قفطان عصري مع الجينز من الحساب الرسمي لـ Kaftish على انستقرام
قفطان عصري مع الجينز من الحساب الرسمي لـ Kaftish على انستقرام
Posted inالموضة

القفطان قصّة فستان خرج من رحم الثقافات إلى العالميّة!

قصّة تحدٍّ ومقاومة لكل التقاليد التي تأسر المرأة. إنّه القفطان الذي دخل عالم التصميمات العصرية لترتديه المرأة الغربية كما العربية!

لا نعلم بشكل واضح ودقيق كل شيء عن أصول القفطان، مع العلم أنّه سبق وظهرت أنماط تصاميم مشابهة له في جميع أنحاء العالم ضمن مجموعة متنوعة من الثقافات. من الكيمونو الياباني إلى البوبو في غرب أفريقيا، وصولًا إلى العباءات في الدول العربية بحيث تنتشر مجموعة رائعة من القفطانات والعبايات لأجمل إطلالة رمضانية، جميعها تصاميم تشبه القفطان تم اعتمادها عبر التاريخ. ومع ذلك، فإن بلاد ما بين النهرين، التي تشمل تركيا وسوريا والعراق الحديثة، هي المكان الذي من المرجح أن ترجع فيه جذور تصاميم القفطان التي نعرفها اليوم.

فيما يلي، نشارككك في بازار العربية قصّة هذه القطعة من الملابس التي تطوّرت من دون أن تشيخ!

تاريخ القفطان مسار نحو الأناقة الفاخرة

تألّق السلاطين العثمانيون قفاطين رائعة مصنوعة من منسوجات باهظة الثمن كوسيلة لإثبات سلطتهم ومكانتهم من القرن الثاني عشر حتى أوائل القرن العشرين. وكدليل على مهارتهم السياسية، كثيرًا ما كان السلاطين يقدّمون للجنرالات والزوار المتميزين قفاطين جميلة كهدية.

بعد هذا المسار التاريخي، وجد القفطان طريقه إلى المغرب وشمال أفريقيا، حيث تم اعتماده كجزء أساسي من الملابس المحلية.

من جهة أخرى، شهدت الإمبراطورية العثمانية زيادة سريعة في شعبية هذا التصميم، حيث أصبح بعد تطوّر تصاميمه وسيلةً للتعبير عن مكانة مرتديه في المجتمع. كانت صناعته ترتكز على استعمال مواد فاخرة ذات تطريزات متقنة. وسرعان ما اكتسب القفطان قوّة بعدما اختاره القضاة في المغرب ليكون الزي المفضّل في البلاد.

كيت ميدلتون بالقفطان الأزرق خلال زيارتها وزوجها الأمير ويليام إلى باكستان
كيت ميدلتون بالقفطان الأزرق خلال زيارتها وزوجها الأمير ويليام إلى باكستان

كما طبع الحكم الملكي مسار هذا الثوب العابر للثقافات بالجاه الملوكيّ، إذ اختارت حفيدة الملكة فيكتوريا في الصورة الرسمية لعرسها أن ترتدي فستان القفطان التقليدي. من هنا، أثار ثراء الزيّ رغبة الناس في الموضة الغريبة التي كانت رائجة في إنجلترا الفيكتورية. في السياق نفسه، شهد القفطان نهضة ثانية في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي عندما كانت فساتين علامة “بالانسياغا” الضخمة والطويلة تحظى بشعبية كبيرة. من جهة أخرى هل شاهدت صور إطلالة ساحرة لدرة زروق بالقفطان المغربي؟

أمّا في الستينيات، فقد ظهر القفطان عندما التقى عشق “إيف سان لوران” بمدينة مراكش وحبّ “ديانا فريلاند” للسفر والملابس الغريبة، بحيث تم تسليط الضوء عليه بشكل بارز في صفحات المجلات العالمية آنذاك. وعندما تبنّت حركة الروك أند رول المطالبة بالحرية القفطان على اعتباره قطعة يجب أن تتوفّر في كلّ خزانة، أحبّ الجميع من “بيانكا جاغر” إلى “أنجيليكا هيوستن” هذا الأسلوب الأنيق السهل للنهار والليل. في تلك المرحلة، كانت الموضة والموسيقى متشابكة بشكل كبير.

