
المتاحف في السعودية: الدليل الشامل لاستكشاف التاريخ الإنساني بلمسات فنية إبداعية
تتمتع المتاحف السعودية بسحر متفرد وجو مميز، حيث يمكن للزائرين الاستمتاع بالأجواء الرائعة والتعرف على الثقافة والتراث الغني للمملكة بطريقة ممتعة ومثيرة. فإذا كنت ترغب في السفر إلى المملكة، فلا تفوت زيارة أحد هذه المتاحف المذهلة والاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها.
تعود جذور المتاحف في السعودية إلى سنة 1945 ميلادياً، عندما بدأت الحضارة الحديثة بالترسيخ في المنطقة. وقد جاء الدافع وراء إنشاء المتاحف حينها من خلال المعاهدة الثقافية التي وقعتها المملكة مع جامعة الدول العربية، التي حثت الدول المشاركة فيها على الاهتمام بالجانب الثقافي والحفاظ على الآثار الثمينة في مكان يمكن للجميع زيارتها.
ولكن على الرغم من أهمية المعاهدات السياسية، فإن المتاحف شهدت أيضاً مجهودات شخصية من قبل محبي الثقافة والتراث، فقد أسس السعودي محمد صالح أول متحف خاص في منزله الكائن في جدة، وعمل على جمع القطع الآثرية الثمينة من المنطقة العربية وحتى بلدان شرق آسيا.
ومع مرور الزمن، تم افتتاح المزيد من المتاحف العامة في المملكة، وكان أولها “متحف جدو للعاديات” الذي تم إنشاؤه لحماية الآثار من السرقة والتلف. ومنذ ذلك الحين، استمرت المتاحف في النمو والتطور في المملكة، وأصبحت تعتبر وجهة مهمة للزوار من داخل وخارج البلاد، حيث يمكنهم الاستمتاع بالتاريخ والثقافة الغنية للمملكة.
وهنا جمعت لكم بازار العربية الدليل الشامل عن المتاحف في السعودية في حال كنتم تخططون لإجازة مشبعة بالمغامرات والحنين إلى الماضي
كم عدد المتاحف في السعودية؟
في عالم المتاحف، تتمتع السعودية بمكانة مرموقة، حيث تضم حالياً أكثر من 260 متحفاً يتنوعون بين العامة والخاصة، وكل منها يتميز بموضوعه الفريد وجوه المميزة التي تلفت الأنظار.
تأخذ المتاحف في السعودية زوارها في رحلة ممتعة عبر التاريخ والثقافة، وتوفر لهم فرصة لاستكشاف الآثار القديمة والاعتدال بروعة الفن المعاصر، إضافة إلى التعرف على الحياة والثقافة الشعبية والمعمارية في المملكة.
يتنوع الموضوع في المتاحف بشكل واسع، فهناك متاحف مخصصة للفن المعاصر والمعماري، ومتاحف تعرض الآثار المتلحفة بالشعبية، ومتاحف خاصة بسيرة الرسول والتاريخ الإسلامي، وليست هذه هي النهاية بل هناك متاحف إعلامية وغيرها الكثير.
أشهر المتاحف في السعودية
متحف الحرمين الشريفين
تأسرنا قاعة زمزم في متحف الحرمين الشريفين بجوها الروحاني، حيث يمكن للزائرين الاستمتاع بإطار بئر زمزم المصنوع في أوائل القرن الرابع عشر الهجري. ويضم المعرض مقتنيات نادرة مثل أعمدة الكعبة المعظمة بقاعدتها الخشبية والتاج، والتي تعود إلى عهد عبد الله بن الزبير عام 65 هـ، وقاعدة حجرية كانت تقوم عليها الأعمدة، وهلالاً نحاسياً يعود للعام 1299 هـ، وهلال المنارة الرئيسة في المسجد النبوي في بداية القرن الرابع عشر الهجري، وسوراً نحاسياً كان يستخدم على إحدى نوافذ المسجد النبوي الشريف، والذي يعود تاريخه إلى العهد السعودي.
ماذا يوجد في المتحف الوطني السعودي؟
هو واحد من أهم المتاحف في السعودية ويتكون المتحف الوطني السعودي من ثمانية أقسام رئيسية، حيث تم عرض جميع العروض في صالات العرض هذه بشكل منظم ومتسلسل، مما يسهل على الزائرين فهم التراث الثقافي والتاريخي للمملكة.
