يوم من حياة إيلي صعب..دعونا نغوص في المعنى الحقيقي للإبداع والحرفية

في عالم الموضة، وبالتحديد لدى محررين الأزياء، عندما يتم ذكر اسم إيلي صعب سريعًا ما يستجيب عقلنا الباطن ليذكرنا بأجمل التصاميم التي شاهدتها منصات العروض. نتذكر الأقمشة الحريرية الناعمة، واللون الوردي بدرجاته الفاتحة. فالمصمم اللبناني الذي بدأت مسيرته الفنية بروما ليكون أول مصمم عربي يعرض مجموعاته ضمن أسبوع الموضة في ميلانو، دائمًا ما يبرع في ترجمة مفهوم الأنوثة من خلال تصميمات أزياء فاتنة.

وبرغم شهرته التي حققها عام 2002 عندما ارتدت الممثلة الأمريكية هيلي بيري من مجموعاته أثناء فوزها بأفضل ممثلة في حفل جوائز الأوسكار وحتى يومنا هذا، لا يحب صعب الأضواء والحديث عن نفسه كثيرًا، وهو ما يجعل محبين الأزياء دائمًا لديهم نفس الشغف للتعرف أكثر عن حياة مصممهم المفضل.

ألقوا نظرة على: بالصور..فستان رجوة آل سيف يصور الحسن الملكي الفاتن

وهنا نجحت بازار العربية في قضاء يومًا كاملًا مع المصمم اللبناني إيلي صعب لنتعرف عليه أكثر من أي وقت مضى

صباح باكر جدًا

الساعة ٦ صباحًا. أستيقظ عند السادسة صباحاً ولكنني لا أنهض من السرير قبل الساعة السابعة فأن أعرف أنني ما إن أنهض من السرير حتى يبدأ النهار الطويل والكثير الانشغالات، لذا فإن هذه الساعة ثمينة بالنسبة إليّ. يصل مدربي الخاص عند الساعة 8:15 صباحاً فأمارس التمارين لمدة ساعة على البساط المتحرك مع استخدام آلات تمارين الظهر والعضلات.

الساعة 9:15 صباحًا. لست مهووسًا بالمنتجات أو العلامات التجارية الفاخرة، فلحمامي، يجب أن تكون المنتجات طبيعية وخالية من العطور والصابون. استخدم أنواعًا متعددة من العطور التي أبدّل في ما بينها ولكنني وفي العطرلو إغويست بلاتينيوم من شانيل، ولو أو ساڤاج إكستريم من ديور، وأكوا دي بارما ولا كوليكسيون ديه إيسانس من إيلي صعب، كما أضع عطر فيتيڤر في فصل الصيف وأمبر في الشتاء.

لا تهمني جلسات العناية بالوجه، ولكن تدليك الجسم هو من الضروريات. لست مهووساً بنفسي، بل في الواقع أركّز على رفاه الآخرين. كما لا يهمني ما أرتديه. أجد الأمر غريباً فعلاً عندما تكون في مجال تعمل فيه طوال أشهر لابتكار مجموعة أزياء للنساء اللواتي يمضين ساعات عادة لاختيار ما سيرتدينه؛ في حين أنك تحتاج إلى بضع دقائق فحسب لتقرر ما سترتديه بنفسك. يمكنني وصف أسلوبي بالأساسي وغير المتكلّف.

اقرؤوا أيضًا: المصمم اللبناني إيلي صعب يصبح جداً للمرّة الأولى

أسلوب إيلي صعب الخاص

رغم أنني محاط بتشكيلة متنوعة من الألوان الزاهية والتطريزات الفاخرة والتصاميم المزخرفة بالخرز، إلا أنني شخص كلاسيكي يفضل الألوان الأساسية كالأسود والأزرق والأبيض والرمادي. في أيام الأسبوع، أعتمد على ارتداء قميص من إرمينيجيلدو زيجنا بلون واحد، وسروال جينز من برادا، وحذاء من تودز. وللمناسبات والاجتماعات، أضيف سترة من زيجنا لإكمال الإطلالة. أما في عطلة نهاية الأسبوع، فأعتمد على الملابس العادية مثل قميص قطني من دولتشي آند غابانا مع حذاء رياضي من نايكي أو برادا. أنا معجب بتصاميم واي إس إل وإيرميس وأفضل ارتداء البدل المصممة حسب الطلب من لانفان وإرمينيجيلدو زيجنا. أنا مهتم بجمع الساعات وقد يؤثر مزاجي في اختياري بين ساعات باتيك فيليب وأوديمار بيغيه ورولكس.

