بريانكا شوبرا تتصدر غلاف هاربرز بازار العربية أن رزقت بطفلتها الأولى

كان من المفترض أن يدور لقائي مع بريانكا شوبرا جوناس حول المجوهرات، فهي سفيرة لعلامة Bvlgari والوجه اﻹعلاني لتشكيلتها الجديدة من المجوهرات الفاخرة التي تحمل اسم “جنة”، لكن بدت النجمة الهندية في لحظة جلوسنا سويةً مستغرقة بالتفكير. وهو أمرٌ مفهوم، نظراً لأنها كانت تنتظر وﻻدة طفلتها اﻷولى من زوجها الموسيقي نيك جوناس بالاستعانة بأم بديلة بتاريخ 15 يناير. 

وأعلن الزوجان الخبر في وقتٍ واحد عبر حسابيهما على إنستقرام، ليشكل مفاجأة كبيرة لمتابعيهما الذين يبلغ عددهم مجتمعين 105 مليون شخص. وعندما أستعيد مقابلتي مع شوبرا، أرى أنها كانت مليئة بعلامات تشير إلى أن الزوجين كانا يستعدان لاستقبال فرد جديد في عائلتهما منذ مدة ليست بالقصيرة، بدءاً من الجو العام للحديث ومروراً بلفتات بريانكا الخفية وليس انتهاءً بالطابع العميق الذي طغى على أجوبتها. أدرك الآن المعنى العميق لكل هذه التفاصيل، إذ كان الحديث يعود بنا مراراً إلى مفهومَي الحب والسلام، وما تعنيه هاتان الحالتان الساميتان لبريانكا، وكيف تتطلع إلى تجسيدهما في حياتها. 

وحول ذلك، قالت نجمة بوليوود: “مع الفوضى التي أثارتها الأزمة الصحية حول العالم، تتضح اﻷهمية الكبرى للسلام في يومنا هذا أكثر فأكثر، وقد أصبح الوصول إلى حالة من السلام هدفي اﻷول في الحياة. وهذا كلّ ما أسعى إليه، إذ أبحث عن أشخاص مسالمين ومحبّين، وأرغب بأن أحيط نفسي بالفرح والضوء. هذا ما أصبحت أتطلع إليه، فقد تركت هذه الفترة في نفسي تأثيراً عميقاً مثل معظم الأشخاص، حيث لم أعد قادرة على مجاراة السرعة والفوضى في هذا العالم، وأريد أن أعطي اﻷولوية للأشياء التي تحمل أهمية حقيقية”. 

لطالما كانت العائلة من أهم الأولويات بالنسبة لبريانكا، وفي أواخر عام 2019، قامت مع زوجها بشراء منزل رائع تبلغ مساحته 20 ألف قدم مربع، قُدر سعره بـ 20 مليون دوﻻر أمريكي (ما يعادل 73.5 مليون درهم إماراتي)، وذلك في وادي سان فيرناندو في وﻻية كاليفورنيا اﻷمريكية؛ وقد كانت العائلة العامل الرئيسي الذي لعب دوراً في اختيار هذا المنزل ومن ثم تجديده. وتوضح شوبرا: “بنينا المنزل الذي نحلم فيه، المنزل الذي يتسع لكل ما هو مهم في حياتنا، لذا فإنني أشعر بأقصى درجات السلام عندما أكون في المنزل”. ويضم المنزل مسبحاً مفتوحاً وسينما منزلية، كما هو شائع في منازل نجوم هوليوود، فضلاً عن صالة بولينج بمسارين وصالة ألعاب وملعبٍ مغلق لكرة السلة، ما يدلّ على حرص بريانكا الكبير على تجهيز منزلها لاستقبال الزوار من العائلة الكبيرة، وفي مقدمتهم أقرباء ابنتها الكُثر.

“لم أعد قادرة على مجاراة السرعة والفوضى في هذا العالم، وأريد أن أعطي اﻷولوية للأشياء التي تحمل أهمية حقيقية”.

وحول طفولتها، قالت بريانكا: “دائماً ما كنت أشعر بأنني محبوبة للغاية، وأنا محظوظة لكوني أستطيع أن أقدم هذه اﻹجابة على سؤالك. لم يكن والداي وحدهما من ربياني، بل شارك في تربيتي أجدادي وخاﻻتي وأخوالي وعماتي وأعمامي، إذ كان والديّ يدرسان الطب عندما أنجباني، لذا فكنت أتنقل من عائلة إلى أخرى، وكنت دائماً ما أشعر بالدعم والحب في حياتي، وأعتقد أن هذا منحني إحساساً بالتوازن في علاقاتي بدرجة كبيرة”. 

