Posted inمشاهير

النجمة نادين نسيب نجيم تتحدث عن رؤيتها الخاصة حول السعادة والنجاح

من انفصالها إلى انتشار كورونا وصولاً إلى انفجار بيروت، الممثلة اللبنانية الفاتنة نادين نسيب نجيم تستعيد ذكريات السنة الماضية بحلوها

يعتقد الكثيرون أن الجمال لا يجتمع دائماً مع الحضور الطاغي، لكن نادين نسيب نجيم هي بالتأكيد استثناء لهذا الاعتقاد. فحديثها الشيّق وأسلوبها البسيط وأفكارها العميقة لا تقل عن جمالها، بل تزيد من جاذبيتها. وبعد أيام من اجتماعنا خلال جلسة التصوير الخاصة بالمجلة، صادفتُ نجيم في حفل عشاء بدبي استضافته دار المجوهرات المحلية داماس لتعلن خلاله عن اختيار الممثلة اللبنانية وجهاً جديداً لها. وبالطبع كانت نادين محط أنظار الجميع في تلك السهرة، ليس لأنها نجمة مشهورة أو سيدة جميلة فحسب، بل بفضل حضورها المميز وشخصيتها المحبوبة.

ولطالما خطفت نادين القلوب بحضورها، سواء بين الناس أو على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتابعها 13.1 مليون مستخدم على إنستغرام، أو في الوسط الفني الذي دخلته من بوابة مسابقات الجمال لتحقق شعبية مذهلة في أكثر من مجال. فبعد أن فازت بلقب ملكة جمال لبنان عام 2004، سرعان ما أصبحت وجهاً محبباً على شاشة التلفزيون، وتحديداً خلال شهر رمضان المبارك. لكن ما يجهله الكثيرون هو أن هذا الجمال يخفي خلفه عقلية لامعةً، كانت تطمح لدراسة الطب.

نادين نجيم ترتدي مجوهرات من مجموعة غايا من داماس، وسترة من علامة أليكسندر فوتييه.

أسرّت لي نادين ببعض الأسرار التي غيرت مسيرتها المهنية من مدرسة الطب إلى مسابقات ملكات الجمال: ” كنتُ في السابعة عشر من عمري وأستعد للحصول على الشهادة الثانوية حتى أدخل كلية الطب عندما زار رجل والدي طالباً يدي للزواج. شعرت حينها أن أحلامي أكبر من ذلك بكثير، أردت أن أتقدم للمشاركة في مسابقة ملكة جمال لبنان وأن أصبح طبيبة. الزواج لم يكن ضمن حساباتي”. وأكملت ضاحكةً: “أخبرت والدتي العريس أنه لا مانع لدينا من الخطوبة بشرط تأجيل الزواج إلى ما بعد تخرجي من الجامعة، وحدثته عن حلمي بالفوز بلقب ملكة الجمال، فقال أنه سينتظر. لكنني انتقلتُ إلى دراسة الإعلام لأنني كنت أحب عالم التلفزيون من جهة ولأنني أدركت، من جهة أخرى، أنه لن ينتظرني لمدة 10 سنوات حتى أتخرج من كلية الطب. وتلك كانت أول مرة أشعر بالندم لأنني تنازلت عن حلمي من أجل شخص لا يريد الانتظار وبالتالي انفصلنا. لم تستمر القصة أكثر من عام، وذهب كل منا في حال سبيله، لكن كان من الصعب بالنسبة لي العودة إلى دراسة الطب. ما زالتُ أفكر حتى اليوم بأنه لو لم يدخل حياتي لكنت طبيبةً بلا شك الآن، ولكنني لا ألوم نفسي فقد كنت صغيرة حينها. لكن هذه التجربة علمتني أهمية التمسك بالأحلام حتى النفس الأخير”. ولخصت العبرة من حكايتها بالقول: “تأخذنا الأقدار إلى أمكان لا نتوقعها، وكثيراً ما تكون أفضل من الوجهة الأصلية. فلو أصبحتُ طبيبة ربما لم أكن لأحقق ما حققته اليوم”.

نادين نجيم ترتدي مجوهرات من مجموعة غايا من داماس، وفستان من علامة أليكسندر مكوين مع حذاء من سان لوران.