الساعة 9:30 صباحاً، أتناول الفطور برفقة أفراد عائلتي دوماً، أي زوجتي كلودين وأبنائي إيلي الابن وسيليو وميشال. وبرأيي، يجب أن يكون الفطور غنياً بالألوان ومتنوعاً ومقدّماً بطريقة جيدة. لست من الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الطعام لذا يكون الفطور صحياً عادة، ومن الضروري توفر الفواكه. كما أحب تناول شرائح الجبن أو اللبنة وأحياناً البيض المقلي. أنا معتاد شرب القهوة مرتين. المرة الأولى في الصباح، عندما أشرب فنجاني قهوة تركية، وأستمع إلى الموسيقى فيما تبرد القهوة – أحب فيروز- وأقرأ الصحيفة اليومية المحلية مثل لو فيغارو، ذا تايمز أو لوريان-لوجوربحسب البلد الذي أكون متواجداً فيه. وخلال النهار أحتسي كوبي قهوة أمريكية. من الممكن أن أضيف القليل من الماء ولكن نادراً ما أنهيها. العثور على فنجان قهوة على مكتبي خلال النهار بات من الطقوس المعتادة.

كيف بدأ ايلي صعب؟

الساعة 10 صباحاً. أسرع إلى مكتبي من أجل الجلسة الصباحية لاستجماع الأفكار وعرضها. وليست بمصادفة أن يكون مقر عملي ومنزلي في المنطقة نفسها، فأقود السيارة لمدة 10 دقائق فحسب. في بيروت، أقيم في منطقة الجميزة ومكتبي في وسط المدينة، أما في باريس، فتقع شقتي ومكتبي في الدائرة 16.

أول عمل أقوم به هو إطفاء المكيّف، فأنا لا أحبه كثيراً، ثم أتفقد جدول أعمالي للنهار، وألقي التحية على فريق العمل، وأتفقد الأثواب ثم يتبع ذلك لقاءات واجتماعات وورش عمل ومواعيد لتصميم الأثواب.

بالكاد يمكن العثور على مسار وطريق واضح عبر المكتب، بوجود تماثيل العارضات، ولفافات القماش ونماذج التطريز وألواح التصاميم والصور، والرسومات المنتشرة في أرجاء المكتب. فالوضع منهمك دائماً بوجود فرق الابتكار ورؤساء المشاغل ووحدات الأكسسوارات والصحافيين والمشاهير…

فإن كان مكتب إيلي صعب يضجّ بالحياة، فالطاقة أكبر. عندما تحظى بموظفين يعملون لديك منذ أكثر من 10 أعوام، هذا دليل جيد على أنك مدير ورب عمل ناجح. نعمل عادة 10 ساعات في اليوم، وأكثر من 15 ساعة أثناء فترة العروض؛ ما ينشئ رابطاً قوياً بيننا وتسود روح عائليّة.

الساعة 11 صباحاً. أجهل عدد الرسائل الإلكترونية التي تصلني في اليوم الواحد، يجدر بك سؤال مساعدتي الشخصية التي تطلعني على المستجدات مرتين في اليوم بشأن الطلبات المهمة.

لا أردّ سوى على المكالمات الطارئة فيما أتنقل من اجتماع إلى آخر. أحب أوجه عملي كافة ولكن ما يزعجني هو عدم قدرتي على التحكم بجدول أعمالي ومواعيدي. فهو مشحون جداً لدرجة أنه لا يمكنني تكريس لحظة لبعض المهمات المعينة من دون أن يقاطعني شيء. وبما أني كثير التنقّل، أجد تطبيق واتساب أداة رائعة للبقاء على اطلاع على تقدمّ العمل في الورشة. فأفراد فريق عملي يتشاركون الصور والرسومات والتطريزات المفصّلة باستمرار لأتمكن من الموافقة على التصاميم والرسومات سريعاً.

أنا كثير التنقّل بين البلدان ولا أمضي أكثر من أسبوع في بلد واحد، فأتنقل بين باريس وبيروت ولندن وجنيف والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا…  أستلهم من كل ما يلفت الانتباه، سواء من كتاب أو لوحة أو منحوتة. وقد يبدو الأمر غريباً، ولكن أكثر الأمور المخيفة يمكن أن يطلق إبداعاً. ولكن تبقى المرأة مصدر إلهامي الأساسي لأنني أطمح إلى إظهار كل امرأة بشكل جميل. أحب المرأة التي تتمتع بشخصية مميزة وثقة بالنفس، بغض النظر عن سنها وشكلها الخارجي أو حجمها.

اقرؤوا أيضًا: أجمل فساتين إيلي صعب التي اختارتها النجمات في مهرجان كان السينمائي 2023

ساعات الاسترخاء في حياة إيلي صعب

الساعة 1:30 بعد الظهر. لحظة الاسترخاء الوحيدة التي أحظى بها هي أثناء تناول الغداء، ولكنني لا أكون بمفردي أبداً. بل في الواقع، أحتاج إلى أن يكون برفقتي أشخاص أثناء تناولي الطعام وعادة ما يكونون زملائي لنتمكن من مناقشة المسائل المتعلقة بالأعمال. أنا محظوظ لأن أمي تدللني وترسل الطعام إلى مكتبي مثل طبق الكبة بلبن. وفي باريس، الطاهي الخاص بي  الذي يسافر معي يقدّم مجموعة متنوعة من الأطباق. أحب البدء بسلطة السرطان تتبعها أطباق لبنانية مثل الصيادية أو البرغل. أعشق الحلوى، مثل قالب الحلوى بالجبن “تشيز كيك” ولكنني أبذل جهدي لئلا أرضخ للإغراء. لست مهووساً بالحمية، ولكنني أحاول أن أحافظ على صحتي، على الرغم من أنني أفرط في تناول الطعام أحياناً عندما يأسرني إغراء ما.

أحب المرأة التي تتمتع بشخصية مميزة وثقة بالنفس، بغض النظر عن سنها وشكلها الخارجي أو حجمها

تم الإعلان عن عارضة الأزياء الألمانية توني غارن كالوجه الجديد لعطر إيلي صعب الجديد  Le Parfum 

الساعة 5:30 بعد الظهر. في فترة بعد الظهر، آخذ استراحة القهوة، وأتناول بعض الفواكه وأتصفح المجلات العالمية مثل هاربرز بازار، دبليو أو هولا. وبعد اجتماع آخر، أخضع لجلسة تدليك عادة، نظراً إلى كون أيامي مليئة بالتوتر ومتعبة، لذا أحب الاسترخاء والانفصال عن وسائل التواصل تماماً. في باريس، أقصد فندق فور سيزونز، وعندما أكون في بيروت، يأتي إليّ معالجي ليقدّملي جلسك تدليل مخصخصة. أسيبدو الأمر غريباً إن قلت إن عملي هو هوايتي؟ هذا هو الوضع تماماً.

فأنا أبحث عن إلهام دوماً وأتفقد أحدث الصيحات والموضة وأفكر في أثواب مختلفة. لذا، فحتى لو حظيت بيوم إجازة، أعمل، وإلا فسيبدو يومي وكأنه لا ينتهي وسأشعر بالاستياء. الساعات الأربع والعشرين لا تكفي البتة لإتمام النهار. ولكن حتى ولو كان اليوم أطول وفيه ساعات إضافية، ما كنت لأكتفي.

شاهدوا أيضًا: الملكة رانيا مغرمة بـ فساتين سواريه من إيلي صعب..وهذا هو الدليل

الساعة 8:00 مساءً. أغادر عادةً حوالى الساعة 8 مساءً، وإنما قبل تقديم المجموعات، لا أغادر قبل الساعة 2 فجراً. أقرّ بأنني مدمن العمل، والتواجد مع فريق عملي يمدّني بمزيد من الطاقة ويجعل إنتاجيتي أفضل. إذ كنت لأشعر بذنب كبير لو أنني أعطيتهم أفكاري وتركتهم يعملون طوال الليل من دون مساعدتهم. عندما لا يكون لدي مشاريع، أعود إلى المنزل، وأجري بعض المكالمات مع العائلة والأصدقاء، وأتناول عشاءً خفيفاً كسندويش حلوم مشوي وسلطة، وأشاهد التلفزيون قليلاً- قناة Fashion TV أو الكوميديا، ومن ثم أخلد للنوم.

أستمتع بفكرة التواجد في السرير عند الساعة 10 مساءً. أما إذا كان لدي مواعيد عشاء أو مناسبة اجتماعية، أتوجه إليها مباشرة من المكتب لأحافظ على طاقتي. أتلقى دعوات عديدة ولكنني لا ألبي سوى البعض منها. عندما أتأخر في العمل لليال متعددة، يتوقف جسمي عن العمل بالشكل الصحيح وأتعب بسرعة. لذا أفضل اللقاءات الضيقة برفقة مجموعة مقربة من الأصدقاء. فبعد يوم طويل، تكون هذه المجموعة أفضل طريقة للترفيه عن النفس. أحب استضافة أصدقائي في المنزل أو الذهاب إلى أماكن للاسترخاء مثل  Hotel Costes في باريس أو Balthus في بيروت. نقيم أنا وكلودين لقاءً أسبوعياً مصغراً في المنزل و10 حفلات كبيرة كل سنة.

الساعة 10 مساءً. الكتب والروايات ليست رفيقة إيلي صعب عند ساعة النوم، فعندما أخلد للنوم هذا يعني أنني سأنام مباشرة. وإنما لدي مكتبة ضخمة مليئة بكتب التصميم والهندسة المعمارية والأزياء والموضة في غرفة المعيشة وأستمتع بقراءتها في أوقات فراغي. كتابي المفضل هو The Fountainhead لآين راند. أنزعساعتي وأضع هاتفي على وضعية الصامت، وأتلو صلاة صغيرة ومن ثم أغفو. لا يتوقف ذهني عن التفكير، لذا أتفقد هاتفي أحياناً في حالات الطوارئ وأنتهز الفرصة للتأكد من أن لا أحد من أفراد عائلتي الذين يعيشون في الخارج يحتاج إلى شيء. سر الاستيقاظ والشعور بالانتعاش والتجدد يدلّ على نوعية النوم وجودته. وأكون ممتناً إذا حظيت بأربع ساعات نوم متواصلة من دون انقطاع.

– بحسب ما أخبره لإميلي باكستر

شاهدوا أيضًا: فساتين إيلي صعب ٢٠٢٢ امتزاج من السحر والطبيعة