Posted inالثقافةالمرأة العربيةهاربرز بازار أخبار

قصة المصباح السحري: الطبيبة زهرة المسلم ومؤسسة سين الخيرية

في يوم المرأة العالمي، تعرفوا على زهرة المسلم و100 متطوع يغيرون حياة العديد من الأسر المتعففة

في يوم المرأة العالمي نحتفل بالنساء القويات اللاتي كرسن جهودهن للمساعدة ومدن يد العون، زهرة المسلم المصباح السحري للأسر المتعففة.

زهرة هي المؤسس لمؤسسة سين المتخصصة بمساعدة الأسر المتعففة، كما أنها طبيبة أسنان، وكاتبة روائية صدر لها روايتين “رواية سين” و”رواية الغبية”، كما أنها تدير العديد من المشاريع المختلفة. تحدثت زهرة لهاربرز بازار عن حياتها وعن تجاربها الاستثنائية.

شرارة الإلهام 

بدأت الحكاية حينما شاركت زهرة المسلم عبر تويتر صورة لغرفتها في سكن طالبات الجامعة تشرح فيه الفرق بين شكل الغرفة عندما استلمتها وبعد ما غيرت الأثاث فيها، علقت على الصورة فتاة تقول:” لو أملك مثل غرفتك سأخجل من أن أتضايق أو أزعل ” ودمجت مع التعليق صورة لغرفتها. حاولت زهرة التواصل معها لكن لم تجد حسابها من جديد، مرت الأيام ولم يمر تعلق الفتاة من ذهن زهرة. في نهاية عام 2018 كانت تمر بأوقات صعبة ويوم ما شاهدت فديو نشرته فتاة لأطفال من تنزانيا يغنون بفرح لها بعد ما تطوعت لمساعدتهم، ومن تلك اللحظة خرجت شرارة التطوع، قررت زهرة السفر لأفريقيا أو لمخيمات اللاجئين السوريين للتطوع، لكن الخطة باءت بالفشل، وبعد فترة سألت نفسها “لماذا لا أبدأ من هنا؟”

أحد المتطوعين في مبادرات سين الخيرية

المصباح السحري للأحلام

قررت زهرة نشر إعلان عبر التويتر عن رغبتها في التطوع بترميم غرف نوم الفتيات من الأسر المتعففة، وصلتها رسالة من شخص برقم “مريم”، وهي فتاة في بداية العشرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، تخرجت من المدرسة الثانوية وكانت تدرس في معهد ولم تستطيع إكمال تعليمها بسبب صعوبة المواصلات ولحتى تعتني بوالدها المعاق حركياً. 

في أول زيارة لمريم وبعد ما علمت أن زهرة موجودة لتجديد غرفة نومها كانت تتخبى بزوايا المكان من الخجل والسعادة، وبعد ما تحدثا وطلبت منها زهرة أن تعتبرها المصباح السحري وتطلب أي شيء، نهضت مريم تركض بالغرفة من السعادة وتقول لزهرة ” الله يحقق امنياتي” كانت امنياتها الأخرى هي أن تجتمع بصديقتها وتزور حديقة، لتحقيق هذه الأمنيات بدأت بمساعدة متطوع واحد وانتهت بمساعدة 10 متطوعين كانت أول تجربة لزهرة من هذا النوع.

“لا يوجد أجمل من الاستثمار في الناس وأحلامهم.. لا يوجد أجمل من أنك تمنحهم فرصة”

عقبات البداية

اعتقدت زهرة أن الأمر سهل، مجرد صبغة وأثاث ولكن اكتشفت بأن الموضوع أعمق من مجرد تجديد غرفة، نظرات مريم جعلت زهرة غير قادرة على فعل أي أمر أخر غير الانشغال بتجديد غرفتها. كسرت زهرة جدار وخلطت اسمنت وعملت بالكهرباء والأهم من ذلك أنها كانت مستمتعة جداً.

مرت زهرة بأيام صعبة جداً وحدثت العديد من الأخطاء ولكن التطوع كان الشيء الوحيد الذي جعلها تستيقظ من النوم بحماس وشغف للحياة.