تؤكد حكاية نادين أن الندم لا يجب أن يقف عائقاً في طريقنا، بل هو مجرد درس نتعلمه حين نختار طريقاً ما، وتجربة تزيد خبرتنا مع الزمن وقدرتنا على قراءة الأحداث بحكمة واستخلاص العبر. وهذا تماماً ما شهدناه جميعاً مع أزمة كوفيد- 19. لكن إلى جانب الظروف الصحية الاستثنائية، واجهت نادين تجربة الانفصال، والانفجار المدمر في بيروت الذي أصابها بجروح في وجهها تطلب علاجها عملية من ست ساعات.

تسترجع نجيم أحداث ذلك اليوم الأسود وتقول: “وجدتُ نفسي فجأة في المستشفى وأُصبت بصدمة نفسية. كان المشهد أشبه بساحة حرب، أبناء فقدوا أهلهم، وأهالي خسروا أولادهم والدمار في كل مكان. وفي رأسي تتردد أغنية سلام لبيروت، وقلبي يتمزق حزناً على بيروت وأهلها. شعرت بعجز كبير وكأن التاريخ يعيد نفسه. لأعيش أنا في سن الخامسة والثلاثين الخوف والرعب الذي بذلت أمي قصارى جهدها لتحمي أولادها الخمسة منه في الملاجئ زمن الحرب. لم تتخيل أمي أن يصل الخطر إلى منزلي بعد كل هذه السنوات التي حرصت فيها على حمايتنا من أقل أذى. كل ما أتمناه أن يتعلم شبابنا من الوضع الراهن ومن تجارب أهلنا أن الحل الوحيد لمحاربة الفساد هو أن نتعاون جميعاً في هذا البلد للقضاء عليه”.

تتحدث نادين اليوم بنبرة جديدة وكلمات أكثر عمقاً وشاعرية من آخر لقاء جمعنا في عام 2019، وكأنها أدركت أموراً جديدة وتوصلت إلى رؤية مختلفة.

وعن دورها كأم في هذه الظروف الاستثنائية: “عندما ننجب أطفالاً إلى هذا العالم من واجبنا تأمين بيئة مثالية لهم، لكن تعاكسنا الظروف في بعض الأحيان. فالعالم من حولنا مليء بالحروب والدمار والأزمات وسيتأثر أطفالنا بها بلا شك. لكن حماية طفليّ تبقى مهمتي الأسمى في الحياة، وأفخر بالتعريف عن نفسي كأم هيفين وجيوفاني قبل أن أكون ممثلة أو ملكة جمال لأن الرابط الذي يجمعنا والمسؤولية التي أحملها تجاههما أهم من كل شيء”.

وأضافت بحسرة: “نحاول حمادية أولادنا قدر الإمكان، لكن الظروف تعاكسنا أحياناً ويحدث ما لم نتوقعه. لكن من ناحية أخرى، قد يتعلم أولادنا من هذه التجارب التي عاشوها في سن مبكرة أن الحياة متقلبة وليست وردية دائماً، مما يساعد في بناء شخصيتهم، فيتعلمون أن الحياة لا تقتصر على اللعب والمدرسة، لكنها تحمل الكثير من التحديات والتجارب. ولا شك أن ما مروا به كان صادماً ومؤلماً، لكن الحياة لا تتوقف ويجب أن نجد طريقة لتجاوز هذه الذكريات ومتابعة حياتنا. لذلك أحاول التخفيف عنهم وأخبرهم بأن هذا الوضع مؤقت، وأحرص على توفير جو إيجابي يساعدهم في الحصول ذكريات جديدة. فخلال أزمة كوفيد- 19 مثلاً، كنا نمارس أنشطة بسيطة في المنزل سوياً ليتعلموا أنه يمكنهم توفير السعادة بأنفسهم”.

