Posted inموضة

مقابلة مع مؤسسة دار الهنوف: رؤية تجمع جذور السعودية بالعالمية

دار الهنوف ليست مجرد دار أزياء، بل هي قصة نجاح ملهمة تروي حكاية التراث السعودي بأناقةٍ معاصرة. تعرفي على مسيرة هذه العلامة السعودية.

في عالم الموضة الراقية، برزت دار الهنوف كواحدة من أبرز دور الأزياء السعودية التي نجحت في شقّ طريقها نحو العالمية. منذ انطلاقتها عام 2012 على يد المصممة الهنوف مازن، حملت العلامة رؤيتها المبتكرة لدمج الأصالة مع الحداثة، حيث استلهمت تصاميمها من جمال الطبيعة السعودية وتراثها الثقافي الغني. بمشاركتها في فعاليات عالمية مثل أسبوع الموضة في ميلانو وكأس السعودية للفروسية، أثبتت قدرتها على المنافسة مع دور أزياء ذو مستوى عالمي، مما جعلها واحدة من أهم الأسماء في صناعة الأزياء السعودية.

الرحلة الشخصية

ما الذي دفعكِ لدخول عالم تصميم الأزياء؟

شغفي بالفن، الجمال والأناقة، كان المحرك الأساسي. بدأت بمفهوم بسيط لكنها تحمل في طياتها رؤيةً واضحة، لتقديم الأزياء الراقية في السعودية بطريقة عصرية لتصل إلى العالمية، وكان الأمر كحلم بالنسبة إلي. السعادة التي لمستها من النساء اللواتي ارتدين تصاميمي، ودوري في تمكين المرأة السعودية، زادا من عزيمتي لتصميم قطع تجسد الفخامة وتحتفي بالمرأة العصرية.

ما أبرز التحديات التي واجهتها قبل إطلاق رؤية المملكة 2030؟

كان هناك العديد من المصاعب، إذ كانت صناعة الأزياء تواجه بعض القيود والتحديات الثقافية والاجتماعية. كان هناك محدودية في دعم وتمويل المصممين المحليين، بالإضافة إلى القليل من الفرص للمشاركة في الفعاليات العالمية والمحلية، مما صعّب الوصول إلى جمهور واسع وإبراز الهوية السعودية في عالم الأزياء. من جهة أخرى، يعتبر السوق المحلي محدودًا فيما يتعلق بتوفير المواد والتقنيات المتقدمة المطلوبة لتحقيق رؤية تتسم بالفخامة والجودة، دون أن ننسى القيود الإجتماعية المتعلّقة بتحفّظ الأزياء. مع إطلاق رؤية المملكة 2030، تغيرت المعطيات، إذ وفرت الرؤية الدعم اللازم لتمكين المصممين السعوديين من الوصول للعالمية، مما عزز الابتكار وجعل الثقافة السعودية مصدر إلهام عالمي.

الإلهام وراء مجموعة الأزياء الراقية 2025

ما القصة التي تختبئ وراء مجموعة الأزياء الراقية 2025؟ كيف تصوّرت المرأة التي ستعتمدها؟

مجموعة الأزياء الراقية 2025 مستوحاة من جمال البحر الأحمر وسحره الطبيعي. استلهمت ألوان منه ومن كائناته، مما أضفى على المجموعة طابعًا بحريًا مميزًا. تضمّنت التصاميم على تطريزات مستوحاة من الشعاب المرجانية، إلى جانب استخدام اللآلئ والصدف، مع ألوان مستمدة من تدرجات الأزرق والمرجاني. صممت المجموعة لتخاطب المرأة القوية والأنيقة التي تمزج بين ثقافتها وحداثتها.

ما هي المواد التي استخدمتها وما هو دور الحرفية في صنع هذه التصاميم؟

بدأت العملية عبر تحديد مصدر الإلهام؛ تمت دراسة الألوان، الأشكال والأنماط. فيما يتعلق بالمواد، استخدمت أقمشة فاخرة كالدانتيل الفرنسي، التول والشيفون، مما أضفى انسيابية ورقّة على التصاميم. كما تم استخدام كريستالات سواروفسكي لإضافة لمسة من التألّق. من جهتها، لعبت الحرفية اليدوية دورًا محوريًا في صنع هذه القطع، حيث تم تنفيذ التطريزات الدقيقة والشك اليدوي المعقّد بعناية فائقة، مما عكس مهارة الحرفيين والتزام الدار بالجودة العالية.