وتعرض صالة “الإنسان والكون” جزءًا كبيرًا من شهاب الذي وجد في صحراء الربع الخالي، بالإضافة إلى العديد من النماذج المتفاعلة عن النظام الشمسي وجيولوجيا وجغرافيا شبه الجزيرة العربية والحياة النباتية هناك. وتنتهي هذه الصالة بالرجل من العصر الحجري.
وتعرض صالة “الممالك العربية” الممالك القديمة، وخصوصا دلمون ومدين، بالإضافة إلى مدن من هذه الممالك مثل الحمرا ودومة الجندل وغيرها. كما تعرض الصالة عروضًا لممالك عربية متأخرة التي استوطنت في الأفلاج ونجران وعين زبيدة.
وتجدون في صالة “عصر ماقبل الإسلام” مجموعة متنوعة من المعروضات المتعلقة بالجاهلية وحتى فجر الإسلام، بما في ذلك مدن مثل مكة وجرش وخيبر، وأسواق مثل عكاظ والمجاز وحبشة. كما تعرض هذه الصالة العديد من الأمثلة لثورة النص وخط اليد. بينما تتخصص صالة “البعثة النبوية” حياة ومهمة الرسول محمد، ويوجد على أحد الجدران شجرة عائلة الرسول بتفاصيل دقيقة.
وتعرض صالة “الإسلام وشبه الجزيرة العربية” بداية الإسلام في المدينة وتاريخ ازدهار وسقوط الخلافة الإسلامية. أما بَهْو “الدولة السعودية الأولى والثانية” تاريخ وثقافة الولايتين السعوديتين. كما هناك صالة “توحيد المملكة” وتعرض كيف وحد الملك عبد العزيز البلاد. وأيضًا صالة “الحج والحرمان الشريفان” وفيها عرضًا ضخمًا لمجملة الحج، وتاريخ المسجد الحرام والمسجد النبوي والحرمين الشريفين.
متحف قصر المصمك
واحدًا من أهم المتاحف في السعودية هو قصر المصمك، والذي يعد حصنًا مبنيًا من اللبن يقع في وسط العاصمة الرياض. يقع القصر في الركن الشمالي الشرقي للرياض القديمة قرب السور القديم، ويقع الآن في حي الديرة. يعود تسمية القصر إلى سمك أدواره وجدرانه الجانبية، ويقال إنه سمي بقصر المصمك بعدما حرف العامة حرف «السين» إلى حرف «الصاد».
يعتبر قصر المصمك مسرحًا لمعركة فتح الرياض التي استعاد فيها الملك عبد العزيز آل سعود مدينة الرياض لأسرته آل سعود من آل رشيد عام 1902، وتجدر الإشارة إلى أن آثار تلك المعركة الشهيرة ما زالت موجودة على باب القصر والمتمثلة في سنة الرمح الذي قُتل به عامل بن رشيد على الرياض. واللافت أن الباب الأصلي للقصر ما زال موجودًا حتى الآن.
يشكل قصر المصمك جزءًا من التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة، ويُعَدّ من المباني الأصلية القليلة التي بقيت حتى الوقت الحاضر في الرياض. ولذلك، يعد زيارة قصر المصمك تجربة ثقافية فريدة من نوعها للزوار الذين يرغبون في استكشاف تاريخ وتراث المملكة العربية السعودية.

متحف إثراء – مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي
من المتاحف في السعودية متحف إثراء والذي يجمع بين الفن الحديث والمعاصر والتراث السعودي والفن الإسلامي والتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية. يتألف المتحف من خمسة صالات تتضمن معارض تفاعلية وصالات عرض وورش العمل ومحاضرات تثقيفية وجولات متخصصة، ومعارض مؤقتة ومجموعات دائمة من الأعمال الفنية والحرفية التي تمثل ثقافات عالمية. يتيح المتحف تجربة إثرائية مميزة للزوار لاستكشاف الأعمال الفنية والحرفية ومعرض التاريخ الطبيعي. يوفر المتحف برنامجًا تعليميًا شاملاً للزوار الذين يرغبون في الاستكشاف العميق للفن والثقافة والتاريخ الطبيعي. يعد متحف إثراء مكانًا مثاليًا للاستمتاع بتجربة فنية وتاريخية مميزة في المملكة العربية السعودية.
الصورة الرئيسية للمتحف الوطني السعودي
شاهدوا أيضًا: تعرفي على متحف فاطمة لتراث المرأة العسيرية