
ليالي الدرعية 2025: تجربة ساحرة برؤية معمارية متجددة
خلال 48 ساعة قضيتها في المملكة، عشت تجربة لا تشبه سواها! منذ لحظة وصولي، كان واضحًا أن هذا الحدث ليس مجرد مساحة للعرض، بل سرد بصري وتجربة حسّية متكاملة. هذا العام، تمتد المساحة إلى 40,000 متر مربع في تصميم مستوحى من العمارة النجدية والطبيعة المحلية، حيث تتناغم تفاصيل المكان مع المشهد المحيط، مقدّمةً مساحة تنبض بالحياة وتعيد صياغة مفهوم التجربة الحسّية والزمانية.
من شوارع الدرعية القديمة حيث تعبق رائحة القهوة السعودية في الهواء، إلى المساحات الفنية المدهشة التي غاصت في تفاصيلها، كل ركن يروي حكاية بصرية فريدة، جعلتني أشعر وكأنني داخل لوحة فنية معمارية تتنفس التاريخ بروحٍ معاصرة.
ليالي الدرعية: نبض التاريخ السعودي
منذ لحظة وصولنا إلى الحدث، بدا واضحًا أن هذه التجربة تتجاوز حدود الفعالية التقليدية، لتصبح حوارًا حسيًا مع المكان. محاطًا بأشجار النخيل بالقرب من حي الطريف المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، يحمل الحدث في تفاصيله إرثًا حيًّا، تتشابك فيه العمارة، الفن، المأكولات والترفيه.
أما أكثر ما سحرني؟ التوازن الدقيق بين الحداثة والتراث، حيث اتخذ تصميم المكان منحى مختلفًا عن شكله الطبيعي، منسجمًا مع عناصرها الطبيعية والأنماط النجدية. يختبئ الحدث بين أشجار النخيل مع تصاميم مستوحاة من الطوب الطيني النجدي، ضمن أكشاك خشبية مستوحاة من الأنماط التاريخية للدرعية بين المسارات الأصلية، بينما تقدّم عربات مصممة بدقة القهوة السعودية والتمور. في المساحات المفتوحة، تحاكي المظلات القماشية الطراز التقليدي التي غطت الأماكن الخارجية مع تدني درجات الحراراة، فيما تكرّم الديكورات ذات التصميم الأشبه بالمكتبات المعرفة والثقافة.
لا شكّ ان الفن كان حاضرًا بقوّةٍ، من خلال بروز عناصر لفنانين محليين ودوليين في ليالي الدرعية، إلى جانب خمسة مسارح تستضيف مواهب سعودية، مما يعكس بوضوح تحوّل المملكة إلى مركز إبداعي عالمي، بدعم من Designlab Experience الذي يمزج بين التراث والثقافة المعاصرة ضمن بيئاتٍ غامرة.


الغوص في إرث الدرعية
مع اكتشافنا لهذا الحدث الشيّق، كان لا بدّ لنا أن نغوص بشكلٍ أعمق بسحر مدينة الدرعية والعناصر الملهمة التي استعان بها فريق Designlab Experience لتجسيد هذا التراث على كافة جوانب الحدث. أبرز المحطّات كانت زيارة حي الطريف التاريخي، الذي أدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2010، حيث وقفنا بين أروقة الماضي التي شهدت نشوء الدولة السعودية الأولى. بني هذا الحصن ذات الأبواب المزخرفة الخشبية، من الطين على الطراز النجدي التقليدي، إذ كان في السابق قلب إمارة الدرعية، ممهّدًا الطريق لنشأة المملكة العربية السعودية الحالية.
تجربة منزال الليلية
لختام هذه الرحلة المميزة في الدرعية كان لا بدّ لنا استكشاف التراث والمناظر الطبيعية في السعودية… من هذا المنطلق ومع حلول ساعات الليل، توجّهنا إلى منزال التي تأتي ضمن فعاليات موسم الدرعية. هذه الوجهة الثقافية التفاعلية تعد ملاذًا ثقافيًا مبتكرًا يجمع بين الإرث العريق والتصميم المعماري الحديث، مما يجعلها أكثر من مجرّد وجهة، بل حوارًا حيًّا بين الثقافة السعودية ومناظرها الطبيعية الفريدة من تصميم Designlab Experience.
يندمج هذا الموقع المعماري مع الطبيعة الجبلية المحيطة به، مقدمًا تجربة غامرة تجمع بين التقاليد والحداثة. يمتد المشروع على مساحة 80,000 قدم مربع ويشمل عدّة مناطق رئيسية:
- برواز: مساحة تفاعلية تضم ورش عمل، أكشاك طعام ومتاجر بتصميم يعكس الهندسة النجدية من خلال الألوان الترابية والأنماط التقليدية.
