العلا تتزين بأعمال 15 فنان وفنانة ضمن النسخة الثانية لمعرض صحراء X العلا

تأتي النسخة الثانية لصحراء X العلا من أجل البحث حول مواضيع السراب والواحة وتحت شعار “سراب” حيث اكتسبت تلك الأفكار المتأصلة في تاريخ الصحراء وثقافتها أهمية كبيرة على مر السنين. فاستجاب لها الفنانون المشاركون بأعمال تتناول الأحلام والتمويه والخيال والاختفاء والاستخراج والوهم مع بيان التباين بين العالم الطبيعي والعالم من صنع الإنسان بأبعاد عميقة مستدامة.

متحف تاريخي يحتضن أعمالاً فنية معاصرة

يعقد المعرض هذا العام في الفترة من 11 فبراير وحتى 30 مارس 2022، بعد النجاح الكبير للنسخة الأولى في العام 2020. في قلب الوادي ومن داخل العلا، موطن موقع التراث العالمي لليونسكو، الحِجر، والذي بناه الأنباط منذ أكثر من 2000 عام، حيث كانت منطقة العلا على مفترق طرق تبادل ثقافي لآلاف السنين، كما تقع تاريخيًا على طريق تجارة البخور وتعتبر عاصمة لمملكة دادان القديمة. اليوم، تعد بمثابة متحف حي للتراث والفنون والطبيعة يعاد إحياء إرثها كوجهة ثقافية حيوية. حيث تهدف العلا إلى تشكيل التحولات الأساسية في المجتمع من خلال قوة الفنون؛ مع وضع تراثها في عين الإعتبار لإعادة رسم حدود الإبداع.

15 مبدع ومبدعة من جميع أنحاء العالم تحت سماء العلا

تتاح زيارة المعرض للجميع دون أي رسوم. للإطلاع على أعمال 15 فنانة وفنان ينقلون لنا الحكمة من مختلف أنحاء العالم بأسلوب يروي البصيرة بكل عمق؛ وللمشاركة في الحوار والتبادل الثقافي مع الفنانيين والقيمين من أجل بناء واقع ومستقبل أفضل للجميع. 

علقت ريم فضة، المستشارة القيّمة على معرض صحراء X العلا 2022: “تحت شعار “سراب”، قام الفنانون الذين تم تقديمهم في المعرض – وجميعهم ممن سبق لهم أن أمضوا وقتا في منطقة “العلا” وتعرفوا عليها – بوضع تصورات طموحة ومبتكرة بشكل لافت للنظر خاصة بالمواقع، وجميعها تعالج وتعكس مسائل ورؤى عميقة تنبثق عن السياق والواقع المحلي، بشكل يتردد صداها ويعبر أيضا لدى الجمهور في جميع أنحاء العالم.”

ما الذي ينتظرنا في النسخة الثانية من معرض صحراء X العلا؟

في هذا المعرض، تقدم الفنانة شادية عالِم عملاً تركيبياً نحتياً يتكيف مع فن الأوريجامي، لتكوين دلالات مستوحاة من أدب الصحراء العربية والرياضيات والأساطير. أما دانة عورتاني ، فتستوحي منحوتتها من العمارة التقليدية لمنطقة العلا، حيث تتخذ المنحوتة شكل هندسي مقعر يحاكي الجبال والوديان والكهوف والتكوينات الصخرية. ويناقش تركيب سيرج أتوكووي كلوتي (مواليد غانا، ويقيم حاليا في أكرا) تجربة العولمة والهجرة والمساواة في المياه من خلال تغطية ألواح من الصخور بأقمشة منسوجة بدقة ومصنوعة من جوالين “كوفور” الصفراء المستخدمة في غانا لتخزين ونقل المياه. ويعرض عمل كلاوديا كومتي (مواليد سويسرا، وتقيم حاليا في بازل) التطور في عمارة الجدران والتي تفرض وجودها بين النظام الطبيعي لأودية العلا لتشكل صوت وسطح الصحراء. أما شيزاد داوود فيبحر (مواليد المملكة المتحدة، ويقيم حاليا في لندن)بأفكار الزمن العميق وعلاقة علوم طبقات الأرض والأحياء بين أراضي الصحراء ومنطقة البحر الأحمر لتعكس أسطحها آثار تغير المناخ والكفاح البشري المستمر لإيجاد علاقة مستدامة مع نظام بيئي سريع التغير.

