فواز غروسي يستعيد أمجاده مع علامة جديدة تعكس اسمه الرائد في عالم المجوهرات
تتمحور رؤية فواز غروسي حول تقديم المألوف من زاوية جديدة وبرؤية مختلفة من خلال مزج عناصر متباينة من المواد والألوان والأحجار الكريمة لإثراء الجمال بمفردات جديدة.
في مطلع شهر أغسطس، وفي قرية بورتو تشيرفو الصغيرة المطلة على البحر شمال سردينيا، اختار مصمم المجوهرات العالمي فواز غروسي موقع المتجر الموسمي لعلامة جديدة تحمل اسمه. هناك، حيث تلتقي نخبة الشخصيات المرموقة من حول العالم وتعبق النسمات برائحة الصيف والبحر وتصطف اليخوت على طول المرسى ومن حولها الأبنية المصممة على الطراز المغربي بألوان غروب الشمس في مشهد يحاكي أفلام السبعينيات ويستمد الجمال من الماضي الجميل. حيث تطغى الأناقة والإطلالات الفاخرة والسمرة الجذابة على الأجواء، فلا عجب أن فيلم The Spy Who Loved Me من سلسلة أفلام جيمس بوند الذي قامت ببطولة صوفيا لورين قد تم تصويره على رمال هذا الشاطئ.
تنفرد المجوهرات التي أطلقت أخيراً من علامة فواز غروسي بتصاميم جريئة ومبتكرة تعكس أفكاره الفريدة من خلال قطع تجمع بين بريق الأحجار الكريمة وتفاصيل مستوحاة من فن الآرت ديكو المعماري. إذ يستمد فواز إلهامه من كل مكان، ومن الطبيعة في المقام الأول. وهذا ما يظهر في تصاميمه التي تترجم مشاهد غروب الشمس والبحر والنباتات والحيوانات إلى قطع فنية تصوّر هذا الجمال.
وترتبط هذه الرؤية الإبداعية لصاحب الإرث اللبناني الإيطالي بمسيرة طويلة في عالم المجوهرات، بدأت في السابعة عشرة من متجر في فلورنسا، قبل أن ينتقل إلى المملكة العربية السعودية بدعوة من مبدع المجوهرات الشهير هاري وينستون. ومن هنا ابتسم له الحظ لينتهي به المطاف في Bulgari تحت إشراف الرئيس والمدير التنفيذي للدار آنذاك جياني بولغري في إيطاليا، ويجازف بعدها بإطلاق علامته الخاصة للمجوهرات الفاخرة، de Grisogono. وقاد غروسي مشوار العلامة قرابة ثلاثة عقود قبل أن ينفصل عنها منذ أكثر من عام بعد أن حقق لنفسه مكانة رائدة قل نظيرها بين مصممي المجوهرات. فلطالما استقطب شريحة واسعة من أصحاب الذوق الرفيع والاستثنائي من نجوم هوليوود إلى العائلات الملكية وغيرهم بتصاميم مذهلة مرصعة بعناصر غير مألوفة مثل الألماس الأسود الذي أصبح بصمة مميزة في مجوهراته. يحدّث غروسي هاربرز بازار عن ذلك قائلاً: “لم أتردد يوماً في السير عكس التيّار. ولم أتقيّد بالصيحات الرائجة، لذلك اخترت الألماس الأسود والثلجي. فبينما كانت التصاميم البسيطة والصغيرة تملأ المتاجر في أوروبا، كنت أميل لتقديم القطع الجريئة والملونة والمواد غير المألوفة”. كان قرار غروسي في مكانه، حيث افتتح 17 متجراً مستقلاً بالإضافة إلى منافذ للبيع في 114 متجر في جميع أنحاء العالم مع مبيعات سنوية تجاوزت 100 مليون دولار بحسب تقديرات خبراء القطاع. لذلك يترقب الكثيرون إطلاق علامته الجديدة.
ولا شك أن غروسي سيكون على قدر التحدي وبمستوى التوقعات. ففي العام الماضي، افتتح متجراً رائداً للعلامة في لندن وسط ساحة بيركلي. واستعان بالمبدع فرانسيس سولطانا لتصميم الديكورات الداخلية بإلهام من فترة الآرت ديكو في عشرينيات القرن الماضي في باريس ونيويورك. لذلك جاء تصميم المتجر أشبه بمنزل خاص يفيض بالأناقة والفخامة مع عناصر من البرونز المطلي وجلد الغزال والتويد المنسوج من خيوط ذهبية والكريستال الصخري والمخمل الفاخر.
يأتي إطلاق متجر فواز غروسي الموسمي في بورتو تشيرفو بالتزامن مع عيد ميلاد المصمم كإعلان عن انطلاق العلامة بتوجه جديد. إذ يقع في قلب فندق تشيرفو المصنف من فئة الخمس نجوم والمطل على ساحة بيازيتا. وهو مكان يليق بالمجوهرات المعروضة نظراً لفخامته وموقعه في الجزيرة التي أسرت قلب المصمم طوال عقود. حتى أنه عبر عن ذلك قائلاً: “تحظى بورتو تشيرفو بمكانة خاصة في نفسي. فلطالما غذّت مخيلتي وألهمت تصاميمي بشوارعها وروائحها وألوانها وسكانها، وحملت لي المفاجآت في كل زاوية”.
