
وجه الجيل الجديد: دينا الخضري تتألق على غلاف هاربرز بازار السعودية
تستخدم نجمة غلاف هاربرز بازار السعودية وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الشمولية وقبول الذات لدى محبيها
بـدأتُ حواري مع دينا بدون أي توقعات مسبقة، وخلال بداية الحوار عرفت أننا ولدنا في نفس اليوم، بفارق 18 عاماً، وأثار ذلك اهتمامي لأن أعرف أثر هذه السنين على تشكيل أفكار الجيل الجديد من الشباب.
كانت بدايات عارضات الأزياء في السابق تحدث بمحض الصدف، حيث اكتُشفت العارضة كيت موس بالصدفة في مطار جي إف كي في نيويورك، بينما اكتشفت العارضة كريستي تورلينغتون أثناء ممارسة ركوب الخيل، فيما كانت ناتاليا فوديانوفا تبيع الخضروات في إحدى القرى الروسية قبل أن تلتقط صورتها عدسة مصور، وتظهر بعد ذلك على صفحات المجلات العالمية.

ولكن ذلك الطريق أصبح ممهداً في الوقت الحالي، إذ أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأساسية للبحث عن المواهب الجديدة في عرض الأزياء، ويمكن أن نقول أن العارضة الشابة دينا الخضري هي خير مثال على ذلك.

بدأت دينا الخضري بمشاركة يومياتها مع المتابعين في انستقرام، ثم انتقلت إلى منصة تيك توك في 2020 خلال انتشار فيروس كورونا، وتقول: “وجدت فيديوهاتي على تيك توك انتشاراً واسعاً لأنها طبيعية وعفوية على عكس ما ينشر في انستقرام مثلاً”، وقد جمعت دينا منذ ذلك الحين أكثر من نصف مليون متابع.
“أحب التفاعل مع المتابعين وأحب أن أكون على طبيعتي معهم، وأعتقد أن ذلك ما يحبون أن يرونه مني” هكذا تصف دينا علاقتها مع المتابعين، فهي لا تعاني مع التعليقات السلبية في الوقت الحالي، إذ تقول: “عندما يظهر تعليق سلبي في صفحتي أجد أن المتابعين يقومون بالرد عليه، ولا أجد الحاجة للتفاعل معه. كنت في السابق أنزعج وأبكي من تعليقات الناس على شكل أسناني أو على بنية جسمي النحيف وهي أشياء خارجة عن إرادتي، ولكنني تعلمت أن أحب نفسي كما أنا بدون أن أضطر لتغيير شكلي”.
ويبدو أن فكرة حب الذات وتقبل الآخرين على اختلافهم والتعايش مع هذه الاختلافات هي من الأفكار التي يتبناها جيل دينا الخضري بقوة، تقول عن ذلك: “أعتقد أننا يجب أن ندع كل شخص يمثل نفسه، لا علاقة لأي منا في اختيارات الآخرين طالما أنها لم تتسبب في الضرر لأحد. ولا يجب أن نصدر الأحكام على الآخرين بناء على اختياراتهم أو مظهرهم الخارجي”.

نشأت دينا في السعودية، لعائلة ذات أصول فلسطينية، وتقول: “لم يسبق لي أن زرت فلسطين، ولكن أهلي كانوا يحدثوني عنها كوطن لنا، وعندما كبرت، كبر حبي لها وكان لدي الكثير من الأسئلة حولها”، تضيف دينا حديثها عن الوطن قائلة: “أحب السعودية، وستبقى دوماً بلدي الذي نشأت على أرضه، ولكنني أحب أن أقدم لجمهوري محتوى عن فلسطين، وأعلمهم عن هذه الثقافة. أحب أن أظهر هذا الجانب مني بدلاً من أن أخفيه”.
تؤكد دينا أنها قريبة من أشقائها الأربعة كذلك، وتقول: “من النادر أن تجدي كلّ منا يجلس في غرفته، فنحن نجتمع دائماً كعائلة”. تعتمد دينا كلياً على أختها الكبرى زينة في إدارة أعمالها، وتربطها علاقة قوية بأخيها الأصغر، كما تظهر مع شقيقتها غِنى (المصابة بمتلازمة داون) على صفحتها على تيك توك لتجد تفاعلاً كبيراً من المتابعين، وتقول “ظهرت غِنى على صفحتي للمرة الأولى بالصدفة، وهي بطبيعتها تحب الرقص والتفاعل مع الكاميرات، وقد أحبها المتابعون للغاية وأصبحوا يطلبون ظهورها باستمرار. ربما تصبح مؤثرة بدورها في المستقبل”.
وعلى الرغم من أن دينا بالكاد أكملت عامها الثامن عشر إلا أنها قد وضعت خطة واضحة لمستقبلها، وهي أن تؤسس علامة أزياء خاصة بها. وتقول: “أعتقد أن جيلي حريص كل الحرص على تأمين المستقبل في عمر مبكر، وهذا ما لا يفهمه من هم أكبر منّا، فعندما أناقش والدتي عن أفكاري وخططي للمستقبل تقول لي أن الوقت لا يزال مبكراً”، تقول ضاحكة وتوضح أنها ترى أن البدء في العمل في عمر مبكرة يمكن أن يعطيها مجالاً أكبر للراحة والتفرغ عندما تكبر: “أحب عالم الأزياء كثيراً. تحكي لي والدتي عن إطلالات الأميرة ديانا، وأجد في إطلالاتها إلهاماً كبيراً”.

يقال أن البدايات غير العادية تقود إلى طريق غير عادي، وقد لفتت دينا في بداياتها أنظار مصممات الأزياء وخبيرات المكياج المحليات بالملامح الجذابة وبنية الوجه الفريدة، وتبعت ذلك بجلسة تصوير مميزة لغلاف مجلة هاربرز بازار السعودية، وإن كانت هذه البداية فلا يمكن ألا أن أتنبأ لها بمستقبل حافل بالنجومية و الإنجازات.
تصوير: عامر محمود. تنسيق أزياء: نور بوعز. رئيسة تحرير: أوليفيا فيليبس. محررة اللغة العربية: خلود أحمد. المدير الفني: أوسكار يانيز. مدير الأزياء: آنا كاستان. الشعر: داني حيسواني. المكياج: مانو لوسدا. مساعد المصور: جيندران جياشاندران مساعدا تنسيق الأزياء: كريستينا بوركا وإيموجين ليجراند