- المشب: منطقة اجتماعية حول موقدة النار، مزينة بالحبال المنسوجة والتصاميم النجدية، توفّر تجربة استرخاء مع المأكولات السعودية.
- التخييم الفاخر: 5 وحدات إقامة فاخرة بتصميم يمزج بين الراحة والطبيعة، مع شرفات خاصة تطل على المناظر الطبيعية الخلّابة.
- مراقبة النجوم: 5 مجالس مصمّمة لتجربة تأملية هادئة، مزوّدة بتلسكوبات وجلسات فلكية تحت سماء صافية مع القهوة السعودية.




حوار مع فريق Designlab Experience
هذه الرحلة كانت أكثر من مجرد زيارة، بل رحلة تعبر بنا عبر الزمن، بين الأصالة والحداثة، التقاليد والرؤية المعمارية المتجددة. كل تفصيل في هذا الحدث حمل بصمة تصميمية مدروسة، جعلت من موسم الدرعية 2025 تجربة مليئة بالحكايات واللحظات الملهمة. للغوص في تفاصيل إتمام هذا الحدث، فقد شاركتنا كل من الشريكة الإدارية والمؤسسة المشاركة لـDesignlab Experience هبة البكري والرئيسة التنفيذية للعمليات في Designlab Experience إيفون هوفزيمر بعض المعلومات من خلال هذا الحوار:
كيف توازنون بين تكريم الأهمية التاريخية للدرعية وخلق تجارب مبتكرة وتحويلية تتوافق مع الجمهور المعاصر؟
نحقق هذا التوازن من خلال عدة عوامل، أولها البيئة والموقع الذي يقام فيه الحدث، والالتزام بإرشادات المكان، كونه موقع تراث عالمي ضمن مشهد طبيعي لمزارع النخيل. كما نأخذ بعين الاعتبار رؤية وأهداف هيئة تطوير بوابة الدرعية، التي تسعى للحفاظ على التراث مع تطوير الوجهة سياحيًا محليًا ودوليًا. نسعى للحفاظ على العناصر الثقافية والتراثية التي قد تضيع وسط التطوّر السريع، فنستعيد التفاصيل الفنية والتصاميم التقليدية، مع إبقائها في إطار عصري وجذاب لخلق تجربة غامرة.
من جهته، يعتبر الموقع نفسه جزءًا أساسيًا من التصميم، حيث نعمل مع الطبيعة وليس ضدها. النخيل عنصر محوري، فنركز على إضاءته وإبرازه ليلاً، كما نحترم توزيع الأشجار في تحديد مساحاتنا وتوجيه التصاميم وفقها. تصميم المشروع هو حوار مستمر بين العمارة والطبيعة، حيث يحدد الموقع شكل التجربة ومساحتها بما يضمن تجربة فاخرة متوافقة مع البيئة المحيطة.
ما الذي يميز موسم الدرعية عن غيره من الفعاليات في السعودية؟
أولًا، موقعها في قلب الرياض بالقرب من مناطق تاريخية مهمة، مما يضفي على التجربة بعدًا ثقافيًا عميقًا. عند زيارتك للجولة، ستفهمين أهمية هذا المكان ولم يعد جزءًا من الإرث الوطني. ثانيًا، نبرة الفعالية تتمحور حول الضيافة السعودية، حيث تجسّد دفء الترحيب والتقاليد، لكنها في الوقت نفسه قريبة من قلب العائلة المالكة وموقع تأسيس البلاد، مما يجعلها أكثر تميزًا، وكأنك تحتفلين في أهم ساحة في المملكة. أما من حيث التصميم وتجربة الضيف، فليالي الدرعية تتميز بأجواء فاخرة وهادئة، حيث يتم توزيع الترفيه بشكل مدروس بأداءات قصيرة في أماكن متعددة، لتجنب أي ازدحام حسّي. الهدف هو خلق بيئة راقية تتناغم مع الطبيعة، الإضاءة، العطور والموسيقى، مما يجعل الزوار يستمتعون لساعات طويلة دون الشعور بالإرهاق. على عكس العديد من الفعاليات الأخرى التي تركز على العروض الضخمة أو جلب شخصيات عالمية، تسعى ليالي الدرعية إلى دمج رواية تاريخ وثقافة السعودية مع الترفيه الحديث، مما يجعلها تجربة استثنائية توازن بين الأصالة والفخامة.