الملكة رانيا تتألّق بالعباءة في جرش
الملكة رانيا تتألّق بالعباءة في جرش

معالم تطوّر القفطان ودخوله مجال الموضة

في بداية القرن العشرين، أخذ القفطان يتغلغل تدريجيًا في الموضة الغربية ليستمرّ بعدها لعقود عدّة. بدأ المصممون مثل “بول بوارت” و”ماريو فورتوني” في تصميم فساتين تشبه القفطان للنساء مستوحاة من تراث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كان يُنظر إلى مثل هذا التصميم على أنّه طليعيّ ومبتكر، وبعيدًا كلّ البُعد عن التصميمات ذات المشدات الضيقة التي سيطرت لفترة طويلة على الموضة الغربية. وعلى الرغم من أن الاتجاهات الجديدة لم تكن ناجحة جدًا، إلا أنها ساعدت في تمهيد الطريق لتصاميم أكثر تحررًا، تُعطي المساحة اللازمة للملابس الفضفاضة الخالية من المنحنيات الضيّقة.

رغم ذلك التطوّر الملحوظ، لم ينتشر القفطان فعليًّا في الولايات المتحدّة الأميركية إلّا في أوائل الستينيات. فبعد زيارة رئيسة تحرير مجلة فوغ “ديانا فريلاند” آنذاك المغرب واكتشافها لعشقها للقفطان، عملت بشكل غير مباشر على إدخال هذا الإبتكار إلى بلادها من خلال اعتماده يوميًا في لقاءات العمل. بذلك، ينتقل القفطان من عالم الفخامة والرقي ليكون قطعة الملابس المريحة للعمل واللقاءات اليومية. من هنا سبق وشاركناك، 10 من أجمل إطلالات النجمات في شهر رمضان 2024.. بالقفاطين والعباءات المحتشمة!

من الإطلالات الخاصّة إلى المنصّات العالمية

في الحقيقة، استمرّت شعبية القفطان حتى منتصف السبعينيات عندما بدأ الترويج له على أنه من المجموعات التحضيرية لموسم الربيع والصيف. بعد ذلك، شهد القفطان ولادة جديدة أخرى في السنوات الـ 10الماضية، إذ ظهرت فساتين القفطان والتونيك الصيفية لأول مرة في مجموعات العام 2014 من علامات تجارية مشهورة منها: “ستيلا مكارتني”، “غوتشي” و”روبرتو كافالي” مع عارضات مثل “كريستينا هندريكس” التي أشادت بسهولة اعتماد هذا النوع من الفساتين.

في مهرجان كان السينمائي عام 2024، تميّزت أبرز الإطلالات بفستان القفطان، وأبرزها كان ارتداء الممثلة الأمريكية إيل فانينغ للقفطان الأبيض المنتفخ ذو العنق المنخفض، من المجموعة التحضيرية لموسم ربيع وصيف 2025 من غوتشي.

في الوقت نفسه، تشير تقارير Net-a-Porter إلى زيادة في عمليات البحث عن قفطان الشاطئ بنسبة 54% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وزيادة إجمالية كبيرة بنسبة 400% لفساتين القفطان في الشهر الماضي.

من جهة أخرى، تستضيف مراكش أسبوع القفطان الخاص بها منذ العام 1996، والذي تنظّمه المجلة المغربية Femmes Du Maroc. وشهد الأسبوع الأخير، الذي انعقد في الفترة ما بين 9 إلى 12 مايو 2024، ظهور القفطان المغربي المميز بتطريزاته الدقيقة وأقمشته الفاخرة التي تعكس الأناقة المغربية.

كما تجدر الإشارة إلى أنّ مجموعة الأزياء الراقية لربيع وصيف 2024 من Armani Privé تتميّز برداء أزرق يوحي بالقفطان المغربي، ويعكس إدراجه القوة الشرائية للمستهلكين في الشرق الأوسط.

