
النجمة اللبنانية كارمن بصيبص تكشف عن تجربتها في عالم التمثيل والشهرة
الممثلة الشهيرة تتحدث لهاربرز بازار عن مخاوفها ونجاحاتها وإطلالاتها على الشاشة الفضية وغيرها من المواقف والتفاصيل في موقع التصوير
“لست واثقة تماماً فيما إذا كنت أنا من اخترت مهنة التمثيل أم هي من اختارتني”. هكذا بدأت كارمن بصيبص، الممثلة اللبنانية الموهوبة، الحديث عن مسيرتها في عالم الفن. وتتميز بصيبص بحضورٍ طاغٍ على الشاشة يعود بشكل أساسي لتفانيها في إتقان الشخصية التي تجسدّها. وتتابع بصيبص: “يتيح لي التمثيل اختبار جميع مواهبي، ورؤية العالم من منظورٍ مختلف، حيث يجعلني أكثر تقبلاً للأشخاص من حولي وإدراكاً لدوافعهم، بسبب تجسيدي لشخصيات متنوعة وتفهم ردود أفعالها في المواقف المختلفة”.
وسطع نجم الفنانة، التي تبلغ من العمر 32 عاماً، في دورها المميز في المسلسل المصري، الجامعة، حيث حققت نجاحاتٍ متتالية واكتسبت شهرة واسعة منذ ذلك الحين. وبالرغم من أن بصيبص عملت في التلفزيون منذ سنٍ مبكرة كممثلة في الإعلانات التجارية، إلا أن سلسلة من المصادفات كانت وراء اكتشاف موهبتها مؤخراً.
ولم تتحمس بصيبص جداً للفكرة عندما اقترح أحد زملائها عليها القيام بتجربة الأداء للمسلسل المصري من إنتاج عام 2011. “لم أكن متحمسة للفكرة في البداية، ولكنني أحببت العمل بعد أن اطلعت على القصة وطريقة التصوير والطابع العام، مما شجعني على الذهاب إلى تجارب الأداء والنجاح في الحصول على الدور. ومن هنا كانت البداية”. وحققت بصيبص في انطلاقتها التلفزيونية نجاحاً استثنائياً ضمن لها الظهور في مسلسل ثان في عام 2013 حمل عنوان نكدب لو قلنا مابنحبش. وبدأت الفرص تنهال عليها منذ ذلك الحين.
بعيداً عن الأضواء
نجحت كارمن بصيبص في التوفيق بين برنامجها الحافل في مواقع التصوير والتزاماتها الأكاديمية، حيث كانت تحضّر للحصول على درجة الماجستير في الإخراج.
“كنت أصوّر مشاهدي وأتابع دراستي في نفس الوقت، حيث بدأت الفرص المميزة تنهال علي واحدة تلو الأخرى. ولا يزال لدي شغف كبير بالإخراج، وأعتقد أنني سأعود لهذا المجال يوماً ما. وعندما اتخذت قرار دخول عالم التمثيل شعرت أنه الوقت الملائم لتجربة هذا المجال. كما شعرت أنني أمتلك المواهبة اللازمة لخوض هذه التجربة وإثبات نفسي فيها، فأنا أحب التمثيل جداً، وأحب تجسيد الشخصيات المرسومة على الورق والمساهمة في منحها طابعاً واقعياً”.
أقراط وخاتم Epi De Blé من الذهب الأصفر المرصع بالألماس بالقطع الدائري من علامة Chaumet، السعر عند الطلب. فستان من علامة Loewe، السعر عند الطلب.
وبفضل دراستها، تحمل بصيبص نظرة معمقة في عالم الإنتاجات التلفزيونية، مما جعلها تتفوق على الكثير من زميلاتها في المجال. وتوضح بصيبص أنه بغض النظر عن جودة النص، فإن رؤية المخرج تلعب دوراً حاسماً في إنجاح أي عمل. “يمتلك المخرج القدرة على تحويل النص وجعله أكثر تأثيراً من خلال اختيار طريقة التصوير وزاوية المشهد. ويتميز المخرج البارع بقدرته على تغيير النص وإصلاحه أحياناً. ويبقى دخول عالم الإخراج حلمي الأكبر، فهو شغفي الأساسي”.
