Posted inالموضة

هكذا تحيا الهويه الفلسطينية في الأزياء اليومية

مع توجه العالم الى إحياء التراث تبدع المصممات الفلسطينيات بإعادة إحياء الهويه الفلسطينية في الأزياء اليومية.

في ظل الموجه التجديدية التي نشهدها في وقتنا الحالي للأزياء و البعد عن الهوية والزي التقليدي تحرص العديد من علامات الأزياء على المحافظة على تراثهم وهويتهم، أحببنا أن نعرفكم على ثلاث علامات فلسطينية (درزة , سلام , رمز) أبدعن في إحياء الهوية الفلسطينية و دمجها في الأزياء اليومية بشكل مبدع، أعطاها رونقاً و تفرداً ميزها عن الأزياء الأخرى خصوصاً وأنها نحمل قصصاً من التاريخ وتمثل الروح الفلسطينية. 

كانت البداية في علامة سلام الواقعة في رام الله، عندما لاحظت كل من سالي شامي وصديقتها مروة زيادة خلو السوق من أزياء تمثل الهوية الفلسطينية، ولا يمكنهما أن يرتديان الثوب الفلسطيني الذي ارتبط ارتداؤه في المناسبات الوطنية والأعراس، بدأتا رحلة بحث عن أزياء تناسب ما تطمحان له ومن هنا بدأت فكرت إدخال الهوية الفلسطينية في الأزياء اليومية. من جانب أخر تخبرنا المصممتين وراء علامة سلام أنهما لاحظتا فجوة كبيرة بين الثوب الفلسطيني التقليدي الذي كانت ترتديه الجدات ونساء القرية وبين الثوب الموجود اليوم الذي يصنع في الصين و يطرز إلكترونيًا خصوصاً بعد عزوف الجيل الجديد عن ارتداء الثوب الفلسطيني نظراً لارتفاع أسعاره وكونه لا يلائم الحياة العصرية. من هنا انطلقت العلامة للحفاظ على الهوية ونشر الرسالة الكامنة وراء التطريز الفلسطيني وتقدير المرأة الفلسطينية التي كانت تساهم لتحقيق الاكتفاء الاقتصادي لعائلتها من خلال تطريز ثوبها و زرع أرضها و الحفاظ على هويتها و ثقافتها.

 سلام

لبقاء التراث أهمية لا يمكن إنكارها فكيف إذا تم الحفاظ عليه بتجديده وإدخاله على الأزياء اليومية وعن أهمية ذلك ونفعه تقول  الأختان وعد وعهد حماد مؤسستا علامة درزة الواقعة في القدس، العلامة التي تركز على الموضة البطيئة والمستدامة وتناقش مواضيع الاستدامة وأرشفة اللباس التقليدي الفلسطيني، “أن إضافة التطريز للأزياء اليومية يساهم في الحفاظ على الهوية و يذكرنا دائماً بتاريخنا ومسيرتنا النضالية، وهو أيضا وسيلة لحماية تراثنا من الاندثار.
أضافت علامة سلام أن الإبقاء على التراث في الأزياء الیومیة یجعل منا مجتمع أقل استهلاكاً واعتماداً على الموارد الخارجية فنصبح بذلك مجتمعا منتجاً معتمد على ذاته اقتصادیاً. وأضافتا أن ارتداء الزي الوطني هو من أهم وسائل الدفاع والبقاء، وهو واجب وطنی وسیلة مقاومة في وجه محاولات إلغاء الهویة .

درزة

اختيار التطريز لكل قطعة لدى علامة رمز يخضع لمعايير معيّنة فلا يخلط نقشات بئر السبع مثلا مع نقشات رام الله، ذلك لكي يكون لكل قطعة طابع معين و طراز حقيقي و أصلي يعبر عن المدينة التي تنتمي لها النقشات. أما علامة سلام فلا يفرقون بين القطع على حسب المناطق، والسبب وراء ذلك أن المرأة الفلسطينية  كانت تسعى دائما للبحث عن غرز تطریز جدیدة لتزین بها ثوبها و تتمیز عن قریناتها. على سبیل المثال قد تعجب سیدة من الخلیل بغرزة معینة من ثوب لسیدة من مدینة رام االله و تسعى لنقلها على ثوبها الجدید و تعلیمها لقریناتها، و بذلك كانت تتمازج الغرز على الثوب الواحد بفعل العلاقات الاجتماعیة و علاقات النسب والصداقة.

وذكرت المصممة سالي شامي أن الاحداث السیاسیة التي لازمت القضیة الفلسطینیة انعكست بشكل كبیر على الزي التقلیدي الفلسطیني. فبعد عام 1948 توقفت النساء عن إضافة الألوان الزاهية على ثيابهن بسبب الهجرة والتشتت و فقدان الأحبة، كما اختلفت نوعیة التطریز وأصبح الثوب الفلسطیني مزیجاً من ثقافات وطباع المدن والقرى الفلسطینیة الأخرى، فنجد مثلا أشجار السرو التي امتاز بها الثوب الفلسطیني في یافا مع ورود رام الله في نفس الثوب.

رمز

إحياء الهوية والإرث والتاريخ دائماً ما يكون مصحوباً بخطوات إلهام وصناعة عظيمة لإنتاج مخزون تراثي ثري يحمل عبق الأهل والأجداد، مصدر الإلهام الأول الذي إعتمدته علامة سلام هو المرأة الفلسطینیة ومدى انعكاس تجربتها الحیاتیة والاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسة على زیها الفلسطیني، وبدأت الخطوة الأولى في هذه الصناعة بالبحث عن الأثواب القدیمة ودراستها و من ثم تحلیل الغرز التي تزینها ومن ثم نقلها على التصامیم الحدیثة وتوثیقها ومشاركة الجیل الجدید بالقصص والإرث الكامن في التصامیم الفلسطینیة القدیمة وتشمل هذه التجارب الشیقة مقابلة سیدات فلسطینیات من الجیل القدیم والتعرف على المدن والقرى الفلسطینیة بتنوع ثقافاتها وتقالیدها وعاداتها. 

الملاحظ على العلامات الثلاثة دعمهم المشرف للمرأة الفلسطينية ففي علامة رمز توظّف النساء بفرص عمل جيدة وهن في منازلهن ويوفرون لهم الدعم المادي بحيث لا يتركن منازلهن وأطفالهم. وفي علامة درزة يعملن على التطريز بالتعاون مع نساء من مخيم العروب الواقع بين بيت لحم والخليل ونساء من مخيم قلنديا في رام الله. وتخلق علامة سلام فرص عمل جيدة لسيدات من أنحاء فلسطين. ومن خلال منصة جمیلة متواجدة في متجر سلام في مدینة رام الله تستطیع أي سیدة تعمل في التطريز أن تعرض تصامیمها في متجر سلام بدون مقابل.

نشهد في وقتنا الحالي إقبال عظيم لكل ما هو تراثي و أصيل وللهوية الفلسطينية نصيب ملحوظ، فكما حدثونا علامة رمز أن إقبال الناس لا يدل إلا على تعطش كبير لكل ما هو متعلق بالهوية بالفلسطينية.

اقرؤوا أيضاً: هذه المصممة الفلسطينية تطمح لازدهار صناعة الأزياء في غزة

No more pages to load