حوار خاص: عزة فهمي تحط رحالها في السعودية..فماذا بعد؟
يشهد محبون المجوهرات في الوطن العربي والعالم بأن تصميماتها هي المعنى الحقيقي للإبداع الذي يجلي نجوم الكون والأفلاك، فمهما رأت عيناك، لن تبصر لها مثيل ولا شبيه…
وكأن تصميماتها بٌعثت لتيقظ روح التراث في العصر الحديث، فمن الإبداع تتولد الحضارة لا محالة. ورغم الابتكارات المذهلة التي قدمتها على مدى أكثر من 50 عامًا؛ ألا أن متجر عزة فهمي في الرياض أفتتح في بداية سبتمبر لعام 2024. لتنقل الفنانة والمبدعة الحضارة المصرية برؤيتها الخاصة غلى الأراضي السعودية.
في أجواء شرقية ساحرة، احتفلت دار عزة فهمي بافتتاح متجرها الجديد. كان الحفل مليئًا بنغمات الطرب الأصيل، حيث دُعي نجوم الوطن العربي للاحتفاء بهذه المناسبة الخاصة. يقع المتجر في مركز المملكة للتسوق، ويأتي افتتاحه نتيجة شراكة مع مجموعة العطار المتحدة، مما يعكس نجاح العلامة التجارية ونموها المستمر.
وبهذه المناسبة، تحدثت بازار العربية مع مصممة المجوهرات المصرية عزة فهمي في حوار خاص عن نجاحات الحاضر وخطط المستقبل مع لمحة على براعة الماضي
العالمية، والإبداع خارج حدود أرض الوطن ليس بالأمر الجديد على عزة فهمي، اليوم تفتتحين أول متجر في السعودية حدثينا عن هذه الخطوة فمن أين جاءتك الفكرة ولماذا السعودية بالتحديد؟
افتتاح بوتيك في الرياض كان خطوة طبيعية في رحلة علامتنا التجارية، نظرًا للارتباط العميق بين حلي عزة فهمي والنسيج الغني للثقافة العربية، و السعودية لها مكانة خاصة في هذا التراث. الرياض، المدينة التي توازن بشكل جميل بين التقاليد والحداثة، تعكس جوهر علامتنا.
كان لنا دائمًا علاقة قوية مع عملائنا السعوديين على مستوى العالم، وقد أكد الطلب المتزايد في السوق، خاصة بعد نجاح فعاليتنا في العلا، على الحاجة إلى وجود دائم. يتيح لنا إنشاء البوتيك التواصل بشكل أوثق مع عملائنا ومشاركة قصتنا و براعتنا و التزامنا بالجودة مع مجتمع يقدر هذه العناصر بعمق.
بالإضافة، جاءت شراكتنا مع عطار المتحدة في الوقت المناسب تمامًا. باعتبارها شركة رائدة في مجال المجوهرات والساعات في السعودية، تشارك عطار المتحدة القيم والتطلعات التي تتوافق تمامًا مع علامة عزة فهمي. معًا، نحن متحمسون لتقديم تجربة استثنائية إلى السعودية.
أين قد نرى متاجر عزة فهمي في الوطن العربي مستقبلًا؟
نحن نسعى باستمرار لتوسيع وجودنا في الوطن العربي. بالتعاون مع شركائنا عطار المتحدة، نخطط لافتتاح بوتيك جديد في جدة، لتعزيز حضورنا في السعودية. كما نتطلع إلى التوسع في مدن رئيسية أخرى في دول الخليج. نركز على تقديم تجربة عزة فهمي لعملائنا في المواقع التي نشعر فيها بأنهم بحاجة إلى التواصل المباشر مع تراثنا و تصاميمنا.
التصاميم الخلابة، والإبداع الخلاق هما صفتين مقترنان دائمًا بكل ما يتعلق بكِ وبما في ذلك تصميم المتجر الجديد في السعودية، ما هو شعورك عندما داخلتي المتجر بعد الانتهاء من إنشائه؟
عند دخولي البوتيك الجديد في الرياض لأول مرة، شعرت بامتنان عميق لمشاهدة رؤيتنا تتحقق بطريقة تحتفل بالتراث والفن. الهوية الجديدة التي أطلقناها في هذا البوتيك تعكس جوهر علامتنا وتعرض قطع خاصة من مواهب الوطن العربي. مثل راندا فهمي، كان لديها دور كبير في تصميم ثريا مستوحاة من زهرة اللوتس والورق البردي بالإضافة إلى ستارة نحاسية بتفاصيل مملوكية.
