-1200x675.jpg)
المصممون العرب حضور ملفت وإبداع خلال أسبوع الأزياء الراقية
من المصمم اللبناني جورج حبيقة إلى رامي العلي مقتطفات من تشكيلاتهم من الأزياء الراقية لموسم ربيع وصيف 2020
لقد قمت بالمشاركة في اسبوع الموضة للأزياء الراقية “هوت كوتور” لربيع 2020 في باريس، حدث انتظره بفارغ الصبر على مدار اشهر وايام وقد تميزت تصاميم هذا الأسبوع بدمج الزهور، المياه ، الاصداف والطبيعة عامة.
ابتدأ الاسبوع يوم الاثنين بعرض للمصمم العالمي جورج حبيقه، من المصممين المفضلين عندي، كان عرضه في صالة تطل على برج ايفل مما اضفى على العرض رونقا وجمالا.
كانت تصاميمه ممصمة بدقة ومهنية وكل قطعة فيها تأخذنا رحلة الى مكان وزمان مختلفين. برز في التصاميم القبعات الكبيره، الأزهار الكبيره على الأكمام، الالوان البهية والاحجار اللامعة، كما لفت نظري اكثر هو تواجد الرجال بين العارضات، وهذا لاول مرة في عروض حبيقة حيث اضاف هذا الشيء تميز للعرض.
فبالاضافه لعرض المصمم السوري رامي العلي حيث كان في مجموعته فساتين مختلفة قد استوحى الهامها من زهرة “الاوركاديا” التي تعني له الكثير في تصاميمه من حيث الشكل والالوان، كما وتجمع بين الانوثة والقوة في نفس الوقت على حد قوله. وقد عرض مجموعته على “منيكان” في قاعة خاصة وليس مع عارضات على المنصة.
اما العرض الثاني فكان للمصمم اللبناني المتألق جورج شقرا حيث كرم بلده لبنان الذي يعشقه من خلال عرضه، حيث عكست مجموعته الجديدة تفاعله، مع فريق عمله والحرفيين في مشغله في بيروت، مع ما يحدث في لبنان من حراك يقوده جيل الشباب الساعي الى الحرية والتغيير، فأضاف هؤلاء «أفكارهم الثورية» في كلّ قطعة من قطع هذه المجموعة. وكانت لفتة فريدة في نهاية العرض، عندما خرج فريق عمل شقرا بقمصانهم البيضاء المطرّزة بعلم لبنان، في مشهد أثار مشاعر الحضور الذي صفق له طويلاً. وقد وزّعت على الحضور ورود بيضاء، تعبيرًا عن التغيير السلمي المنشود في بلاد الارز.
مجموعة شقرا فاضت أنوثة ورفاهاً في قصّات تعتمد على «الكورسيه» وفتحات الظهر «والكابات» والأقمشة المزيّنة بحلقات من الريش والمطرّزة حِرفياً بحبّات اللؤلؤ «والباييت».
الأبيض هو اللون الطاغي على مجموعة شقرا، رافقه الوردي اللامع والأخضر الفاتح، وتموّجات الأزرق السماوي.
أراد جورج شقرا إضفاء مشاركة جمالية على مجموعته الجديدة، من خلال تعاونه مع مصمّم المجوهرات العالمي فواز غرويوزي الذي صمّم قطعاً مجوهرة ترافق تصاميم المجموعة، كانت أهمها قلادة مصنوعة من الزمرد والماس، زينّت عنق عروس شقرا لهذا الموسم. وستُعرض هذه القلّادة للبيع، على ان يُخصّص جزء من ثمنها لدعم مستشفى سرطان الأطفال في بيروت، ولتغطية بعض أقساط الطلاب في مدرسة مار منصور في لبنان.
وفي اليوم الثالث ذهبت لحضور عرض للمصمم اللبناني زياد نكد اسم غني عن التعريف، ايقونة من الجمال في تصاميمه البراقة التي تكشف عن ميزات المرأة المحاربة، الجذابة والشفافة.
تعرفت عليه قبل موسمين من العروض ولفت انتباهي دقة التفاصيل في تصاميمه وخياله الثري.
لقد استوحى الهامه في هذا العرض الثامن من ربيع 2020 من جزيرة “اتلانتس” المزدهرة الجميلة التي غطاها وغمرها البحر منذ 3000 سنة.
كان في العرض مجموعة الوان رائعة من الأزرق على درجاته، الوان الزهري الفاتح، الذهبي والفضي التي لا تحصر في اطار زماني او مكاني واحد، تعبر عن خيالات المدينة في اقمشة تفيض انوثة مثل “التافتا” و “الدانتيل” وال “اورغنزا”. جسد زياد هذه الاقمشة في فساتين انيقة تصف عالم البحار بالوانه المتدرجة.
من ينظر الى تصاميمه يشعر وكأن حورية من البحر او قطعة من المجوهرات النادره تخرج من داخل صدفة بلورية من قاع البحر مزينة باكسسوارات وحقائب لامعة تزيد من بهاء وملوكية التصميم كذلك احزمة تزين منطقة الخصر لتضفي قوة وجبروت البحر في الفستان.
لقد توج المجموعة فستان الزفاف الانيق باللونين الفضي والكريستال وتطريز الاصداف ونجوم المرجان في كل تفاصيل البحر الساحرة.
اعشق في تصاميم زياد دقة التفاصيل وبالذات في طريقة حياكة الخرز كذلك تدريج الالوان من الفاتح حتى الغامق في نفس القطعة.