يتجلّى عنصر المفاجأة بوضوح في التشكيلات الجديدة من المجوهرات. ففي تشكيلة Amber، يستكشف المصمم خصائص الكهرمان الذي تعرف عليه بفضل صديق ليتواني يمتهن جمع أجود أنواع هذا الحجر من شواطئ بحر البلطيق. ويحتفي به من خلال قطع منحوتة ومصقولة بمهارة تزين أساور رفيعة بألماسة واحدة أو أقراط دائرية متدلية أو تتوسط خاتماً من الذهب الوردي والألماس البني وعقيق التسافوريت. وتمزج التصاميم بين التدرجات العميقة للكهرمان والياقوت الوردي وأحجار الأونيكس المصقولة والذهب الوردي أو الزبرجد لتضفي على المواد الخام بريقاً استثنائياً يخطف الأنظار ويستدعي التأمل.
أما تشكيلة Enlaced، فتستمد إلهامها من الرمز القديم للحب والروابط الأبدية بين الأصدقاء وأفراد العائلة، ويفاجئ فيها غروسي التوقعات مجدداً من خلال إضفاء لمسة عصرية مبتكرة إلى إحدى قطع المجوهرات الأساسية وهي الأقراط الدائرية. حيث تتألف الأقراط من حلقتين متشابكتين تحيط الأولى بمقدمة الأذن وتلتف الثانية إلى خلفها برؤية جديدة.
فيما تترجم تشكيلة Colorissima شغفه بالألوان وقدرتها على تحريك المشاعر. فتتلألأ الأحجار الكريمة بالضوء وتتلاقى بالأحجار الصلبة مثل التوباز الأزرق والفيروز والأوبال والجمشت والزمرد والسترين في دوامة من الألوان المتناقضة.
تتمحور رؤية فواز غروسي حول تقديم المألوف من زاوية جديدة وبرؤية مختلفة من خلال مزج عناصر متباينة من المواد والألوان والأحجار الكريمة لإثراء الجمال بمفردات جديدة.
وبعد التعرف على متجر فواز غروسي عن كثب، كان لهاربرز بازار فرصة المشاركة في عشاء عيد ميلاده التاسع والستين. فهو ملك السهر الذي لطالما جمعت حفلاته السنوية في فندق دو كاب إيدن روك بفرنسا نخبة الأسماء العالمية من عارضات الأزياء وأيقونات هوليوود والشخصيات الملكية. وكان الموعد هذه المرة على شاطئ فندق كالا دي فولبي الفاخر في بورتو تشيرفو. حيث قال لدى سؤاله إن كان يعتقد هذا العمر بداية لنهاية مسيرته المهنية: “لن أتوقف طالما أني على قيد الحياة، فأنا ما أزال في داخلي ذاك الشاب الشغوف والمتحمس و يمكن أن أقول أنني اليوم أكثر اندفاعاً وطموحاً من ذي قبل”.
يتألق غروسي بإطلالات أنيقة على الطراز الإيطالي، ورغم جرأته وجاذبيته المعهودة إلا أنه خجول بعض الشيء. لكن ذلك لا يوقفه عن التجول بين ضيوفه من النجوم الذي يتألقون بتصاميمه والترحيب بكل فرد منهم بابتسامة وكلمة خاصة بصوت هادئ ورخيم. فلطالما نجح بفضل هذه الجاذبية في جذب الحاضرين حوله كما تتجمع الفراشات حول الضوء بما في ذلك من عملاء بارزين من الشرق الأوسط وروسيا وأوروبا. لكن لغروسي وجهة نظر خاصة حول ضيوفه، فهو يعتبرهم أصدقاء حقيقيين وأفراداً من عائلته بحكم العشرة الطويلة والذكريات الثمينة. ومن اللافت أن العديد من الحاضرين في العشاء تألقوا بتصاميم غروسي، بما في ذلك الضخمة منها، كتعبير ربما عن التمرد على فترة الحجر الطويلة لا سيما وأنها الخيار الأمثل للأجواء الاحتفالية الفريدة.
وقد يكون هذا الحفل أكثر بساطة من السهرات الفارهة التي اعتاد غروسي أقامتها التزاماً بإرشادات الوقاية من كوفيد- 19 من جهة، ومن جهة أخرى تمهيداً لخط مختلف تتبناه العلامة التي تحمل طابعاً شخصياً أكثر بساطة. وهكذا يعود عرّاب المفاجآت والمجازفات للنهوض بعد الأمجاد التي حققها برفقة de Grisogono ليبدأ مشواراً جديداً في عالم المجوهرات.
اقرؤوا أيضاً: أديل في حفل حصري ومقابلة مع اوبرا على أنغامي… إليكم التفاصيل!