ستة ملاذات مجهولة

١. فندق جراند تريميزو– بحيرة كومو

يشتهر الإيطاليون بحبهمالترف والفخامة وإظهارهما، فتقضي القاعدة بأن تكون المبالغة صريحة وعلنية. وعلى الرغم من ذلك، تتسم البحيرات الإيطالية بميزة أرستقراطية مترفة إيجابية. أيعقل أن يكون الزوار أمثال بايرون، وشيلي، وغوتّيه، وبالزاك وتواين وولف جميعهم مخطئين؟

اتجهوا شمالاً من كومو، البلدة الرئيسة التي تقع على البحيرة الشهيرة، واهربوا من زحمة السير الخانقة التي يسببها المتنقلون اليوميون ليلمحوا جورج كلوني مجرد لمحة خاطفة. تريميزو هي قرية صغيرة تقع على ضفاف البحيرة، ويطل عليها فندق جراند تريميزو الذي يتخذ شكل فيلا عائلية تقدم المخبأ المثالي للأشخاص الذين يرغبون في إحاطة أنفسهم بتألق رومانسي هادئ.

وبالتأكيد، إذا شعرتم برغبة في القيام بنزهة هادئة، سيسرّ مالكة الفندق، فالنتينا دي سانتيس، أن تدبّر لكمرحلة إلى فيلا ديل بالبيانيلو التاريخية المجاورة (وهي زيارة تستحق العناء) كما ستحجز لكم طاولة في مطعم إيل غاتو نيرو (الهر الأسود) الذي يرتاده السيد كلوني بشكل معتاد…ولكنّني لا أقصد أن تزوره لهذا السبب فحسب، طبعاً.

– جايمي هاكبودي

وان آلدويتش

 2. وان آلدويتش، لندن

تأوي العاصمة البريطانية عدداً لا يحصى من الفنادق الكبرى والملاذات الصغيرة الرائدة. فما تصنيف فندق وان آلدويتشبينمزيج الفنادق كلها؟ لا يمكن تصنيفه كأحد الفنادق الإنجليزية المتكلفة التي تضمها مجموعة فيرمديل الخاصة بكيت كامب، ولا يتميز بالطابع الكلاسيكي مثل الريتز (على الرغم من تصميم المبنى على يد المهندسين المعماريين نفسهم). وهو لا يسعى ليكون الفندق الملكي المفضل مثل فندق ذا غورينغ، أو حلماً عصرياً في جوار فندق أم إي لندن الجديد الذي صممه نورمان فوستر.

وإنما، على بعد خطوات سيراً على الأقدام من ساحة ترافلغار سكوير، يقبع هذا الكيان النادر الذي يمزج كل ما سبق ذكره ليقدم مثالاً بريطانياً جيداً عن الترف الساكن. غرفه ليست الأكبر في لندن أو الأكثر تكلفاً، ولكنّه يتفوق على عدد من الفنادق التي تنافسه بالتزامه بالخدمة، ولمساته المراعية للمشاعر التي تجعل إقامتكم فيه مثيرة أكثر للاهتمام.

فمن الممكن أن تعثروا فيه على منشورات ريزولي التي يشرف عليها السير بول سميث بنفسه ويقدمها إلى الضيوف في صالةLounge at One التي تشكل مساحة للقراءة والاسترخاء واحتساء الشاي أو للانعزال فحسب. أو قد تشاركون في أمسية الأفلام والمشروبات حيث تقدم المشروبات والأفلام الضاربة في صالة عرض خاصة، أو سلسلة Live at One التي تشهد على عروض الباليه من دار الأوبرا الملكية المجاورة، وإنتاجات لشركة رويال شكسبير في بث مباشر من ستراتفورد-أبون-إيفون إلى مسرح الفندق لتمضية أمسية مثالية فيه. وأفضل ما يميّز هذا الفندق على الأرجح هو موقعه؛ إذ تجدون أنفسكم على بعد خطوات من إغراءات سوهو، ومتعة التسوق في شارع بوند ومطاعم ميفير. كما تجدون بعض أفضل المسارح في العالم على بعد بضعة أحياء بما فيها مسرح دونمار ويرهاوس المشهور في كوفنت غاردن.

