أصوات ريادية… هكذا تعمل شبكة كيرنينج كلتشرز على إيصال صوت الشباب العربي عبر تسجيلات البودكاست

تستكشف عروض شبكة كيرنينج كلتشرز الأخيرة سلسلة من التجارب الشخصية والقصص الاجتماعية والسياسية والقضايا الثقافية المتنوّعة، بدءاً من الجوانب المعقدة لارتداء الحجاب في مصر والعنصرية تجاه ذوي البشرة السوداء في العالم العربي وهوس المنطقة بثقافة البوب الكورية، ووصولاً إلى التاريخ البَليونتولوجيّ لصحراء الإمارات العربية المتحدة ومكانة القهوة الروحانية في الشرق الأوسط.

وتقول هبة فيشر، الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة للشبكة: “لقد أطلقنا منصة كيرنينج كلتشرز منذ ست سنوات كإحدى الشبكات الأولى من نوعها في المنطقة قبل انتشار مفهوم البودكاست، ومنذ ذلك الحين، نمت عائلتنا في الإمارات العربية المتحدة ولبنان ومصر والسعودية والمغرب وفلسطين، بالإَضافة إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وتعرض الشبكة حالياً تسعة برامج أصلية تتراوح بين الأخبار اليومية والقصص الخيالية والسرد الوثائقي عن الحب والتاريخ والعلوم وغير ذلك”.

وتتصدر البرامج التي تنتجها المنصة لوائح البودكاست في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استقطابها اهتمام واسع على الصعيد الدولي.

وتوضّح هبة: “جماهيرنا هم من الشباب المثقفين والمتعلمين بغالبية عظمى في المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة ونواحي المنطقة، ومعظمهم من الإناث، بينما تصل قصصنا باللغة الإنجليزية إلى المهاجرين العرب على مستوى العالم”.

ويمكن أن يكون هذا انعكاساً لفريق الشبكة المكّون من الإناث بشكل رئيسي، وتوضح هبة هذه النقطة قائلة: “13 من أعضاء فريقنا البالغ عددهم 17 عضواً، هن من النساء، وهذا ما ينعكس أحياناً على نوعية المحتوى الذي نقدمه حول مواضيع الحب والعلاقات والصحة العقلية والقصص النسائية، وعلى الرغم من العقبات التي واجهت القيادة النسائية مثل التحيز الجنسي، إلا أن سجلنا الحافل بالإنجازت يشهد على نجاحنا في تحقيق أهداف الشبكة، حيث كنا أول شركة بودكاست حاصلة على رأس مال استثماري على المستوى الإقليمي، بينما حصدت برامجنا الجوائز متصدرة لوائح البودكاست بفضل محتواها المبتكر وغير المسبوق”.

وتفخر الشبكة بتقديم برامجها باللغتين العربية والإنجليزية، حيث تقول هبة التي تدير الشبكة مع المؤسسة المشاركة رزان الزياني: “فريقنا بأكمله ثنائي اللغة وتعود أصوله إلى الثقافات الغربية والعربية، ما يمكننا  من سرد قصصنا باللغتين”.

وتأتي أحدث نجاحات شبكة كيرنينج كلتشرز مع بودكاست مضلة صقر، وهي سلسلة خيالية تروي قصة فيصل صقر أثناء سفره ليشهد كسوفاً للشمس يحدث مرة واحدة في العمر في صحراء الربع الخالي في السعودية وما يشهده من تقلبات عاطفية أثناء الرحلة.

حيث تقول هبة: “ينحدر معظم مستمعينا من السعودية، لذا قررنا الاعتماد على هذه القاعدة الشعبية وإنتاج برنامج سعودي خاص، حيث يأتي مضلة صقر ثمرة عام ونصف من كتابة السيناريو والإنتاج بتوقيع كاتبة السيناريو والمخرجة المصرية الحائزة على جوائز جيلان عوف، ومحمد خريزات، مدير الصوت الحائز على جوائز في شبكة كيرنينج كلتشرز، لابتكار سلسلة فريدة تأخذ المستعمين في رحلة صوتية لا مثيل لها”.