كيف تتعاملون مع اختلاف الرؤى الإبداعية عند التعاون مع فنانين، مهندسين معماريين واستراتيجيين من خلفيات متنوعة؟
هذا العام، ركز تعاوننا على الفنانين السعوديين، خاصة في التركيبات الفنية. في السابق، لم يكن هناك عدد كافٍ من الفنانين المشاركين بسبب عدم انتشار الفعالية، لكن هذا العام، تواصلنا مع كبار الفنانين السعوديين الذين يعرضون أعمالهم عالميًا، ورغم شهرتهم، كانوا حريصين على أن يكون لهم بصمة في ليالي الدرعية. على سبيل المثال، شاركت الفنانة خلود البقمي بعمل مستوحى من النوافذ المعمارية النجدية مما يرمز لجسرٍ بين الماضي والحاضر، أما عمل الفنانة زهرة الغامدي يعد بمثابة مرثاة لأسس الدرعية العريقة التي تعكس تحوّلها من خلال أشكالٍ طينية منحوتة تعبّر عن دورات الدمار والتجدد. وجود فنانين يفهمون قصة الدرعية جعل التعاون أسهل وأكثر انسجامًا مع رؤية المشروع، حيث تسعى السعودية اليوم إلى تقديم محتوى واضح يعكس تراثها وثقافتها للزوار.
كل التفاصيل، من التصاميم إلى الرسومات، تحمل رسائل مرتبطة بالهوية السعودية، دون أن تكون مفروضة بشكل مباشر. حتى الأنماط المعمارية تتبع أسسًا محددة، حيث يمنع استخدام الأقواس المنحنية لضمان الالتزام بالهوية العمرانية للمنطقة. كذلك، كل لون، نمط وعنصر بصري تمت مراجعته واعتماده بعناية ليترك لدى الزائر انطباعًا أصيلًا ومميزًا، بحيث يغادر المكان وهو يحمل في ذاكرته تجربة لا تشبه أي شيء آخر.
ما الإلهام وراء تصميم الحدث وكيف يرتبط بثقافة الدرعية؟
الإلهام في التصميم مستمد بشكلٍ أساسي من هندسة المنطقة نفسها، وليس من العمارة السعودية ككل أو حتى الرياض. نركّز على فهم الخطوط والأنماط المعمارية الفريدة للدرعية، حيث تهيمن الخطوط المستقيمة، المربعة والأنماط الهندسية كالمثلثات. يتم تبسيط هذه العناصر وتحديثها لتتناسب مع الطابع المعاصر دون الإخلال بالهوية التاريخية. على سبيل المثال، تم استخدام أشكال مثلثية في تصميم بعض المطاعم لكن بطريقة حديثة تلائم جمالية المشروع.
كذلك، العناصر الزخرفية والألوان المستوحاة من المنطقة تعزز هذا الترابط الثقافي، حتى في تفاصيل بسيطة مثل فتحات النوافذ في البوتيكات، التي تعكس الانفتاح المعماري للدرعية. كما أن تنظيم المساحات والمسارات داخل الفعالية مستوحى من تخطيط الدرعية نفسها، الذي يشبه المتاهة عند النظر إليه من الأعلى. لا نسعى لإعادة إدراج الماضي، بل نعمل على خلق تجربة متكاملة تبرز جمالية الموقع بانسجام تام مع البيئة المحيطة.
وصفتوا بأنكم خبراء في تسريع النمو. ما هي رؤيتكم لنمو الدرعية كوجهة للفعاليات، وكيف تتناسب ليالي الدرعية مع هذه الرؤية؟
دورنا كشركة تصميم لا يقتصر على التنفيذ، بل يشمل التعاون الوثيق مع الهيئة الملكية للدرعية لضمان توافق المشاريع مع رؤيتهم وأهدافهم. نسعى لابتكار تجارب ذات تأثير قوي، تجذب أعدادًا كبيرة من الزوّار، وتترك لديهم انطباعات لا تنسى، مما يعزز من قيمة الحدث وانتشاره.
الهدف ليس فقط تقديم لحظات جميلة يمكن تصويرها، بل خلق تجربة متكاملة تجعل الزائر يرغب في مشاركة إحساسه بها، سواء عبر وسائل التواصل أو من خلال التوصية المباشرة للآخرين. هذا الانتشار العضوي من خلال التفاعل الشخصي يعزّز من استدامة الفعالية، خاصةً عندما نجد السكان المحليين يعودون مرارًا للاستمتاع بالمكان، مما يعكس نجاحه الحقيقي كوجهة أصيلة ومتجدّدة.
ما هو النهج الذي تتبعه Designlab Experience للحدّ من الهدر وتعزيز نهج إعادة استخدام الديكور، التجهيزات، المواد،… من الفعاليات السابقة لتحقيق الاستدامة؟
تعتمد فلسفة Designlab Experience على مبدأ عدم ترك أي أثر. نظرًا لأن الفعاليات مؤقتة، نحرص على أن نترك الموقع كما كان دون أي أثر بعد انتهاء الحدث. جميع المنصات والهياكل، مصنوعة من مواد قابلة لإعادة الاستخدام التي يعاد استخدامها في مشاريع أخرى. ندير النفايات بعناية ونقلل من المواد غير القابلة لإعادة الاستخدام، مثل بعض الرسومات أو المواد التي تتلف بعد عدة استخدامات. كما نحرص على تقليل مسافات نقل المواد لتقليل الانبعاثات، ونعتمد بشكل كبير على المصادر والإنتاج المحلي، مما يعزز الاستدامة ويدعم القوى العاملة المحلية. في السابق، كنا نعتمد على الإنتاج في الإمارات، لكن أصبح لدينا الآن إمكانيات محلية بمستوى عالٍ من الجودة، مما يتيح لنا دورة إنتاج أكثر استدامة.