وتتذكر نجيم مشهداً من شوارع بيروت يعكس مثالاً عن قوة الشعب اللبناني وحبه للحياة: “أدهشتني قوة الشعب اللبناني وتصميمه على إعادة بناء مدينته من الركام. مررتُ قبل أسبوعين بشارع الجميزة المدمر ورأيت جميع المتاجر والمطاعم تفتح أبوابها والبسمة تعلو وجوه الناس لتظهر تحدٍّ واضح للظروف وإصرار عنيد على مواصلة الحياة. وكأنهم يأكدون مجدداً أنهم يستحقون وطناً يحميهم ويؤمن لهم حياةً كريمة ويساعدهم على تحقيق أحلامهم. وقف اللبنانيون إلى جانب بعضهم البعض رغم كل هذه الظروف عندما أدار العالم ظهره لهم”.

وورثت نادين بدورها هذه الإرادة على إعادة البناء والابداع والوصول إلى مستقبل أفضل بحسب تعبيرها، لتقدم نموذجا مثالياً عن “امرأة الغد”. هذه هي المرأة التي تصورها الحملة الإعلانية لتشكيلة غايا من داماس والتي تضم مجوهرات مرصعة بالألماس الفاخر وبأسعار مقبولة بدون بصمة كربونية على عكس الألماس المستخرج من الطبيعة.

نادين نجيم ترتدي مجوهرات من مجموعة غايا من داماس، وفستان من علامة أليكسندر مكوين مع حذاء من سان لوران.

“تشارك الكثير من السيدات اليوم في رسم ملامح المستقبل في مجالات الطب والهندسة والتعليم والجمال. واعتبر نفسي واحدة منهنّ وأشاركهنّ رؤية عصرية وشاملة للمستقبل من خلال توفير غد أفضل للجيل الجديد من الفتيات اللواتي سيكبرن ويصبحن أمهات ويشغلن مناصب ووظائف مهمة يوماً ما. ولتحقيق ذلك علينا أن نبدأ التغيير بدءاً مني شخصياً ومروراً بابنتي ووصولاً إلى حفيدتي”.

ومن المبشّر أن نشهد نجمة بحجم نادين تسلط الضوء على تمكين النساء وأهمية توارث هذه الرسالة من جيل إلى آخر. وتحدثت نادين هنا عن ابنتها هيفين التي تبلغ 8 سنوات وكيف سمحت لها باستخدام تطبيق تيك توك لكن مع قيود صارمة وذكية، وشرحت لها أن الجمال الذي يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي أغلبه مزيف: “أوضحتُ لهيفين كيف يمكن للناس تغيير مظهرهم باستخدام برامج الفوتوشوب، فحتى لو لم تفهم ذلك تماماً ستتعلم كيف تحب نفسها لأنها تتمتع بشخصية رائعة وعقلية واعدة وقلب طيب يحب مساعدة الآخرين. بعبارة أخرى، أحاول أن أعلمها بأن محبة الناس لا تأتي بسبب جمال الشكل”.

نادين نجيم ترتدي مجوهرات من مجموعة غايا من داماس

وعند الحديث عن رؤيتها حول الجمال باعتبارها ملكة جمال سابقة، أجابت نجيم بكل ثقة: “الجمال الحقيقي في الجوهر، أما جمال الشكل فهو متاح اليوم أمام الجميع مع تطور التكنولوجيا والجراحة التجميلية ولم يعد هناك شيء مستحيل. لكن الشخصية والأفكار هي السر الحقيقي للجاذبية، هي التي سترافقنا عندما نتقدم في السن وهي ما سيذكره أولادنا من بعدنا. عندما نغادر هذا العالم “.


رئيسة التحرير: أوليفيا فيليبس. أجرت المقابلة: خلود أحمد. المدير الفني: أوسكار يانيز. مدير الأزياء: آنا كاستان. تصوير: محمد سيف. مصمم المواهب: جوني متى. الشعر: وسيم ستيف. المكياج: معصومة هاشم. مساعدا منسقة الأزياء: نور بو عز وياسمينا روسي. المنتجان: جوهانا دانا وإيلي هاتشينسون. مساعد المنتج: جودي حسن. مساعد المصور: طوني ابو. تعيين المصمم: كلوي سوكيلوجك. مساعدا منسقة الأزياء: نور بو عز وياسمينا روسي. المنتجان: جوهانا دانا وإيلي هاتشينسون. مساعد المنتج: جودي حسن. مساعد المصور: طوني ابو. تعيين المصمم: كلوي سوكيلوجك.

No more pages to load