 كما ابتكر جيم دينيفن المتخصص بالفنون الجغرافية رسومات سريعة الزوال تناقش التحولات التي تشكل تجربتنا في الصحراء ومحاولاتنا لجعل أنفسنا داخل مساحات لا محدودة. وفي ربط ما بين الطبيعة والتقنية، أنشأت ستيفاني دومر دفيئة زراعية تحت الأرض مع ألواح شمسية على شكل بركة متدفقة لتحويلها من خلال عملية البناء الضوئي إلى نمو وتحول، إشارة إلى الملاذ الخصب للنباتات. ويتشكل العمل الفني الطيني لسلطان بن فهد على شكل طائرة ورقية صحراوية، مع إضافة مرايا ومنحوتة شبيهة بالجرة منقوشة برموز تستخدم تقليديا في المقابر النبطية. كما توظف زينب الهاشمي، جلود الإبل المهملة باستخدامها على قاعدة هندسية مجردة، حيث تندمج هذه المنحوتات من جلد الجمال في الجبال لتعطي مشهدا مموها. عملت أليشيا كوادي، أيضا على صنع هياكل معمارية من القطع الأثرية الطبيعية التي تصادفها في الصحراء، أعادت ترتيبها لخلق وجهات نظر متغيرة تلامس الخيط الدقيق بين الواقع والوهم. 

أما شيخة المزروع، فتضيف هياكل معدنية طولية للفجوات الصخرية، لتضفي مشهدا متوازنا للمناظر الطبيعية. وتشير القطعة الفنية لعبد الله العثمان، إلى نظريات انكسار الضوء التي تعود إلى التاريخ القديم لحضارة الصحراء لتُظهر تجربة التقاط السراب لأول مرة. كما يصنع خليل رباح، سرابًا من خلال بستان من أشجار الزيتون، حيث يقف في الصحراء ككائنات حية تبحث عن الأرض والحياة. وتناقش مونيكا سوسنوسكا، مكانة العلا التاريخية كمحور هام ومحطة أساسية للتجارة. باستخدام القضبان التراثية من سكة الحجاز والتي امتدت من دمشق إلى المدينة المنورة لتحولها  إلى أعشاب جافة عملاقة مليئة بإمكانيات النمو والتحول. أما المشهد الصوتي لأيمن زيداني، فيتكون في كهف صخري من أسلاك منحوتة أفقيا لتعطي عرضا سمعيا للموسيقى والأصوات وخطوات الأقدام. 

فنون العلا

بهذه المناسبة تقول رنيم فارسي، المديرة الفنية لصحراء X العلا: “يمثل الفن نوع قوي من أشكال التعبير عن الذات، كما أن له القدرة على تقديم تحولات ملحوظة للمجتمعات والمدن و الآراء. ويلعب معرض صحراء X العلا دوراً هاماً للغاية في إظهار الفن السعودي على المستويين المحلي والدولي وذلك من بين العديد من المبادرات الثقافية والفنية الموجودة حالياً في المملكة، والتي تمثل البيئة الرئيسية للإبداع السعودي”.

وتعد مبادرة صحراء X العلا بداية لمشروع يهدف لحماية تراث وإرث العلا والحفاظ عليها لتكون واحة للإلهام الفني والإبداعي. لمستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً في العلا، تم وضع خطة رئيسية على نحو مفصل لبناء “رحلة عبر الزمن” تحاكي تطوير بلدة “العلا القديمة” وضم الواحة الثقافية إليها ومن ثم قُسِّمَتْ إلى واحدة من خمس أحياء ستكون بمثابة حلقة الوصل بين المجتمع المحلي والإنتاج الثقافي والاستكشافات الفنية في العلا.

تقول نورا الدبل، مديرة الفنون والتخطيط الإبداعي في الهيئة الملكية لمحافظة العلا:”نقدر في العلا الفن والإبداع باعتبارهما ركيزتين أساسيتين تساهم في إثراء المجتمع فكريا، ما ينعكس على الاقتصاد بشكل ايجابي وتعزيز جودة الحياة في المحافظة. وبحلول عام 2035 ستكون العلا موطنًا لـ 15 وجهة بارزة للثقافة والتراث والإبداع، تم تصميم كل وجهة منها بعد حوار عميق مع المناظر الطبيعية الفريدة في المنطقة، ويشمل ذلك المتاحف والمعارض ومراكز البحوث ومناطق الفنون”.

ندعوك لزيارة ھذه الأعمال في الفترة ما بين فبراير ومارس والتمتع بتجربة ثقافية متكاملة في قلب منطقة العلا التاريخية، حيث ستكون منطقة الجديدة، المجاورة لمدينة العلا القديمة مركزًا حيويًا للنشاط والعروض، كما ستقدم سينما الحوش في الهواء الطلق عدد من صناع الأفلام السعوديين والأفلام الأخرى. وستعقد النسخة الأولى من مهرجان “كورتونا أون ذا موف” وذلك بالتعاون مع مهرجان إيطاليا للروايات البصرية، في عرض لأحدث أعمال التصوير الفوتوغرافي في العلا قام بتنسيقها واختيارها كلا من أريانا رينالدو وخلود بكر. الآن يمكنك تنسيق رحلتك من هنا