Posted inالثقافة الأخبارالثقافةهاربرز بازار أخبار

محبرة بازار: تأخذنا ميرنا الهلباوي إلى ماوراء النص وخبايا “تنذكر ماتنعاد”

25 سؤال عن الكتابة والمؤلفات الأدبية مع الكاتبة المصرية ميرنا الهلباوي

بعد مرور أكثر من عشرة أعوام على مزاولتها للكتابة والعمل في مجال الصحافة، ميرنا الهلباوي تصدر كتابها الثالث “تنذكر ماتنعاد” وتحاور بازار حول كل مايخص الكتابة.

في عمر التاسعة عشر شقت ميرنا الهلباوي طريقها إلى عالم الصحافة والإعلام حيث امتهنت الكتابة في مجلات عدة إضافةً إلى عملها كمذيعة في الإذاعة المصرية.

تعد رواية “مُر مثل القهوة..حُلو مثل الشوكولا” نقطة البداية لميرنا في عالم الكتابة الأدبية، لتطلق بعد ذلك روايتها الثانية “كونداليني” ومنذ ذلك الحين ومؤلفاتها تتصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعاً.

بقلمها العذب تعبر الهلباوي بآخر إصداراتها كتاب “تنذكر ماتنعاد”عن مختلف المشاعر التي نمر بها حيث تقول: “أردت أن أترجم مشاعري الحقيقية، أن أكون نفسي بلا تزييف أو تجميل.”

– من أين استلهمتِ فكرة كتابك الجديد؟

لو أعرف كيف يأتي الإلهام لما كانت بداية كل كتاب بمثابة حل معادلة معقدة. أعتقد أنني استلهم أحداث كل كتاب مما يجري معي وحولي، مما أريد أن أقرأه ولا أجده، لكن بالتأكيد زيارة لبنان بعد انفجار المرفأ كانت إلهام كبير لي، رؤية اجزاء من بيروت متهالك وبالرغم من ذلك لاتزال تنبض بالحياة والأمل.

– بماذا فكرت أولاً بالشخصيات أم بالحبكة؟ 

هذه المرة الكتاب ليس رواية، كل ما كنت أفكر فيه أثناء الكتابة هو أن أترجم مشاعري الحقيقية، أن أكتب عن نفسي بلا تزييف أو تجميل.

– ماذا يعني لك كتابك الأخير؟ 

كتاب”تنذكر ما تنعاد” يعني لي الكثير، فهو مميز في كل شيء، في الفكرة وفي اللوحات المعروضة بداخله بيّد الفنانة الشيخة هلا آل خليفة التي تحمست للفكرة واعطتني موافقتها على الفور، وفي الأغاني التي اخترتها بتأني لتتلائم مع حالة كل شعور، وفي قلبي وعقلي الذي نزفوا مشاعر وذكريات أثناء كتابته وإصراري علي عدم تحويله لرواية والاكتفاء به كما هو الآن، جميعها لحظات مميزة جدًا جعلت منه بالنسبة لي كتابًا استثنائيًا.

– أي مرحلة من مراحل هذا الكتاب كانت الأصعب؟

أعتقد الجزء الخاص باستحضار كل شعور من المشاعر والغوص فيه للتعبير عنه بالشكل المثالي بالنسبة لي، بعض هذه المشاعر كان مؤلم والآخر حنون، ولكنه استنزفني نفسيًا.

– وأي مرحلة كانت كان الأمتع؟

الجزء الأمتع كان اختيار أغنية لكل شعور، أحب الموسيقى واكتشاف الأغاني الجديدة ولطالما كنت أريد مشاركتها مع الناس.

– أي شخصية من الشخصيات تشعرين برابط يجمعكِ بها؟

لا تستغربوا الإجابة ولكنني أحيانًا أشعر برابط مع شخصية الأسد المتمرد من قصة “أسد في سيرك” في الكتاب.

– كم من الوقت استغرقت منك عملية البحث للشروع في كتابة هذا الكتاب؟

لم يتطلب “كتاب تنذكر ما تنعاد” بحثًا بقدر ما تطلب شجاعة لكتابته، جاءتني الفكرة في نهاية عام 2020 ولكنني لم أشرع في الكتابة الفعلية إلا في بداية 2022.

– هل اختلفت فكرة الكتاب، عما كانت عليه عندما لمعت شرارتها في البداية؟ 

بدأت أولًا في كتابة كل ما يخطر ببالي بشكل عشوائي حتى ولو بجمل متفرقة، ومع مرور الوقت استطعت الوصول لخيوط الكتاب بشكل كامل واتضحت الفكرة العامة في ذهني أكثر.

– لماذا اخترتِ الظهور على الغلاف؟ 

خطرت الفكرة من بولا سالم المصور وصديقي العزيز، لطالما كنا نحلم منذ الصغر بأن نتعاون معاً في مشروع من كتابتي وتصويره، وطرت عليه فكرة أثناء الكتابة وقلت له طالما وجهي لن يظهر فلا أمانع، لا أريد أن أكون نرجسية إلى هذا الحد!