تمكين المرأة

ما الرسالة التي ترغبين في توصيلها للنساء اللواتي يعتمدن تصاميمكِ؟

هي رسالة فخر وعزة، إذ نسعى في دار الهنوف إلى تمكين المرأة من خلال تصاميم تجمع بين الفخامة والتقاليد، لتعكس قوّة وجمال شخصيتها، إلى جانب تعزيز مكانتها الرفيعة أينما كانت. تصاميم الدار ليست مجرّد أزياء، بل هي قصة تتكلّم عن معتمدتها.

كيف تسعى تصاميمكِ في تمكين المرأة السعودية وفي تطور مشهد الموضة في المملكة؟

تهدف دار الهنوف إلى تقديم صورة عن المرأة السعودية تجمع بين التقاليد والحداثة، مما يمنحها شعورًا بالاعتزاز بتراثها ويعكس تطوّرها ومكانتها في المجتمع. في سياق تطوّر مشهد الأزياء في المملكة، تسعى دار الهنوف لرفع مستوى الأزياء المحلية إلى معايير عالمية، عبر تقديم تصاميم ذات طابع سعودي أصيل وبروحٍ معاصرة، مما يساهم بنشر الهوية السعودية عالميًا ويدعم تحوّلها إلى مركز إقليمي وعالمي في عالم الموضة. نسعى لتغيير الصورة النمطية للمرأة السعودية وتعزيز دورها الريادي في مجالات متعددة.

أسبوع الموضة في الرياض

أخبرينا عن تجربتكِ خلال أسبوع الموضة في الرياض؟

هي تجربة مميزة وفريدة، مليئة بالفخر والتحدّيات، لاقت المجموعة تفاعلًا إيجابيًا. كان الحدث فرصة لتقديم تصاميمي لجمهور واسع ومتنوع، إلى جانب مصممين من مختلف الثقافات والخلفيات تحت سقفٍ واحد. أسبوع الموضة كان بمثابة منصّة للتعلم والتواصل مع خبراء وعشّاق الموضة من حول العالم، مما أعطاني حافزًا أكبر لمواصلة تطوير تصاميمي ودعم هوية الأزياء السعودية بأسلوبٍ عالمي.

كيف ساهم الحدث في نجاح دار الهنوف؟

منحني هذا الحدث منصّة عالمية لعرض تصاميمي أمام جمهور واسع ومتنوع، شمل شخصيات مؤثّرة، مشترين دوليين ووسائل إعلام. هذا التفاعل ساهم بإبراز دار الهنوف، وجذب اهتمام عشّاق الموضة الذين يبحثون عن تصاميم تجمع بين الفخامة والأصالة السعودية. كذلك، أتاح لي الحدث فرصة التفاعل المباشر مع الجمهور والاستماع لآرائهم، مما زوّدني بنظرة عميقة حول ما يفضله العملاء، وعزز ثقتي في التصميم. أما الزخم الإعلامي وتغطية وسائل الإعلام للحدث، ساهم في توسيع شهرة العلامة خارج نطاق المملكة، مما فتح آفاقًا جديدة لتعاونات مستقبلية. باختصار، دعم هذا الحدث طموحي للوصول إلى العالمية وجعل دار الهنوف من الأسماء البارزة في مجال الأزياء الراقية.

كيف أثر أسبوع الموضة في الرياض على صناعة الأزياء السعودية، وما دور الحدث في رفع مكانة المصممين السعوديين على الساحة العالمية؟

أحدث أسبوع الموضة في الرياض تأثيرًا كبيرًا، حيث وفّر منصّة استثنائية للمصممين السعوديين لعرض إبداعاتهم والتعبير عن هويتهم الثقافية. هذا الحدث سلّط الضوء على التنوّع والابتكار في التصاميم، مما ساهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز ناشئ في عالم صناعة الأزياء على الصعيد العالمي، وفتح آفاقًا جديدة للوصول إلى جمهورٍ أوسع والتعاون مع دور أخرى. يأتي دور هذا الحدث بتقديم التصاميم أمام شخصيات مؤثرة، لتمنح هذه المشاركة العالمية فرصة التفاعل مع متخصصين، مما يعزز تطورهم ويساهم في بناء شبكة قوية من العلاقات.

