
نحيي ذكرى وفاتها الـ20 ونسترجع أبرز محطات السندريلا سعاد حسني
سعاد حسني اسم لمع لأجيال تلو أجيال، بشخصيتها المرحة وجمالها الأخاذ استطاعت حسناء السينما المصرية ترسيخ ذكراها لدى الملايين من محبيها في الوطن العربي
ولدت النجمة الراحلة سعاد حسني في القاهرة بتاريخ 26 يناير من عام 1942، لأسرة تنتمي إلى أصول دمشقية، كان أجدادها من العائلة البابانية قد انتقلوا إلى مصر في عام 1912، وعاشت سعاد ضمن عائلة كبيرة كانت مكونة من 16 طفل أتت هي في الترتيب العاشر بينهم، كما أن المغنية الشهيرة نجاة الصغيرة هي أختها الصغرى غير الشقيقة، لم تتلقَ سعاد حسني تعليمها كباقي الأطفال في المدارس بل اقتصر الأمر على الدروس خصوصية في المنزل، حيث تعلمت بعض أساسيات القراءة والكتابة.
بداياتها الفنية
موهبة النجمة الراحلة كانت جلية منذ طفولتها حيث بدأت سعاد حسني مشوارها الفني بمشاركتها ضمن برنامج الأطفال الإذاعي “بابا شارو”، وفي عمر الخامسة عشر قدمها الشاعر والكاتب الراحل عبدالرحمن الخميسي الذي كان صديقًا لعائلتها إلى عالم الفن من خلال إشراكها في مسرحية “هاملت” لشكسبير بدور أوفيليا، شكلت تلك المسرحية نقطة الإنطلاقة بالنسبة لسعاد في عالم الفن والسينما إذ توالت عليها الأدوار من بعدها، كانت حسني من أشهر نجمات السينما العربية وأيقونة لعالم الفن خلال فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وظاهرة فنية دخلت إلى قلوب المشاهدين عبر جميع البلدان العربية.
أدوار خالدة
اشتهرت حسني خلال مسيرتها الفنية بأدوار كثيرة خلدت ذكراها لدى محبينها بدور الفتاة الشقية الجميلة حيث كان لسعاد حضور خاص ترك بصمة خالدة مازالت الشاشات تستأثر به حتى يومنا هذا، مثلت السندريلا في عدد كبير من الأفلام الرومانسية والتاريخية والاجتماعية، ووصل عدد إجمالي أفلامها إلى 91 فيلماً، كما حصلت على عدة جوائز خلال مسيرتها الفنية، وصنفها النقاد بأنها أفضل ممثلة مصرية من خلال إختيارهم لتسعة أفلام لها لتنظم للائحة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، ومن أشهر افلام حسناء الشاشة الفيلم الشهير”خلّي بالك من زوزو” الذي تشاركت بطولته مع الفنان حسين فهمي، لاقى ذلك الفيلم نجاحاً كبيرًا في العالم العربي وهو من كلاسيكيات السينما العربية، وعُرفت اثناء فترة رواجه بإسم شخصيتها في الفيلم “زوزو” بين الجماهير.
حياة عاطفية حافلة
كانت حياة السندريلا العاطفية حافلة، حيث تزوجت النجمة عدة مرات، في بداياتها قيل أنها ارتبطت بالمطرب الشهير الراحل عبدالحليم حافظ إلا أنهما لم يؤكدا هذا الأمر قط، و بالرغم من تضارب الأقاويل، إلا أن عدداً من الإعلاميين والمقربين منها أكدوا صحة ذلك الخبر، ومازال البعض يرجح أن العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ الذي يشترك تاريخ ميلاده مع تاريخ وفاة سعاد كان يعنيها بعدد من أغانيه التي ربط الناس بين أحداثها وبين حياة الفنان الواقعية، كانت حياة السندريلا قد مرت بعدد من الزيجات التي لم تكلل بالنجاح، من ضمنها زواجها من زكي فطين عبد الوهاب، إبن المطربة الراحلة الشهيرة ليلى مراد، الذي لم يستمر إلا بضعة أشهر، توفت سعاد وهي على ذمة زوجها الأخير السيناريت ماهر عوّاد.
رحيل صادم
على الرغم من انها تزوجت أربع مرات، إلا أن النجمة الراحلة لم تنجب قط، كانت سعاد حسني قد ابتعدت عن التمثيل لفترة طويلة بسبب مشاكلها الصحية التي كانت تتعالج منها في لندن على مدار ست سنوات قبل وفاتها بعمرالـ58 ، توفيت السندريلا بتاريخ 20 يونيو من عام 2001 في حدث مرعب عندما سقطت بشكل غامض من الطابق السادس للمبنى الذي كانت تقطنه، ومازالت الأقاويل متضاربة حول وفاتها حتى يومنا هذا حيث رجح البعض أن تكون قد انتحرت وآخرون ظنوا أنها قتلت عمدًا، وكتوديع استثنائي لموهبة استثنائية خرج عشرات الآلاف من المصريين في جنازة سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني لتشييع جثمانها، واليوم على الرغم من مرور 20 سنة على رحيلها، إلا أن أثر السندريلا مازال حاضرًا وملموسًا في قلوب محبيها وتاريخ السينما العربية.
اقرأي ايضًا: مجموعة هنيدة الصيرفي تحتفي بتمكين المرأة في القضاء