الحياة الشخصية
بينما كنت أبحث في سيرة كارمن بصيبص الذاتية، فوجئت بمدى قلة المعلومات المتوفرة عنها. وبالرغم من أنها إحدى الشخصيات الشهيرة جداً، لم أتمكن من العثور على معلومات تساعدني على التعرف على كارمن الإنسانة بعيداً عن سجل أعمالها كممثلة وآخر أخبارها الفنية.
ولم أتمكن من تجاوز فضولي حول هذا الموضوع، وسألتها عنه بشيء من القلق. وبعد تفكير أجابتني: “لطالما حرصتُ على عدم مشاركة حياتي الشخصية مع الجمهور، فأنا أحب أن يبقى هذا الجانب خارج دائرة الضوء. وغالباً ما أشارك الجمهور آخر أعمالي الفنية وكل ما يتعلق بأخبار مشاريعي المستقبلية”. وأضافت: “أفضل أن أحتفظ بتفاصيل حياتي الشخصية لنفسي وأن تبقى بعيدة كل البعد عن حياتي المهنية”.
وعند الإلحاح في السؤال عما إذا أصبح الجمهور يتعرف إليها في الأماكن العامة، أجابت بصيبص: “نعم، بكل تأكيد. ولكن يمكنني في لبنان التجول والذهاب إلى المطاعم والاستمتاع بعشاء خاص دون أي إزعاج”. ولا شك أن معظم المشاهير يتمنون تحقيق هذا التوازن ورسم حدود واضحة بين الأمور التي يمكن مشاركتها مع الجمهور والجانب الآخر الخاص من حياتهم الشخصية. “أعتقد أن الجميع يعرفون أن هناك حد لا أسمح بتجاوزه في طرح الأسئلة. وحتى عندما أقوم بالمشاركة في بعض الفعاليات أو الحفلات، فأنا أذهب بمفردي، حيث أحاول ألا أترك أي مجال للتساؤلات والإشاعات. وأصبح العاملون في القطاع يعرفون طبيعتي ويحترمون رغبتي”.
أدوار واقعية من الحياة
اشتهرت النجمة بصيبص بدور ثريا في مسلسل عروس بيروت الذي نجحت بتأديته ببراعة تامة، حيث يعد أشهر أدوارها برأي الكثيرين، لدرجة أنه يصعب على الجمهور أحياناً تمييز الحدود الفاصلة بين صفات كارمن الواقعية وصفات الشخصية التي تؤديها على التلفاز.
وتتفق معنا بصيبص على هذه النقطة وتخبرنا بأنها لم تضطر لبذل الكثير من الجهد لتجسيد شخصية ثريا المعروفة ببراءتها والتي تنقلب حياتها رأساً على عقب بعد الوقوع بحب فارس، الشخصية الطموحة، وما يجمعهما بعد ذلك من قصة حب مليئة بالمفاجآت. “لا أعتبر نفسي أجسّد شخصية خيالية تماماً، فثريا تمتلك من الصفات الواقعية ما يجعلها شبيهة بالكثير من الشخصيات من حولنا. ولا يمكنني القول أنها تشبهني شخصياً، إلا أنني أتفهم ردود أفعالها النابعة من حبها الشديد لمن حولها، خاصةً شعورها بالمسؤولية لحماية من حولها وما ينتج عن هذا الشعور من ردود أفعال. ولا يمكننا أن ننسى أنها فتاة فقدت والديها، مما يجعلها أكثر تعلقاً بفكرة العائلة. وعندما أدركت جميع هذه التفاصيل، استطعت تجسيد شخصيتها بصدق أكبر”.
ويرتبط اسم بعض الممثلين بدورٍ محدد للأبد، بغض النظر عن أدوارهم اللاحقة أو سجلهم الحافل قبل ذلك الدور المميز، مثل دور جنيفر أنيستون بشخصية راتشيل في مسلسل Friends على سبيل المثال أو أداء إيما واتسون بشخصية هيرميون غرينجر في سلسلة أفلام Harry Potter. ويبدو أن كارمن بصيبص تواجه نفس الموقف حالياً بعد الشهرة الكبيرة التي حققتها بشخصية ثريا.
