
الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبدالعزيز آل سعود تتحدث عن أهمية المخاطرة والتغلب على الخوف
حفيدة الملك عبدالعزيز، الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبدالعزيز آل سعود في حوارٍ صريح مع هاربرز بازار بالعربية حول أبرز الشخصيات التي تقتدي بها وأهم إنجازاتها وخططها المستقبلية
رغم أن جدها الملك عبدالعزيز هو مؤسس المملكة العربية السعودية، إلا أن صاحبة السمو الملكي الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبدالعزيز آل سعود شقّت طريقها الخاص في عالم ريادة الأعمال. وأصبحت الأميرة، في عمر الواحد والأربعين، رائدة أعمال مشهورة وناشطة في مجال الأعمال الخيرية وامرأة سعودية ترفع علم بلادها بفخرٍ في مختلف أنحاء العالم.
تتميز الأميرة بتفانيها العائلي وحصولها على عدة شهادات دراسية من جامعات مختلفة أهمها جامعة هارفرد. وتحدثت هاربرز بازار بالعربية مع الأميرة الناجحة حول أهمية العطاء وحب المغامرة ومواجهة التحديات بجرأة.

مقابلة هاربرز بازار العربية مع الأميرة السعودية الجوهرة بنت طلال بن عبدالعزيز آل سعود:
يراكِ عددٌ كبيرٌ من الأشخاص قدوةً يُحتذَى بها ومثالاً حياً لكل امرأة سعودية ناجحة، هل تجسدين هذه الصورة براحةٍ وسهولة؟
أعتبر هذه الصورة مسؤوليةً كبيرة ويشرفني أن أقدّمها. وقد يبدو عليّ الراحة والاسترخاء أثناء مشاركتي في الفعاليات والأحداث العامة، لكنني في الحقيقة أمعن التفكير في كل تفصيلٍ يحيط بي وكل كلمةٍ تُقال كي أحافظ على الصورة المهمة التي أمثّلها بكل شرفٍ وأمانة. ويسعدني أن أعمل بكل جهدي وأقدم طاقتي كاملةً لوطني وشعبي مهما اشتدت الصعوبات وازدادت المسؤوليات.
هاربرز بازار العربية: نجحتِ بصفتكِ مؤسِسة ورئيسة مجلس إدارة مجموعة أطلال المجد القابضة في إظهار مهاراتٍ وخبراتٍ واسعة في عالم الأعمال. كما أطلقتِ مجموعة مطاعم فايندق سوشي ومدارس الحضانة ستارلايت ورابطة الجوهرة العربية للمهندسين المعماريين. هل كنتِ تخططين لدخول عالم ريادة الأعمال منذ البداية؟
صاحبة السمو الملكي: لا، لم تكن هذه خطتي بالضبط. فعندما ذهبت إلى الجامعة لم أكن أعلم تماماً ما الذي أريد دراسته وماذا يحمل لي المستقبل. والتحقتُ بعدة صفوف وغيّرت فرع دراستي عدة مراتٍ لأنني كنتُ مهتمةً بأكثر من مجال. وهكذا تنقلتُ بين دراسة العلوم والمجالات الإبداعية، إلى أن استقريت في دراسة الهندسة المعمارية التي جمعت الجانبَين العلمي والإبداعي معاً. وعندما بدأتُ مسيرتي المهنية في الهندسة المعمارية، شعرت أن العمل يحدُّ من قدراتي رغم اهتمامي به، لذا قررتُ المغامرة والخروج من منطقة الراحة الخاصة بي، وهكذا بدأت رحلتي في عالم ريادة الأعمال.
ما الدرس الذي تعلمته حديثاً وتتمنين لو كنتِ تعرفينه منذ بداية مسيرتك المهنيّة؟
دائماً ما نقول لأنفسنا يا ليتني عرفتُ ذلك مسبقاً. لكن اختبار الدروس الجديدة في حياتنا اليومية هو ما يجعلنا يقظين تجاه كل خطوةٍ نخطوها سواء كان ذلك في حياتنا الشخصية أم المهنيّة. واجتماع هذه الدروس في النهاية هو ما يجعلنا أقوى وأكثر حكمةً.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتكِ في بداية مسيرتكِ المهنيّة؟
أعتقد أنني واجهتُ التحديات نفسها التي يواجهها كل رائد أعمال، مثل الشعور بالقلق والتردد في اتخاذ القرارات والخوف من هدر الوقت في مشروعٍ لن يشهد النجاح. ولكنني أرى أن التحدي الحقيقي يكمن في التغلب على هذه المخاوف والصعوبات ومواصلة العمل بجد حتى النهاية.
وأشعر أن الخوف غالباً ما يحفّز الخيال ويساعدنا على الوصول إلى أهدافٍ أفضل وأبعد مما كنا نرمي إليه.
خلال حياتك لعبت أدواراً مهمة في المشهد العالمي وكنتِ متحدثةً بارزة في عدة مؤتمراتٍ دولية. هلّا أخبرتِنا عن تجاربك هذه وما هي القضايا التي سلّطتِ الضوء عليها؟
يسعدني دائماً حضور المؤتمرات والفعاليات العالمية ويشرفني تلقي الدعوات للمشاركة فيها. وتتيح لي هذه الفعاليات الفرصة للتواصل مع أشخاص ناجحين وفاعلين في أبرز القضايا التي تهمني وهي حقوق النساء وريادة الأعمال والأعمال الخيرية.