في يومهم الأخير مع مريم كانت كل دقيقة تحضن شخص وتقول “أنا سعيدة” وفي وداع زهرة الأخير مع مريم، أهدتها خاتم وهمست بأذنها قائلة: “هذا أكثر من ما تمنيته”.

زهرة المسلم
أحد المتطوعين في مبادرات سين الخيرية

ولادة سين

الشعور المختلف والرائع الذي شعرت فيه زهرة بعد تغيير غرفة مريم كان نقطة البداية لأكثر من 100 متطوع ليشعر بنفس شعور زهرة، تقول زهرة: “أول حالة عملنا عليها في سين هي التي غيرت نظرتي للحياة حتى أني أصبحت أقدّر أبسط النعم كالقدرة على الكلام، فمريم كانت تعاني من فتحه في سقف الحلق يصعّب مخارج الأحرف عليها. أسعد وأجمل اللحظات لدي هي حينما أرى دموع الفرحة بعيون الأسر المتعففة والمتطوعين شعور لا تصفه الكلمات أبدًا ففريق سين ساعدني على تخطي الأيام الصعبة ساعدني على فهم الحياة.”

وفي يوم 2019\11\11 ومن مبادرة واحدة، ولد فريق سين التطوعي، من مساعدة مريم مدت أيادي المساعدة لعوائل مختلفة بمناطق متفرقة.

تقول زهرة لبازار:” مبادرات سين فتحت عيني على قدرات لدي لم أكن اعرفها، فاكتشفت إني شخص صبور وقيادي، شخص يتحمل ضغط العمل ويملك العديد من المهارات المختلفة، سين أخرج أفضل ما لدي، وجعلني أدرك صفاتي السلبية وأعرف كيف أحسن منها” ولماذا اختارت حرف سين بالتحديد؟ لأن حرف السين هو أول حرف كتبته زهرة بصغرها.

“سعيدة بأني استطعت تحويل الألم الذي بداخلي إلى شيء جميل، سعيدة بنجاحات فريق سين”

عن زهرة الملهمة

تقول زهرة: “إن مساعدة الناس والتخفيف عنهم، عموماً سواء في مؤسسة سين أو بالعيادة بصفتي طبيبة، أكثر اللحظات فخراً بالنسبة لي، فسين اعطتني الفرصة لتغيير حياة الناس، من أسر متعففه لأسرة مكتفية، حينما أغيب عن عائلة وأعود بعد فترة لأرى كيف تغير حالهم وأصبحوا مرتاحين وسعيدين، هذا الشعور يختلف عن أي شعور شعرت فيه بأي مجال في حياتي، هذا أكثر مشروع أشعر بالفخر أني جزء منه”.

أما أكثر لحظات فرحاً وبهجة بالنسبة لزهرة هي رؤية المتطوعين في سين أو الموظفين في العمل سعيدين ويحققون ما كانوا يرونه مستحيل، إذ تؤمن زهرة بأن مفتاح النجاح هو الفشل، وتقول زهرة:” أكثر ما يلهمني هو الفرحة، دموع الفرح التي نراها على وجوة الأسر المتعففة، وفرحة المرضى في العيادة حينما ينزاح الألم”. 

سألنا زهرة، التب لقبت بـالمصباح السحري للأحلام، عن أحلامها وشغفها في الحياة فتقول:” شغفي وحلم حياتي منذ الطفولة هو السفر لأفريقيا لأبني مدارس وأعلم وأدرس أطفال الأسر المتعففة، وأكون رحالة في أفريقيا.”؛

أما نصيحة زهرة المسلم للجميع هي “أن الماضي لن يعود، بطبيعتنا البشرية نحاول أن نسند همومنا على أشخاص أخرين، لكن أحيانا يجب علينا أن نسند أنفسنا بأنفسنا، وتذكروا دائما أن تتواضعوا في كل شيء إلا في أحلامكم”.

لمعرفة المزيد عن مبادرات سين ولتكونوا جزء من المتطوعين

No more pages to load