وﻻ شك بأن نشأة شوبرا المحاطة بالحب قد منحتها الشجاعة والثقة لدخول عالم مسابقات الجمال وهي ﻻ تزال في سنوات مراهقتها، وذلك بتشجيع من أمها وشقيقها، لتُتوج بلقب ملكة جمال الهند ومن ثم ملكة جمال العالم عام 2000، وهي الجائزة التي فتحت لها أبواب بوليوود. هناك، أثبتت شوبرا جدارتها كممثلة، وتحدت الصورة النمطية لـ “الفتاة المطيعة” من خلال تجسيدها لأدوار تشكل تحدياً بالنسبة لها لا على الصعيد الفني وحسب، بل الجسدي والعقلي أيضاً. 

هكذا، تعلمت بريانكا اللغة التاميلية من أجل دورها في أول أفلامها Tamizhan، ثم تعلمت المراثية من أجل فيلم Kaminey، ثم لعبت بطولة فيلم Aitraaz كفتاة تجيد الخداع والغواية، وهو ما كان يُعد دوراً جريئاً في ذلك الوقت لممثلة شابة في مقتبل العمر. أما في فيلمي Don وMary Kom، فقد جسدت بريانكا دور ملاكِمة هندية حقيقية، لتخوض تحدياً جسدياً كبيراً تمثل في أدائها للمشاهد الصعبة بنفسها، وإحداثها تغييراً في مواصفاتها الجسدية لتتلاءم مع الدور. وساهم هذا التنوع الغني في أدوارها بجعلها من أبرز نجوم شباك التذاكر في الهند.

وحول هذا، قال لو روتش، أحد أشهر خبراء الموضة في هوليوود، والذي عمل مع بريانكا في أكثر من مناسبة: “إنها رائعة حقاً، فهي في منتهى الذكاء والجمال في آن معاً، وأعتقد أنها إحدى أذكى النساء اللواتي التقيتهن في حياتي”. 

هذا الذكاء دفع بالنجمة إلى اتخاذ قرار جريء بطرق أبواب هوليوود، بينما كانت في أوج شهرتها في الهند، لتأتيها أولى الفرص الكبرى عام 2015 من خلال بطولة مسلسل Quantico على شاشة ABC، والذي جسدت فيه دور المتدربة آليكس باريش في مكتب التحقيقات الفدرالي. وأحدث المسلسل ضجة إعلامية كبرى، كونها المرة الأولى التي تلعب فيها ممثلة هندية أو جنوب آسيوية دور البطولة في مسلسل درامي أمريكي. وبعدها، توالى ظهور النجمة في عددٍ من الأفلام الأمريكية، جسدت من خلالها أدواراً صغيرة من حيث الحجم لكن تحمل قيمة فنية كبيرة، أبرزها Baywatch وA Kid Like Jake وIsn’t It Romantic. وأحدث هذه الأدوار جاء من خلال فيلم The Matrix Resurrections، والذي لعبت فيه دور شخصية ساتي من السلسلة الشهيرة بعد أن كبرت.

وحول هذه التجربة، قالت شوبرا: “أذكر بأنني شعرت بالحيرة عندما شاهدت The Matrix، وقلت لنفسي كيف فعلوا ذلك؟ غيّر هذا الفيلم نظرتنا إلى السينما، كما غيّر دور التكنولوجيا في السينما، لذا أشعر بحماسة كبيرة لكوني سأقدم مساهمة، مهما كانت بسيطة، في هذا العمل، وأكون جزءاً من هذا الطاقم المذهل. أتذكر أول مرة أتيت فيها إلى موقع التصوير، وكان طاقم التصوير بأكمله واقفاً أمامي، شعرت بالذهول… تراجعت للحظة وجلست في الكرسي المخصص لي لأستجمع قواي، بعدها عدت إلى موقع التصوير وأنا أقول لنفسي لا تتصرفي كالمعجبات المهووسات هنا يا بري”.

“أكثر ما يشعرني بالحب هو النظر في وجه أمي، فعندما تتابع أياً من نشاطاتي ترتسم على وجهها نظرة ’الأم الفخورة‘”.

