سارة ويسرى مارديني
Posted inمشاهير

مشوار طويل قطعتاه الشقيقتان سارة ويسرى مارديني

تركت الشقيقتان سارة ويسرى مارديني دمشق المدمرة بحثاً عن الحرية. وحقق لهما هذه القرار شهرة غير متوقعة، وإنجازات أولومبية وفيلماً يوثق بطولتهما ورحلة نجاتهما، وما زالت القصة في بدايتها.

يوجد ما يقارب 30 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم، نصفهم تقريباً أصغر من 18 سنة. تلك هي الإحصاءات الحقيقية التي تبقى في الأذهان بعد مشاهدة فيلم السباحتان The Swimmers من إنتاج نتفليكس. الفيلم الذي تدور أحداثه عام 2015 وتروي قصته عبور سارة التي كانت تبلغ من العمر 20 عاماً وشقيقتها يسرى مارديني البالغة من العمر 17 عاماً حينها إلى أحد الدول الأوروبية. الفيلم يحكي قصة لجوء فتاتين من بين 5,7 مليون لاجئ سوري أجبروا على مغادرة منازلهم منذُ اندلاع الحرب عام 2011 للوصول إلى بر الأمان. وفي لحظة ما عندما هُدِمَ منزلهما وسقطت قنبلة في المسبح الذي عادةً ما تتدرب فيه يسرى، قررت الشقيقتان الرحيل
وترك عائلتهما، بهدف الوصول إلى أوروبا وتأمين ممر آمن ليتمكن بقية أفراد العائلة من اللحاق بهم والعيش بسلام بعيداً عن دمشق التي مزقتها الحرب. وعزمت الشقيقتان على خوض تلك المغامرة الصعبة ووصلتا في نهاية المطاف إلى برلين بعد رحلة محفوفة بالمخاطر استمرت 25 يوماً نجحتا خلالها في عبور لبنان وتركيا واليونان مروراً بالبلقان.

وبدأت قصة سارة ويسرى مارديني كبطلتين بشكلٍ مفاجئ خلال رحلتهما الخطيرة في قاربٍ مزدحم كان من المفترض أن يتّسع لثمانية أشخاص فقط، مما تسبب في تعطل المحرك وسط بحر إيجه. الأمر الذي استدعى الفتاتين إلى القفز في الماء والسباحة برفقة شخصين آخرين لأكثر من ثلاث ساعات إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، ونظراً لكونهما سبّاحتين محترفتين، نجحت الفتاتان في سحب القارب الغارق وإنقاذ 18 آخرين كانوا على متنه. حرص والد يسرى على تدريبها بنفسه على السباحة منذ صغرها، لتحقق حلمها لاحقاً في المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو لعام 2016 كرياضية ضمن الفريق الأولمبي الأول الذي يمثل اللاجئين، في نهاية تشبه نهايات القصص السعيدة. لكن الفيلم في حقيقة الأمر ليس سوى ملّخص مبّسط لتجربة مؤلمة للغاية لم تكتب لها النهاية بعد.

إطلالة سارة: سوار مرصع بالألماس باللون الذهبي الوردي، وسوار من الذهب الوردي والأبيض ومرصع بالألماس بشكل نصف دائري، من تشكيلة Tiffany Lock المزينة بقفل. القميص من Fendi. السروال من مقتنيات سارة إطلالة يسرى: سوار من الذهب الأصفر والأبيض ومرصع بالألماس بشكل نصف دائري، وسوار من الذهب الأصفر ومرصع بالألماس، وسوار بالذهب الوردي، جميعها من تشكيلة Tiffany Lock المزينة بقفل. السعر عند الطلب القميص والسترة من Fendi. السعر عند الطلب السروال من مقتنيات يسرى

شهرة غير متوقعة

يأخذ الفيلم المشاهدين في رحلة من المشاعر المتناقضة التي تعكس الرعب والأمل والمأساة والسعادة في وقتٍ واحد. ويعود نجاح الفيلم إلى نظرته العالمية وقدرته على تحريك المشاعر الإنسانية التي تمس الجميع في مرحلة معينة من حياتهم. وأوضحت سارة ويسرى خلال المقابلة أنهما تفتخران بكونهما وجهاً إعلامياً وسفيرات لقضية اللاجئين حول العالم، حيث كانت لهما فرصة لقاء العديد من الشخصيات الهامة ابتداءً بالبابا فرانسيس وصولاً إلى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وأكدتا سعادتهما بتمثيل اللاجئين، الأمر الذي كان مفاجئاً بالكامل وغير مخطط له. “بصراحة لم تكن فكرتنا”، تشرح يسرى، البالغة من العمر 24 عاماً الآن، عند سؤالها عن فكرة إنتاج فيلم عن قصتهما. “لقد حاولنا النجاة بأنفسنا، والعيش بسلام بعد الصعوبات الذي اختبرناها، ولكننا حصلنا على الكثير من الاهتمام الإعلامي عند وصولنا إلى ألمانيا وتحديداً بعد مشاركتي في الألعاب الأولمبية، ومع تطوع سارة.
كانت أولى أفكارنا هي إطلاق كتاب [2018’s Butterfly: From Refugee to Olympian – My Story of Rescue, Hope, and Triumph] وبعد الانتهاء من كتابته، تواصلت معنا الكثير من شركات الإنتاج، وكان من بينهم المنتج علي جعفر، الذي حرص على مراسلتنا بإصرار، وعندها قررنا الإصغاء لما يعرضه علينا وشاهدنا أحد أفلامه The Idol الذي يروي قصة المطرب الفلسطيني محمد عساف، وبالفعل نال الفيلم إعجابنا، مما شجعنا على النقاش والتحدث عن خطوات وتفاصيل إنتاج العمل وعنوان الفيلم، وشعرنا بالراحة للنتيجة التي توصلنا إليها وهكذا تمّ الاتفاق”.

الإحساس بالمسؤولية

لا يمكننا تصنيف فيلم The Swimmers كفيلم وثائقي، لكنّه يُصور لحظات من حياة الشقيقتين لنسج قصص أخرى. وتشرح سارة: “بالطبع، تختلف القصص باختلاف طبيعة اللاجئين وحياتهم، ولكن تحديات رحلة اللجوء الصعبة والبحث عن الأمان ومغادرة الوطن هي عامل مشترك بين اللاجئين في نهاية المطاف. لذلك أعتقد أن المخرجة سالي الحسيني قامت بعملٍ رائعٍ بالفعل من خلال بحثها عن قصص عبور مختلفة للاجئين ومحاولة ربطها وتمثيلها في قصتنا الخاصة”. هل كانت هناك أيّة أحداث أو عناصر غير قابلة للتفاوض شعرتما بضرورة تمثيلها؟ تجاوب يسرى بحماس: “أردنا أن يحافظ الفيلم على صدق وواقعية الأحداث، وكنّا نعلم بوجود بعض الأحداث المتخيّلة في الفيلم ولكننا أردنا حقاً أن يعكس قصتنا الحقيقية، ويصور أحداثاً من حياتنا. ولم نشعر بالحماس في البداية تجاه فكرة تجسيد قصتنا من قبل شخصيتين خياليتين وكان هذا سبباً لترددي وخوفي، ولكنني سرعان ما أحببت الفيلم عندما شاهدته لأول مرة.

وعلى الرغم من أنّ بعض المشاهد لم تصّور بالضبط ما حدث معنا في الواقع، إلّا أنها قد حدثت بالفعل مع غيرنا من اللاجئين وهنا تكمن الفكرة الأساسية، فمثلاً تعاني شخصية ابن عمنا في الفيلم من الاكتئاب، ويحدث في لقطةٍ أخرى أن اضطرت امرأة وطفلها للعودة إلى إريتريا نتيجةً لصدّها، وصولاً إلى مشهد التحرش الذي لم يحدث معي شخصياً، ولكنّه حدث للعديد من النساء اللواتي عبرن الحدود خلال رحلة لجوئهنّ. وعلى العموم أعتقد أنّه تم تصوير كل شيء بشكل جميل حقاً”. ولطالما شعرت يسرى بأنّ قصتها تستحق أن تصل للجميع: “بصراحة، كنتُ على ثقة تامة بقدرة قصتنا على تخطي الحدود ولهذا السبب قمنا بمشاركة تفاصيل حياتنا الشخصية وتجربتنا في الفيلم لأنّنا نعلم أن الكثير من اللاجئين يترددون في مشاركة قصصهم لخوفهم من عدم تصديق رواياتهم. ولأننا أدركنا أهمية قصتنا القوية، فما المانع من أن نرويها ونوثقها في فيلم أيضاً؟”

طرق غير متقاطعة

يظهر اختلاف شخصيات الفتيات بوضوح في الفيلم حيث تتميز سارة بشخصية صاخبة ومندفعة ومحبة للمرح، في حين تحافظ الأخت الصغرى يسرى على شخصية هادئة ومتزنة ومسالمة. وينطبق الأمر ذاته على الشخصيات في الواقع ولا يقتصر على شخصياتهما في الفيلم. لذلك لم يكن من المستغرب على الإطلاق أن تأخذهما بداياتهما المشتركة في اتجاهاتٍ متميزة ومتباينة في الحياة. ومن غير المتوقع البحث عن نهاية واضحة، فالفيلم بحد ذاته لا يحيط بجميع زوايا قصتهما المتشابكة والمتعددة التفاصيل.
وعندما سألنا حول صحة ملاحقة المحاكمات القضائية لهنّ، تدخلت سارة وعلّقت على الموضوع بسخرية وقالت: “نعم لكن في حالتي لم تبدأ المحاكمة بعد”. وتشير سارة في تعليقها إلى الجنايات الموجهة إليها بتهم، مثل التهريب والتجسس والاحتيال في اليونان. وقررت سارة العودة إلى جزيرة ليسبوس والتطوع مع منظمة إنسانية غير حكومية لمساعدة اللاجئين من خلال تسخير مهاراتها اللغوية لهذه الغاية، إلى أن تمّ اعتقالها عام 2018 مع أعضاء آخرين في المجموعة، وإطلاق سراحها لاحقاً بكفالة، أمّا في الوقت الحالي فتعيش مع عائلتها في برلين، إلّا إذا ثبتت إدانتها فقد تواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 20 عاماً.
“لم يتغير الوضع منذُ أربع سنوات، كما أنني ممنوعة من الدخول إلى اليونان، لذلك يتحتّم عليّ الانتظار للحصول على إذن لأتمكن من الدخول مجدداً، وفي حال سمحوا لي بالإدلاء بشهادتي، فسأذهب إلى المحكمة في 10 يناير”. ودحضت منظمة هيومن رايتس وواتش الاتهامات الموجهة بشكل قاطع ودعمت براءتها، وأصدرت بياناً قالت فيه: “التحقيق الخاطئ والتهم اللامنطقية، بما فيها التجسس، الموجهة لسارة نظراً لكونها من الأشخاص المنخرطين في إنقاذ حياة الناس، تفوح منها رائحة المحاكمات ذات الدوافع السياسية”. بالإضافة إلى ذلك فقد وصفت منظمة العفو الدولية الاتهامات بأنها “غير عادلة ولا أساس لها من الصحة”.

إطلالة سارة: السترة من علامة Loewe، السعر عند الطلب. إطلالة يسرى: أقراط من الذهب الأصفر المرصعة بالألماس من تشكيلة Tiffany Knot، وسوارين من تشكيلة Tiffany Lock من الذهب الأصفر والأصفر والأبيض مرصعين بالألماس بشكل دائري ونصف دائري، وسوار وخاتم مرصع بالألماس بتصميم مزدوج من الذهب الأصفر من تشكيلة Tiffany Knot، وسوار وخاتم من الذهب الأصفر المرصع بالألماس من تشكيلة Tiffany T1. السعر عند الطلب. معطف بسعر 19,550 درهم إماراتي من علامة Max Mara إطلالة سارة: معطف بسعر 9,220 درهم إماراتي من علامة Max Mara

شهرة عالمية

أصرّت يسرى على الانضمام إلى نادي سباحة محلي بعد وصولها إلى برلين عام 2015، حيث نجحت بإقناع سفين سبانكريبس لتدريبها، مما ساهم في تسريع مشاركتها في أولمبياد ريو الذي لطالما كان هدفها، وكنتيجة لذلك أصبح التخطيط للمشاركة في منافسات طوكيو 2020 هدفاً في متناول اليد، إلى أن حققت يسرى فوزاً مهماً في سباق 100 متر فراشة للسيدات، وسجلت المرتبة 41 بين 45 منافساً.

ولم تكن راضية كلياً عن نجاحاتها في ذلك الوقت لأنها شعرت بعدم الارتياح لكلمة “لاجئ”، ولأنها رغبت في تمثيل بلدها سوريا بعيداً عن وصمة اللجوء. ثمّ تتنهد وتفكر فيما مضى، “لقد كنت صغيرةً جداً عندما وصلت إلى ألمانيا وأتذكر معاناتي مع مصطلح اللجوء، فبالنسبة للعديد من الأشخاص حول العالم فإنّ كلمة “لاجئ” تدلُ على الفقر والملابس المهترئة وحياة الخيام، فمعظمهم لا يعرفون عنا الكثير.

وكنت خائفة من التصنيفات التي يمكن أن تلتصق بي أو يتم وصفي بها، مثل القول بأنني غير متعلمة. لقد كافحت لأصبح جزءاً من الفريق الأولمبي للاجئين لأنني لا أريد أن يتم تقييم مشاركتي من فكرة كوني لاجئة وأن الأمر سهل وبسيط بالنسبة لي. ولم يخطر ببالي أبداً أن يتم تشكيل فريق أولمبي للاجئين، ورغبت في التأهل لتمثيل اسم بلدي سوريا وتحقيق مكاني العادل في المنافسة، فقصتي لا تعكس كامل شخصيتي وما حدث لي لن يرسم ما سيحدث لاحقاً”. “وكان من الصعب علي في سن 17 أن أقول بأنني لاجئة وأفتخر بذلك، فقد كنت صغيرةً جداً ولم أستطع التصالح مع فكرة البدء من الصفر مجدداً. وتغيب في العالم العربي ثقافة التعلّم عن أزمة ووضع اللاجئين بشكل عام، كما يجهل معظم الناس في جميع أنحاء العالم سبب اختيار اللاجئين لمسارات كهذه في حياتهم، حيث يوجد الملايين من الأشخاص الذين يتركون كل شيء خلفهم، بهدف الوصول إلى أوروبا وبدء حياة جديدة. وما المانع، طالما يساهمون في خدمة مجتمعاتهم الجديدة، فلا حدود للأحلام ولا ضرر في المنافسة على المراتب الأولى في المنافسات الرياضية. وهكذا أصبحت طريقة تفكيري إيجابية وحالمة بعد سبع سنوات من مغادرتي سوريا لأول مرة، ولكنني أحبطتُ في السنوات الأولى لقدومي إلى أوروبا، وكنت محاطة بأشخاص لا يعرفون الكثير عن حياتنا في سوريا. ويسألونني حول إذا ما كان لديّ بدلة سباحة أم لا، أو إذا اقتنيت هاتف iPhone، وكنت أصاب بالذهول وأشرح لهم فكرة واحدة وهي أنّ دمشق واحدة من أقدم العواصم في العالم، وسوريا من أقدم الدول في العالم… وفي كل مرة يكون الأمر محبطاً أكثر وأكثر”.

عودة الذكريات

يتطلب التسلل عبر الحدود أن نضع حياتنا تحت رحمة الغرباء، الذين يروننا مجرد صفقة مالية. تقول يسرى: ”عليك أن تعتمد على المهرّبين الذين لم تسبق لك رؤيتهم، أن تقامر بحياتك وتثق بالغرباء، وعليك أن تكون سريع البديهة، وواثقاً من كل خطوة تخطوها، وإلا لن تنجو. كان عمري 17 عاماً في ذلك الوقت، وكنت أتساءل عن الذنب الذي اقترفته لأتعرض إلى تجربة صعبة كهذه“. واتضح أن ثقة الأختين مارديني بصنّاع الفيلم الذي يحكي قصتهن، كانت في مكانها السليم. تعلّق سارة على ذلك فتقول: ”أنا ويسرى وسفين كنا معاً في برلين؛ حين شاهدنا النسخة النهائية من الفيلم قبل إطلاقها، وأتذكر أنني استمريت بالبكاء منذ بداية الفيلم حتى نهايته، وعلى الرغم من توقعاتي المسبقة إلا أنني لم أستطع السيطرة على عواطفي عند مشاهدته. شعرنا جميعاً بالدهشة من النتيجة النهائية، وكنا سعداء للغاية، وفخورين“
وتضيف يسرى ضاحكة: “لم يكن لديّ أية تعليق على الفيلم، وهو أمر نادر لأنني دائماً ما أمتلك آراءً”.

إطلالة سارة: قلادة مدورة من الذهب الأصفر من تشكيلة Tiffany T1، وسوار من الذهب الأصفر من تشكيلة Tiffany Lock. السعر عند الطلب. سترة من علامة Bottega Veneta. السعر عند الطلب.

معاً تحت الأضواء

تُطلق إحدى الشخصيات على سارة لقب البطلة الخارقة خلال الفيلم، وعند تأمل ما حققته كل من سارة ويسرى، نجد أن الأشخاص المُلهِمين ليسوا بالضرورة نجوماً، وإنما قد نجدهم بعيداً عن أضواء الشهرة. ويجب تقدير هؤلاء الأبطال والتركيز على إنجازاتهم بنفس الطريقة التي يتم فيها تقدير غيرهم من المشاهير. وتردّ سارة على المديح بقولها: “لا أنظر إلى نفسي بهذه الطريقة، وإنما أجد أنني شخصٌ قادرٌ على رد الجميل، ولهذا السبب عدت إلى اليونان، حيث شعرت أنه يمكنني ترك أثر هناك، ومتابعة شغفي في مساعدة الآخرين. إلا أنني أتفق بأن الفيلم سلّط الضوء على أسلوب حياتنا وخياراتنا بشكل إيجابي”. وتضيف يسرى: “لم تكن وسائل الإعلام موضوعية في رؤيتها للفيلم، وكانت معظم العناوين على الشكل التالي: “يسرى وأختها”. لأنهم أرادوا التركيز على الأولمبياد، واختصار قصة الفيلم بتحوّل لاجئة إلى أولمبية، وهو أمر غير صحيح، لأنني كنت سباحة ورياضية طوال حياتي. إلا أن بعض المشاهدين لم يعرفوا بأنني كنت سباحة في سوريا، وأنه سبق لي المشاركة في بطولات عالمية”. وعلى الرغم من أنه كان من الأسهل التركيز على قصة يسرى فقط، إلا أن ذلك الخيار لم يكن مطروحاً، وتوضح يسرى ذلك بقولها: “القصة هي قصة الأختين، بالنسبة لي ولسارة وسفين، وفي كل مرة أسرد القصة، أحكي عن تجربتي وأختي المشتركة، فهي لم تكن يوماً قصتي بمفردي، بل كانت سارة جزءاً منها على الدوام. كما أنها جاءت معي إلى عرض الفيلم، وحضرت الاجتماعات الأولى برفقة العائلة بأكملها، ولذلك أنظر إلى الفيلم على أنه قصة عائلتي، مع التركيز على تجربتي أنا وأختي”.

إطلالة سارة: قلادة مدورة من الذهب الأصفر من تشكيلة Tiffany T1، وسوار من الذهب الأصفر من تشكيلة Tiffany Lock. السعر عند الطلب. سترة من علامة Bottega Veneta. السعر عند الطلب. إطلالة يسرى: قلادة مدورة من الذهب الأصفر من تشكيلة Tiffany T1، وثلاثة أساور من تشكيلة Tiffany Lock من الذهب الوردي والأبيض، والأصفر، المرصعة بالألماس بشكل دائري أو نصف دائري، خاتم من الذهب الوردي، وخاتمين بتصميم مزدوج من الذهب الأصفر المرصع بالألماس والذهب الوردي من تشكيلة Tiffany Knot، إضافة إلى خاتم من الذهب الأصفر المرصع بالألماس من تشكيلة Tiffany T1. السعر عند الطلب. فستان وكنزة من علامة Bottega Veneta السعر عند الطلب. 

مواضيع حساسة

انفصلت الأختان وتفرقت كلّ منهما في قارّة، حيث تدرس يسرى حالياً الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في جامعة جنوب كاليفورنيا، بينما تعيش سارة وبقية العائلة في برلين، إلا أنهما تحافظان على علاقتهما القوية التي ساعدتهما في تجاوز أصعب الأوقات.
وتشكل هذه الرابطة الأخوية جانباً مهمّاً وعاطفياً في الفيلم، وقد نجحت الممثلتان اللبنانيتان منال ونتالي عيسى في تصوير هذه الرابطة بشكل جميل خلال الفيلم، فهما أيضاً غادرتا بلدهما الأم للاستقرار في فرنسا، وتقول يسرى تعليقاً على ذلك: “يمكن الشعور بالرابطة الصادقة بينهما، لأنهما أختين، على الرغم من صعوبة الدورين. فعلى عكس المعتاد في هذا النوع من الأفلام، التي عادة ما تروي سيرة أشخاص بعمر الـ 90 عاماً أو حتى سيرة أشخاص راحلين، فإننا نجد الشخصيات الحقيقية التي لا تتجاوز أعمارها العشرينات؛ تتواجد بالقرب من الممثلين في هذا الفيلم. كما واجهت الممثلتان ظروفاً صعبة بدورهما، فكونهما لبنانيتان، يجعلهما تفهمان سبب اختيارنا الرحيل، بالإضافة إلى بعض الصعوبات التي واجهتنا.

أعتقد أن أداء كل منهما كان باهراً”. وتتابع يسرى: “يمكن للمشاهدين الارتباط عاطفياً مع العديد من الأمور في الفيلم، حتى وإن لم يكونوا لاجئين. مثل الرياضة والأمومة والعلاقات الأسرية والروابط الأخوية، مما يجعل من هذه التجربة السينمائية طريقة رائعة للتواصل. وأجد أن القصة صورت اللاجئين بطريقة مختلفة عن طريقة الإعلام المعتادة. فنحن بالتأكيد نعاني ونشعر بالأسى، إلا أننا لم نفقد الأمل ولم نستسلم. ولم يزل بوسعنا الابتسام والضحك، هذه هي الحقيقة. حتى حين تحصل أحداث مأساوية في الحياة، يمكن لنا أن نطلب المساعدة ونستمر في المحاولة”.

المصاعب والتحديات

بعد معرفة قصة رحيلهما، يمكن تخيل المصاعب الشاقة التي واجهتهما خلال رحلتهما. وتعلق سارة على ذلك: “لم يكن هناك لحظة محددة أردت فيها العودة، لكن الأمر كان صعباً عند محاولتنا عبور الحدود، وبالأخص عند وصولنا إلى هنغاريا، لأننا بقينا عالقين هناك لمدة 10 أيام، في ظروف صعبة.

فلم يكن السكان المحليون سعيدون بنا، وشعرنا بالخوف والتوتر، لأنه لم يكن هناك مهربين أو طريقة للخروج، واضطررنا للبقاء محتجزين في مكان واحد لمدة طويلة”. وتضيف: “لا يستحق أحد المرور بما مررنا به”. وتركز رسالة الأختين حالياً على المطالبة بالتغيير. فتوضح يسرى: “هل يمكن تخيل مدى سوء الأوضاع السورية التي دفعت شباباً بمثل أعمارنا إلى الهروب بهذه الطريقة؟ لم لا يوجد نظام يسهّل لنا العبور بشكل آمن؟ يستطيع المواطنون الأوروبيون الانتقال ببساطة إلى أقرب دولة أوروبية آمنة في حال حدوث أزمات في بلدانهم، وأتساءل لماذا لا يمكننا فعل ذلك في العالم العربي؟” وتتحدى الأختان العديد من المفاهيم النمطية، فيصوّر الفيلم حياتهما الهانئة في سوريا ضمن عائلة من الطبقة المتوسطة، والوصمة التي تعرضتا لها بعد تحولهما إلى لاجئتين.
وتقول سارة: “يتناسى الناس أن اللاجئين كان لديهم وظائف وحياة سابقة في بلدانهم الأصلية، وأنهم أطباء ومعلمون ومزارعون… ويركزون في المقابل على أن اللاجئين يأتون من بلدان غير معروفة بالنسبة لهم، فمعظم الناس لم يعرفوا أية شيء عن سوريا قبل بداية الحرب، ومجيء الناس من مكان مختلف، يعني أنهم سيتعرضون للنظرة النمطية والأحكام المسبقة”. وتضيف يسرى: “بالتأكيد لا يملك اللاجئون المال بعد خسارتهم لكل ما يملكون، هم يهربون من حرب، ولا يمكنهم الوصول إلى بلدان آمنة دون إنفاق كامل مدخراتهم. وتظهر هذه الأحكام المسبقة بسبب قلة التواصل، فالآخرون لا يعرفون كيف خسر اللاجئون كل شيء”. وعلى الرغم من التجارب الصعبة، تحلم الأختان بالعودة إلى الوطن. وتشاركنا يسرى حنينها فتقول: “بالطبع أنا أحب سوريا، هي وطني في النهاية، ولم نفكر قبلاً بمغادرتها. أحببنا حياتنا وأصدقاءنا هناك، ومهما اشتكى الإنسان من وطنه، لا يتخلى عنه”. وتتابع يسرى: “لا أعرف إن كان بمقدوري العيش هناك مرة أخرى، لأنني سأضطر إلى البدء من الصفر مرة أخرى، لكنني أريد العودة وزيارة الوطن، إلا أن الحرب استمرت طويلاً…”

