"السرطان كان أغرب حب بالنسبة لي" قصة متعافية من سرطان الثدي
"السرطان كان أغرب حب بالنسبة لي" قصة متعافية من سرطان الثدي
Posted inالثقافة

“السرطان كان أغرب حب بالنسبة لي” قصة متعافية من سرطان الثدي

في شهر أكتوبر، شهر التوعية بسرطان الثدي تستعرض بازار العربية قصص سيدات متعافيات من سرطان الثدي وحرصن على أن يروين قصصهن مع هذا المرض.

في هذا الشهر تواصلت بازار العربية عن طريق جمعية زهرة في المملكة العربية السعودية، مع سيدات متعافيات من سرطان الثدي حتى يروين تجاربهن مع هذا المرض ويساهمن في التوعية منه. وقد تواصلنا بالفعل مع الدكتورة فاطمة العبادي، مستشارة التثقيف الصحي التي اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي في عام 2008 لتروي لنا رحلتها مع المرض.

“السرطان يقترن بالموت في مجتمعاتنا العربية، ولكنه بالنسبة لي كان رسالة حب من الله. يتناقل الناس القصص المأساوية لهذا المرضومن يتعافى منه يحتفظ بتجربته لنفسه للأسف”، تقول الدكتورة فاطمة العبادي، وتضيف “باعتباري مستشارة في التثقيف الصحي، كنت واعية تماماً بأهمية الفحص الدوري وأقوم به كل عام، وهذا ما ساهم بنسبة كبيرة في اكتشافي للمرض في مراحله الأولى”.

اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة:

لاحظت د.فاطمة وجود كتلة صغيرة وقاسية في منطقة الثدي وبعد الفحص تبين أنها تحتوي على خلايا سرطانية “قال لي طبيبي في ذلك الوقت د.طاهر التويجري (استشاري الأورام) ‘فاطمه إنت أكيد عامله خير في حياتك’ مشيراً إلى كرم الله واكتشاف المرض في مرحلته المبكرة مما يساعد في سرعة التشافي بإذن الله”. 

تؤكد د.فاطمة أن وقع هذا الخبر عليها كان صادماً “اعتدت على أن أتحدث عن هذا المرض وأن ألتقي بالمرضى في نطاق عملي في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومع ذلك كانت إصابتي به صدمة. بدأ الكادر الطبي باستعراض خطط العلاج في ذلك الوقت ولكنني لم أكن أعي ما يقولون من هول الصدمة. حملت عبئ نقل الخبر لعائلتي في ذلك الحين، بدأت بأخي، الذي تلقى الخبر بروح إيجابية خففت عني بشكل كبير، قال لي أن هذا المرض يمكن أن يعالج وأنه اكتشف في مراحل مبكرة وأنني يمكن أن أتعافى منه بإذن الله، أطفأ كلامه النار التي اشعلها الخوف والرهبة من هذا المرض في داخلي، وبدأت أتقبل الأمر وأبحث في خطط العلاج المناسبة”.

الدكتورة فاطمة العبادي أثناء مزاولة عملها سابقاً في مستشفى الملك فيصل التخصصي.

رحلة التشافي والأمل:

خبأت د.فاطمة مرضها عن والديها في بدء الأمر، ومع ذلك رفضت أن تأخذ إجازة من عملها، إذ تقول “كان مهماً بالنسبة لي أن أستمر في العطاء، وأن لا أستسلم للأفكار السلبية، فالجانب النفسي يشكل نسبة كبيرة من رحلة التشافي. كنت أحدد جلسات العلاج الكيماوي في عطلة نهاية الأسبوع، وأعود لمزاولة عملي في الأسبوع المقبل على الرغم من التعب الجسدي الذي يسببه العلاج”.

كان للعلاج الكيماوي وطأته على د.فاطمة، واكتشف والديها إصابتها في المرض، وتؤكد أن الدعم الذي وجدته من عائلتها وأصدقائها والطاقم الطبي كان له الدور الكبير في رحلتها نحو التشافي وتقول “على كل مصابة أن تعي أن علاجها لا يعتمد على الأدوية وحسب، فعلاج الجسد يهتم به الأطباء، وعلى كل مريضة أن تعمل على إحاطة نفسها بالطاقة الإيجابية والاهتمام بالجانب النفسي من رحلة التعافي”.

دور جمعية زهرة:

وتحرص جمعية زهرة على مساعدة المصابات بسرطان الثدي خلال مرحلة العلاج وما بعدها، إذ تتضمن العديد من البرامج التوعوية والحملات التي تطلق تحت مظلتها، من ذلك الحملات التوعوية التي تطلقها جمعية زهرة في المملكة العربية السعودية كل عام، والتي دشنها أمير الرياض الأمير فيصل بن بندر هذا العام تحت شعار #العفو_والعافية.

عملت د.فاطمة مع جمعية زهرة قبل أن تكتشف إصابتها بسرطان الثدي، وبعد تعافيها من المرض حرصت على أن تؤسس برنامج “زهرة أمل” لتقدم فيه ما احتاجت إليه خلال فترة مرضها، وهو أن تستمع إلى تجربة سيدة متعافية من سرطان الثدي حتى تعطيها الأمل في التعافي.

رحلة العطاء:

“عندما اكتشفت مرضي في 2008 كنت أبحث عن سيدة متعافية تروي لي قصتها مع هذا المرض تحديداً. لجأت لجمعية زهرة ولكن السيدات المتعافيات معظهمن كنّ يقضين إجازة الصيف في الخارج في ذلك الحين، ولم أتمكن من التواصل مع إحداهن. فقررت أن أنشئ هذا البرنامج بالتعاون مع الجمعية حتى نساهم في تجديد الأمل لدى المصابات بهذا المرض بالتعافي والعلاج. قدر الله أن تصاب والدتي بهذا المرض أخيراً، وبحكم تجربتي السابقة وخبرتي في المجال الصحي، أقدم لها الدعم الذي تحتاجه في هذه المرحلة”.

رواية أغرب حب للدكتورة فاطمة العبادي

قصتي مع “أغرب حب”: 

إلى جانب تخصصها في التثقيف الصحي، تحرص د.فاطمة على نشر التوعية من خلال تجربتها الشخصية، وقد نشرت هذا العام روايتها التي استغرقت كتابتها 8 سنوات تروي فيها تفاصيل مسيرتها نحو الشفاء بعنوان “أغرب حب”. إذ تقول “أنا مؤمنة أن هذا المرض هو من محبة الله لي، هو ما اختاره الله لي، لذلك آمل أن تتفاءل كل مصابة بأن إصابتها لا تعني نهاية العالم بالنسبة لها”. وتضيف “هذه الرواية هي خلاصة تجربتي مع الكيماوي وسرطان الثدي، لقد بدأت علاقة حب ربطتني به، وأود أن أروي تفاصيلها لكل الناس”.

يمكنكم شراء رواية “أغرب حب” من هنا، كما يمكنكم الاطلاع على فعاليات حملة التوعية بسرطان الثدي من جميعيها زهرة على الموقع الرسمي للجمعية: october.zahra.org.sa

No more pages to load