تشغلين منصب نائب رئيس مجلس الإدارة لدى مؤسسة طلال بن عبدالعزيز وتعملين بشكلٍ وثيق مع برنامج الخليج العربي للتنمية المختص في تطبيق المبادرات الداعمة لتنمية الطفولة المبكرة وتمكين السيدات والذي أسسه والدك صاحب السمو الملكي طلال بن عبدالعزيز. فهل يُعد دعمك لقضايا النساء اختياراً شخصياً؟
لا يُعد اهتمامي بحقوق النساء خياراً بل حالةً طبيعية؛ وأعتقد أن مناصرة حقوق النساء هي عملٌ طبيعي وتلقائي لدى كل سيدة في العالم. أما السيدات اللواتي لا يدافعن عن حقوقهن، فأرى أنهن يتصرفن عكس الغريزة الطبيعية بسبب إشكالات نفسية خاصة.
هلّا أخبرتنا من الأشخاص الذين تركوا أثراً بارزاً في حياتك ونجحوا في إلهامك على المستويين الشخصي والمهني.
والدي ووالدتي هما أكثر الأشخاص الذين أثّروا بي، وأعتقد أن هذه هي الإجابة التقليدية التي تتبادر إلى أذهان كلّ من عاش مع والدَيه، لكنها الحقيقة. وأجد نفسي محظوظةً لوجود كليهما في حياتي أثناء نشأتي. وقد يجيب آخرون على السؤال بقولهم جدي أو جدتي أو عمي وعمتي لأنهم قضوا طفولتهم معهم. وبعد هؤلاء الأشخاص، تأتي مصادر الإلهام العالمية التي تؤثر فينا بشكلٍ شخصي. ويسعدني القول إنني حظيت بكل ما ذكرت وأكثر، وأشعرُ بغاية الامتنان لكلِّ من ألهمني ودعمني خلال حياتي.
ما هي أبرز العلامات التجارية السعودية برأيك؟
صاحبة السمو الملكي: لا أعتقد أنه يمكنني الإجابة عن هذا السؤال دون أي تحيّز، فأنا أعرف العديد من العلامات الرائعة التي تشهدُ نمواً ملحوظاً تحت إدارة أصدقاء عزيزين. وأهتم بمتابعة أعمال الجميع دون أن أفضّل واحدةً عن الأخرى. وأظهرت هذه العلامات مستوياتٍ عالية من الشغف والإبداع وقدمت لي الكثير من الدعم في مجالات الأناقة والموضة وغيرها.
من هم المصمّمون الذين تفضلين أعمالهم على المستوى المحلي والعالمي؟
صاحبة السمو الملكي: أفضّل المصمّمين غير المعروفين الذين يملكون قصةً عميقة ويلتزمون بتقديم أفضل المستويات.
كيف تقضين أوقات الراحة؟
صاحبة السمو الملكي: تساعدني التمارين الرياضية على التركيز وتصفية ذهني، وأجد التأمل بمختلف أنواعه مفيداً للغاية. كما أنّ الموسيقى عاملٌ أساسيٌ في حياتي وحياة عائلتي. وأستمتع بقراءة كتابٍ جيد من حين لآخر.
هل تعتبرين نفسكِ شخصاً مخاطراً أو تفضلّين أخذ الطرق الآمنة؟
أعتبرُ نفسي شخصاً مجازفاً بالتأكيد؛ وهذا لا يعني أنني نجحت في كل مخاطرةٍ أخذتها، لكنني تعلمتُ الكثير منها واكتسبت معارف جديدة ساعدتني في مواجهة التحديات اللاحقة. وأنا لا أدع الخوف يؤثر على اختياراتي أبداً، وأشجع الجميع على تحدي الأفكار التقليدية والانطلاق في مسيرةٍ مميزة وغير متوقعة.
أعلنتِ أنك تعملين حالياً على إصدار كتابٍ للأطفال بعنوان مغامرات جونزو، وهناك شائعاتٌ حول افتتاحك مشروعاً خاصاً بالموضة في باريس. فهلّا أخبرتنا عن خطواتك القادمة؟
أهدف إلى التطور باستمرار والوصول إلى مزيدٍ من الأشخاص ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم والتغلب على التحديات التي تواجههم. وأسعى إلى تحقيق ذلك بمختلف الطرق سواء من خلال عملي أو عن طريق عقد اتفاقياتٍ تدعم الموهوبين وتلهمهم. ويهمّني أن أكون قدوةً حسنةً لأولادي في تمهيد الطريق للآخرين ومثالاً يُحتذى به كي يكملوا مسيرتي في المستقبل.
من الشخص الذي تتمنّين مقابلته لكن الفرصة لم تسنح لكِ؟
موحّد المملكة العربية السعودية والذي يشرفني أن أدعوه جدي، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله تعالى.
ما الذي ترينه أعظم إنجازاتكِ؟
أعظم إنجازاتي هو رؤية أبنائي يدخلون عالم ريادة الأعمال ويهتمون بالنشاطات الخيرية في عمرٍ مبكر. وأرى أن التربية الحسنة تكمن في غرس جذور أصيلة في نفوس الأطفال وتعزيز مشاعر حب الوطن ثم تشجعيهم على الانطلاق في الحياة وتطبيق الدروس الثمينة التي تعلّموها في المنزل.
يمكن متابعة حساب صاحبة السمو الملكي الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبدالعزيز آل سعود على إنستاجرام (@joharahtalal)
تصوير: سارة المقبل. المكياج: عبير القحطاني. البدلة البيضاء: هنيدة. الاقراط: مجوهرات شارمالينا. الخواتم: ريبوسى. الساعة: تريبور.