة بالتحديد- التأكد من أن تُعرَض تجارب هؤلاء الأشخاص وتظهر بالشكل المناسب.”

مشاركة سعودية لافتة في معرض فريز للفنون هذا الأسبوع

ويمثل كلا العملان رؤية المجتمع السعودي وتصوراته الشاملة من جهة، والاعتقادات الخاطئة تجاهه من قبل العالم من جهة أخرى. أذ يعبر الفنان على ذلك بحماسة بالغة قائلاً: “تخصنا الحكومة السعودية بدعم هائل، بمستوى لا أعتقد أنه موجود في أي بلد آخر، وأقل ما يمكننا فعله لشكر هذا الدعم هو العمل بجد لتمثيل تراثنا واستعراض قدراتنا على المسرح العالمي، حتى يتعرف العالم على إمكانات المبدعين السعوديين.”

ثم أردف قائلًا: “الاعتقاد أن ثقافتنا جديدة هو أكبر اعتقاد خاطئ حولها، فذلك ليس صحيحًا. ربما تكون المملكة العربية السعودية دولة شابة، ولكن شعبها ولغتها وتقاليدها قديمة، بل يمكن أن نقول أنها عتيقة. وهناك انطباع خاطئ آخر بأننا بدو رُحَّل معزولون عن العالم الحديث، وأن هناك جانبًا رجعيًا فينا، لكن الحقيقة هي أن تاريخنا المليء بالابتكار والحكمة هو الذي ساعدنا على البقاء حتى اليوم. فماضينا العظيم هو ما نرتكز عليه من أجل الازدهار في عالم دائم التطور، ووسط مشكلات ضخمة تعصف بالعالم من حولنا مثل تغير المناخ.”

لم يسبق للطاقات الإبداعية في المملكة أن شعرت بهذا الاهتمام أكثر من الوقت الحالي. فاليوم، أصبحت الساحة الفنية السعودية محط أنظار العالم. “لقد حان الوقت لأن تكون كذلك” كما يقول سلطان.

تنطلق فعاليات معرض فريز للفنون في المدة من 11 سبتمبر إلى 15 أكتوبر 2023 في جنوب حديقة رِجِنتز بارك في لندن.

No more pages to load