وتجدر الإشارة إلى أنّ شوبرا لا تنتظر قدوم العروض إليها، بل أخذت زمام المبادرة لتبحث عن الحكايات التي ترغب بروايتها. هكذا، أسست شركة الإنتاج Purple Pebble Pictures بالاشتراك مع والدتها، د. مادو شوبرا (توفي والد بريانكا د.آشوك شوبرا عام 2013، لذا قامت بوشم جملة “Daddy’s Little Girl” كما كتبها بخط يده على ذراعها.) ولعبت شوبرا حتى الآن بطولة فيلمين من إنتاجها، هما The Sky is Pink عام 2019، وThe White Tiger عام 2021 والذي ترشح لنيل جائزة الأوسكار، وهو مقتبس عن رواية آرافيند أديجا التي تتناول النظام الطبقي في الهند. إضافة إلى ذلك، وقعت شركتها صفقة لعرض مسلسلها الجديد Citadel عبر منصة أمازون، حيث يشاركها البطولة ريتشارد مادن في مسلسل مشوق تدور أحداثه في عالم الجواسيس الدوليين. ولا شك في أن شوبرا ستستفيد في أداء هذا الدور من رصيدها الغني بالمهارات اللغوية والمشاهد الصعبة، والذي بنته خلال مسيرة شملت أكثر من 80 ظهور تمثيلي حسب موقع IMDB. 

وتشعر بريانكا بحماسة خاصة لواحد من هذه الأدوار على وجه التحديد، وهو دور البطولة القادم في فيلم الكوميديا الرومانسية Text For You، والذي يشاركها بطولته سام هيوجان. وتلعب بريانكا في الفيلم دور الخطيبة المفجوعة، والتي تواصل إرسال الرسائل النصية للرقم السابق لخطيبها المتوفي، لينتهي بها المطاف بالتعرف على الرجل الذي حصل على الرقم. وإلى جانب كونه أول بطولة لها في أفلام الكوميديا الرومانسية في هوليوود، فإن الفيلم سيشهد ظهور نجمة أخرى للمرة الأولى في عالم التمثيل. هذا ما أفصحت عنه شوبرا بالقول: “ستكون بداية سيلين ديون في عالم التمثيل معي في الفيلم الذي ألعب بطولته! إنها خفيفة الظل للغاية، كما أنها ممثلة مذهلة، ولذا أعتقد أن عليها أن تكرر هذه التجربة. أنا أعشق أفلام الكوميديا الرومانسية، وقد لعبت البطولة في العديد من هذه الأفلام في بوليوود، إلا أن الفرصة لم تسنح لي حتى الآن في أمريكا”.

وتُظهر مسيرة بريانكا الفنية الغنية مدى طموحها وقدرتها على تحديد أهدافها بدقة ووضوح، إلا أن فترات الإغلاق خلال الأزمة الصحية، والتي اضطرت خلالها للبقاء في المنزل بصحبة زوجها، جعلتها تتأمل نفسها بعمق، وتفكر في ما تريد تحقيقه فعلاً في حياتها في هذه المرحلة من مسيرتها الفنية، حيث أثمر هذا التأمل عن كتاب جمعت فيه مذكراتها، وحمل عنوان Unfinished، والذي حقق أعلى المبيعات لـ New York Times العام الماضي.

وأكدت شوبرا بأنها واجهت صعوبة كبيرة في إنجاز الكتاب، قائلة: “لقد كانت تجربة مخيفة، ففي العديد من المرات شعرت بأنني لن أستطيع القيام بذلك. ولم أكن أريد للكتاب أن يكون مجرد تكرار لما سبق وقلته في مقابلاتي، بل أردته أن يكشف حقائق لم أتطرق إليها من قبل، وقد كان ذلك مرعباً. عندما كنت أكتبه، قلت لنفسي: ’يا للهول، سيكتشف العالم أعمق مخاوفي ونقاط ضعفي وتجاربي الفاشلة‘، أي كل الأشياء التي لم يسبق لي أن أفصحت عنها للجمهور. وقد كنت مضطرة كامرأة، كسائر النساء، أن أضع على وجهي قناعاً يوحي بالقوة وأجد ملجأً أحتمي به لأستطيع النجاة، وخاصة مع عملي في فضاء عام كممثلة أنثى، وهو أمر ليس بالسهل. لذا أعتقد أنني طورت نوعاً من الدرع أو الجدار لأحمي نفسي، لكن عندما ألفت الكتاب تخليت عن حذري، وربما يعود ذلك لكوني تجاوزت الـ 35 من العمر، ما جعلني أكثر صلابة وثقة بنفسي كامرأة”. 

ولطالما كان تمكين المرأة محط اهتمام ونشاط بريانكا، وهو التزام سيكتسب المزيد من التركيز من خلال تربيتها لطفلتها. وتُعد سنواتها الطويلة من العمل مع اليونيسيف والسفر حول العالم دعماً لقضاياها تجسيداً لجهودها للارتقاء بواقع المرأة، وخاصة الفتيات في الهند، وهو ما ساهم في صياغة موقفها من العالم. وهذا ما عبرت عنه شوبرا بالقول: “قبل أن أصبح سفيرة عالمية لليونيسيف، لعبت دور السفيرة المحلية للمنظمة في الهند لمدة قاربت العشر سنوات، وتطوعت قبل ذلك في المنظمة لأنني أجد العمل الذي تقوم به مؤثراً وكفيلاً بإحداث تغيير جذري”. 

وأضافت بريانكا: “كانت أمي دائماً ما تقول لي أن هناك دوماً من يمر بظروف أسوأ مني، مهما كانت ظروفي أنا سيئة. كانت هذه طريقة التفكير التي نشأت عليها، إلا أن هذه الرحلات التي قمت بها غيرتني كلياً، وجعلتني أشعر بأنني مفيدة للعالم. وأسعى لاغتنام هذه المنصة المذهلة التي أتيحت لي لكي أسلط الضوء على رسالة سامية، وأحرص على وصولها إلى الناس بدلاً من أن تضيع دون أن تجد من يسمعها. وأشعر أنني أحمل رسالة أو أداة لتحقيق هدف سامٍ، وبأن دوري مع المنظمة قد ترك فيّ أثراً كبيراً وأحدث تغييراً جذرياً، لذا فأنا محظوظة إلى أبعد الحدود بأدائي لهذا الدور”. 

وماذا عن مجوهرات Bvlgari التي أردنا أساساً الحديث عنها؟ حتى قرار شوبرا بالتعاون مع العلامة تأثر بوجود امرأة تشغل منصب المدير الإبداعي، وهي لوتشيا سيلفيستري التي تقود رؤية Bvlgari منذ أكثر من 40 عاماً، فيما شكل التعاون بين لوتشيا وسمو الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان في تشكيلة “جنة” عاملاً جذب النجمة للمشاركة في هذا المشروع. وتوضح شوبرا: “الأمر الذي يثير حماستي هو أن هذه التشكيلة هي ثمرة عمل سيدتين مذهلتين ومؤثرتين تجسدان مثالاً للإبداع والاستقلالية والنزاهة وأتطلع إليهما بإعجاب وتقدير. وأعتقد أن التشكيلة تحمل بوضوح بصمات المرأة القوية والمتمكنة”. 

ونظراً لحالة التأمل العميق التي بدت عليها بريانكا خلال المقابلة، فقد وجهت إليها سؤالاً أخيراً حول الحب: ما هو المكان الذي تشعر فيه بأعلى درجات الحب والسلام؟ “أكثر ما يشعرني بالحب هو النظر في وجه أمي، فعندما تتابع أياً من نشاطاتي ترتسم على وجهها نظرة ’الأم الفخورة‘. وأحياناً ألمس هذا الشعور من الفريق الذي يعمل معي، إذ أرى هذا التعبير في وجوههم خلال بعض محادثاتنا، وكذلك زوجي. إنها مجرد لفتة صامتة، ليس عليهم أن يقولوا أي شيء، تكفي هذه النظرة وهذا التعبير الذي يرتسم على وجوههم، ولذا لا بد أن أقول أنني شعرت بمحبة كبيرة طيلة حياتي”. 

ومنذ 15 يناير، اكتشفت بريانكا أخيراً أعمق وأثمن نوع من أنواع الحب – حب الأم لابنتها، وأعتقد أنها قد أتقنت منذ الآن رسم تعبير “الأم الفخورة” على وجهها. 

فريق العمل

رئيسة التحرير: أوليفيا فيليبس، نائبة رئيسة التحرير: جيسيكا ميشو، تنسيق أزياء: آنا كاستان إخراج فني: أوسكار يانيز، المدير الإبداعي: مارن شوارتز، تصفيف شعر: جياناندريا، مكياج: ماسيمو سيريني، إنتاج: جيسي فورا، تصوير: الأخوان موريلي، تنسيق الإطلالة: لو روتش.