وبدلاً من أن يشكل ذلك عائقاً أمامها، تقول بصيبص: “أصبح الجمهور ينتظر أعمالي الجديدة بعد عروس بيروت ويعود لمشاهدة أدواري القديمة. وأعتقد أنني اكتسبت جرأة خاصة بعد هذا المسلسل بالتحديد أتاحت للجمهور رؤيتي من منظور آخر. وربما لو صورتُ مسلسل البريئة قبل خمس سنوات لما كان له نفس التأثير والنجاح الذي حققه الآن”.
وتزامن لقاؤنا مع النجمة المتألقة مع التحضيرات النهائية للموسم الثالث والأخير من مسلسل عروس بيروت والذي تحدثت عنه بشيء من الحنين. وبالرغم من ارتباط اسمها للأبد بالمسلسل الشهير واختيارها الحصول على استراحة قصيرة بعده، إلا أنها متحمسة أيضاً لاستكشاف الفرص والتحديات الجديدة التي تنتظرها.
عامل الخوف
شاركت الفنانة بصيبص في شهر رمضان المبارك في العديد من الإنتاجات التلفزيونية التي لاقت نجاحاً كبيراً. وتشتهر الفنانة اللبنانية بأداء الأدوار الدرامية، بدءاً من مسلسل الجامعة الذي صورته في عمر 18 عاماً وليس انتهاءً بمسلسل الزيبق، أحدث أعمالها الاجتماعية.
كما شاركت بصيبص في العديد من الأفلام السينمائية. وعند سؤالها عن أصعب أنواع التمثيل بالنسبة لها أخبرتنا بأنه الأداء المباشر على المسرح. “تعلمتُ بعض الأمور عن المسرح خلال دراستي الجامعية، إلا أنني لم أفكر قط باحتراف المجال، لأنني لطالما شعرت برهبة كبيرة من المسرح. ولكن أفكر الآن بأنه حان الوقت للتغلب على هذا الخوف، وأنتظر الفرصة المناسبة لاتخاذ هذه الخطوة”.
وكان جواب بصيبص على اللحظة الفاصلة في حياتها التي لاحظت فيها أنها أصبحت من المشاهير: “لا أريد أن أبدو وكأنني أتصنّع التواضع، ولكنني لم أفكر أبداً بأنني وصلت إلى قمة النجاح، حيث أشعر دائماً بأنني بحاجة لإنجاز المزيد.
ولا أنكر أنني شعرت أثناء تصوير الموسم الأخير من عروس بيروت بأنني قمت بخطوة مهمة في مسيرتي الفنية، ولكن في كل مرة أبدأ فيها مشروعاً جديداً ينتابني نفس الشعور بأنه أيضاً سيشكل لي نقلة نوعية بطريقة ما. وغالباً ما تكون هذه النقلة على صعيد النمو الداخلي وليس بالضرورة تحقيق الشهرة”. وفازت النجمة بصيبص في يناير الماضي بجائزة Joy Award لتكون الدليل الأبرز على نجاحها واختياراتها الفنية الموفقة.
التحديات والمصاعب
تصرّ الفنانة اللبنانية، المعروفة بعشقها لمواجهة التحديات، على اختيار أدوارها بحسب الشخصيات التي تجذبها شخصياً بدلاً من الشخصيات التي تضمن لها الثروة والشهرة، مما دفعنا للحديث عن أحد أصعب أدوارها في فيلم مورين، الذي تؤدي فيه كارمن شخصية سيدة تدعي أنها رجل وتتصرف على هذا الأساس.
“ساعدني المخرج كثيراً في هذا الدور، ولكنني أعتقد أنه عند تأدية أي شخصية، يجب على الممثل الاستعانة بكامل إمكاناته لإيصالها بصدق، وهذا بالضبط ما فعلته. وبما أنني فتاة تؤدي شخصية شاب، كان لا بد من تغيير تصرفاتي ومظهري وحتى صوتي. وشعرت أنه كان علي الغوص في أعماق نفسي للوصول إلى المقومات التي تمكنني من تأدية هذا الدور بأمانة”.