ولا تنفك منطقة آلدويتش نفسها تتجدد باستمرار وتعيد ابتكار نفسها، مع الحانات والفنادق والمطاعم (التي تشكل خطاً مستقيماً يؤدي إلى مطعم ديلونويه المجاور، وهو شبيه بمطعم وولزلي الأنيق، لتناول البرانش بجانب أفراد من النخبة) لتدبّ الحياة في منطقة باتت منسية نوعاً ما منذ انتقالالصحيفة منها منذ عقدين.
– فرانسيس هيبارد

3. مندارين أورينتال، هونغ كونغ

الاتجاه الوحيد في هونغ كونغ هو نحو الأعلى، حيث أنّ المعايير تقضي بالأطول والأروع والأكبر. يُعتبر فندق الريتز-كارلتون الذي يقع في برج المركز التجاري الدولي الذي يطلّ على كولون، هو أعلى فندق في العالم، ويتسابق مطوروه باستمرار على بناء الأرض المستصلحة في كلا الجانبين من ميناء فيكتوريا.
ولكن ليس كل ما في هونغ كونغ متألق ومعتدّ وبرّاق. ففندق مندارين أورينتال الذي يقدممثالاً على التكتم والتستر وسط العاصمة يحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين على تأسيسه على الأرجح، ولكنّه يبدو أقدم من ذلك بكثير، فهو متجذر بعمق في نسيج المدينة.

يتبع فندق مندارين أورينتال  في هونغ كونغ تقاليد المدرسة القديمة؛ولكن هذا لا يعني أنّه قديم الطراز- بل العكس، فالغرف فيه عملية وعصرية جداً وتطل على قوارب ستار فيري التي تقوم بجولات ذهاب وإياب بين كولون والجزيرة. أما الأطباق التي تقدم فيه فقد بلغت حدوداً واسعة بفضل قائمة الطعام المفصلة التي يقدمها الشيف أُوي أوبوسينسكي في مطعم ذا كروغ روم. أما مندارين سبا فهو عبارة عن ملاذ هادئ مؤلف من طابقين.

ولكنّجو المناسباتوالاحتفال يحيط بكل أجزاء الفندق، بدءاً من تقليد الحلاق المندريني ومحطة تلميع الأحذية في الطابق الأرضي، إلى طقس احتساء شاي بعد الظهر – وهو فعالية يشارك فيها المقيمون والنزلاء على حد سواء- فيبدو الفندق أزلياً بشكله. الخدمة هنا مذهلة لأنّها سريعة وتقدم من دون طلبها. ولكن ما لا تجدونه أبداً هو الحاجة إلى طلب الوفاء أو التبجّح بطبيعته الدائمة. فهو مميز في هونغ كونغ بقدر كعكة القمر وشعبي بقدرها ولكنّ الاعتداد يكون غير لبق.

– فرانسيس هيبارد

فندق ميتروبول

4. فندق ميتروبول، مونتي كارلو

عندما يوافق كارل لاغرفيلد على تصميم اللوحات الجدارية في المنتجع الصحي وحوض السباحة والشرفة الخارجية المجددة، يصعب القول إنّ المكان هو عبارة عن مبنى قديم وعادي. بالتأكيد يقع وسط مونتي-كارلو الجنونية، قبالة حدائق بولينغرينس، ولكن حالما تعبرون القوس الأخضر المؤدي إلى ممر فندق ميتروبول، تشعرون بأنّه ليس فندقاً عادياً في موناكو. ولكن لا تزال السيارات من طراز بنتلي وأستون مارتن تملأ ساحته الخارجية.

في الردهة، تزيّن باقات الأزهار والورود المنسّقة التي يبلغ حجمها حجم حوض سباحة خاص بالأطفال الطاولات الجانبية وكؤوس الكونياك تُضرب ببعضها عالياً مع التحادث بأصوات خافتة.

لطالما جذبت مونتي كارلو الأثرياء ويخوتهم الخارقة ولكن إذا كنتم تتوقعون رؤية مظاهر تألق كتلك التي تظهر في أفلام بوند، فاحذروا لأنّ بعض الأماكن هذه الأيام – لا سيما الكازينو- باتت محبطة أكثر مما هي بالية.

وربما لهذا السبب أناقة فندق ميتروبول الكلاسيكية لها هذا الوقع الكبير. ففي النهاية، متى ستتمكنون من العيش كنبلاء أوروبا؟فندق ميتروبول ليس بسيطاً إطلاقاً، بلهو أنيق وجدي.