مع فعاليات مثل ليالي الدرعية، التي قد تصبح سنوية أو متكررة، كيف تضمنون أن تكون كل نسخة جديدة ومميزة دون التخلي عن المفهوم الأساسي أو الوقوع في التكرار؟
هذا هو التحدي الأكبر لنا كل عام. الناس يحبون التكرار، فقد عملنا على مشاريع مثل مدينة مجلس في دبي لشهر رمضان لمدّة 14 عامًا، وخلالها شهد المشروع ثلاثة تصاميم فقط، لأن الجمهور يفضل الحفاظ على الألفة. لذا، التوازن بين الجديد والمألوف هو الأساس.
نحرص على أن يكون المدخل مختلفًا كل مرةٍ، ليمنح الزوّار تجربة مبهرة منذ اللحظة الأولى، بينما تبقى المسارات والممرات مألوفة لضمان سهولة الحركة. أما المطاعم، فتحتفظ بمواقعها وأطباقها المألوفة ولكن مع تصاميم متجدّدة، مما يحافظ على الراحة مع لمسة من التجديد. نعمل على خلق تجربة تحفّز الحواس، تجعل الزائر يتساءل: “ما الجديد هذا العام؟” دون تغيير جذري قد يكون مزعجًا. فالتصميم ليس مجرد بناء مساحة، بل يتعلق بإضفاء السحر والتميز. التحدي السنوي هو إيجاد التوازن بين الإبداع والاستمرارية، بحيث يكون التجديد ملموسًا ولكن متناسقًا مع هوية المكان.
النجاح يقاس عندما يعود الزوار عامًا بعد عام، ويتفاعلون مع التجربة بحماس. وقد لمسنا هذا من ردود فعل الناس، حيث يعبّرون عن إعجابهم المتزايد بكل نسخة جديدة، مما يؤكد أننا نحافظ على المعادلة الصحيحة بين الاستمرارية والتجديد.
كمبدعون في ريادة الأعمال ورمزٍ للتحول الثقافي في السعودية، ما الإرث الذي تأملون تركه من خلال أعمالكم في هذا المجال؟
الإرث الذي نطمح لتركه هو دعم الثقافة، التراث والتصاميم الفنية للمواقع، والمساهمة في حمايتها وإحيائها بطرقٍ مبتكرة، بحيث تستمر الأجيال الجديدة في تقديرها. نريد أن نجعل التراث ملموسًا وجاذبًا للجميع، دون أن يشعر الأكبر سنًا بأنه فقد أصالته، أو أن يكتشف الشباب أنهم لم يكونوا على دراية بجمال ثقافتهم.
نريد أن تعرف Designlab Experience كشركة تقدّم مشاريع راقية وساحرة. نهتم بتجربة الضيف قبل كل شيء، فنحن لا نتعامل مع المشاريع كمجرد مهام يجب تنفيذها، بل نفكر دائمًا في الإحساس الذي سننقله للزائر، وكيف سيعيش التجربة، وماذا سيأخذ معه من ذكريات. منذ بدايتنا في الفورمولا إي 2018، ثم في المواسم الكبرى مثل موسم الدرعية، وصولًا إلى المشاريع الدائمة مثل بوجيري تراس، وضعنا بصمتنا في خلق تجارب رائدة تشكل معايير جديدة للفعاليات في المنطقة. بعض المشاريع بدأناها ثم أصبحت مستدامة، والبعض الآخر تطوّر ليصبح نموذجًا يحتذى به، مثل كأس السعودية الذي صممناه لثلاث سنوات متتالية حتى أصبح حدثًا متكاملًا بحد ذاته.
ما يهمنا هو وضع الأسس الصحيحة للمشاريع منذ البداية، وإرساء معايير تلهم الآخرين لمواصلة البناء عليها، لنكون دائمًا جزءًا من انطلاقة المشاريع نحو مسارها الصحيح.
الصورة الأساسية من تصوير وليد نصرالله
اقرؤوا أيضًا:
- لا تبحثوا كثيرًا: إليكم الدليل الكامل عن موسم الدرعية 2024
- رحلة تاريخية يرويها معرض الإمام تركي بن عبدالله بالدرعية… تعرفوا عليها
- من هالأرض: يعود موسم الدرعية 2022 بأحداثٍ كبرى طال التطلع لها