– تصنف كتبك الأولى ضمن أدب السفر، ماهو تصنيفك للكتاب الجديد؟ 

كتاب”تنذكر ما تنعاد” ليس من أدب السفر ولا يتحدث عن السفر إطلاقًا. هو ليس برواية ولكن يمكن تصنيفها كخواطر أو كتجربة مررت بها، لا أعلم التصنيف المحدد له ولكنه تجربة ممتعة ومختلفة للقراءة بكل تأكيد.

– لمن تهدين هذا الكتاب؟ 

أهدي هذا الكتاب لكل شخص مر بالمشاعر المذكورة ولكن لم يستطع التعبيرعنها، بهذا الكتاب أريد احتضانه وأقول له أنه ليس وحيدًا، وبأنني أعلم تمامًا مرارة هذه المشاعر.

– ما الذي يساعدك على التركيز أثناء الكتابة؟

أحتاج للهدوء التام لذا أفضل أن أكون لوحدي كما انني أحب الكتابة ليلًا، أحب أيضاً الاستماع للموسيقى قبل الشروع في الكتابة لأنها تساعدني في تصفية ذهني واستحضار مشاعر بعينها، وأخيرا أحتاج إلى العديد من أكواب القهوة!

– إذا كان بإمكانك قضاء يوم مع مؤلف مشهور، فمن سيكون ؟

بكل تأكيد سأختار نجيب محفوظ.

– متى أطلقتِ على نفسك لقب كاتبة؟  

لطالما كان لدي رهبة من إطلاق هذا اللقب على نفسي حتى بعد عملي لسنوات طويلة في الصحافة وبعد صدور أول كتابين، ولكنني أدركت في فبراير 2022 أنني أعمل بمجال الكتابة لمدة 10 سنوات كاملة! إن لم أطلق على نفسي لقب كاتبة الآن فمتى إذا؟ لذلك تعلمت وعوّدت نفسي على أن أعرّف نفسي الآن بأنني كاتبة، لم أعد أشعر بالضآلة أمام هذا اللقب.

– هل سافرت مره للبحث عن معلومات تخص أحد كتبك؟

في رواية “كونداليني” سافرت للهند للحصول على معلومات بشكل أدق عن هذا النوع من اليوجا وعدت بالكثير من الكتب عنها وعن الشاكرات (بوابة طاقة).

– عند الإنتهاء من كتابك الجديد ماهي طريقتك للاحتفال؟ 

أتوجه لصلاة الفجر في مسجد السيدة نفيسة، أشكر الله على إعطائي القدرة على ترجمة أفكاري والكتابة مجددًا وعلى إنهاء العمل.

– ما هي الصعوبات التي تواجهك أثناء كتابة؟ 

أعتقد أن أصعب أمر هو فك عقدة الكتابة في منتصف المشروع، فجأة يتجمد عقلي ولا أجد ما أكتبه ويساورني الشك في الفكرة وفي جودة ما أكتب، ولكن بعد هذه السنين تعلمت عدد من الأساليب والأدوات لفك هذه العقدة.

– بمن تثقين في النقد الموضوعي البناء لعملك؟

الأصدقاء المقربين، لأنهم لا يكتفوا بالتصفيق بل يقوموا بالتوجيه بعين قارئ والانتقاد أيضًا.

– متى كانت آخر مرة كتبت اسمك في محرك البحث قوقل وماهي النتيجة التي شاهديتها؟

منذ شهور ولا أحب النتائج التي تظهر أجدها سطحية للغاية.

– كيف تبتكرين أسماء الشخصيات؟

أحاول الابتعاد عن أسماء الأشخاص في محيطي حتى لا يخلط القراء بين الحقيقة والخيال.

– ما هو الكتاب الذي تتصورين تحويله إلى فيلم، ومن سيؤدي تلك الأدوار على الشاشة؟

حاليًا يتم العمل على تحويل رواية “كونداليني” إلى فيلم سينمائي من إخراج محمد سلامة وإنتاج هاني أسامة. لم نستقر بعد على أسماء الأبطال.

– عندما تكتبين مشهدًا عاطفيًا أو حادث مؤلم، كيف تكون حالتك المزاجية؟

فعليّاً أكون كما لو كنت أعيش الحدث نفسه للمرة الثانية، نفس الألم ونفس الغصة ونفس الشعور بالحزن، الكتابة مؤلمة جدًا ولكنها تساعدني على التعافي.

– هل ترهقك الكتابة؟ 

ترهقني جدًا ولكن إرهاقها ممتع، إرهاق أود أن يتكرر دائماً.

– ماهي أعظم نصيحة حظيتي بها ككاتبة؟ 

كانت من الأستاذ محمد حسن المصحح اللغوي أثناء عملي بالصحافة، قال لي:”استمري في الكتابة حتى لو شخص واحد بس هو الذي يقرأ ماتكتبين”.

اقرؤوا أيضاً: “كانت فترة صعبة جداً” هكذا استقبلت كندة علوش مولودها الثاني

No more pages to load