كيندال جينر ترفض كل القيود…

تصوير: ماريو سورينتي؛ تنسيق الأزياء: بيت بولليغر

كيندال جينر من مواليد برج العقرب، ونظرًا لتحفظ مواليد هذا البرج عادةً، لم نناقش أنا وهي هذه الحقيقة حتى قُرب نهاية وقتنا معًا تقريبًا. إلا أن جُل سمات هذا البرج كانت حاضرة في حواري معها. تتحدث كيندال بإسهاب عن التغيير والتطور. حيث تقول: “أشعر وكأنني قد نضجت وبلغت مرحلة الأنوثة المكتملة، وقد ساعدني وجود الكثير من النساء القويات حولي في رفع استحقاقي”. 

تظهر كيندال، البالغة من العمر 27 عاماً، في غرفة ناصعة البياض، مع رفوف مليئة بالكتب والروايات الفنية خلفها. ترتدي ملابس كاجوال مع بلوزة تانك سوداء وشعر مصفف ومشدود للخلف فيما تظهر بشرتها ندية. تبدو كما لو أنها قادمة لتوها من نزهة مع كلابها، وهو الصورة المثلى التي يمكن أن يظهر بها المرء مسترخياً في أرجاء منزله. وعندما تتحدث كيندال، فإنها تتحدث بوعي ذاتي لشخص قضى فترة من حياته بعد البلوغ أمام الكاميرات. غالبًا ما تخبرك ما تود أن تقوله بطريقة مباشرة. وتقول بين وقتٍ وآخر: “أتحدث وكأنني من سكان لوس آنجلوس”. ثم لاحقًا: “ربما يبدو ما أقوله مبتذلاً.” ذلك ما يظهر أنها ليست متوترة بالقدر الذي يجب أن يكون عليه أي شخص اعتاد أن يكون مراقباً على الدوام. ويثبت بأنها تعرف أن الآخرين قد يحاولون أن يضعونها ضمن إطار رسموه لها مسبقاً. فحتى عندما تراقبونها، اعرفوا أنها تراقبكم كذلك.

كانت العائلة التي نشأت كيندال في كنفها متصدرة في مشهد الثقافة الشعبية العالمية منذ عرض برنامج تلفزيون الواقع Keeping Up With the Kardashians لأول مرة في عام 2007. ثم انتقل البرنامج الذي تم بثه لمدة 14 عامًا على تلفزيون إي!، في العام الماضي إلى شبكة هولو، حيث أعيدت تسميته ليحمل اسم The Kardashians. كانت كيندال في الحادية عشرة من عمرها عندما بدأ بث البرنامج لأول مرة، وتم إشراكها في وقت مبكر بوصفها الأخت الصُغرى التي تتورط في مشاحنات مع شقيقتها الأصغر كايلي، على عكس ما شاهدناه من أخواتهن الأكبر سناً أثناء عملهن على بناء علامتهن التجارية وشهرتهن الواسعة. لكن كيندال تتذكر طفولتها كمرحلة تشكل ملاذاً آمناً. وتقول: “لقد ابتعدت بنفسي نوعًا ما”. وتضيف  “كنت أحب الاختباء في غرفتي والقيام بأشياء خاصة بي أو امتطاء أحصنتي”.

تقول والدتها، كريس جينر: “كانت دائمًا واضحة وحاسمة جدًا بشأن هويتها”. وأضافت “تكمن ميزتها في معرفة متى يمكن أن تعطي ومتى يمكن أن تمسك. إنها أكثر ذكاءً مني في ذلك، وقد تعلمت منها الكثير”. 

كانت قدرة كيندال على الحفاظ على نوعٍ من الغموض في حياتها عاملاً أساسياً في نجاحها في مجال الموضة، حيث أصبحت الآن واحدة من أكثر عارضات الأزياء نجاحاً. فمن الأمور الأساسية التي يتطلبها العمل في هذا المجال هو أن تتمتع بشخصية قادرة على التلميح بالمعرفة مع الحفاظ على شيء من الغموض، مما يعطي المشاهدين مساحة لبناء قصتهم الخاصة، تلك هي حاسة الخيال التي تجعل ما نراه يبدو أكثر جاذبية. تقول كيندال: “ليس هذا أسهل مجال للعمل. فالأمر قد يكون صعباً في بعض الأحيان”.