ويعتبر البرنامج من أضخم إنتاجات الشبكة حتى الآن، حيث تتابع هبة: “إنه الإنتاج الأول من نوعه باللغة العربية، حيث يجمع 23 ممثلاً لسرد هذه القصة المميزة، معظمهم سعوديون مع بعض الممثلين المصريين واللبنانيين والفلسطينيين. واحتل البودكاست المرتبة الأولى في 10 دول على مستوى المنطقة والمرتبة السادسة عالمياً في فئة برامج البودكاست الخيالية.

كتب لنا المستمعون عن شغفهم الكبير بالسلسلة، حتى أنهم بحثوا عن شخصية فيصل صقر على جوجل لأنهم اعتقدوا أنه كان شخصية حقيقية بسبب واقعية البرنامج”.

من جهة أخرى، قامت هبة وفريق الشبكة مؤخراً ببث سلسلة بودكاست رمضانية مع مجموعة من المشاريع النصية التي تم إعدادها لفصل الصيف، بما في ذلك أول برمانج عربي يومي لأخبار التكنولوجيا.

إذاً ما سر نجاح هذه الشبكة وشعبيتها المتزايدة؟ تجيب هبة: “نحن نحاول أن نكون على سجيتنا، هذا كل شيء، إذ نعتقد أن وسائل الإعلام يجب أن تكون قناة تواصل شفافة وثنائية الاتجاه مع الجماهير، وهذا ما نعكسه عبر إنتاجاتنا وقنواتنا في مواقع التواصل الاجتماعي”.

كاتبة السيناريو جيلان عوف مبدعة سلسلة مضلة صقر الناجحة

مضلة صقر

قررت كاتبة السيناريو المصرية الشهيرة جيلان عوف أن تخطو خطواتها الأولى في عالم البودكاست عبر التعاون مع منصة كيرنينج كلتشرز، وحدثت هاربرز بازار العربية حول العمل على سلسلة مضلة صقر، قائلة: “تشجعت للعمل مع منصة كيرنينج كلتشرز منذ أن سمعت عنها للمرة الأولى، لأنها تقدّم عروضاً واقعية وعملية، وهبة شخصية مبدعة ومبتكرة وواسعة الحيلة والمعارف.

تعتبر مضلة صقر سلسلة بودكاست خيالية للبالغين تدور أحداثها في صحراء الربع الخالي الغامضة في المملكة العربية السعودية. هي مغامرة يقودها مدون السفر الشهير فيصل صقر الذي يأخذنا في رحلة إلى عوالم استثنائية في ثمان حلقات، حيث ينسجم موضوع كل حلقة منها مع مرحلة من مراحل كسوف الشمس.

يتمحور الموضوع الأساسي للسلسة حول علاقة فيصل المضطربة مع والده وأملهما في استعادة علاقتهما من خلال مسجل صوت سحري يتخطى الزمان والمكان.
تختلف عملية كتابة البودكاست بشكل كبير لأنها تعتمد فقط على عنصر الصوت ولا تحمل أي نوع من التعابير، وقد كان من الصعب ترجمة قصة يمكنني تصورها في رأسي إلى سلسلة سمعية باستخدام السرد والتأثيرات الصوتية.

ساورتني بعض الشكوك حول عملية اختيار الممثلين، حيث كنت جديدة على مجتمع التمثيل في السعودية وكان علينا إجراء تجارب الأداء كاملة عبر الإنترنت، إلا أن مخاوفي تبددت عندما بدأنا في التواصل مع الأشخاص المبدعين في هذا المجال.
على الرغم من أن صناعة السينما والمسرح جديدة نسبياً في المملكة العربية السعودية، إلا أنني أرى آفاقاً واعدة يخطها الكثير من التفاني والشغف”.

اقرؤوا أيضاً: 15 بودكاست عربي يجب أن تستمعوا له الآن