القفطان الكحلي من مجموعة الأزياء الراقية لربيع وصيف 2024 من Armani Privé
القفطان الكحلي من مجموعة الأزياء الراقية لربيع وصيف 2024 من Armani Privé

القفطان رفيق المرأة العربية في المناسبات كافّة

في حين تجاوزت شهرة القفطان الحدود، وأصبح من أكثر القطع اعتمادًا في العالم، لا يمكن إنكار أهمية هذه الملابس المتعددة الاستخدامات بالنسبة للمرأة العربية. ففي واقع الأمر، يعتبر القفطان من الدعائم الأساسية لخزانة ملابس المرأة المحتشمة والعصرية في المنطقة. في سياق مختلف حتى إنّ روضة محمد ظهرت بالحجاب في مهرجان كان 2024 ومعها دخل الحجاب عالم السجادة الحمراء من الباب العريض.

يلعب القفطان دورًا محوريًا في المجموعة اليومية للمرأة العربية، التي ترتديه كملابس يومية للبقاء في المنزل، أو حتى للخروج للتواصل الاجتماعي أو للقيام بمهمة سريعة. وقد أدّى اعتماد القفطان كقطعة أساسية في خزانة المرأة العربي إلى ظهور تصاميم عملية أخرى مثل العباءات.

من الإطلالات اليومية البسيطة إلى المناسبات الفاخرة، يرافق القفطان المرأة العربية بتصاميمه المنوّعة التي يمكن أن يدخل عليها أقمشة وتطريزات متعددة.

تنوّع تصاميم القفطان خطوة عزّزت استمراريته

دخل القفطان عالم ملابس النساء من الباب العريض حتى أنّه بات مبتكرًا بتصاميم منوّعة ليطال الأذواق كافّة كما المناسبات. من التصاميم التقليدية، إلى البوهيمية فالرسمية وتلك الخاصة بالمجموعات التحضيرية لمواسم الموضة.

1. القفطان التقليدي

غالبًا ما يتم تصميم القفطان التقليدي على غرار الزي التقليدي لبعض الثقافات والبلدان. فشمال أفريقيا، وغرب أفريقيا، وتركيا، والمغرب، والشرق الأوسط، وجنوب غرب آسيا، كلّها أمثلة على الأماكن التي قد ترتدي فيها النساء القفطان التقليدي، رغم اختلاف الأسلوب والألوان بما يتناسب مع البلد وثقافته.

2. القفطان البوهيمي

يعتبر هذا الأسلوب جزء من حركة الثقافة المضادة التي انتشرت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. غالبًا ما تتم صناعة القفطان ذات الطراز البوهيمي بأسلوب جريء عصريّ. في الواقع، برزت التصاميم البوهيمية للقفطان في الثقافة الغربية.

3. قفطان الصيفي

يمكن أن يكون القفطان الذي يتم التنسيق له في المجموعات التحضيرية للربيع والصيف، الخيار الأمثل لقضاء العطلات. يتميّز لكونه سهل الإرتداء وخفيف الوزن. في الحقيقة، لن يبقيك قفطان الصيفيّ مغطاة ومحميّة من الشمس فحسب، بل يمكن ارتداءه بسهولة فوق ملابس السباحة أيضًا.

4. القفطان الرسمي

من الأقمشة الفاخرة إلى الأنماط الزخرفية والتطريز الثلاثيّ الأبعاد، يأتي القفطان الرسمي ليعزز الإطلالات الفخمة. غالبًا ما يُصنع القفطان الرسمي من الحرير وغيرها من المواد الأنيقة ليليق بالمناسبات الرسمية.

أخيرًا، يعتبر القفطان ملائمًا بشكل كبير لعالم الموضة الذي يسعى إلى أن يكون أكثر شموليةً وتنوّعًا وعملانيّةً. إذ يقول جويكوتشيا من شركة “تالر مارمو”، وهي علامة شهدت على زيادة بنسبة 50% في مبيعات القفطان خلال الأشهر الستة الماضية على Net-a-Porter: “قفاطيننا ذات مقاس واحد بشكل أساسي، ويمكن أن تناسب مقاس 36 أو 52. ربما يكون هذا أحد الأسباب الرئيسية لنجاحها”.

اقرؤوا أيضًا:

No more pages to load