يشرف على مطاعمه الثلاثة الشيف جويل روبوشون الموقر، وتشكّل أعمال لاغرفيلد في منطقة الحوض لوحة مذهلة تجسّد قصة يوليس. كما صمم لاغرفيلد الإضاءة لحوض السباحة، حتى يصبح من الصعب العثور على مكان آخر يضاهي هذه المنطقة لمشاهدةمغيب الشمس واحتساء الكوكتيلات والاستمتاع بموسيقى منسق الأغاني ومأكولات روبوشون والتخالط مع نخبة موناكو.

-أوجيني كيلي

5. مستر سي، بيفرلي هيلز

بالنسبة إلى فندق يديره أفراد من عائلة تتمتع بحس ضيافة عريق مثلها –جد جد المالكين ماجو وإيغناسيو سيبرياني أطلق مطعم ومقهى هاريز بار الأسطوري في البندقية – وموقع وسطمدينة لوس أنجلوس الثرية والغنية بالأفلام (فهو يقع بجوار استوديو Century Fox، المقر الأساسي لاستوديو20th Century Fox)– يشكل فندق مستر سي خياراً مفاجئاً.

يبدو هذا الفندق كبيت عائلي على الرغم من بعض التصاميم المترفة التي تزيّنها مساحات من الأثاث العصري الذي يعود إلى منتصف القرن. فهنا، لن يزعجكم المصورون الصحافيون، وهذا ما يجذب أمثال السير ريتشارد برانسون ومارغريتا ميسوني.

وإنما، ولدى حجز الغرفة، يقدم إليكم كوكتيل بيليني ويتم إرشادكم إلى جناحكم: مساحات نظيفة مزينة بصور فيلم إيطالي قديم بالأبيض والأسود تشير إلى إرثه وإلى الموقع. فالشرفات التي تطل على لافتة هوليوود والحمامات التي تذكر بيخوت البندقية، تشكل دلالة أخرى من فندق مستر سي على أصل مالكيه وتكمل الصورة.

أما الخاصية التي يتميّز بها فندق مستر سي فهي توفير واحة هادئة مع لمحة عن صخب لوس أنجلوس.كما توفر لكم خدمات التوصيل المجانية التي يقدمها الفندق التوصيلإلى مركز بيفرلي المجاور أو إلى فريد سيغال في منطقة ميلروز. ولكن من المغري حجز إحدىخيم الفندق التي تقع على حوض السباحة الذي تحيط به أشجار الساج ويشكّل مكاناً هوليوودياً قديماً – ويمكنكم طلب أحد أطباق سيبرياني الكلاسيكية من القائمة: إذ لا يمكن أن تخطئوا باختيار طبق كارباتشيو، بوراتا وزيتون تاجاسكا مع المشروبات.
– فرانسيس هيبارد

فندق لانكاستر

6. فندق لانكاستر، باريس

عندما يتعلق الأمر بأسبوع الموضة في باريس، ما من محررة لها ثقلها تجلس في الصفوف الأمامية وتنتعل حذاء لوبوتان ترضى في النزول في أحد الفنادق المتناغمة الراقية بعد الآن. فمن منهنّتريد أن تتقابل وجهاً لوجه مع منافستها على بوفيه الفطور صباح كل يوم؟ هنا يأتي دور فندق لانكاستر: وهو فندق صغير، أكثر خصوصية يمكنه أن يكون في الوقت عينه كبيراً وحميماً. ويمكننا أن نعزو الفضل في ذلك إلى التصميم الداخلي: قطع أثرية خيالية من زمن لويس السادس عشر، وعصرية مثل حلوى المكرون من لا دوريه.

اختاروا الإقامة في فندق لانكاستر لتجدوا أنفسكم على بعد مرمى حجر من EspaceCulturel Louis Vuitton في الشانزيليزيه ومتجرCéline في جادة مونتان. وبعد تمضية النهار بطوله في مشاهدة عروض الأزياء، يقدم هذا النعيم الهادئ ما تحتاجون إليه تماماً: استراحة من سيرك الموضة الذي يقام كل ستة أشهر ووجبة حقيقية.

باحة لانكاستر الداخلية المجددة حديثاً مزروعة بالأزهار التي تم استيرادها من خمس قارات، في حين أنّ مطعمه الحائز على تصنيف ميشلان،  La Table du Lancaster، ينقلكم في رحلة مذهلة بقيادة الشيف جوليان روشتو عبر مهرجان فرنسي موسمي، وهذه بحد ذاتها نعمة.

– جيمي هاكبودي