عمرو منسي:”أنظار مهرجان الجونة على أنجلينا جولي وإيدريس ألبا”
عمرو منسي: “مهرجان الجونة أصبح مهرجان الناس… والسينما هي البطل الحقيقي”
في نسخته الثامنة، يعود مهرجان الجونة السينمائي هذا العام بطاقة متجددة ورؤية أكثر نضجًا، تعكس رحلة تطور عاشها القائمون عليه منذ انطلاقته الأولى. التقينا المدير التنفيذي للمهرجان – السيد عمرو منسي، الذي تحدث لـ«بازار العربية» عن تحول المهرجان من حدث نخبة إلى احتفال جماهيري، وعن فلسفة الإصرار على أن تكون السينما هي البطل الحقيقي.
استطاعت الأفلام التي وُلدت من رحم مهرجان الجونة أن تشارك في كبرى المهرجانات السينمائية حول العالم. برأيك، هل اقتربتم أيضًا من الوصول إلى الأوسكار؟
يستهل عمرو منسي حديثه مع بازار بكل ثقة ويجيب:”اه! استنوا 3 أو 5 سنين بس وأنا متأكد أن هيكون لينا مشاركه فعليه في الأوسكار. والسنين دي مش قليلة أحنا شوفنا بنفسنا. في البدايات الناس كانت بتتكلم عنه على إنه مهرجان فساتين. لكن مع الوقت، وأنا شخصيًا بعد ما ابتعدت عنه سنتين أو تلاتة، اتطورت فكريًا. بقيت مؤمن إن أي حاجة بعملها لازم تكون حقيقية وليها تأثير فعلي. من هنا بدأ التفكير: إزاي نخلي الصناعة نفسها هي أهم حاجة في المهرجان، هي الهايلايت الحقيقية؟
يضيف: «علشان كده ابتكرنا فكرة سينِي جونة (CineGouna)، المكان اللي بيجمع صناع الأفلام، وراهنت إن لو المكان ده اتبنى بجد وكان مفيد، الناس هتيجي. وفعلاً، رغم إن الفريق كله في البداية كان ضد الفكرة، النهارده بقينا بنستقبل ستة آلاف شخص في اليوم! ده رقم محدش كان يتخيله».

بعد انتهاء الدورة الثامنة، ما هو النجاح الحقيقي الذي لامسته؟
“المهرجان بقي فعلًا أكثر جماهيرية النهارده الناس بتيجي الجونة مخصوص، بيشاركوا، بيحجزوا شققهم، بيقسموها مع أصحابهم، زي ما بيحصل في مهرجانات عالمية. وبقينا بنشوف قاعات السينما مليانة على الآخر حتى في منتصف الأسبوع، بأكثر من 1700 مشاهد في عرض واحد. المهرجان بقى تجربة حقيقية لعشّاق السينما مش بس للنخبة”.
حدثنا أكثر عن تطور “سينِجونة” ودورها في دعم الصناعة.
«سينِجونة كانت فكرة إنتشال التميمي من أول يوم، لأنها بتمثل قلب الصناعة الحقيقي. كل الناس اللي بتشتغل في المهرجان بتيجي عشان تشارك أفلامها أو تتعلم من خبرات ناس تانية. السنة دي كان عندنا 290 مشروع مقدم للحصول على دعم، وده أكبر رقم من أول دورة. والجميل إن المشاريع اللي اتدعمت من هنا راحت مهرجانات كبرى، فده أكبر دليل على مصداقية المنصة».
وهل ساهمت طبيعة الجونة كمكان في خلق هذه الحالة الفريدة؟
«أكيد. الجونة مختلفة عن أي مكان تاني، فيها طاقة خاصة. الناس بتحب تبقى هنا، الجو جميل، التواصل سهل، والفعاليات ممتدة في كذا موقع. السنة دي كمان أضفنا مسرح جديد في المارينا، وده خلق تنوع أكتر في التجربة».
وماذا عن المشاركات العربية هذا العام؟
«شايف السعودية بتتطور بشكل رائع في السينما، ومصر طبعًا عندها أفلام كتير خرجت من سينِجونة. فلسطين كمان حققت حضور قوي في السنوات الأخيرة. الحماس من المنطقة العربية كبير جدًا، والكل بقى مؤمن بقيمة المشاركة في المهرجان».
يُقال إن شعار “سينما من أجل الإنسانية” أصبح أقرب إلى الواقع أكثر من أي وقت مضى.
«صحيح. الشعار ده بيتطور كل سنة. السنة دي أطلقنا شراكة مع مؤسسة الأمم المتحدة علشان نتبنّى قضايا إنسانية كل عام. بقى عندنا قصص حقيقية بنشاركها من خلال السينما، ومنصة بتدعم المشاريع اللي بتحمل رسالة. الناس بقت تصدق إننا فعلاً بنستخدم المهرجان كمنبر للإنسانية، مش مجرد شعار».
استضافة النجمة كيت بلانشيت هذا العام لفتت الأنظار، كيف جاء الاختيار؟
«من أول ما بدأنا نفكر في ضيف إنساني للدورة دي، لقينا إن كيت بلانشيت هي الاختيار المثالي. فنانة عالمية، حاصلة على الأوسكار مرتين، ونشاطها الإنساني مع الـUNHCR معروف. وجودها أضاف قيمة حقيقية، وخلانا نفتح الباب لتعاونات أكبر في المستقبل. وأقدر أقول إن أنجلينا جولي أو إدريس إلبا من الأسماء اللي نحب نشوفها في الدورات الجاية».
ويستكمل:”كمان التجربة كانت متميزة، هي جات لأنها مؤمنة بروح المهرجان، لم تتقاض أي أجر على الإطلاق. ومكنتش زيارة عابرة اهتمت أنها تتعرف على كل حاجة بنقدمها وحبت تشوف بنفسها واتبسطت جدًا وأثنت على المهرجان بشكل مفرح”.
من النجوم المصريين، من يستحق التكريم في نظرك؟
«أكيد كريم عبد العزيز يستحق التكريم، ومجد الجدواني، ومنى زكي طبعاً. وكمان عندنا في الدورة دي هند صبري ويسرا وريهام عبد الغفور، وكلهم بيمثلوا قوة السينما المصرية اليوم».
هل كانت هذه الدورة صعبة في التنظيم؟
«جداً. صناعة المهرجانات من أصعب المهن في العالم، لأنها بتحتاج طاقة وصبر وإدارة لكل التفاصيل. بتحصل مواقف كتير بتتعبك، بس بتحاول تفضل مركز علشان الناس تطلع بتجربة جميلة سواء كضيف أو كصانع أفلام. الحمد لله أنا راضي جدًا عن الدورة دي، يمكن لأنها كانت الصورة اللي في دماغي من ثلاث سنين، وشايف إنها نقطة انطلاق جديدة نحو العالمية إن شاء الله».
كلمة أخيرة؟
«مبسوط إن المهرجان رجع بروحه الحقيقية… السينما هي البطل. والرهان دايمًا على الجمهور اللي بيحبها بصدق».
اقرؤوا أيضًا:
