حمدة الفهيم
Posted inالثقافة الأخبار

حمدة الفهيم تكشف جوانب متعددة للإبداع

المصممة حمدة الفهيم في حوار خاص مع محررة بازار العربية، جيسيكا ميشو

لا يخفى على أحد أن دولة الإمارات العربية المتحدة موطن لرؤية وموهبة وعزيمة لا مثيل لها، لذا احتفالاً باليوم الوطني الـ 51 للدولة، اخترنا ثلاث نساء إماراتيات ملهمات – علياء المر وحمدة الفهيم وعفراء الظاهري – من مختلف المجالات، ليمثلن المشهد الثقافي متعدد الأوجه لهذه للأمة.

نجحت حمدة الفهيم، مصممة الأزياء الإماراتية المقيمة في أبوظبي، في تعزيز مكانتها في القطاع بفضل تصاميمها الفريدة التي تجمع اللمسات الشرقية والغربية. كما زيّنت أعمالها إطلالات المشاهير على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي وخلال سلسلة The Voice المتلفزة. وأبدعت ضيفتنا الموهوبة في تقديم فساتين مليئة بالتفاصيل واللمسات الأنثوية المرهفة، حيث تتميز أعمالها بلمسات جمالية تناسب أكثر لحظات الحياة سعادة. تستعرض المصممة في الحوار التالي بداية شغفها بتصميم الأزياء وتأثير نشأتها في الإمارات على إبداعاتها، وتكشف لنا تطلعاتها لمستقبل البلاد.

كان لخبراتكِ التي قمتِ بتطويرها هنا في دولة الإمارات الأثر الأكبر على مسيرتك المهنية، كيف ساهم ذلك في تشكيل أسلوبك كفنانة؟

أتذكر خلال نشأتي في دولة الإمارات كيف كنت أذهب مع والدتي لحضور حفلات الزفاف، وكيف كان الجميع في غاية الأناقة والجمال. وساهمت تلك الصور المترفة في تحديد أولى تجاربي في عالم الموضة واكتشافي أهمية التأنّق والاحتفال. فنحن في منطقة الخليج العربي نميل نحو الفخامة المفرطة عند إقامة المناسبات، وهذا ما لفت إعجابي منذ الصغر.

ساعة Égérie moonphase المصنوعة من الذهب الوردي المرصعة بالماس، فاشرون كونستانتين. عباية، حمدة الفهيم
ساعة Égérie moonphase المصنوعة من الذهب الوردي المرصعة بالماس، فاشرون كونستانتين. عباية، حمدة الفهيم

من الواضح بأن تلك المشاهد أثّرت بكِ ودفعتكِ لإطلاق علامتك التجارية الخاصة في مجال الأزياء. لكن لماذا بدأتِ بدراسة التصميم الداخلي وما دور هذه التجربة في عملك كمصممة أزياء؟

أعتقد بأن الإبداع يحمل العديد من الجوانب، ولا يمكننا تقييده في فئة أو نمط إبداعي محدد. ولطالما أحببت عالم التصميم بكل عناصره، من الهندسة المعمارية وأصول التصميم الداخلي إلى الموضة. فخلال نشأتي كنت أرغب في دراسة تصميم الأزياء، ولكن لم يكن يوجد في دولة الإمارات وقتها أي أكاديمية متخصصة في هذا المجال، ولم تلقَ فكرة السفر إلى الخارج للدارسة قبولاً بالنسبة لوالديّ، لذلك استعرضت الخيارات المتاحة أمامي وشعرت بأن التصميم الداخلي قد يمنحني القاعدة الأساسية لهذا العالم الإبداعي.

ما الذي يميز أعمالك في مجال الأزياء، وكيف تساهم إبداعاتك في إثراء عالم الموضة؟

أعتقد بأن ما يميز التصاميم التي أقدمها هو التركيز على العناصر الأنثوية، حيث أردت ابتكار نماذج تعكس شخصية المرأة وتمنحها الثقة والتفاؤل. كما أحب أن أضيف إلى كل تشكيلة مضمونها الخاص، فالأعمال التي تحمل قصصاً فريدة تشكّل جزءاً أساسياً من منهجيتي في التصميم. وغالباً ما أبدأ التصميم بالاعتماد على تفاصيل معينة تمدّني بالإلهام وتعبّر عن مشاعري في تلك اللحظة فأقوم بترجمتها إلى تشكيلة من الأزياء.