و تم تصميم منطقة الـVIP مستوحاة من أعمدة المعابد المصرية، بالتعاون مع بقجة، لتقدم تجربة راقية تحاكي جمال الفنون المصرية القديمة. شعرت بفخر كبير أن أرى المكان ينبض بالحياة و يجسد روح التراث العربي والحداثة في مكان واحد.
مؤخرًا، أطلقتي مجموعة فاخرة جديدة، مع مرور 50 عامًا من الإبداع ما الذي تغير بين مجموعات الأمس، ومجموعات اليوم؟
على مدار الخمسة وخمسون عامًا، تطورت تصاميمنا من حيث التفاصيل والدقة، ولكن ما لم يتغير هو التزامنا بالحرفة العالية والارتباط بالتراث الثقافي. نستخدم التقنيات الحديثة بجانب الأساليب اليدوية التقليدية، وهذا يمنحنا القدرة على خلق قطع تجمع بين الماضي والحاضر بطريقة مبتكرة تعبر عن كل مرحلة نمر بها.
تتميز مجوهراتك دائمًا بإطار سردي قوي ما هو مصدر إلهام هذه مجموعتك الفاخرة الجديدة ومما تتكون؟
مصدر إلهام مجموعتي الجديدة “حكايات النيل” يأتي من تاريخ مصر العريق، وخاصة الأساطير والرموز المرتبطة بنهر النيل. هذه المجموعة تحتفل بهذا التراث من خلال استخدام أحجار مثل الزمرد و التنزانيت، حيث تحمل كل قطعة قصة مستوحاة من تلك الأساطير. تتألف المجموعة من ست قطع حصرية، صُنعت كل واحدة منها يدويًا بعناية عالية. يتم اختيار الأحجار بناءً على ارتباطها بحيوية وتاريخ نهر النيل، مما يجعل التصميم يتناسب مع الحجر وليس العكس. هذه التصاميم الدقيقة المزينة بالنقوش والخط العربي تروي قصصًا عن الحب والجمال والحياة، وليست مجرد حلي، بل هي فن يُرتدى يربط الماضي بالحاضر بطريقة ذات مغزى عميق تجعل كل قطعة فريدة وتاريخية بحد ذاته.
كيف تظهر براعة الدار في تصاميم هذه المجموعة؟
تصطحبنا تصاميم مجموعة “حكايات النيل” في رحلة تخطف الألباب عبر الزمن من خلال الجمع بين الحرفة التقليدية والابتكار الفني. تكشف هذه المجموعة التاريخ العريق للعلامة التجارية من خلال استخدام الذهب عيار 18 وتصميم قطع مميزة بأحجار طبيعية فريدة مقطوعة يدويًا. بالإضافة إلى ذلك، تتجلّى في المجموعة حرفة العلامة الخاصة والمميزة، حيث تنبض كلّ قطعة بالعبارات الإيجابية متجسّدة في خطوط عربية.كل قطعة تروي قصة فريدة من خلال تصميمها الدقيق واستخدام أحجار ثمينة مثل الزمرد، الروبيليت، التنزانيات.
تعاملتي مع الأحجار الكريمة بأنواعها التي لا تعد ولا تحصى، ما هي الأحجار التي اختارتها في المجموعة، وما هي الأحجار التي ترغبين في العمل بها مستقبلًا؟
في هذه المجموعة، تحكي كلّ قطعة حكاية، وقد اخترتُ تزيينها بأحجار كريمة مميزة مثل الزمرد، والروبيليت، والتنزانيت. كل حجر من هذه الأحجار يتميز بجماله الفريد وسحره الخاص.أما بالنسبة للمستقبل، فأنا دائمًا أطمح لاستكشاف أحجار جديدة والتعمق في العمل بأحجار كريمة مختلفة تعكس تنوع الطبيعة وغناها.
بماذا تتميز مجموعتك الفاخرة الأخيرة دونًا عن غيرها؟
تتميز مجموعتنا الأخيرة بدمجها المتقن بين الحرفة التقليدية والتصميم العصري، حيث تم استخدام أحجار كريمة مختارة بعناية لتقديم قطع تعكس الرقي. كل قطعة في المجموعة تحمل قصة مستوحاة من التراث الثقافي، مما يضفي عليها طابعًا فريدًا لا مثيل له. بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم هذه المجموعة لتكون متعددة الاستخدامات، حيث يمكن ارتداؤها بأساليب متنوعة تتناسب مع مختلف المناسبات.