الموضة السعودية عالميًا

كيف تقيّمين دور الموضة السعودية على الساحة العالمية؟

تلعب الموضة السعودية دورًا متناميًا ومؤثرًا على الساحة العالمية، حيث أصبحت وجهة محورية للابتكار والأناقة، تستلهم من التراث والهوية الثقافية. دور الموضة السعودية اليوم لا يقتصر فقط على تقديم الأزياء المميزة، بل يشمل أيضًا نشر قصّة السعودية وثقافتها بطريقة عصرية. من خلال فعاليات مثل أسبوع الموضة في الرياض، ومشاركة مصممين سعوديين في المنصات العالمية، أصبح لدينا فرصة لتقديم تصاميم تعكس اهتمامنا بالتفاصيل والحرفية وتحتفي بمزج الحداثة والأصالة، لتلبي تطلعات كافّة النساء. هذا التأثير المتنامي يدعم رؤية السعودية بأن تصبح مركزًا عالميًا للأزياء، ويساعد المصممين السعوديين الوصول إلى أسواق جديدة، ويزيد من اهتمام الأسماء العالمية بالتعاون مع المواهب المحلية.

ما هي تطلّعاتكِ المستقبلية لدار الهنوف على الصعيد العالمي؟

أتمنى أن تصبح دار الهنوف رمزًا للأزياء السعودية على الساحة العالمية وأن تنافس دور أزياء عالمية. أسعى لدمج دار الهنوف ضمن مجموعة LVMH، افتتاح مقر رئيسي في باريس، والمشاركة في عروض أسابيع الموضة العالمية.

رؤية مستقبلية

ماذا تخططين في المستقبلية؟ هل هناك أهداف أو مشاريع معينة متحمسة لها؟

إلى جانب التوسّع العالمي لدار الهنوف، أطمح لإطلاق مجموعة مجوهرات راقية إضافةً إلى مشاريع تعاونية مع دور أزياء عربية وعالمية. كذلك، أعمل على افتتاح بوتيكات حصرية في مدن عالمية.

ما النصيحة التي تقدميها للمصممين الشباب؟

كونوا مخلصين لرؤيتكم وهويتكم الثقافية، واستمدّوا إلهامكم من تراثكم عبر تقديم رؤية فريدة للعالم، دون أن ننسى أهمية التحلّي بالصبر والمثابرة. فطريق النجاح في عالم الأزياء مليء بالتحدّيات، لكن الإبداع والشغف يمكن أن يصنعا الفرق. استثمروا في تعلّم الحرفية العالية والتفاصيل الدقيقة، وابحثوا عن فرص للتواصل مع خبراء في هذه الصناعة والمشاركة ضمن فعاليات عالمية، لأن هذه التجارب تضيف الكثير لمسيرتكم وتساعدكم في تحقيق طموحاتكم.

شاركينا رسالة أو خبر حصري لقرائنا

هناك خبيرين وليس واحدًا: الأول، تعمل دار الهنوف حاليًا على إطلاق مجموعة عطور فاخرة مستوحاة من التراث السعودي، بالشراكة مع سعد باشماخ. ستجمع بين نفحات العود والبخور بطريقة عصرية. هذه الخطوة تمثل نقلة جديدة للدار في عالم الفخامة، وسنعلن عنها قريبًا في حدث خاص، لتكون إضافة فريدة تعبّر عن روح الأصالة السعودية بأسلوب فاخر. أما الخبر الثاني هو استعداد دار الهنوف لإطلاق أوّل مجموعة أزياء صديقة للبيئة. هذه المجموعة ستكون خطوة نحو أزياء مستدامة تعكس التزامنا بالابتكار والحفاظ على البيئة، مع الحفاظ على لمسات الأصالة السعودية. سيتم الكشف عنها قريبًا ضمن عرض خاص.

اقرؤوا أيضًا:

No more pages to load