Posted inمجتمعالرياضة والصحة

أنا والسرطان: الكاتبة دلع المفتي تروي رحلة إصرار وكفاح مع هذا المرض

بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، تشاركنا دلع المفتي رحلة كفاحها، وتقول “السرطان لا يعني الموت، هذا ما أؤمن به، ولطالما أني أعيش فلا بد أن أقاوم “.

في اليوم العالمي لمرض السرطان، نحن اليوم نقول لكل من أصاب أو لديه مصاب بالعائلة بأننا نهتم ونقدر ما تمر به، وبأنك لست وحيداً أبداً، ويتجلى دورنا هنا في التوعية.

توعية الكثيرين بقوة الكلمة الطيبة وتأثير اللمسة الحنونة والإصغاء لصوت كل مريض، لزرع بذور الأمل في نفوسهم وليعرف كل أفراد المجتمع قوة هؤلاء المحاربين ليكونوا مصدر إلهام، للحث والتشجيع على الكشف المبكر.

ولاهتمام بازار بتسليط الضوء على النساء المحاربات والقويات، ولإيماننا بأن القصة هي مفتاح الإلهام لآلاف من النساء، تشاركنا دلع المفتي الصحفية والكاتبة التي شخصت بالسرطان منذ عام 2014 والتي صدر لها خمسة كتب مختلفة ومقالات عدة في صحف منها القبس الكويتية، قصتها مع المقاومة والتعايش مع هذا المرض.

هكذا عودت نفسي على التعامل مع السرطان, بالسخرية منه وتحديه.

“رحلتي مع السرطان بدأت منذ ثمان سنوات تقريباً. بداية تم تشخيصي بسرطان الغدة الدرقية، وبعدها بخمسة أشهر تم اكتشاف ورم سرطاني في الثدي الأيسر، بعد العملية والعلاج الإشعاعي، تم وصف دواء التامكسوفين، الذي نبهني الطبيب أنه رغم أنه يعالج سرطان الثدي، ربما يتسبب في سرطان الرحم. وهذا ما حصل، تم اكتشاف خلايا سرطانية مبكرة في الرحم وتمت إزالتها. بعدها بسنتين تم تشخيصي بسرطان في الثدي الأيمن، وخضعت للجراحة، بعدها بسنة، تشخيص آخر وسرطان آخر وجراحة أخرى. مؤخرا ومنذ شهرين تم اكتشاف ورم في الغدة النخامية في الرأس لكن هذه المرة ولله الحمد كان ورماً حميداً، وقد خضعت للجراحة لاستئصاله.

لم تكن تجربتي سهلة فتكرار الإصابة تقلق الأطباء، خاصة وأن كل سرطان أصبت به كان من نوع مختلف. يقول لي الطبيب أنه في العادة يتكون السرطان في مكان ما في الجسم ثم ينتقل او ينتشر لأعضاء أخرى، لكن في حالتي هو ليس انتقال ولا انتشاره.. كل حالة كان لها سرطانها الخاص ونوعه المختلف. ثم يكمل الطبيب هذه حالة نادرة، فأرد عليه بكل ثقة: نعم يا سيدي، أنا انسانة نادرة.

هكذا عودت نفسي على التعامل مع السرطان بالسخرية منه وتحديه. لم أضعف وأستكين ومنذ اليوم الأول كتبت له رسالة من سرير المستشفى توعدته بها أني لن أدعه يغلبني، فلدي الكثير من الأمور التي تنتظرني وهناك حياة كاملة أريد أن أعيشها. وهناك الكثير من أطفال اللاجئين بانتظاري لمساعدتهم على تحصيلهم العلمي، وهناك الكثير من الكتب التي سأقرأها، المقالات التي سأكتبها، الأفلام التي سأشاهدها، والكثير من الأغاني التي سأغنيها. هناك أمور وعدت بها نفسي، وعلي أن أفي بوعودي، سوف اخذ دلع إلى اليابان في فصل الربيع لأشهد تفتح زهر الكرز على الأشجار. وهناك كرنفال ريو.. حلمي منذ الصغر، ثم الحلم الأكبر، فلسطين. أما على الصعيد الشخصي، فهناك أمور لا يمكنني الرحيل دون إنجازها فلن أرحل عن الدنيا قبل أن أحمل حفيدي بين ذراعي وأراقصه وأدلله وأفسده بالدلال كما هي عادة الجدات.

أما عن كيفية مقاومة المرض، فكل ما فعلته أني ثقفت نفسي، داومت على البحث والقراءة وفهم سر السرطان وأعراضه وأساليب علاجه. ماذا ينتظرني وما الذي ممكن توقعه بعد التشخيص ثم بعد العملية والعلاج. كيف أشعر بجسدي وأحلل أي عرض جديد، وكيف تتم معالجة الحالة. قرأت كثيرا وطويلا لمعرفتي أن الأطباء مهما كانوا جيدين ومحبين لعملهم، لا يملكون الوقت لشرح كل شيء للمريض وعليه هو أن يسعى ويثقف نفسه ويتعلم كيفية التعامل مع المرض. ومن هنا أصبحت مرجعا للكثير من المصابات بالسرطان الذي يتصلون بي عبر وسائل التواصل الاجتماعي للسؤال والاستفسار وأحيانا للمساندة فقط.. وأنا سعيدة وفخورة جداً بدوري هذا.

السرطان لا يعني الموت، هذا ما أؤمن به، ولطالما أني أعيش فلا بد أن أقاوم وأستمر في حياتي بسعادة وهناء. لا يمكن أن أعيش وأنا أتوجس قلقا مما سيأتي، سأكمل طريقي رغم الألم رغم العمليات رغم العلاجات.. وأعيش حياتي بطولها وعرضها. سأضحك وأغني وأرقص وآكل وأحب وأدعو ربي كل يوم أن يهون علي ما هو مكتوب.

لم أسأل ربي يوما، لماذا انا؟ ولم أغضب من قدري ولم أستاء ولم أيأس. منذ اليوم الأول وأنا أحمد ربي وأشكره، فمع وجود السرطان، هناك علاج، وهناك أدوية ورعاية. هناك اهتمام عائلي ومحبة واحتضان. هناك لهفة الاهل والأصدقاء وقلق الأحبة. هناك ورد وشوكولاته وبوظة، وهناك دعاء الغرباء قبل الأقرباء لي أن يتجاوز عني ربي ويرحمني ويشفيني.. فكيف لي أن أكفر بكل هذه النعم؟”

أقرؤوا أيضاً : إليسا هي أول ضيفات داوود الشريان… وتكشف له تفاصيل عن حياتها العاطفية ومعاناتها مع السرطان

No more pages to load