ما الذي حرصتي أن يتواجد في فكر المجموعة والتصاميم؟
حرصت في فكر المجموعة وتصاميمها على أن تعكس روح التراث الثقافي والتاريخ الغني، مع إضافة لمسة عصرية تعبر عن علامة عزة فهمي. كان التركيز على استخدام أحجار كريمة تعزز من قيمة كل قطعة وتروي قصصاً متفردة. كما تم الاهتمام بالحرفة والتفاصيل الدقيقة، بما في ذلك العبارات الإيجابية والزخارف العربية التي تضفي على القطع طابعاً من البهجة و الفرح. الهدف كان تقديم مجموعة تمزج بين الأصالة والتجديد.
ما هي القطع القريبة على قلبك من هذه المجموعة؟
تعكس مجموعة “حكايات النيل” بشكل جميل التراث الغني للعلامة من خلال قطع مصممة بدقة ومزينة بالأحجار الكريمة. تعتبر كل قطعة حصرية بمثابة تكريم للفن الاستثنائي، حيث تمزج التقنيات القديمة مع الخط الشهير لعلامة عزة فهمي. ومن القطع الأقرب إلى قلبي في المجموعة هي قلادة الآرت ديكو، نرى في هذا التصميم روعة التقنيات التقليدية وبالتحديد تقنية السلك المفتول الشهير لعلامتنا. القلادة منقوشة باللغة العربية بعبارة “الحب – التحبيب – السعادة”، مما يضيف لمسة شاعرية إلى سحرها. قطعة أخرى مبهرة هي خاتم صدى الطبيعة ، حيث يشكل العمل السلكي المميز شكل الزهور وتمتد على جانبي الحجر الأساسي لتحتضنه. بالإضافة إلى ذلك، فإن سوار كلمات الحب مزينة بنقوش شعرية جميلة لمحمد بن سليمان مما يمنحها لمسة شاعرية راقية ورومانسية. بشكل عام، مجموعة “حكايات النيل” تجسد فنّ الصياغة وتنوّع الثقافات، وتعبر عن التزام العلامة الدائم بابتكار حليّ فريدة تُرسم بمعالم الجمال والأصالة.
بشكل عام ما هي المجموعات التي تمتلك معزة خاصة لدار دار عزة فهمي؟
أفتخر بجميع مجموعاتنا، لكن إذا كان عليّ الاختيار، فإن مجموعتي “الفرعونية” و”المملوكية” هما الأقرب إلى قلبي. بذلت الكثير من الجهد والبحث في تصميمها، وهو ما يجعلني فخورة بهما للغاية. حتى أنني حصلت على إذن خاص للوصول إلى أرشيف المتحف البريطاني لتعميق أبحاثي. على سبيل المثال، استغرقت مجموعة “الفرعونية” 12 عامًا من البحث المكثف. سافرت عبر مصر ودرست المواقع والآثار القديمة، وتعاونت مع علماء المصريات لضمان الدقة التاريخية. كان هدفي تصميم قطع تعكس جمال وروح مصر القديمة بشكل أصيل.
أما مجموعة “المملوكية”، فقد جاءت نتيجة تقديري الكبير للفن والعمارة الإسلامية في مصر. درست الأنماط والزخارف المعقدة التي تميز تلك الفترة، وسعيت لالتقاط جوهرها في التصاميم. كل تفصيلة تم بحثها وصياغتها بدقة، لضمان تجسيد التراث الثقافي الغني للعصر المملوكي. في كلتا المجموعتين، كان هدفي تكريم الماضي من خلال قطع تجمع بين الجمال والأصالة التاريخية، وتروي قصصًا عن تلك الفترات الرائعة.
شوهدت ليدي جاجا مؤخرًا بتصميم من دار عزة فهمي، أخبرينا من هم المشاهير التي أحببتي كيف نسقوا قطع مجوهراتك مع إطلالتها؟
كل تعاون يحمل تجربة خاصة. ارتدت تصاميمنا ريانا، وجوليا روبرتس، وفانيسا هادجنز، وشايلين وودلي. ومن أبرز اللحظات كانت عندما ارتدت هالي بيلي “بوستییه” من تعاون عزّة فهمي مع دار أزياء بالمان. وفي حملتنا الأخيرة، قدمنا مجموعتنا الجديدة “اللوتس” بمشاركة كارمن بصيبص.
ما يميز حملاتنا هو الإعجاب المسبق للأشخاص الذين نتعاون معهم لعلامتنا. العمل مع شخص يقدر علامتنا بالفعل هو تجربة مميزة. نحن نختار الأشخاص بناءً على قيمهم ومن يكونون، وليس فقط مدى شهرتهم. نهدف إلى بناء علاقات طويلة الأمد لأن الأمر يتعلق بالشخص نفسه، وليس فقط بمظهره.
اقرؤوا أيضًا: