بلدة تولوم: رحلة إلى عالم الخيال
يشكّل فندق La Valise في تولوم ملاذًا يعكس أصالة الثقافة المكسيكية ويمنح الزوار تجربة ضيافة مميزة
تشتهر بلدة تولوم بأنها من أبرز الوجهات الجميلة على مستوى العالم، حيث تتميز بأجوائها الهادئة وشواطئها الرملية البيضاء وأطباقها الشهية وطبيعتها الاستثنائية.
أما موقعها المشرف على حضارة المايا العريقة والمياه الفيروزية للبحر الكاريبي، فتشكّل مصدر جذب سياحي يدعو المسافرين لزيارة هذه القرية الشهيرة بصيد الأسماك منذ عقود. تواصل المنطقة ترسيخ أصالتها الثقافية وتواصلها الحسيّ واندماجها مع الطبيعة لتؤكد تألّقها كجوهرة نفيسة وسط الريفيرا المكسيكية. أمّا فندق La Valise فيختصر جمال المشهد بكل ما يحمله من تفاصيل، سواء من خلال موقعه الذي يذكرنا بمغامرات روبنسون كروزو أو عبر تصميمه الذي يبدو كمتحف قديم.


يستأثر الفندق بموقع استراتيجي بين الغابة المورقة والشاطئ اللؤلؤي، كما يتميز بأجواء فاخرة تدعو إلى الاسترخاء وقضاء أجمل الأوقات بطريقة عفوية. كما يشكل المكان وجهة مثالية لعشاق السفر والعطلات، حيث يكشف منذ اللحظة الأولى عن خدمات ضيافة استثنائية، يعكسها الاهتمام الهائل بأدق التفاصيل، وتعزّزها مساحاته الهادئة على ساحل البحر. بينما تشبه غرفة المعيشة المطلّة على الشاطئ حياة صديق قديم اتخذ من الثقافة وحياة الغجر أسلوب حياته الخاصة. في حين تكشف كراسي الخيزران والثريات المبتكرة على شكل سلال مغلقة مع نوادر فنية للرسام دييجو ريفيرا عن جماليات الريف المكسيكي. ويؤكّد ايف نامان، مالك الفندق، بأن المساحات المعبّرة عن الثقافة المكسيكية تهدف إلى تعزيز التواصل بين الضيوف والطبيعة المحيطة بكل تفاصيلها. تم بناء هذا الفندق المكون من 11 غرفة باستعمال مواد طبيعية محلية المصدر، حيث يتميز تصميمه بأسقف مصنوعة من القش وسعف النخيل، وتعكس المفروشات المبتكرة خصيصاً للمكان عن مهارة الحرفيين المحليين. أمّا الأرضيات والجدران فتم كساؤها من أشجار المطاط على طريقة قبائل المايا. لذلك من الطبيعي أن يعبّر الفندق في جميع أركانه عن أصالة الحرف المحلية والانتماء الثقافي.
وبدورها، تتألق الغرف بتصميم مكشوف مع ستائر يتم فتحها منذ الصباح وحتى وقت متأخر من الليل. مما يتيح للضيوف فرصة الاستمتاع بأشعة الشمس نهاراً ومشهد النجوم المتلألئة مساءً. بينما تتناغم الجدران الصفراء والأثاث الخشبي الفاتح مع أجواء الغابة المحيطة. وتضفي المصابيح المصنوعة من القصب المنسوج والجدران الخشبية المعشّقة بالتفاصيل الاستوائية مزيداً من الدفء على المشهد. خاصةً المصابيح المزينة بمجسم على هيئة ببغاء والمقاعد المبتكرة بشكل فهد، والتي تبدو كأعمال منحوته أكثر من كونها لمسات جمالية بسيطة.
تولي الوجهة اهتماماً جوهرياً بموضوع الاستدامة في خطوة تعكس احترامها للبيئة الحيوية المتنوعة التي تحيط بها، حيث تمنع استعمال الأدوات البلاستيكية المخصصة للاستهلاك لمرة واحدة، وتلتزم بتحويل النفايات إلى سماد، وتشجّع عمليات إعادة التدوير، وتستعين بمواد محلية لتحضير الوجبات. كما تستعمل منتجات صديقة للبيئة والشعاب المرجانية فيما يتعلق بأدوات التنظيف والمستحضرات الخاصة بطرد الحشرات وكريمات الوقاية من أشعة الشمس. وتعزيزاً لالتزامه بالوعي البيئي، يطلب المنتجع من ضيوفه التوقيع على تعهّد تولوم، وهي وثيقة يضمن من خلالها الزوار العناية بالمكان والحفاظ على نظافته. يضم الفندق العديد من الأراجيح التي تتراقص مع نسمات البحر وأسرّة الاستلقاء النهارية المنتشرة على امتداد الشاطئ الخاص، إضافة إلى حوض السباحة.
حيث تم تصميم كل التفاصيل لتأخذ الضيوف في رحلة إلى عالم تولوم الهادئ. ويوفّر المكان أيضاً خدمات خاصة داخل الغرف، تضمّ علاجات السبا وجلسات متميزة لتدليك الجسم والعناية ببشرة الوجه.


يشكل تولوم ملاذاً مثالياً يمكن معه الاستمتاع بصباح منعش تحت أشعة الشمس، أو ممارسة تمارين اليوغا، أو زيارة المواقع الأثرية المحيطة على الدراجة الهوائية، أو السباحة في المحيط قبل تجربة جلسات العلاج الصوتية أو باستعمال الكاكاو. ويحلو ختام اليوم مع حفلات موسيقى الجاز الغجرية وجلسات جوز الهند قبل التوجه إلى الغابة لتناول العشاء على ضوء الشموع المعززة برائحة الكوبال. كما يقدّم المنتجع مجموعةً من المغامرات المصممة حسب الطلب، والتي تتنوع من جلسات التجميل باستعمال لسعات النحل وقراءة الكتب القديمة عن الحضارات إلى زيارة مركز إعادة تأهيل النمور والفهود وغيرها من الأنشطة الأخرى. أما وجبة الفطور التي يتم تقديمها في الغرف، فتتميز بنكهات فاخرة تتجاوز التوقعات. بينما تضمّ المقبلات أطباقاً غنيةً بالفاكهة الاستوائية مع المربّى المحلي والزبادي والجرانولا.
وبدوره يتيح مطعم Nü فرصةً رائعةً لتناول العشاء تحت إشراف سبعة أصدقاء وطهاة وصلوا إلى تولوم من مكسيكو سيتي، حيث يستلهم الفريق من أجواء الغابة والمحيط لتقديم وجبات مبتكرة تجمع المكوّنات المحلية المستدامة والمطبخ المكسيكي المعاصر.
ويمكن لعشاق وجبات المشاركة التوجه إلى مطعم ITZIK، الذي يتميز بمساحة تحيط بها تفاصيل من سعف النخيل مع تصاميم بوهيمية، وسط الإيقاعات المستوحاة من أجواء الغابة وعروض الموسيقى الحية. ويتيح المكان وجبات للمشاركة تمتزج فيها النكهات الشرق أوسطية مع المكونات المستدامة، والتي يتم تحضيرها من خيرات الغابة والبحر الكاريبي.
يجسد فندق La Valise القيم الجمالية البسيطة للمنازل الشاطئية بأسلوب يعكس الأناقة العصرية والإبداع الفني والتفاصيل الجذابة، ليقدّم واحةً مثاليةً تعبّر عن الجوهر الحقيقي لثقافة تولوم.
نشر مسبقًا في عدد هاربرز بازار السعودية، شتاء 2021