لكن مجال الموضة بات الآن مختلفًا اختلافًا جذريًا عما كان عليه الحال منذ ما يقرب من عقد من الزمان. ويعكس نجاحها تحولات في صناعة النجاح وبناء المسيرة المهنية – ويظهر مكامن القوة. إذ أن كيندال قد كانت في طليعة جيل جديد من عارضات الأزياء، يستخدم العديد منهن، ممن هم على شاكلتها إما ولدن بامتيازات أسرية أو استفدن خلال نشأتهن من شهرة ذويهم، وسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع حضورهن من خلال تقديم لمحات عن حياتهن الخاصة. لديها الآن أكثر من 292 مليون متابع على انستغرام وما يزيد عن خمسة ملايين على تيك توك. وتحقق كيندال النجاح، ففي وسط قائمة مهام مزدحمة دائمًا من مهام الكارداشيانز والتزامات عروض الأزياء والحملات التجارية، لديها أيضًا علامتها التجارية الخاصة بالمشروبات – 818 – وقد أعلنت مؤخرًا عن شراكة جديدة مع علامة لوريال باريس.

قد تكون نشأتها لعائلة كارداشيان قد أعطتها بلا شك ميزةً لا يمكن التعامل عنها، إلا أنها سعت بجِد للتنقل بين عوالم تلفزيون الواقع والموضة الفاخرة للغاية دون أن يطغى عليها أي منهما. تقول أنيتا بيتون، مديرة اختيار العارضات (والمحررة المساهمة في هاربر بازار)، والتي اختارت كيندال في عرضها الأول لعلامة مارك جايكوبس في عام 2014: “عندما يبدو أن الأمور تأتي بسهولة شديدة لبعض الناس، وهذا ما يستفز الكثير من الانتقادات”. وتوضح أنيتا قائلة: “لكن لكي تحافظ على نجاحك، عليك أن تحظى بدرجة معينة من الصرامة والالتزام، وكيندال تتحلى لهذه الصفات”، وتؤكد: “ما يميز كيندال جينر هو استقلالها”. 

تقول كيندال: “أشعر بتوازن شديد الآن. بدأت رحلتي العلاجية منذ عام ونصف. حيث أزور معالج نفسي مرة واحدة في الأسبوع، وأتعلم شيئًا جديدًا كل أسبوع. أتطور باستمرار وأتحمس لذلك”.

خلال الربيع الماضي، اشتهرت كيم شقيقة كيندال بقميصها المزين بعبارة Kendall Beginning Five، بسبب ولع العارضة الشهيرة بمواعدة لاعبي كرة السلة المحترفين. تداول مستخدموا الإنترنت أيضًا شائعات علاقتها مع المغني باد باني. وهذا أحد جوانب حياة كيندال التي يتم عرضها على مرأى ومسمع من الجمهور ولكنه أيضًا من الجوانب التي تعتبرها مقدسة.

تقول: “أُغرَم بشدة، وأحب دون ندم. لا أحب الفراق، وسأقاتل كي لا أضطر له. سأقاتل دائمًا من أجل استمرار العلاقات.” وتستطرد قائلة: “هذه طبيعتي منذ أن كنت صغيرة، على الرغم من أنني كنت خجولة ومنغلقة للغاية، أنا لا أتخلى عن أي شيء. بعض الناس لا يرغبون في التجاوب معي لكن هذا أمر طبيعي. أفضل أن أفعل ذلك على أن أعزل نفسي عن شيء ما، أو ألا أعطيه فرصتة”.

سألت كيندال عما إذا كانت على دراية بسمات مواليد برجها، برج العقرب، الذين يقال إنهم غامضون للغاية لأنهم لا يرتبطون برمز واحد بل ثلاثة رموز وهي: العقرب، صاحب اللدغة الانتقامية، والنسر؛ الذي يستخدم قدرة برج العقرب في العمل الجاد، والعنقاء؛ التي تؤدي قدرتها على الحب العميق إلى تجلي الأمور بشكل أوضح. تكمن الفكرة في أن برج العقرب يجسد كل هذه النماذج البدائية في جوانب معينة، ويتنقل من أحدها للآخر. أما فيما يخص جينر، فهو موضوع آخر تماماً. تقول: “تزداد محبتي للناس وتعاطفي معهم”. وتضيف مبتسمة: “الجزء المفضل لدي في تقدمي في السن هو اكتساب الحكمة والمعرفة”.

أجريت هذه المقابلة وتم التقاط الصورة المصاحبة لها قبل إضراب نقابة ممثلي الشاشة
يظهر هذا المقال في عدد سبتمبر 2023 من هاربرز بازار.
الشعر: تومو جيداي؛ المكياج: فرانك ب. مانيكير: ليزا جاتشنو؛ الإنتاج: كالوم والش من North Six؛ تصميم موقع التصوير: فيليب هيميرل.