إطلالة يسرى: خاتمين من تشكيلة Tiffany Knot بتصميم مزدوج من الذهب الأصفر والوردي، وخمسة أساور من تشكيلة Tiffany Lock من الذهب الأصفر والأصفر والأبيض، والوردي والأبيض، والوردي، مرصعة بالألماس بشكل دائري أو نصف دائري ومزينة بقفل. فستان من علامة Loewe. إطلالة سارة: سترة من علامة Loewe، وسوارين من تشكيلة Tiffany Lock من الذهب الوردي، والوردي والأبيض مرصعان بالألماس بشكل دائري أو نصف دائري. السعر عند الطلب. سترة من علامة Bottega Veneta. السعر عند الطلب.

الآفاق المستقبلية

عُرض فيلم السباحتان The Swimmers لأول مرة في الحفل الافتتاحي لمهرجان تورنتو السينمائي 2022، بعد العديد من الحملات والجولات الدعائية والمقابلات، وبعد تصدر البطلتين غلاف مجلة عربية لأول مرة في مجلة هاربرز بازار العربية.
وعُيّنت يسرى كأصغر سفيرة للنوايا الحسنة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2017. وتخطط، إلى جانب دراستها، لإطلاق مؤسستها الجديدة في عام 2023 في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا. ويشرق وجه سارة بالسعادة عندما تتحدث عن آمالها المستقبلية: “أخطط حالياً لحملةٍ بخصوص محاكمتي. وأرغب في المستقبل بدراسة تصميم الأزياء أو الفنون الجميلة، ولكن قضيتي تأخذ كل وقتي الآن فلا أستطيع القيام بشيء حتى تثبت براءتي”.
وابتسمت يسرى عندما أخبرتنا عن عامها الحافل بالإنجازات والمقابلات الصحفية حول إطلاق الفيلم، وعن حصولها على جواز السفر الألماني. وأجابت الشقيقتان بإجابتين مختلفتين عند سؤالهما حول رأيهما بفرص نجاتهما لو لم يكونا سباحتين ماهرتين. وبينما أجابت يسرى بالإيجاب، عارضت سارة رأيها وقالت: “لو لم نكن سباحتين ماهرتين لاختلف قرارنا وفرص نجاتنا. كانت أمي خائفةً جداً، ولكننا وضعنا ثقتنا في مهاراتنا في المياه.

أقراط من الذهب الأصفر المرصعة بالألماس من تشكيلة Tiffany Knot، إسوارة Tiffany Elsa Peretti® العريضة من الفضة الاسترلينية، وخاتم بتصميم مزدوح من الذهب الأصفر المرصع بالألماس، إضافة إلى خاتم من الذهب الأصفر وآخر من الذهب الوردي المرصع بالألماس، جميعها من تشكيلة Tiffany Knot، وخاتم بالذهب الأصفر المرصع بالألماس من تشكيلة Tiffany T1. السعر عند الطلب. 
سترة وكنزة وتنورة من علامة Ermanno Scervino. السعر عند الطلب.

ولذلك، نجحنا في تجاوز أصعب العقبات خلال الرحلة. لم نكن لنغادر سوريا لو لم نكن واثقتين بقدراتنا”. وأصرت يسرى على رأيها، فقالت لأختها: “بادرتِ بالقفز في المياه لأنك شجاعة. ونستطيع النجاة حتى بدون مهاراتنا لأننا عنيدتان، ولم نكن لنستسلم بسهولة. ويعد القرار أكثر جنوناً في هذه الحالة بالطبع، ولكن قرارك بالقفز إلى المياه ما كان ليتغير لأنكِ جريئة وشجاعة”. ويبدو أن يسرى محقة في رأيها حول كل ما نجحوا في تحقيقه بالعزيمة والتصميم.

اقرؤوا أيضاً: يسرى مارديني… تهرب من الحرب في سوريا لتصبح سباحة أولمبية وكاتبة وسفيرة لدى الأمم المتحدة

رئيسة التحرير: أوليفيا فيليبس إخراج فني: أوسكار يانيز مسؤول الإنتاج: ستيف هوكر تصفيف شعر: إيدواردو برافو مكياج: أليسون فيتواكي. مساعد تصوير: دانيال كاباروس 

No more pages to load