ولا شك أن هذه الشخصية بالتحديد هي أحد الأدوار المفضلة لدى بصيبص، إلى جانب دورها في ليالي أوجيني الذي يعرض حالياً على منصة نتفلكس ولاقى الكثير من الأصداء الإيجابية حتى الآن. وبالحديث عن قطاع السينما في المنطقة، تطرقنا إلى النسخة العربية من فيلم أصحاب ولا أعز، حيث علّقت بصيبص على العمل بحماسٍ واضح: “إنه عمل رائع. لقد شاهدت النسخة الفرنسية منه أيضاً”. وبالرغم من الجدل الذي أثاره الفيلم، إلا أنها تتمنى أن تحظى بفرصة المشاركة في عمل مشابه. “أحلم بكل تأكيد بالحصول على الفرصة لتقديم عمل رائع مثل أصحاب ولا أعز”.
إطلالات السجادة الحمراء
عند سؤال كارمن عن سر تألقها في إطلالاتها على السجادة الحمراء، قالت ضاحكة: “غالباً ما تفرض طبيعة الفعالية الإطلالة المناسبة ولكنني أستمتع بسرقة الأضواء من حين لآخر. وأحب أن أبدو على طبيعتي دائماً، حيث أختار إطلالات تعكس شخصيتي الخاصة. وبالرغم من عشقي لمواكبة صيحات الموضة، يبقى هدفي الأساسي هو التعبير عن طبيعتي بعفوية واختيار الإطلالات التي تعكس ذوقي الخاص وهويتي الحقيقية”.
ويبدو أن الفنانة الشهيرة بإطلالاتها اللافتة تميل في اختياراتها إلى تصاميم إيلي صعب، مواطنها اللبناني ومصمم الأزياء العالمي، الذي جمعتها معه العديد من المشاريع. وبالحديث عن مواهبها الأخرى، قالت كارمن: “أمتلك ذوقاً انتقائياً في اختيار الملابس والإطلالات، وأحلم بامتلاك مشروعي الخاص في هذا المجال مستقبلاً، ولكن لم أبادر بأي خطوة بهذا الاتجاه حتى الآن”.
آفاق بلا حدود
على الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن مسيرة كارمن بصيبص المهنية كانت خالية تماماً من العقبات، إلا أنها أسرّت لنا عن المخاوف الكبيرة التي سيطرت عليها في العقد الثاني من عمرها: “شعرت أنني لن أستطيع الحصول على أدوارٍ رئيسية بسبب شكلي الذي اعتقدت أنه لا يلائم المعايير المطلوبة في القطاع، ولكنني حافظت على تركيزي وثقتي حتى نجحت في تحقيق هدفي بالحصول على الأدوار المهمة التي كنت أحلم بتأديتها”.
وتتطلع الفنانة اللبنانية لتحقيق الشهرة على المستوى الدولي، حيث حاولت منذ خمسة أعوام العبور إلى العالمية من خلال دخول مشهد السينما الفرنسي، ولكنها لم تستطع الانتقال إلى هناك بشكلٍ نهائي بسبب التزاماتها الكثيرة بين لبنان ومصر. “تتطلب المشاركة في عملٍ ما في الخارج الإقامة في مكان قريب للتعاقد مع وكيل أعمال والحصول على تجارب أداء، ولكن أصبحت المشاركة في الأعمال العالمية الآن أكثر سهولة، حيث يمكنني إجراء تجارب الأداء دون الحاجة لمغادرة لبنان، لذا فهو أحد الخيارات المتاحة حالياً”. وفي النهاية، نؤكد لجمهور بصيبص بأنه ليس عليهم الانتظار لفترة طويلة قبل رؤيتها على الشاشة من جديد، حيث تقوم الفنانة حالياً بقراءة بعض النصوص الجديدة لاختيار المناسب منها: “أريد اختيار مشروعي الجديد بحيث يلائم تطلعاتي ويشكّل تحدياً حقيقياً لي”.
رئيسة التحرير: أوليفيا فيليبس نائبة رئيسة التحرير: جيسيكا ميشولت تصوير فوتوجرافي: فريدريكو مارتنز. إخراج إبداعي: سيهار خان. تنسيق الإطلالة: سيدريك حداد. إخراج فني: أوسكار يانيز. محررة التسويق: نور بو عز إنتاج: ناتاشا هوك. تصفيف شعر: إيفانا. مكياج: ميشيل كيواركس من وكالة MMG مساعد تصوير: نيكول لوبلان وبينج أوليوسيماير مساعدي خبير الأزياء: ريتا أبي أنطون وهاجر زيدان. مساعد إنتاج: ولاء الأقرع