
رويّة: مجهورات المنطقة العربية
قول ماديسون غليندينيغ إنّ انطلاق خط المجوهرات”رويّة”الأنثوي والفخم للمصممة فاطمة الظاهري المقيمة في أبوظبي ليس سوى تجسيد للامتياز الإبداعي
حملت المصممة فاطمة الظاهري البالغة من العمر 37 عاماً تصميم المجوهرات في جيناتها منذ ولادتها. وتطلب الأمر وقتاً قبل أن يتحقق على قولها، إذ تعترف وتقول: “بدأت العمل في القطاع المصرفي كموظفة في قسم خدمة العملاء في بنك أبوظبي الوطني قبل أن أصبح مديرة فرع.” شجعها والدها على الانضمام إلى شركة العائلة، مجوهرات أمواج، فوافقت، إنما فضلت العمل لمدة عام ضمن المجالين إذ كانت مترددة قليلاً في ترك عملها الأول. وتتحدث عن عملها في شركة العائلة قائلة: “بدأت العمل لصالح مجوهرات أمواج بالاهتمام بالعمليات الإدارية فكان عملي محصوراً ضمن الشركة، إلا أنّ الاقتراب من تصميم المجوهرات أشعل نار الإبداع في داخلي. فأدركت حينئذ أنّ العمل في شركة العائلة يمنحني الحرية لاكتشاف ذلك الجانب من شخصيتي.”
وضعت فاطمة أولى مسودات تصاميمها بينما كانت تعمل لصالح أمواج. وتقول: “بدأت أتخيل نوع المجوهرات التي أودّ أن أقدمها وما قد يحبه الناس ومن هنا انطلقت.” كان أصدقاؤها وعائلتها أول من ابتاع تصاميمها، وأول من دعمها بشدة. وعن ذلك تقول: “كانوا دائماً تواقين للاطلاع على أحدث تصاميمي. اقترح عليّ والدي أن أطلق علامتي الخاصة بعد أن سمع صديقاً جديداً يسأل عن تصاميمي. تعترف فاطمة أنّ الفكرة بدت متعبة إلا أنّها أقنعتها، وهي تقول: “أدركت أنّ هذه الفكرة ليست إلا حلم اختبأ في داخلي لسنوات طويلة وقد حان الوقت ليحيا – هذا ما خلقت لأفعله.”
أكثر ما يثير الإعجاب في إطلاق مجموعة “رويّة” لهذا العام هو الوقت الذي استلزم المصممة لتضمن نجاح علامتها وتنظيمها عند طرحها في الأسواق، وهي تقول: “خبأت القطع التي كانت في الحقيقة بداية “رويّة” لمدة عامين تقريباً قبل أن أبدأ بتطوير العلامة. تطلب مني الأمر وقتاً طويلاً لأختبر وأطوّر الأسلوب الفريد الذي رسمته لهذه المجموعة. أمضينا، فريقي وأنا، وقتاً طويلاً في تصميم الشعار، وقصة العلامة والنظرة العامة إليها وحتى ثباتها. تحدثنا إلى الجمهور محلياً وحتى عالمياً للوقوف على تعليقاتهم. أولينا كلّ تفصيل اهتماماً كبيراً لنتأكد أنّنا أصبنا الهدف بدقة. إنّنا بصدد بناء مشروع نتمنى أن يتحول مستقبلاً إلى صرحمهم.”
القرار الأهم الذي تعيّن على فاطمة اتخاذه هو اختيار اسم للعلامة. وهي تقول: “كان من الضروري جداً أن نختار اسماً صحيحاً. هل يناسب الشعب الإماراتي، العرب، والغرب؟” لاسم “رويّة” مكانة خاصة في قلب فاطمة فهو اسم جدتها. حدثتنا فاطمة عن جدتها قائلة: “جدتي امرأة قوية وجميلة ومبدعة جداً. يجسد هذا الاسم المرأة القوية والجريئة والجميلة في المنطقة. إنّه اسم أنثوي، ونود فعلاً أن نركز على أنوثة العلامة.” للاسم أيضاً معانٍ أخرى تؤدي دوراً أساسياً في هوية العلامة. تتابع فاطمة حديثها قائلة: “باللغة العربية، “رويّة” يعني الماء أو ما يثير العطش، وفي الثقافة العربية تعادل المياه الثروة نظراً إلى ندرتها التاريخية. كما أنّه يعني العطاء والقصة – ومجموعتنا تروي قصتنا الرائعة.”
“تتطور كلّ قطعة من المجوهرات وتنمو عضوياً”
في بداية انطلاقتها في عالم المجوهرات، طرحت فاطمة ثلاثة مجموعات وهي دوجان ومراري ونيره لتتمكن من دخول السوق قدر الإمكان. كانت مجموعة دوجان أول خطّ في العلامة، “وقد صُممت لتترك أثراً جريئاً لا يخطئ”؛ واستوحت المصممة القلادات اليدوية الصنع في مجموعة مراري من القلادات التقليدية التي اعتادت النساء العرب التزين بها؛ أما قطع مجموعة نيره (الساطعة) فكانت ناعمة ومناسبة لكل يوم. استخدمت فاطمة أحجاراً جمعتها خلال أسفارها حول العالم وهي تقول إنّها لا تختار إلا القطع التي تبني معها علاقة بمجرد النظر إليها. تقول فاطمة: “تتطور كل قطعة مجوهرات وتنمو عضوياً، وحجرها هو من يقود هذه المسيرة، إذ يخرجها من حالتها الخام الطبيعية ويحوّلها إلى قطعٍ جميلة رائعة ضمن أسلوب عملي معاصر.”
أحافظ على طبيعة الأحجار فلا أصقلها لأضمن أن “تبقى أقرب ما يمكن من الطبيعة”؛ وأشدد على اللون الزهري لأظهر السعادة والفرح الكامن في قلب من يضعها، وأهتم كذلك بملمس القطعة وبنيتها “لأجذب الضوء وأعكسه بطرق مختلفة، ولتلمع كل قطعة بشكل جميل.”
في الأصل، تقرر إطلاق المشروع في الخارج، إلا أنّ فاطمة قررت أن تبقيه قريباً منهاً لا سيما وأنّ مجموعة “رويّة” هي علامة تنتمي إلى العالم العربي وتستوحي تفاصيلها منه. وتتوفر القطع من خلال عروض ستنظم في الأشهر المقبلة لتقديم تجربة فريدة تتيح لكل عميلة أن تفهم تماماً مفهوم “رويّة” وقصتها. بهذه الطريقة، بات بإمكان العميلات إقامة علاقة مع القطعة وإخبار قصة “رويّة” بأسلوبهنّ الخاص.”