لا بد أن تعاونك مع شريحة واسعة من السيدات منحك تجارب شخصية أكثر تنوعاً، وهذا ينعكس في تشكيلاتك من الأزياء المصنوعة يدوياً حسب الطلب. حدّثينا عن تلك اللحظات.

لطالما أحببت هذه التجارب باعتبارها تتيح لنا استكشاف أدق التفاصيل المتعلقة بالتطريز والأعمال اليدوية وتقنياتٍ وموادٍ مختلفة، مما يضمن لنا تجربة مسارات فنية جديدة في كل تشكيلة، سواء من حيث الأقمشة أو التكوين أو أنماط التطريز، وبالتالي تقديم تصاميم فريدة تماماً. وهذه هي اللحظة الأكثر تميزاً بالنسبة لي عند تصميم تشكيلة معينة، فهي تدفعني إلى التعمّق واستيعاب أصغر التفاصيل.

ساعة Égérie moonphase المصنوعة من الذهب الوردي المرصعة بالماس، فاشرون كونستانتين. عباية، حمدة الفهيم
ساعة Égérie moonphase المصنوعة من الذهب الوردي المرصعة بالماس، فاشرون كونستانتين. عباية، حمدة الفهيم

تجمع تصاميمكِ اللمسات الشرقية والغربية بأسلوب مميز، فهل هناك عناصر محددة تريدين التركيز عليها في هذين التوجهين؟

أحاول توظيف التنوع في التصاميم الغربية مع العناصر الشرقية مثل التطريز والتفاصيل اليدوية. أي أحاول الاستفادة من كلا العالمين لإبداع قطع فنية بكل معنى الكلمة. لذلك أبتعد عن التبسيط باعتباره لا يعكس شخصيتي الحقيقية، فأنا أعشق التفاصيل والتراكيب المعقّدة والإضافات المتناسقة، وأحاول تطوير هذا المنهج بشكل أعمق. كما أبحث عن خيارات تعكس الفكرة بأسلوب جديد. وأعتمد على التفاصيل بعيداً عن المبالغة التي تؤثّر على توازن العناصر، حيث يمكن لفستان ما أن يتزين بزخارف دقيقة، ولكن لا ينبغي لتلك اللمسات أن تسيطر على التصميم كلياً، لأن الانسجام بين العناصر يشكّل عاملاً حاسماً بالنسبة إليّ.

تشهد دولة الإمارات تطوراً شاملاً على كافة المستويات وبسرعة قياسية، كيف تتوقعين أن يتطور المشهد الثقافي خلال 15 عاماً القادمة؟

تتطلب الإجابة عن هذا السؤال دراسةً عميقةً لما يجري، فأنا لم أشهد نمواً سريعاً كهذا من قبل على مستوى العالم. ويبدو الأمر أشبه بمعجزة لا يمكن تخيلها بسهولة. ولكني أرغب برؤية المزيد من التطور في قطاع الأزياء، لأننا ما نزال في البداية، حيث يوجد عديد قليل من المصممين المحليين، وأريد لقطاع الأزياء الإماراتي أن يحظى بتمثيل قوي على ساحة الموضة العالمية، خاصةً وأن سوق الموضة الفاخرة على مستوى الخليج العربي ودبي تحديداً تتميز بمكانة عالمية رائدة. لذلك نحتاج إلى تفعيل القطاع بكل جوانبه، لا سيما وأن إمكانات السوق لدينا لا تقتصر على الاستهلاك فحسب، وإنما على إنتاج تصاميم عالمية.

المصور: جريج أدامسكي. محررة الأزياء: نور بو عز. رئيس التحرير: أوليفيا فيليبس. المدير الفني: أوسكار يانيز. منتج: ستيف هوكر. الشعر والمكياج: جازمين لويس رودريغيز. مساعدو المصور: علي رضا ياهو زاده ومارك أوفماريا. مساعد الشعر والمكياج: صبيحة بروين. مساعدة الأزياء: اميلي لويزا كليوي. مع شكر خاص لمتحف المستقبل

من إصدار هاربر بازار العربية في ديسمبر 2022

No more pages to load